IMLebanon

مانشيت:عون يُعمِّم قوانين لتحضير مراسيمها.. وورشة حكومية تشريعية

ينصبّ الاهتمام ابتداءً من الأسبوع المقبل على الورشتين التشريعية والحكومية. إذ سيجتمع مجلس الوزراء الأربعاء المقبل في جلسةٍ من المقرّر أن تعقبَها جلسة تشريعية منتصف تموز المقبل وعلى جدول أعمالها مشروعا قانونَي الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب. ويَسود التباسٌ حول الطريقة التي ستُعتمد في مناقشة «السلسلة»، حيث سبقَ لمجلس النواب أن أقرّ قسماً من الضرائب المفترض أن تؤمّن إيراداتها، إلّا أنّ البنود المقَرَّة لم تدخل حيّز التنفيذ حتى اليوم، في انتظار انعقاد جلسة تشريعية جديدة لإقرار السلسلة وإيراداتها ضمن مشروعي قانونين منفصلين. فهل يَستكمل المجلس النيابي النقاشَ من حيث انتهى؟ أم تعود المناقشات إلى المربّع الأوّل؟

علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أرسل أمس لوائح بقوانين أقِرّت سابقاً ولم تصدر مراسيمها التنظيمية بعد، إلى رئاسة الحكومة والوزراء المعنيين حسب الاختصاص للتذكير بضرورة العمل على إعداد هذه المراسيم وإحالتها إلى مجلس الوزراء تمهيداً لوضعها قيد التطبيق.

وقد بلغَ عدد هذه القوانين 36 قانوناً، تتناول مختلف نواحي الحياة اليومية والاختصاص. وجاءت هذه الخطوة تطبيقاً للقرارات التي اتّخذت في لقاء بعبدا الأخير بين رئيس الجمهورية والأحزاب المشاركة في الحكومة حيث عرضت هذه القوانين كلّها في اللقاء وتحديد الوزارات المعنية بها.

وفي انتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس خلال الساعات المقبلة، تستعيد الحركة السياسية زخمها في إطار التحضير لجلسة مجلس الوزراء التي ستتناول سبلَ ترجمة المقرّرات التي تمّ التفاهم عليها في لقاء بعبدا.

عون

وقال عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون لـ«الجمهورية»: «المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً حكومياً على الوضع الاقتصادي الذي يحتلّ سلَّم الأولويات في عهد الرئيس عون بعد إنجاز قانون انتخابي جديد.

وأصَرّ الرئيس خلال اللقاء التشاوري في بعبدا على وضع خطة اقتصادية والمباشرة فوراً في تطبيقها، وهذا من المفترض أن يترجَم بسلسلة تدابير وحوافز وقرارات ستتّخَذ تباعاً في الأسابيع والأشهر المقبلة. وبدفعٍ من رئيس الجمهورية، تُنظّم وزارة الاقتصاد مؤتمراً لدعم الشركات الصغرى والمتوسطة في ١١ تمّوز المقبل تدعو إليه كلّ الشركات الخاصة من مختلف المناطق للبحث معها في سبلِ مساعدتها وتحفيز عملها».

وأشار عون إلى «أنّ درس الموازنة مستمر في لجنة المال، ومن المتوقّع الانتهاء منها في منتصف تموز على أمل أن تحالَ الى الهيئة العامة لمجلس النواب لإقرارها. وهذا سيكون إنجازاً جديداً بعد طول انتظار يعيد الانتظام الى مالية الدولة».

وفي شأن «السلسلة»، تساءل عون «عمّا إذا كانت هناك جدّية هذه المرّة لإقرارها بعدما مرّت بخيبات كثيرة». وقال: «السؤال الأساسي هو هل إنّ المآخذ والمحاذير التي حالت دون إقرارها سابقاً قد زالت؟ أم أنّنا متّجهون الى مسرحية مزايدات انتخابية جديدة كما عوَّدنا البعض؟ وهل من أفكار جديدة بديلة عن الإجراءات الضريبية التي طرِحت سابقاً وتعرّضت لحملة تشويش وتحريض كبيرة وطيَّرت الجلسة السابقة؟».

دوفريج

وقال النائب نبيل دوفريج لـ«الجمهورية»: «إنّ المنطق يقضي بأن يتمّ استكمال الجلسة التشريعية من حيث عُلّقت، أي اعتبار ما تمّ إقراره في جلسة 16 آذار الماضي مُقَرّاً، إلّا في حال طلب بعض النواب إعادةَ النظر في جزء من الضرائب لأنّها تتضارب مع ما هو وارد في مشروع الموازنة».

جابر لـ«الجمهورية»

وقال النائب ياسين جابر لـ«الجمهورية»: «إنّ إقرارَ الضرائب في الجلسة السابقة لا يُعتبر نهائياً لأنّ محضر الجلسة لم يُستكمل ولم يصدَّق عليه، كما أنه لم يتمّ التصويت على القانون».

وأشار الى أنّ الضرائب التي أقِرّت سابقاً ما زالت في إطار المناقشة اليوم بما أنه لم يتمّ إقرار القانون». ورأى «أنّ المشكلة الاساسية اليوم لا تتعلق باستكمال الجلسة السابقة، بل بالعقبات القائمة امام إقرار السلسلة والالتزام بسقف الـ1200 مليار ليرة».

ملفّ البواخر

على صعيد ملفّ الكهرباء، تسلّمت إدارة المناقصات أمس ملفّ مناقصة استقدام سفن لإنتاج الطاقة الكهربائية، مرفَقاً بقرار مجلس الوزراء في هذا الشأن والذي نصَّ على إحالة الملف بكامله إلى إدارة المناقصات لفضّ العروض المالية وإعداد تقرير كامل عن استدراج العروض المالية.

