IMLebanon

الجيش يحتفل بعيده الـ71 اليوم… برّي: المنطقة في مخاض

خرق التحضيرات المتسارعة لخلوة الحوار التي ستبدأ غداً لقاء مفاجىء انعقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري يتوقع ان يكون لنتائجه انعكاسات ملحوظة على الحوار كونه تناول موضوع الاستحقاق الرئاسي والخيارات المطروحة في شأنه الى ملف النفط وتوابعه. وجاء هذا اللقاء عشيّة احتفال لبنان اليوم بعيد الجيش الـ71، في أدق ظرف يمر به، بمواجهة خطر الارهاب الذي يتهدده انطلاقاً من خاصرته الشرقية وتسللاً الى مخيمات اللجوء السوري، وينتظر ان يصدر قائد الجيش العماد جان قهوجي «أمر اليوم» الى العسكريين بحيث سيُلقى اليوم في الاحتفالات التي ستقيمها المؤسسة العسكرية في المناسبة، وسيحدد خريطة طريق مواجهة الارهاب والانتصار في الحرب التي يخوضها الجيش ضده. واذا كان مأمولاً ان ترتفع الحرارة السياسية في شهر آب، الى حد إنضاج مخارج وحلول للأزمة السياسية المستعصية، وخصوصاً عبر الجلسات الحوارية التي تنطلق غداً في عين التينة، فيبدو انّ هذا الشهر قرر ان يكون لهَّاباً سياسياً. أمّا حرارة المناخ فستصل اليوم، بحسب مصلحة الارصاد الجوية، الى درجات غير مسبوقة لتلامس الـ45 درجة مئوية، ما يستدعي من المواطنين أعلى درجات الحيطة، ومبادرة الجهات المعنية الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

بعد 48 ساعة على زيارة رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئيس نبيه بري والمواقف التي أطلقها من هناك حاسماً فيها مسألة عدم انسحابه من السباق الرئاسي، وبعد الاجواء التفاؤلية التي لفحت أرجاء الرابية بقرب وصول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الى سدة الرئاسة، نقلت الرابية اهتمامها من تتبّع نتائج انتخابات «التيار الوطني الحر» لاختيار مرشحيه الى الندوة البرلمانية، الى ترقّب نتائج اللقاء الذي انعقد مساء أمس بين بري والحريري الذي قصد عين التينة يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، في حضور وزير المال علي حسن خليل، وكان الملف الرئاسي الطبق الدسم على مائدة العشاء، الى جانب التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والأجواء المتصلة بخلوة الحوار الوطني التي ستبدأ غداً وتستمر لثلاثة أيام.

بري: السلّة هي الحل

ولم يؤكد بري لزوّاره الاجواء التفاؤلية على الخط الرئاسي والتي شاعت داخلياً في الآونة الأخيرة. وأكد انّ إمكانية توصّل الخلوة الحوارية الى اتفاق على حلول، والتي ستبدأ غداً في عين التينة، هي «من صفر في المئة الى مئة في المئة».

وشدّد على وجوب تحمّل المتحاورين مسؤولياتهم في ضوء الاوضاع المتردية في الداخل وكذلك في ضوء المعطيات الاقليمية الجديدة وتداعياتها المرتقبة على لبنان والمنطقة. مؤكداً «انّ المنطقة تشهد مخاضاً كبيراً».

وشدد بري أيضاً على حصول التوافق بين المتحاورين، لافتاً الانتباه الى «انّ الواقعية توجب التأكيد انّ الجلسات الحوارية ليست هي آخر الآمال، بل هي آخر الفرَص المهمة لبلوغ حلول».

وكرّر بري التأكيد انّ الهدف من الجلسات ليس الوصول الى المؤتمر التأسيسي، وقال: «لا استطيع ان اقول انني متفائل او غير ذلك، فذلك مرهون بالنتائج التي لن أستبقها. المهم أنّ على الجميع ان يعلموا انّ ملعب كرة القدم له حدود معينة، ولا يستطيع احد ان يسدد او يسجّل هدفاً من خارج الملعب… هناك امر لا بدّ ان يُعرف، لا تستطيع في لبنان ان تبقى بلا رئيس للجمهورية وبلا رئيس حكومة او حكومة وبلا قانون انتخاب، هذه سلة متكاملة، ونحن في طرحها نَستنسخ ما قمنا به في الدوحة في العام 2008».

