IMLebanon

يوم دموي في ساحل سوريا… وإبراهيم لـ«الجمهــورية»: التهديدات مستمرّة

كانت لافتة أمس التّفجيرات التي ضرَبت طرطوس موقعة المئات بين قتلى وجرحى، وهي الأولى على هذا المستوى منذ بداية الأزمة السورية التي تُصيب الساحل السوري على بعد كيلومترات من القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الاسد، ما يطرح السؤال الآتي: هل بدأت التفجيرات الارهابية تضرب المناطق الآمنة في سوريا؟ وهل تحوّلت المواجهة من المواجهة العسكرية الى الاعمال الامنية؟ (راجع صفحة 14)

محلياً، تُؤكّد الانتخابات البلدية والاختيارية، جولةً بعد أخرى وبالأجواء التي تشيعها، أن لا شيء يعوق إجراء الانتخابات النيابية، بل إنّها تحضّ أكثر فأكثر المسؤولين على إنجاز هذا الاستحقاق المؤجّل بالتمديد منذ العام 2013، ولذلك سارَع رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى ضبط النقاش في قانون الانتخاب وحصرِه بالمختلط، فيما يُنتظر أن تشكّل انتخابات الشمال الأحد المقبل البرهانَ الرابع والأخير على أنّ في الإمكان إجراءَ الانتخابات النيابية بلا معوقات.

على أنّ الوسط السياسي سيكون في عيد «المقاومة والتحرير» الذي يصادف غداً، على موعد مع مواقف جديدة للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، قد يُلامس فيها الاستحقاقات الداخلية التي غابت عن خطابه السابق، وذلك في ضوء ما يُحكى عن معطيات في شأنها يمكن أن تتبلوَر خلال الصيف.

وقد إنتهت المحطة الثالثة من الانتخابات البلدية على خير، خصوصاً في صيدا حيث كانت الأنظار متّجهة إليها، كونها شهدت كثيراً من التطورات الأمنية خلال ستّ سنوات من ظاهرة أحمد الأسير ومعارك عبرا، إلى الخوف الدائم من الأحداث التي يشهدها مخيّم عين الحلوة من حين إلى آخر، والتفجيرات التي تجاوزت بقعته الجغرافية، عدا عن انزلاق شريحة من الصيداويين ومعهم فلسطينيون وسوريون الى أحضان التيارات المتشدّدة.

وعلى رغم المناوشات البسيطة التي حصلت في بعض مراكز الاقتراع في الجنوب عموماً، يمكن القول إنّ يوم الانتخابات مرّ في سلام، وبدأت الأنظار تتّجه الى طرابلس الذي يُعتبر وضعها الأمني والاجتماعي مشابهاً لصيدا، أمّا السياسي فهو اكثر تعقيداً، ما سيَرفع من مستوى الاستنفار الأمني فيها.

وفي ظلّ الكلام عن أشهرٍ صعبة ستعيشها المنطقة، ولبنان على خطّ نارها، أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«الجمهورية» أنّه «لا يمكن الجزم بأنّ لبنان سيبقى مستقرّاً أمنياً ربطاً بما يجري حوله، ولو لم تكن هناك تهديدات مستمرة لَما زرت واشنطن التي عقدت فيها لقاءات أمنية عدة، خصوصاً مع مدير الاستخبارات المركزية الاميركية CIA جون برينن ومبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما لشؤون مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» «داعش» روب مالي».

وكشفَ ابراهيم أنّ مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والاميركية أصبح متقدماً لِما فيه مصلحة لبنان واستقراره، مؤكّداً أنّ اجتماعات واشنطن ستُستكمل بلقاءات عدة لمتابعة النتائج التي توصّلنا إليها. كذلك من أجل الدفع في اتّجاه تحويل التنسيق القائم الى مساعدات على المستويَين التقني والتدريب.

قانون الانتخاب

وفي جديد ملف قانون الانتخاب، دعا بري اللجان النيابية المشتركة الى جلسة مشتركة، العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس المقبل، لدرس اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الانتخاب واعتماد صيغة النظام المختلط بين الأكثري والنسبي.

عون

وقال عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون لـ«الجمهورية»: «إنّ ما يحصل في اللجان النيابية المشتركة هو بمثابة الفرصة الأخيرة لإنتاج قانون انتخاب جديد من خلال النقاش والتوافق. ولكن على رغم استعداد الجميع للنقاش فإنّ الفروقات ما زالت كبيرة، والمطلوب الكثير من الجهد لتحقيق أيّ اختراق».

وأضاف: «قد يعتقد البعض ويطمئنّ إلى أنّ المماطلة ستؤدّي إلى بقاء قانون الستّين، لكن ما لم يستوعبه هؤلاء بعد، هو أنّ أيّ انتخابات جديدة تحصل على هذا القانون ستُمدّد الأزمة وتبقينا في دوّامة التجاذبات وعدم الاستقرار السياسي، ولا يتعقدنَّ أيّ فريق أنّه يمكن أن ينعم بأكثرية ناتجة عن هذا القانون، بل إنّه سيشهد تماماً ما نعيشه حاليّاً من أزمة سلطة وشراكة ونظام».

