IMLebanon

وزير خارجية كندا يطرح في لبنان المساعدة في ملف اللاجئين السوريين

نقل وزير خارجية كندا ستيفان ديون إلى الرئيس اللبناني ميشال عون تأكيد بلاده «مساعدة لبنان بمختلف المواضيع المطروحة، لا سيما أن كندا تشارك في مشاريع عدة، تنموية وغير تنموية»، باحثاً معه أوضاع اللاجئين السوريين وكيف يمكن كندا مساعدة لبنان في هذا الصدد.

ونقل ديون إلى عون تحيات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وأكد أهمية دور اللبنانيين في كندا. وشدد عون في المقابل على متانة العلاقات اللبنانية- الكندية، وركز «على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما ينعكس إيجاباً على مأساة النازحين». وأشار عون إلى «التنوع اللبناني الذي أصبح نموذجاً يحتذى في الدول ذات المجتمعات المتعددة». وأفاد المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي بأن الوزير الكندي أيد هذا الأمر.

وزار الوزير الكندي الموجود في لبنان منذ السبت الماضي، رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام ترافقه السفيرة الكندية ميشال كاميرون والوفد المرافق، وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة.

كما زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره، وتركز البحث على الأوضاع في لبنان والأعباء التي يواجهها جراء قضية اللاجئين السوريين والتطورات في المنطقة.

في الخارجية

وعقد ديون محادثات مع نظيره اللبناني جبران باسيل تطرقت إلى الوضع في لبنان والمنطقة والجهود الكندية في إطار إعادة توطين النازحين السوريين. وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وقال ديون إن «التعددية قوة، ولبنان يعيش هذه التعددية في إطار أصعب بكثير من ذلك الذي تعيشه كندا. إنها معركة وعلينا أن ننتصر فيها، إن لبنان يجب أن يتوقف عن النظر الى إيديولوجيات الخوف وإلى عدم الثقة بالتعايش بين المجتمعات، بل على العكس، علينا أن نظهر أنه عندما تعيش هذه المجتمعات معاً وتعمل معاً في البلد الواحد فهي تعطي نتائج أفضل. إن على كندا أن تبرهن ذلك كل يوم، وكذلك الأمر للبنان. وعلى الكنديين أن يقفوا هنا إلى جانب لبنان من أجل تحقيق النجاح. في كندا المجتمع المسيحي يعيش إلى جانب المسلم، وهما أقوياء بسبب بذلك، هذا الصراع نعيشه هنا في لبنان، وإذا تكرر نجاح هذه التجربة في دول أخرى فسنرى موجة من التفاؤل في العالم الذي هو اليوم بأمسّ الحاجة إليها».

وأشار إلى قرار الحكومة الكندية أن «انتشارنا في المنطقة سيكون أيضاً لدعم لبنان. ونحن في العراق ونعمل ما في وسعنا في ظل الوضع المزري في سورية، لكننا ندعم لبنان والأردن وتونس، إنما لبنان أساسي بالنسبة إلينا».

ولفت إلى أن لقاءات عقدها مع «القادة السياسيين والروحيين وخبراء بيئيين ومع قيادة الجيش اللبناني على الحدود لرؤية كيف يمكن كندا المساعدة، لا سيما من خلال تزويدهم الثياب المناسبة لمكافحة برودة الشتاء، واجتمعت في المخيمات الفلسطينية مع بعض اللاجئين الفلسطينيين، لأننا قدمنا المزيد من المساعدات لهم من خلال الأمم المتحدة. وزرت مخيماً للنازحين السوريين، وأوافقكم الرأي تماماً أن الحل في أن يكون هناك أمن واستقرار في سورية، وأن يتمكن الناس من العودة إلى منازلهم. وفي هذا الوقت سنقوم بما في وسعنا لمساعدة لبنان في استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين. كندا ستكون هنا وتعزز علاقتها مع لبنان، وآمل بأن يكون لديكم مجلس وزراء في وقت سريع وأن يعمل لنجاح لبنان ولتعليم العالم وتثقيفه».

وقال باسيل إنه وديون راجعا «التطورات في لبنان والمنطقة، وأعدنا تأكيد إدانتنا الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي اللبنانية والخروق الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية، ونناشد كندا دعم قرار مجلس الأمن حول البقع النفطية على الشواطئ اللبنانية. وبحثنا الأزمة سورية، ونعتقد أن الحل السياسي هو الوحيد بقيادة سورية وبما يحمي وحدتها وسيادتها. كما تناولنا العواقب السلبية للأزمة السورية على لبنان الذي وصل الى أقصى حدود قدرته على التحمل، ويجب أن تكون معالجة أزمة نزوح السوريين جزءاً لا يتجزأ من الحل السياسي، بل يمكن أن تكون سابقة للحل السياسي. والعودة الآمنة للسوريين هي الحل الوحيد ونتطلع إلى أن تتفهم كندا وضع لبنان الخاص».

ورحب باسيل بإعادة توطين النازحين في بلد ثالث باعتماد الشفافية في انتقاء قبول الأشخاص، على رغم أنها تبقى حلاً جزئياً في حالة لبنان، ويمكن أن تشكل خطراً على التكوين الديموغرافي في المنطقة، إذ يمكن أن تؤدي الى إفراغ سورية من سكانها، وعارض إعادة الهندسة الاجتماعية التي تزعزع المنطقة». وطالب بدعم كندا «جيشنا بشكل أكبر، ومواصلة الجهود للقضاء على التنظيمات الإرهابية».

وأكد رفض «إفراغ سورية من أهلها»، وطالب «بأن تكون المساعدات مباشرة للدولة اللبنانية لكي تستمر بالقيام بجهد الاستضافة».

وأمل باسيل بـ «تزايد الدعم الكندي للجيش»، فيما أشار ديون إلى أن وفداً كندياً سيزور لبنان الشهر المقبل لدراسة إعادة افتتاح خطوط طيران مباشرة بين كندا ولبنان، ما يساعد ليعود موضع ثقة».

وأعلن ديون أن بلاده» ستقدم برامج للأجهزة الأمنية اللبنانية لمساعدة المتهمين بالإرهاب الذين هم في السجون، ونحن نعمل مع بريطانيا لمساعدة الجيش المنتشر على الحدود. ولدينا لائحة من المشاريع والبرامج للسيدات اللبنانيات والسوريات. وإصرارنا هو على مساعدة من يقاوم على الخطوط الأولى ومن يواجه الضربات مثل الأردن وتونس ولبنان، وقرارنا أن تتمتع مشاريعنا بالفاعلية».