IMLebanon

السعودية تردّ بتسليح الجيش والحريري التقى سلمان

تصَدّرَت المملكة العربية السعودية الحدثَ لبنانياً على ثلاثة مستويات: تسَلُّم الجيش الدفعة الأولى مِن هبة الثلاثة المليارات، إبداءِ رئيس الحكومة تمّام سلام اعتزازَه «بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالسعودية والحِرص على تمتينِها». وبالتالي، شكر لبنان الرسمي على دعم الرياض للبنان. لقاء الرئيس سعد الحريري مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عشيّة سَفره إلى واشنطن، في إشارةٍ واضحة إلى الدور الكبير الذي يلعبه على هذا المستوى. وأمّا إقليمياً، فاللافتُ، وعلى رغم إعلان وزارة الدفاع الأميركية أنّ السفنَ الأميركية التي أرسِلت إلى باب المندب ليس لها مهمّات محدَّدة، إلّا أنّها خطوة باتّجاه حظرِ دخولِ أيّ سلاح إيراني إلى الحوثيين.

حَفلت الساعات الماضية بجملةِ عناوين سياسية توزّعَت بين مطار بيروت حيث تسَلّمَ الجيش الدفعة الأولى من الهبة الفرنسية بتمويل سعودي، والرياض التي شهدَت لقاءً بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس سعد الحريري الذي شكرَ للمملكة حرصَها على أمن لبنان واستقراره ودعمها للجيش اللبناني، وعين التينة حيث تمّ الاتّفاق في اجتماع هيئة مكتب المجلس وتحت عنوان تشريع الضرورة على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي ينوي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الدعوة إليها الأسبوع المقبل وعلى جدول أعمالها نحو سبعة مشاريع قوانين،

فيما أعلنَت «القوات اللبنانية» أنّها لن تحضرَها طالما انّها لا تضمّ مشروع الموازنة أو قانون انتخاب، بينما يُنتظَر أن ينسحب مشهد عدم اكتمال النصاب على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غداً، وبكركي التي يستعدّ سيّدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للسفر إلى أرمينيا والانتقال منها إلى فرنسا لبحث الملف الرئاسي مع الرئيس فرنسوا هولاند، وتكتّل «التغيير والإصلاح» الذي من المتوقّع أن يواصل تصعيده من باب التمديد العسكري.

في الموازاة، توزّع الاهتمام الأمني بين سجن رومية الذي شهد عملية أمنية في المبنى «د» أنهَت تمرّد الإسلاميين، والمحكمة العسكرية التي باشرت محاكمة الموقوف ميشال سماحة الذي أقرّ بنقل المتفجرات الى لبنان، واعترف بكلّ ما نُسب إليه، واعتذر من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار والنائب خالد الضاهر واللواء جميل السيّد، وقال: «كنتُ موضوعاً قابلاً وإجا مين يوقّعني بالفَخ… وكثرة الاتصالات والضغط عليّ أدّت إلى موافقتي».

الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي

ففي حمأة الحرب الكلامية بين ايران والسعودية على خلفية «عاصفة الحزم» والسجال السياسي بين «حزب الله» وتيار»المستقبل»، بدأت ترجمة مفاعيل الهبة السعودية بملياراتها الثلاثة على الارض فتسلّم الجيش أمس الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي المتمثّل بصواريخ «ميلان» المضادة للدروع في حفل أقيم في القاعدة الجوية في مطار بيروت الدولي، في حضور وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، وزير الدفاع سمير مقبل، السفير السعودي علي عواض عسيري، قائد الجيش العماد جان قهوجي.

واكّد لودريان أنّ «لبنان يتعرّض اليوم لضغوط من تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» لم يسبق لها مثيل، وهو ما جعل من مراقبة حدوده والتحكّم بها تحدّياً حيَوياً لأمنه».

ولفت الى أنّ «أحد الاهداف الرئيسة في هذا المشروع يتمثّل في تدريب مئات من الضبّاط وضبّاط الصف والجنود اللبنانيين على تقنيات عملية مطلوبة لاستخدام هذه الاسلحة والمعدات، ولمواجهة هذا التحدي ستنشر فرنسا 60 ضابطاً من ضبّاط الصف، وفي موازاة ذلك ستكون الكليّات الفرنسية والمدارس، إن كان القوات البرية او البحرية او سلاح الجوّ، مفتوحة لاستقبال اللبنانيين في دورات تدريبية لتنقل لهم خبرات الجيش الفرنسي ومعرفته».