حوري

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري لـ«الجمهورية»: «لقد وقّعنا على اقتراح القانون المختلط مع «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» والنواب المستقلين، وعند النقاش، سندخل في نقاش تفصيلي حول المقاعد، طريقة التقسيم وما هي فلسفة التقسيم.

فالفكرة أن تكون هناك فرَص متكافئة لا أن يكون لأحد فرصة أكثر من غيره. فإذا أقرّينا مبدأ المختلط يجب أن نُقيّم عندها لماذا المقعد هنا أكثري وليس نسبياً، أو لماذا نسبيٌّ وليس أكثرياً، فيجب أن يحصل تقويم لكي يكون هناك تكافؤ في الفرص.

وعن تقويمه لاجتماعات اللجان حتى الآن، وهل إنّها مضيَعة للوقت؟ أجاب حوري: «بدأنا بـ 17 مشروع واقتراح قانون، وانتقلنا في مرحلة لاحقة الى 6 مشاريع، وفي المرحلة الثالثة الى قانونَين. فبَين أيدينا الآن قانونان مختلطان، والبحث سيجري حولهما. طبعاً البحث في هذا الجزء متعلق فقط بالنظام وبشكل الدوائر، الآن هناك تفاصيل أخرى موجودة في لجنة الإدارة والعدل، كاقتراع المغتربين و»الكوتا» النسائية، إلى آخره، ونحن لا نبحث فيهما اليوم».

وهل سيتمّ الاتفاق على قانون جديد؟ أجاب: «نحن لدينا نيّة حقيقية للوصول الى قانون جديد، والأمر الآن يعتمد على الآخرين».

وعن إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية وتمسُّك «المستقبل» بإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل النيابي، قال حوري: «إنّ سبب تمسّكِنا بهذا الأمر بسيط، ويتمثّل بخشيتنا من إشكالية دستورية، أي الذهاب الى الانتخابات النيابية من غير وجود رئيس جمهورية، والحكومة تصبح مستقيلة ولا إمكانية لإجراء استشارات جديدة لتسمية رئيس حكومة، فعندها نكون قد دخلنا في المحظور».

بون وجونز

وفي الملف الرئاسي، لم تلُح في الأفق بعدُ أيّ بشائر حَلحلة تؤشّر إلى إمكان انتخاب رئيس جمهورية. وأعلن القائم بالأعمال الأميركي في لبنان ريشارد جونز بعد زيارته رئيسَ حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل إنّه ليس مطّلعاً على تفاصيل التحرّك الفرنسي لانتخاب رئيس، لكنّه أشار إلى أنّه تحدّث مع نظيره الفرنسي وقال: «أعرف أنّهم مهتمّون مثلنا بعملية الدفع في اتّجاه انتخاب رئيس، وأنا مقتنع بأنّ الفراغ الرئاسي ليس في مصلحة لبنان والديموقراطية فيه، ولا من مصلحة الشعب اللبناني، ويجب ملء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت. ولكن كما تعرفون فإنّ الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل، وهذا بالتحديد ما كنّا نتداول فيه».

تجدر الإشارة الى أنّ السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون زار رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضَ معه للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الاستحقاق البلدي

إلى ذلك، ينصبّ الاهتمام على الانتخابات البلدية التي تنجز مرحلتها الأخيرة في محافظة الشمال الأحد المقبل، حيث تواصَلت استعدادات الماكينات الانتخابية لخوض المعارك، والتي سيكون أشرسها مسيحياً في تنّورين والقبيّات وبعض بلدات الكورة، فيما يَسود التوافق بين القوى السياسية في طرابلس على رغم وجود بعض المنافسين.

جزّين

في هذا الوقت، بدأت التحليلات في نتائج الانتخابات البلدية في مدينة جزّين، بعدما نام رئيس لائحة «نِحنا لجزين نِحنا جاهزين» خليل حرفوش فائزاً برئاسة البلدية واستفاقَ خاسراً عقبَ صدور قرار عن هيئة لجنة الانتخابات في سراي جزّين بإلغاء 23 ورقة من الأصوات في عين مجدلين بناءً للطعن الذي تَقدّمَ به ابراهيم سمير عازار حول النتائج البلدية.

وفي هذا الإطار، قال منسّق مدينة جزين في «التيار الوطني الحرّ» مارون قطّار لـ«الجمهورية» إنّ «أمراً ما حصَل فجر الإثنين، فبَعدما فرِزت الأصوات وكان حرفوش من بين الرابحين، إتّصَلوا بنا قرابة الرابعة والنصف فجراً من سراي جزين ليقولوا لنا إنّ حرفوش قد رسَب، وهناك أصوات لم تحتسَب»، لافتاً إلى «حصول «زعبَرة» في مكانٍ ما لإسقاط حرفوش، لذلك سنتقدّم بطعن».