وقال: «السلة الكاملة هي الحل، والمسألة لا تحل الّا بمثل المسار الذي اعتمدناه في الدوحة، الّا اذا تَمكنّا من قانون انتخابي على اساس النسبية وساعتئذ تخضع كل الناس للعبة الديموقراطية.

أمامنا جلسات الحوار التي ينبغي ان نقاربها كفرصة اخيرة، وإن لم يريدوا اعتبارها كذلك فلا حول ولا قوة الّا بالله». ولفتَ الى «انّ انتخاب رئيس الجمهورية وحده ليس كافياً، ولا يحلّ المشكلة بل يحلّ جزءاً منها».

وقال: «لنفرض اننا انتخبنا رئيساً للجمهورية الآن، فسنعلق حُكماً بمَن هو رئيس الحكومة، وإن وجدنا رئيس الحكومة بعد عناء فكيف ستتشكّل الحكومة؟ انا على يقين اننا في هذا الجو الذي نعيشه «غير الله ما بيطَلِّع الحكومة».

ولاحظ الزوّار انّ بري يعوّل على نتائج التطورات الاقليمية، وخصوصاً في ما يحصل في حلب، وكذلك التطورات الاخيرة في تركيا، فمن شأنها ان تعجّل بالحوار السعودي ـ الايراني وهذا ما قد يسرّع الانتخابات الرئاسية في لبنان بمعزل عن اسم الرئيس، مؤكداً ان ّموضوع الرئيس التوافقي لا بد منه في نهاية المطاف.

ورداً على سؤال حول الملف النفطي قال بري: «تمكنّا من بلوغ التوافق السياسي حول النفط، فأقاموا القيامة وكأننا هَدمنا الهيكل، وأكثر ما يضحكني هو من يقول ان لا نمسّ السلّة، او النفط قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

فيا جماعِة الخير، اذا باشرنا في الموضوع الآن وانتخبنا رئيساً للجمهورية الآن، او في الأمس، وبدأ المسار النفطي غداً، فأنا اقول لكم انه ينتخب الرئيس الجديد وينتهي عهده وننتخب رئيساً جديداً ولا نكون نحن قد دخلنا المراحل التنفيذية الفعلية للملف النفطي، فأعتقد انّه من الافضل الكفّ عن هذه المبالغات». (راجع صفحة 4)

«المستقبل»

من جهتها، اكدت اوساط بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» تمَسّك «التيار» بالحوارات الجارية ومشاركته فيها، مشيرة الى وجود «توجّه كبير لديه الى انّ هذا الحوار يجب ان يستمر».

وفي السياق، علمت «الجمهورية» انّ كتلة «المستقبل» ستعقد اجتماعاً استثنائياً اليوم لتنسيق المواقف عشيّة الخلوات الحوارية، وعرض تطورات الساعة.

كلام نصرالله

من جهة ثانية، ترك مضمون الخطاب الاخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله استياء في اوساط سياسية ورسمية، خصوصاً لجهة الحِدّة التي توجّه بها الى السعودية، حيث أجمَعت تلك الاوساط على انّ النبرة التي استخدمها «من شأنها ان تزيد الوضع الداخلي تأزّماً، بل هي تساهم في زيادة التعقيدات على المستويات كافة، علماً انّ جهات حليفة لـ»حزب الله» أرسلت تمنيات بالتخفيف من الحدّة».

ولفتَ المراقبون الى انّ خطاب نصرالله جاء بعد أقل من اسبوع من موقف لبنان الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية في نواكشوط لناحية تأكيد سياسة النأي بالنفس والتزام لبنان التضامن العربي.

واللافت للانتباه انّ الاستياء شمل بعض حلفاء «حزب الله»، حيث أكدت مصادر مطلعة على اجواء الرابية لـ»الجمهورية» انها «لم تكن راضية على الشِقّ السعودي من الخطاب الذي وَصفته بأنه صاروخ برأسين أصابَ من جهة الحوار ومن جهة ثانية وصول عون الى رئاسة الجمهورية».