وخلال حفل استقبال أقامه السفير الفرنسي باتريس باولي على شرفه في قصر الصنوبر، قال لودريان: «جئتُ أقول للبنان إنكم لستم لوحدكم. قوّاتكم المسلحة وقوى الأمن الداخلي، التي تقاتل عدوّاً وحشياً، يمكنها الاعتماد على فرنسا. وهذا هو معنى برنامج تجهيز القوات المسلحة في بلدكم، الذي قمنا بإعداده بدعم سَخيّ من السعودية».

سلام يشكر سلمان

وفي بيان أصدره بعد استقباله لودريان، تقدّم رئيس الحكومة تمام سلام باسم اللبنانيين جميعاً بخالص الشكر الى المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على مبادرتها الأخوية هذه التي تعكس حرصها الدائم على لبنان وعزّته ومنعته، والتي تشكّل محطة واحدة في سلسلة طويلة من وقفات الدعم التي وقفتها المملكة الى جانب الشعب اللبناني».

وأبدى سلام اعتزازه «بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية وحرصنا على تمتينها وإبعادها عن كل الشوائب. كما نؤكد انّ الشعب اللبناني لن ينسى مَن وقفَ معه في الشدائد ولن يبادله إلّا المحبة والتقدير والوفاء».

كذلك شكر سلام الرئيس فرانسوا هولاند «الذي أظهر دائماً صداقة حقيقية تجاه لبنان وشعبه، ولم يدّخِر أيّ جهد في سبيل تيسير عملية إبرام صفقة الاسلحة الى لبنان والبدء بتنفيذها».

وكان عسيري أشار، بعد انتهاء الاحتفال، الى أنّ «رسالتنا للبنان هي أننا ننظر اليه كحكومة وكشعب ولا نتأثر بما يصدر من أجزاء بسيطة فيه، فعلاقة المملكة بلبنان هي فوق كلّ ما سمعنا من مهاترات إعلامية لا تؤدّي الغرض ولا تخدم لبنان، وللأسف تدعو الى الفتنة التي يكاد أن يعانيها لبنان قبل أيّ جهة أخرى».

موازنة

وأنهى وزير المالية علي حسن خليل جَولته على الأطراف السياسية في محاولة للوصول الى تفاهم يمكن أن يساهم في إقرار مشروع موازنة 2015 في مجلس الوزراء الذي يعقد اليوم جلسة مُخصّصة لهذا الموضوع.

وكان خليل زار أمس الرئيس أمين الجميّل وبحث معه في ملف الموازنة العامة، في حضور وزير الإقتصاد والتجارة ألان حكيم والنائب سامي الجميّل. كما زار النائب وليد جنبلاط وكتلة «الوفاء للمقاومة» وقيادة «المردة».

ردم ثلث الحوض

وفي تطور مفاجىء، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» عن لقاء عُقد بين رئيس الهيئة المؤقتة لإدارة مرفأ بيروت حسن قريطم وممثلي الأحزاب المسيحية الخمسة قبل أيام، بحضور المطران بولس صيّاح المكلّف من قبل بكركي بمتابعة ملف ردم الحوض الرابع، خصّص للبحث في آخر ما هو مطروح بشأن وَقف الردم كما تطالب الأحزاب المسيحية والبدائل المقترحة.

وفاجَأ قريطم المجتمعين بصيغة جديدة تقضي بردم ثلث الحوض لتوسيع محطة الحاويات، أي ما يقارب 25000 م2 من اصل 75000 م2 هي مساحته المائية الإجمالية (490 متراً طولاً و150 متراً عرضاً).

ونتيجة الإجتماع الذي سادته أجواء إيجابية، أمهلت الأحزاب المسيحية قريطم حوالى ثلاثة أسابيع لدرس اقتراحه والإجابة عليه، فاتفق على لقاء آخر بينه وبين المجموعة في 8 أيار المقبل ليكون المطران صيّاح قد عاد الى بيروت من جولته الخارجية مع البطريرك الراعي الى الخارج.