وبَرز في هذا الصَدد سؤال كيف ستتعامل إدارة المناقصات مع الملف؟ وفق منطق الاكتفاء بفضّ العروض؟ أم على أساس التوسّع نحو إعادة هيكلة الملف من البداية؟ بعض المعلومات أفادت بأنّ إدارة المناقصات ستعمد إلى معاودة درسِ الملف من نقطة البداية، ولن تكتفيَ بمهمّة فضّ العروض.

أبي خليل لـ«الجمهورية»

لكنّ هذه المعلومات نفاها وزير الطاقة سيزار أبي خليل الذي أكّد لـ«الجمهورية» أنّ «قرار مجلس الوزراء واضح ولا يحتمل أيّ لبس، ومن يقول عكسَ ذلك، إمّا أنه يحاول تضليلَ الناس، أو أنّه كان نائماً خلال اتّخاذ القرار في مجلس الوزراء. وبالتالي ما سيَحصل واضح، وهو أن تفضّ إدارة المناقصات العروض، وعليها أن ترفع تقريراً إلى وزير الطاقة، وبعد ذلك يُتّخَذ القرار المناسب، وأيّ كلام خارج هذا الإطار لا قيمة له». (ص 11)

حاصباني في بنشعي

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ الوزير غسان حاصباني سيزور رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي اليوم، في إطار جولة شمالية له على عدد من المستشفيات والمراكز الصحّية والدينية والحزبية، وستَشمل الجولة عدداً من الفاعليات، وأبرزُها الوزيرة السابقة نائلة معوّض التي ستستضيف ونجلها رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، حاصباني إلى مائدة الغذاء في دارتها في إهدن، بحضور فاعليات المنطقة.

«القوات»

وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»: «إنّ العلاقة مع «المردة» طبيعية وعادية، وإنّ الخلاف في الرؤية الاستراتيجية لا يفسِد في الودّ قضية، والدليل هو التقاطع في مجلس الوزراء في بعض الملفات الحياتية».

واعتبَرت «أنّ التركيز على المصافحة لم يكن في محلّه، كون المصافحة تمَّت منذ زمن بعيد، وبالتالي لا عدائية في العلاقة، بل تعاون إيجابي على مستويَين: داخل المؤسسات، وعلى أرض الواقع في زغرتا بغية ضبطِ أيّ خلاف واستيعابه».

ورأت المصادر نفسها «أنّ التبريد السياسي يَحكم المرحلة، والعلاقات بين مختلف المكوّنات في سياق سياسة واضحة هدفُها تحييد الملفات الخلافية بغية التركيز على الشؤون الحياتية وتحقيق اختراقات جدّية وعملية، وإنّ الخروج على هذه السياسة مثلما فَعل «حزب الله» يرتدّ سلباً على لبنان وعلى النهج الجديد الذي انطلقَ مع العهد الجديد».

أمّا لجهةِ التحالفات الانتخابية فقالت مصادر «القوات» إنّ «مِن المبكر الكلام على التحالفات، فيما الأولوية اليوم لدى كلّ القوى هي الشروع في ورَشٍ تنظيمية انتخابية داخلية مواكبة للقانون الجديد»، وأكّدت «أنّ الأمور مفتوحة على كلّ الاحتمالات، إنّما في الوقت المناسب».

كلام نصرالله

وسط هذا المشهد، ظلّ كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله حول دخول مقاتلين من اليمن والعراق وإيران إلى لبنان في حال اعتدَت إسرائيل عليه، يتردّد صداه في الأروقة السياسية، وسط مطالبات بتحييد لبنان عن نزاع المنطقة وإبعادِه عن سياسة المحاور.

وفي هذا الصَدد قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إثر زيارته لعون إنّ كلام نصرالله «لا يعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني».

ووصفه بأنه «كلام غير مسؤول وطنياً ويفتح الباب لاشتباكات سياسية نحن في غنى عنها، وأنه خارج سياق المسار اللبناني، ويعطي الانطباع كأنّنا سنستورد الحريقَ السوري إلى لبنان، ولا يمكن أيّ لبناني أن يوافق على هذا الموضوع».

جعجع

وفي هذه الأجواء، تشخص الأنظار إلى المواقف التي سيعلنها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع السادسة والنصف مساء اليوم خلال توزيعه دفعةً جديدة من البطاقات إلى منتسبين للحزب، علماً أنّ مواقفَه تأتي عقب المواقف الأخيرة للسيّد نصرالله، ولن يغيبَ الشأن الانتخابي ولا الملفات المطلبية عنها .

ماكغورك في «الطبقة»

وعلى صعيدٍ آخر، وفي إطار الدعم الذي يُقدّمه «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لـ«قوات سوريا الديموقراطية»، زار المبعوث الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك مدينة «الطبقة» السورية، في إطار اليوم الثاني من لقاءاته مع مسؤولين محليين في شمال سوريا.

والتقى ماكغورك في «الطبقة» أعضاء المجلس المدني الذي يتولّى إدارة شؤون المدينة، ورافقه نائب قائد قوات التحالف الجنرال روبرت جونز وقياديون عسكريون من التحالف ومن «قوات سوريا الديموقراطية».

وجاءت هذه اللقاءات غداة زيارة ماكغورك أمس الأوّل مقرَّ مجلس الرقة المدني في بلدة عين عيسى شمال الرقة.