حمادة

وفي هذا السياق قال النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية»: «في لحظة لم يكن أحد يتوقّع من السيّد حسن نصر الله رفع الإصبع ولفظ الشتائم، جاء كلامه ليؤثّر سلباً على الحوارَين، لأنه عندما يتحدث بهذه اللهجة العدائية والهجومية على المملكة العربية السعودية وعلى ما تمثّله من موقع لبناني وعربي ودولي، وعندما يردّ رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بهذه الصلابة على الخطاب، لا بدّ من أن تتأثر الحوارات الثنائية والثلاثية والرئاسية والقانونية والانتخابية تأثيراً شديد السلبية».

واضاف: «انّ كل شيء يتأثر إلّا طريقة الجلوس حول الطاولة. امّا المناخ فسيتدهور والمواقف ستتباعد والثقة ستنعَدم. من هنا، أرى وأجزم بأنّ السيد حسن نصرالله، بتصعيد اللهجة والتهويل قبل ايام قليلة من الحوار، استهدفَ في آن حظوظ الحوار ومبادرة الرئيس بري وأيّ احتمالات قريبة لانتخاب العماد ميشال عون».

فتفت لـ«الجمهورية»

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت لـ«الجمهورية»: «انّ كلام السيد نصرالله هو تأكيد ما كنّا نقوله مسبقاً بأنّ «حزب الله» لا يريد رئيس جمهورية ولا يريد تسهيل اي أمور في المنطقة حالياً، لأنه يعتبر انّ الظروف ربما في المنطقة تسير في مصلحته.

وبالتالي، يريد وايران الانتظار لمعرفة تطور الامور الاقليمية بنحو او بآخر. وبالتأكيد فإنّ كلامه لم يخدم العماد عون، على العكس أساء اليه كثيراً لأنه ظهر أمام الجميع ان ّهناك طرفاً يعرقل ويعطّل بنحو علني واستفزازي كل إمكانية تقارب في المنطقة».

بروجردي في بيروت

وفي هذه الأجواء، يبدأ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي زيارة للبنان اليوم، فيصل عند الثامنة صباحاً الى مطار بيروت ويلتقي وزير الخارجية جبران باسيل ظهراً فرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عند الثانية بعد الظهر، على ان يلتقي في العاشرة قبل ظهر غد رئيس الحكومة قبل ان يزور رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين في ساحة النجمة، وعند الثالثة عصراً يلتقي رئيس مجلس النواب قبل اللقاء الموسّع مع ممثلي الفصائل الفلسطينية عند الرابعة في مقر السفارة الايرانية في بئر حسن.

تسويق التوجهات الإيرانية

وقالت مصادر ديبلوماسية متخصّصة في الشأن الإيراني لـ«الجمهورية» انّ زيارة بروجردي «تأتي لتسويق التوجهات الإيرانية الجديدة في المنطقة عقب التطورات الميدانية الجديدة انطلاقاً من حصار حلب وما تشهده اليمن بعد الإعلان عن المجلس الأعلى لإدارة اليمن بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح في مواجهة الحلف العربي ـ الإسلامي الذي تتزعمه السعودية».

وأضافت المصادر: «كذلك سيكون هناك كلام كثير يتحدث به بروجردي الى ممثلي الفصائل الفلسطينية حول ملفّي فلسطين والوضع في سوريا بحثاً في سُبل تعميق العلاقات بين ايران وهذه الفصائل التي ستشارك في اللقاء ولا سيما منها حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» اللتين ستشاركان في الإجتماع بعدما تبيّن انّ ممثلين عن حركة «فتح» وحلفائها في السلطة لن يشاركوا في اللقاء».

مجلس وزراء

الى ذلك، يعود مجلس الوزراء الى الاجتماع عند الرابعة بعد ظهر الخميس المقبل لاستكمال البحث في ملف الاتصالات بعدما انتهت الجلسة الأخيرة للمجلس بتأجيل البحث في الملف ليكون بنداً أول في الجلسة التي تليها، وليكون ردّ وزير الإتصالات بطرس حرب اولاً على ملاحظات الوزراء في تلك الجلسة.

والى ملف الإتصالات عمّمت الأمانة العامة للمجلس جدول أعمال للجلسة عينها، وهو مكوّن من 56 بنداً ولا يحوي أي قضايا خلافية.