IMLebanon

ترامب والحريري: شراكة لحماية استقرار لبنان

الرئيس الأميركي يتعهد دعم «احتياجات النازحين» ومساعدة الجيش «ليكون المدافع الوحيد» عن البلد

ترامب والحريري: شراكة لحماية استقرار لبنان

بحفاوة رسمية لافتة ومواكبة إعلامية ملحوظة لتغطية الحدث، دخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيت الأبيض أمس حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استقباله عند المدخل الرئيسي للترحيب بزيارته واصطحابه شخصياً إلى المكتب البيضاوي حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً عبّر خلاله ترامب عن الشعور بـ«شرف عظيم» لاستضافته الحريري الذي ردّ بدوره معرباً عن سروره بهذا الاجتماع «للتأكيد على أنّ شراكتنا في محاربة داعش وكل أنواع الإرهاب مستمرة لما فيه خير المنطقة». الأمر الذي عاد فشدد عليه ترامب في معرض تنويهه بـ«الإنجازات العظيمة» التي حققها الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب قائلاً: «الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك، وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان وهو قوة محاربة قوية وفعالة جداً»، في وقت برز الحرص المشترك الذي أبداه الزعيمان على تعزيز الشراكة الأميركية – اللبنانية في سبيل حماية استقرار لبنان.

وإثر اجتماع المكتب البيضاوي الذي تلاه اجتماع موسّع بمشاركة الوفد اللبناني المرافق ووفد أميركي رفيع المستوى، عقد ترامب والحريري مؤتمراً صحافياً استهله الرئيس الأميركي بوصف المحادثات التي أجراها مع رئيس مجلس الوزراء بأنها كانت «بناءة ومكثفة عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه»، مهنئاً الحريري على الصمود في هذه المرحلة وتوجّه إليه وإلى الشعب اللبناني بالشكر «لاستضافة كل هذا العدد من النازحين من داعش ومن نظام الأسد وداعميه». وإذ تعهد استمرار الدعم الأميركي للبنان، جدد التزامه بدعم «الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين». بدوره، أوضح الحريري في كلمته أنه أطلع ترامب على رؤية حكومته في سبيل التعامل «بدعم من المجتمع الدولي» مع أزمة الضغوط التي يتعرض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ

البحث تناول «الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود الحكومة لدفع النمو الاقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل».

وأوضح الحريري أنه بحث خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي «الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب»، منوهاً كذلك بدعم الولايات المتحدة للجيش والأجهزة الأمنية إضافة إلى دعم اليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على الحدود الجنوبية، وسط تجديده التزام الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 وجميع قرارات مجلس الأمن الدولي.

وإذ لفت الانتباه تركيز الرئيس الأميركي خلال كلمته على إدانة ارتكابات «حزب الله» ودوره التخريبي في المنطقة لمصلحة إيران، برز إعلانه رداً على أسئلة الصحافيين، أنه بصدد إعلان موقفه من العقوبات الجديدة التي يتخذها الكونغرس ضد «حزب الله» خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فضلاً عن تطرقه كذلك إلى الموقف من دور الحزب في سوريا. في حين أكد الحريري إزاء الموضوع نفسه أنه يقوم باتصالات عدة وستكون لديه جولات عدة في الكونغرس «لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات».

أما عن مصير بشار الأسد في سوريا، فأجاب ترامب: «لست من المعجبين بالأسد، وأنا أؤكد ذلك لكم. ويمكنكم أن تعرفوا أنني لست من المعجبين به حين قررت إطلاق صواريخ التوماهوك. وأنا متأكد من أن ما قام به بالنسبة إلى سوريا والإنسانية أمر فظيع ومخيف»، وأردف: «أنا لست شخصاً سيقف ويترك الأسد ينفذ بما قام به، لقد نفذ بذلك مرات عدة خلال عهد الرئيس (باراك) أوباما، وأنا أرى أنه كان يجب على أوباما أن يتخطى الخطوط الحمر، لأن أموراً فظيعة حصلت ضد الإنسانية من ضمنها استخدام الغاز والقتل، وهذا كان يوما سيئاً لأميركا ولسوريا. بل إنني أقول أكثر من ذلك، لو كان الرئيس أوباما قد تخطى الخط الأحمر وقام بما يجب في عهده لما كانت روسيا أو إيران قد وصلتا إلى ما وصلتا إليه اليوم في سوريا».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان مطمئناً بعد اجتماعه بترامب لاستمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، أجاب الحريري: «نحن مطمئنون، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها».