IMLebanon

 المشنوق يُهاجم «سرايا المقاومة».. ونصرالله: «النصرة» لديها حلفاء في الحكومة اللبنانية

إرتفعت النبرة العالية المتبادلة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» أمس كنتيجة مباشرة لانسداد أفق المحاولات المحلية الاخيرة لإحداث خرق في الازمة الرئاسية. ففيما وصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «سرايا المقاومة» بأنها «كانت سرايا فتنة… واصبحت سرايا احتلال… وسنواجهها»، قال السيّد نصرالله الأمين العام لـ»حزب الله» انّ «جبهة النصرة» لديها حلفاء في الحكومة اللبنانية. هذا التصعيد السياسي المتبادل مرشّح للاستمرار في الايام المقبلة، فيما لا تزال المعارك في سوريا تتصدّر المشهد الاقليمي في ضوء تسارع التطورات الميدانية في حلب، خصوصاً بعد دخول سفن حربية روسية جديدة من شرق البحر المتوسط، واستخدام مقاتلات روسية مطار «همدان» في إيران. وتزامناً، تحضر الازمة السورية بنداً أول في اللقاءات الدولية والاقليمية، وهي ستكون على جدول اعمال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى ايران الاسبوع المقبل، علماً انّ وزير الخارجية التركي داوود جاووش اوغلو قام بزيارة خاطفة الى طهران امس الاول تمهيداً لها ومتابعة للمشاورات التي جَرت بین البلدین خلال زیارة وزیر الخارجية الايراني محمد جواد ظریف الی أنقرة الاسبوع الماضي.

تسارعت المواقف السياسية، وارتفعت حدّتها مع إعلان السيد حسن نصر الله في مقابلة مع قناة «المنار» أمس أنه «لطالما كان تيار «المستقبل» يهاجمنا ويُسيء إلينا، وعند تشكيل الحكومة يسعى الى التفاهم معنا. فمن الطبيعي أن تهتزّ قاعدته، بينما نحن من الأول خطابنا واحد ويدعو الى وحدة اللبنانيين».

واكد انّ هناك «استقراراً في لبنان لم يسبق له مثيل بعد حرب تموز»، موضحاً أنه «لو كنت استطيع الذهاب الى طاولة الحوار لذهبت، وفي السابق جلسنا الى الطاولة مع أشخاص تآمروا علينا في حرب تموز. وإذا كانت مصلحة البلد تفرض علينا ذلك فلا مشكلة لدينا».

وشدد على انّ «الجيش اللبناني يستطيع مكافحة الارهابيين في عرسال، لكن ما يمنعه هو قرار سياسي». واعتبر انّ «النصرة» لديها حلفاء في الحكومة اللبنانية».

المشنوق

وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المنشوق صَعّد ضد «حزب الله»، وردّ على السيد نصر الله من دون ان يسمّيه، فشدّد على أنّ التسوية المطلوبة لا تتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأنّ من سيتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري، الذي يستحقّ ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس مِنّة من أحد. كما أنّ التسوية ليست بهدف إجراء انتخابات نيابية، ولا لنأتي برئيس يستحقّ الرئاسة».

وقال المشنوق: كنّا وما زلنا طلّاب تسوية، لكنّنا نرفض أن تكون التسوية إسماً حركياً لأمرَين هما الاستسلام أو الانتظار. نحن لسنا تياراً مستسلماً ولا تيار انتظار سياسي. لن نقبل لحظة أن نكون تيار استسلام سياسي ولا تيار انتظار سياسي. وإنّ الأيام، والأيام القريبة وليس البعيدة، ستبيّن صحّة كلامي.

وهاجم المشنوق بعنف «سرايا المقاومة»، وقال إنّ «ما يسمّونها سرايا المقاومة، وكنّا نسمّيها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال لم ولن نقبل بها تحت أيّ ظرف من الظروف».

أضاف: «مهما كان نوع هذا السلاح، طالما أنّه مطلوب توقيعنا، فلن نوقّع، نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين، بل سنقاوم هذا الاحتلال بكلّ الطرق والوسائل السلمية والسياسية».

