IMLebanon

بري يثبت الاقتراع الرئاسي بدورتين

اعتبر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن «نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم (86 نائباً)، فما دام محضر الجلسة السابقة تلي (في نيسان- أبريل 2014) وصدّق، نحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح في الدورة الأولى، ولا حاجة للإثارة واللغط». وإذ حسم بري بذلك الموقف من طريقة التصويت في الجلسة التي دعا إليها ظهر الاثنين المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، جاء موقفه رداً على تأكيد «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي يرأسه العماد ميشال عون أول من أمس، أنه يجب اعتبار التصويت في الجلسة على أنه يتم في الدورة الثانية من الاقتراع التي ينجح فيها المرشح بأكثرية النصف +1، لأن الدورة الأولى حصلت قبل سنتين ونصف السنة.

وفي باريس، قالت أوساط فرنسية مسؤولة لـ «الحياة» إنها تترقب ما إذا كان الحريري سيتمكن من تشكيل الحكومة بعد انتخاب عون رئيساً، من وزراء لديهم القدرة على إدارة البلد، لأن باريس تعتبر أن لا معنى لعقد اجتماع دولي لدعم لبنان قبل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن التعهدات بتسهيل تأليفها بحسب ما نقل إليها الحريري بعد اتفاقه مع عون، كانت «عامة».

ويعود السجال في ما إذا كانت جلسة الاثنين ستبدأ بالدورة الأولى من الاقتراع التي توجب حصول المرشح على ثلثي عدد أصوات البرلمان، خلافاً للثانية، إلى أن معارضي عون سيسعون إلى تجميع أكبر عدد من الأصوات لمنافسه رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، لإظهار وزنهم في الهيئة العامة للبرلمان عبر اجتذاب عدد من النواب الذين لا يحبذون خياره، والذين قد يعودون ويصوتون له في الدورة الثانية، انسجاماً مع التسوية التي عقدها معه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري بتأييد «الجنرال» لتبوؤ المركز الأول في البلاد.

ويراهن معارضو عون على إنقاص أصواته في الدورة الأولى، على رغم تأكدهم من حصوله على ما يفوق أكثرية النصف +1 في الثانية، خصوصاً إذا استمر مرشح «اللقاء النيابي الديموقراطي» (11 صوتاً) النائب هنري حلو في ترشحه، على الأقل في الدورة الأولى. وقال حلو أمس أن ترشحه «يستمر ما دام مفيداً لمصلحة الوطن، ويصل أو يقف إذا ما اقتضت مصلحة الوطن»، مشيراً إلى أن ذلك «يعلن في حينه»، وسط تكهنات بإمكان انسحابه في الدورة الثانية. لكن ذلك لن يحسم إلا بعد اجتماع للكتلة النيابية برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي توقعت مصادر فيها أن يلتقي العماد عون خلال الـ24 ساعة المقبلة، ويجتمع مع الرئيس بري بعد عودته من جنيف السبت المقبل، مع ترجيح دعمه الجنرال وبعض نواب كتلته.

وكرر فرنجية أمس التأكيد أنه مستمر في ترشحه بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي.

إلا أن أوساط كتلة عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع متفائلة بنجاح جهود الحريري في إنقاص عدد النواب المعترضين على انتخاب عون إلى أدنى حد. وتوقع جعجع أن تتشكل حكومة الحريري بعد أيام أو 3 أو 4 أسابيع.

وبخصوص اقتراح عقد جلسة لهيئة الحوار الوطني برئاسة بري قبل جلسة البرلمان، كما اقترح «حزب الله»، من أجل تبديد الهواجس حول حصول اتفاق ثنائي بين عون والحريري، قالت مصادر في كتلة عون النيابية لـ «الحياة» إنها تستبعد أي فكرة تؤدي إلى تأجيل جلسة الانتخاب الاثنين، وإن هناك عدم حماسة للفكرة إذا كانت لن تغير في موقف بري المعارض لرئاسة عون. وذكرت مصادر سياسية أخرى أن اقتراح الحزب تأجيل الجلسة ليومين أو ثلاثة، والذي رفضه عون، هدف إلى بذل مساعٍ لعله يتم إقناع فرنجية بالانسحاب من السباق الرئاسي لتكريس الأمر في إطار هيئة الحوار بمصالحة بين الجميع بعد إعادة الاعتبار للحوار الموسع الذي يقوده الرئيس بري في شكل يبدد اعتراضاته التي طاولت الحريري أيضاً.