وأكّد أنّ «مَن شطّب حرفوش هم عائلة حلو، وهذا بات واضحاً، في حين أنّ محازبي «التيار» و«القوات» إلتزَموا باللوائح إجمالاً»، موضحاً أنّ «ما حصل بات في عهدةِ العماد ميشال عون، وهو يقرّر من سيترَأس بلدية جزين ويحسم الأمر».

التوطين

وفيما تتواصل المخاوف من التوطين، جدّدت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التأكيد أن لا مخطط ولا نيّة لتوطين النازحين السوريين في لبنان.

وقالت بعد زيارتها وزير العمل سجعان قزي: «حاليّاً يوجد خيار العودة الطوعية إلى سوريا والترحيل الطوعي إلى دول أخرى»، ورأت «أنّ الحلّ يَكمن بالتواصل بين الحكومة اللبنانية والجهات الدولية والمانحة، وإيصال مخاوفهم في هذا الصَدد خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستناقش تقرير الأمين العام والارتدادات على لبنان في حال لم يتمّ التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة السورية».

ونَقل قزي عن كاغ تأكيدها أنّ التقرير الذي أعدّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «ليس موجّهاً للبنان ولا للنازحين السوريين، وأنّ الامين العام متمسّك بالرسالة الخطّية الرسمية التي أرسَلها إلى الحكومة اللبنانية في شهر كانون الثاني الماضي ويؤكّد فيها أنّ الامم المتحدة تعمل على إعادة النازحين السوريين الى سوريا وليس لتوطينهم في لبنان».

مكافحة تمويل الإرهاب

وفي أوّل إطلالة له بعد الأزمة التي أثارَها اعتراض «حزب الله» على القانون الأميركي الجديد المتعلق بتجفيف منابع تمويل الحزب، أعلنَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس أنّه «على رغم التحديات التي نواجهها، نواصل بذلَ الجهود اللازمة وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا ما يَصون سلامة القطاع المصرفي والمالي».

وفي ورشة عمل رعَتها السفارة الاميركية في لبنان، اعتبَر سلامة «أنّ تطبيق المعايير الدولية في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب أولوية بالنسبة إلينا، كون هذا الأمر يحمي مجتمعَنا واقتصادنا من هذه الجرائم، ويعزّز سلامة قطاعِنا المالي والمصرفي ويَحميه من المخاطر، لا سيّما منها مخاطر السمعة، عِلماً أنّ لبنان شريك في الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال، وذلك من خلال مشاركة هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان بأعمال المنظمات الدولية».

أمّا جونز فقال «إنّ تهديد الإرهاب ازداد على مدى السنوات القليلة الماضية، مع صعود «داعش» وتغيّر طبيعة التهديد الإرهابي العالمي، ما اضطرّ المجتمع الدولي الى النظر بنحو مختلف الى طريقة عمل المنظمات الإرهابية، بما في ذلك طريقة توفير التمويل اللازم لعملياتها واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات التعبئة. لهذا السبب قامت الأمم المتحدة والحكومات في كلّ أنحاء العالم، بإنشاء وتأييد أطر قانونية لحماية النظام المالي الدولي من انتهاك هذه الجماعات».

وأضاف: «إنّ التصنيفات على لوائح الإرهاب، المحلية منها والدولية، يمكنها أن تساعد في وقفِ تدفّقِ الدعم الاقتصادي للإرهابيين الذين يعملون في كلّ أنحاء المنطقة والعالم، من خلال تحديد الاهتمام وتركيزه على المنظمات والأفراد، التي يجب اتّخاذ تدابير مالية مضادة لها. عملية التصنيفات هذه ليست عشوائية، ولكنّها تتبع إطاراً قانونياً دقيقاً».

البابا وشيخ الازهر

على المستوى الدولي، برز لقاء تاريخي جمع البابا فرنسيس وشيخ الازهر احمد الطيب في الفاتيكان، بحيث وصفه المتحدث باسم الكرسي الرسولي بأنه «ودي جداً» بعد عشر سنوات من العلاقات المتوترة بين المؤسستين الدينيتين.

ويشكل هذا اللقاء الاول بين البابا وشيخ الازهر تتويجاً لتحسن كبير في العلاقات بين الطرفين منذ تولي فرنسيس البابوية عام 2013. وفيما قال البابا إنّ الرسالة من هذا الاجتماع، هي «لقاؤنا» بحد ذاته، أوضح الازهر في بيان أنّ «الجانبين اتفقا على عقد مؤتمر عالمي للسلام، واستئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان». (ص15)