سعيد

وفي ردّ لمنسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» الدكتور فارس سعيد، عبر «تويتر»، أشار الى أنّ «حزب الله» يحاول في الربع الساعة الأخير فَرض واقع عقاري وأمني وعسكري وسياسي يضمن له حضناً دافئاً لمواجهة المحكمة والعقوبات. ولن ينجح».

الجنوب

وفيما كانت الانظار مشدودة الى الحدود الشرقية حيث يواصل الجيش اللبناني توجيه ضرباته الاستباقية على مواقع الارهابيين واماكن تحركهم، قفز

الوضع في الجنوب الى الواجهة بعد تمادي الجيش الاسرائيلي باعتداءاته وشقّ طرق في خراج بلدة شبعا.

وعلمت «الجمهورية» انّ لبنان بدأ اتصالاته مع «اليونيفيل» فور حصول الخرق الاسرائيلي، وقد تولّاها كل من الجيش اللبناني والامن العام.

واستكمالاً لهذه الاتصالات، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس مقر قيادة قوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان «اليونيفيل»، والتقى قائدها الجديد اللواء مايكل بيري، حيث جرى تقييم للاوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية والخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق إضافة الى التعاون القائم بين الأمن العام وقيادة «اليونيفيل» في اطار المهام الموكلة إليها تنفيذاً للقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.

وعلمت «الجمهورية» انّ اللواء ابراهيم أكّد لبيري انّ ما قامت به اسرائيل هو اعتداء داخل اراض لبنانية سبق وان تحفّظ لبنان عليها لدى الامم المتحدة عند رسم الخط الازرق بعد حرب تموز. ومعلوم انّ التحفّظ يترتّب عليه التزام الجهات المتنازعة عدم القيام بأيّ عمل داخل الاراضي المتحفّظ عليها.

ونقل اللواء ابراهيم احتجاج لبنان على هذا الامر، طالباً من «اليونيفيل» القيام بالاجرءات اللازمة لردع اسرائيل عن اعتداءاتها.

وقال اللواء ابراهيم لـ«الجمهورية»: انّ العدو الاسرائيلي قام بحفريات داخل نقطة مُتحفّظ عليها، والتحفّظ اللبناني مُسجّل لدى الامم المتحدة، وبالتالي لا يحقّ له القيام بأيّ نشاط في هذه المنطقة.

وأضاف: نحن سنواصل اتصالاتنا لتثبيت الاستقرار على الجبهة الجنوبية، مع تأكيدنا على دعم «اليونيفيل» للقيام بمهامها، وعلى التزام الدولة اللبنانية بتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 بكافة مُندرجاته.

واعتبر اللواء ابراهيم انّ ما قامت به إسرائيل «هو عمل استفزازي يخرج عن القرار 1701 ويؤدي الى احتكاكات تؤثر في أمن المنطقة الحدودية واستقرارها»، مشدّداً على وجوب «معالجة هذا الامر فوراً».

باسيل

وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قد أرسل كتاباً الى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت أخيراً بلدة الغجر ومزارع شبعا المُحتلتين، «الأمر الذي يشكّل خرقاً فاضحاً للقرار 1701، وانتهاكاً لحقوق السكان والسيادة اللبنانية»، مُطالباً برفع شكوى عاجلة الى مجلس الأمن.

تحرّك الأهالي

ميدانياً، تمكَّن عدد من أبناء بلدة شبعا والقرى المجاورة من الدخول الى مزارع شبعا المحتلة واجتياز الطريق العسكرية التي شَقّتها الجرافات الاسرائيلية في منطقة بركة النقار الواقعة في الطرف الشمالي لمزارع شبعا المحتلة. ورفع الاهالي الأعلام اللبنانية تأكيداً على لبنانية المزارع المحتلة، وطالبوا الحكومة بالتصدي للانتهاك الاسرائيلي المتواصل ضد سيادة لبنان.

التعيينات الأمنية

على صعيد آخر، يتّجه وزير الدفاع سمير مقبل الى إصدار قرار تأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير الذي سيُحال على التقاعد اليوم، في الساعات المقبلة.

