IMLebanon

  عون يثمن دعم المنظمات الدولية لبنان ويؤكد تحسين الإيرادات بلا زيادة ضرائب

يلتقي الرئيس اللبناني ميشال عون قبل ظهر اليوم، أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين في لبنان في لقاء تقليدي لمناسبة حلول السنة الجديدة، ويلقي كلمة يحدد فيها موقف لبنان من التطورات الداخلية والإقليمية والدولية.

وكان عون عبر عن تقديره للدعم الذي يلقاه لبنان من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مؤكداً استمرار التعاون الكامل معها في كل المجالات، ومنوهاً بالتنسيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، ما أدى إلى تعزيز الاستقرار فيه.

وأبلغ عون أمس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ونائبها فيليب لازاريني، أن الدعم الدولي للبنان يتزامن مع الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد وإطلاق خطة نهوض شاملة بعد انتظام العمل في المؤسسات الدستورية إثر انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ونيلها الثقة.

وعرضت كاغ ولازاريني الأولويات التي حددتها منظمات الأمم المتحدة في عملها في لبنان والتي تلتقي مع أبرز ما جاء في خطاب القسم، وكذلك البيان الوزاري. وتوقفت عند دور المجتمع الدولي في تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بالمهمات الوطنية الملقاة على عاتقه وموقف لبنان من دعوة مجموعة الدعم الدولية إلى الانعقاد.

وقالت كاغ بعد اللقاء إن عون «عرض لنا أولوياته ورؤيته الاستراتيجية للبنان، إضافة إلى الشراكة المتينة التي تربط لبنان والأمم المتحدة منذ قرابة سبعة عقود، وهي ستتواصل بالطبع. وثمّنا عالياً هذه الأولويات، وأكّدنا أنّ الأمم المتحدة بإمكانها أن تساعد بشكل وثيق في تحقيقها، كما أكدنا دعمنا الحكومة التي شكلت، إضافة إلى دعم تطبيق القرار 1701، والحفاظ على استقرار لبنان. وعرضنا لقاءات محتملة في المستقبل على أعلى المستويات من أجل دعم دولي للبنان».

وتحدثت كاغ عن «روحية شراكة قوية واحترام متبادل لالتقاط اللحظة الحالية والفرصة الراهنة منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة الرئيس الحريري، من أجل دعم لبنان والحفاظ على أمنه، بحيث يتمكّن من أن يشعّ من جديد ويكون نابضاً بالحياة، ومتمتعاً بدينامية. وإنّ الامم المتحدة ستعمل دوماً من أجل لبنان ومع لبنان في هذا الإطار». وزارت كاغ رئيس البرلمان نبيه بري.

وأكد عون، أمام وفد من اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في لبنان ضم بطاركة يمثلون مختلف العائلات المسيحية في المنطقة، أن «الدين المسيحي لا يسقط بالدبابات والمدافع والطائرات بل عبر الإغراق بالمال والخوف من هذه الأسلحة ومفاعيلها». وقال إن «تناقُص عدد المسيحيين في دول المنطقة يعود ليس فقط إلى الحروب، بل أيضاً إلى عدم وجودهم في إدارة السلطة والشأن العام».

واعتبر أنه «إذا فقدنا وجودنا السياسي فقدنا وجودنا كلاً، لأنه هو الذي يحمي. من هنا كانت معركتنا الطويلة، ولم يفهمها الجميع آنذاك بمعانيها البعيدة المدى».

وقال: «المسيحية قائمة بذاتها ولا تأتي من الخارج».

وتحدث الأمين العام للمجلس الأب ميشال جلخ عما يمثله الرئيس عون «من قيمة مسيحية ليس فقط محلياً انما على صعيد دول المشرق العربي، وقد عرفتم بزعيم المسيحيين في الشرق».

وسلّم عون الوفد إنجيلاً أثرياً مكتوباً باللغة اليونانية صادره الجيش اللبناني من أحد المطلوبين في التنظيمات الإرهابية الذي اعترف بسرقته من دير القديسة تقلا في معلولا في سورية، وعثر على الإنجيل في وقت كان الإرهابي يسعى إلى بيعه، وفق بيان وزعه المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية.

وفد الصناعيين

وكان عون عرض واقع القطاع الصناعي في لبنان مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن على رأس وفد من مسؤولي الوزارة ومعهد البحوث الصناعية ومؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية وجمعية الصناعيين اللبنانيين ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والاتحاد العربي لتنمية الصادرات الزراعية.

وأوضح الوزير الحاج حسن أن الوفد «يضم كل المعنيين بالصناعة في لبنان». وقال: «طموحنا أن يبلغ الناتج المحلي 70 أو 80 بليون دولار، وأن تمثل الصناعة 15 في المئة منه، أي أن تبلغ 12 بليون دولار». وعرض «مجموعة إجراءات يمكن اتخاذها ضمن سياق رؤية وضعها الصناعيون والمعنيون بالصناعة في لبنان جماعياً للوصول إلى هذه الغاية».

وأشار إلى أن «مشروعنا الأساسي يتمثل بإقامة المناطق الصناعية». ولفت إلى «أن لبنان الذي يتمتع بأهم صناعة للدواء، يستهلك بليوناً و300 مليون دولار منه، ولا تتجاوز نسبة ما هو مصنع محلياً 100 مليون دولار». واعتبر أن عون بمقدوره كسر النمط الاقتصادي الذي كان سائداً»، منوهاً بالموقف الذي أكد فيه «أن ليس بإمكاننا دعم الليرة بالدين بل بالإنتاج الذي تمثل الصناعة أحد أبرز ركائزه».

وشدد عون على «أنّ حماية الصناعة أمر ضروري، وهي من الأولويات»، مؤكداً «أن جهوده تصبّ في اتجاه دعم الصناعة والسياحة والزراعة، ما يقتضي إدخال تحسينات على البنى التحتية وصولاً إلى الأسعار».

ورأى أن «الاعتماد على الاقتصاد الريعي أوصل لبنان إلى نسبة عالية من الديون، فغاب الإنتاج عن الأولويات وبات الاستهلاك هو الأساس، ومسألة تبادل الإنتاج الصناعي مع الخارج تتطلّب دراسة دقيقة وتطبيقاً للقوانين التي تسمح بعدم إغراق أسواقنا، وذلك بهدف حماية إنتاجنا». وأكد أن «الانسجام قائم في الحكومة الآن بين قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة، وهو أمر يقتضي التعاون بين عناصر هذا المثلث بشكل كبير»، كاشفاً عن تدابير مالية قريبة ستتخذ، وأن لا زيادة في الضرائب بل تحسين للإيرادات عبر الحد من التهرب الضريبي».

وعرض عون مع وزير الثقافة غطاس خوري مسألة افتتاح المكتبة الوطنية بعد انتهاء تأهيلها بموجب المساعدة التي قدمتها دولة قطر.

وأكد عون أمام وفد قضاة النيابية العامة المالية «ضرورة متابعة التحقيقات في الملفات المالية وعدم التهاون مع المخالفين والمرتكبين لأن القضاء يلعب دوراً مهماً في مكافحة الفساد والرشوة واستغلال النفوذ».

«الانتخاب» بند رئيس في الحوار«الثنائي»

عقد «تيار المستقبل» و «حزب الله» الجولة 39 من حوارهما الثنائي مساء أمس برعاية الرئيس نبيه بري وحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق، النائب سمير الجسر ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري عن «المستقبل»، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله»، حسين الخليل عن «حزب الله» اضافةً الى المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل. وكان قانون الانتخاب بنداً رئيساً في النقاش، نظراً الى المشاورات واللقاءات القائمة على اكثر من جبهة من اجل التوصل الى صيغة مشتركة، خصوصاً مع دخول البلاد عقد تشريع استثنائي يستمر حتى آذار(مارس) المقبل.