وكشفت مصادر معنية بهذا الموضوع لـ«الجمهورية» انّ مقبل سيوقّع قرار تأجيل تسريح خير في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع قبل نهاية دوام اليوم ولمدة سنة. واوضحت انّ هذا التوقيت مرتبط بموعد إحالته الى التقاعد ليل السبت – الأحد الذي يقع في 21 آب الجاري.

وكان مقبل أعلن من بكفيا، بعد زيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، انه سيصدر هذا القرار بين اليوم والغد.

ورَدّ مقبل على وزراء «التيار الوطني الحر» الذين وصفوا ما جرى في جلسة مجلس الوزراء امس الاول بالمسرحية، بالقول:

«هل طرح أسماء لتعيين رئيس للمجلس الأعلى للدفاع مسرحية؟ أم أنّ المسرحية هي التغيّب عن انتخاب رئيس للجمهورية وعدم النزول الى مجلس النواب؟

وعمّا اذا كان سيمدّد لقائد لجيش العماد جان قهوجي حتى لو عرّض الأمر الوَضع الحكومي للخطر؟ أكد مقبل ان «كل ما سيتمّ هو بحسب الدستور والقانون، فلماذا سيعرّض الحكومة للخطر؟ لديّ مسؤوليات دستورية سأسير بها».

قزّي

وسألت «الجمهورية» وزير العمل سجعان قزّي رأيه في الخطوة التي يُمكن ان يُقدم عليها وزراء «التيار الوطني الحر»، فأجاب: اعتقد انه يُفترض بـ«التيار» ان يكون في طليعة الذين يرفضون تعيين قائد جديد للجيش، لأنّ الجنرال ميشال عون هو حريص جداً على صلاحيات رئيس الجمهورية، ودور رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة.

وبالتالي، لا يستحسن ان يتمّ تعيين قائد جديد في غياب الرئيس، خصوصاً اذا كان هناك انتخاب لرئيس الجمهورية، ولربما يكون الجنرال عون من اليوم وحتى نهاية السنة. ولكن يبقى ان يتمّ تقديم موضوع التمديد لقائد الجيش بطريقة ذكية ورفيعة».

درباس لـ«الجمهورية»

من جهته، جدّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تأكيده لـ«الجمهورية» انّ موقفه في الاساس هو مع التعيين، و»اذا كان هناك مجال لتعيين اسم وينقص صوتي فأنا مستعد لمَنحه، لأنني مع التعيين حتى لو كان الشخص الذي سيعيّن «مش عاجِبني».

وسأل: «علام سأصوتّ عندما رأيت انّ عدد الذين صوتوا لمصلحة التعيين هم سبعة وزراء؟»، وقال: «الضباط الثلاثة المقترحة اسماؤهم لا اعرفهم وليس عندي فكرة عنهم، وجلّ ما في الامر هو انّ هذا الموضوع مرتبط بالاستحقاق المقبل أي استحقاق قائد الجيش، فلا يجعلون منها قضية مستقلة بل هي مرتبطة» .

وعن موقف وزراء «التيار الوطني» والى ايّ حدّ سيبلغ تصعيدهم؟ اجاب درباس: «اولاً، لا اتمنى ولا اعتقد انهم سيقاطعون جلسات مجلس الوزراء، واذا قاطعوا فلا أظنّ ولا اتمنى انّ المقاطعة ستطول. وفي كل حال، لا اظن ولا اتمنى ان الحكومة ستتعطّل».

تفجير المسجدين

وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ المحقق العدلي في جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام القاضي ألاء الخطيب أودع ملف الدعوى لدى النيابة العامة التمييزية لإبداء مطالعتها، حيث من المنتظر أن يصدر قراره الاتهامي فور تسلّمه الملف من النيابة العامة التمييزية مُرفقاً بمطالعتها الخطية.

ومن المنتظر أن يصدر القرار في وقت قريب وسيتضمن عرضاً مفصّلاً لوقائع القضية واستعراضاً للأدلة والاثباتات، وبياناً لدور كلّ من المتهمين في تنفيذ الجريمة، وستبدأ بعد صدور القرار الاتهام المحاكمة العلنية في المجلس العدلي. وسيكون لوزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي موقف غداً في ذكرى تفجير المسجدين.