IMLebanon

جنيف: محادثات «إيجابية» بين المعارضة ودي ميستورا

عشرات القتلى بتفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في السيدة زينب

جنيف: محادثات «إيجابية» بين المعارضة ودي ميستورا

أعلنت المعارضة السورية أنها أجرت نقاشات «إيجابية للغاية» مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس، وبخاصة في ما يتعلق بالوضع الانساني في سوريا حيث تزداد معاناة المدنيين مع حصار قوات بشار الأسد 45 ألف مدني جديد بحسب تقرير للأمم المتحدة، في وقت تردد في جنيف صدى تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في حيّ السيدة زينب في دمشق حيث سقط 70 قتيلاً على الأقل.

فبعد أن أعادت المعارضة التأكيد أمس أنها لن تشارك في مفاوضات سياسية مع حكومة الأسد قبل أن تتخذ إجراءات ملموسة ترفع المعاناة الإنسانية على الأرض، قال المتحدث باسمها للصحافيين إن «اجتماع اليوم (أمس) كان إيجابياً للغاية مع دي ميستورا.. الأمور مشجعة وإيجابية في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية».

وبرغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وقال للصحافيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين عن المعارضة «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها». 

ويبدأ الموفد الدولي الى سوريا اليوم مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف برغم التوتر الذي ساد بين الجانبين، اثر تبادل اتهامات قللت فرص نجاح المساعي الديبلوماسية التي تبذل لتقليص الهوة بينهما.

واعلنت الامم المتحدة في بيان مساء ان الموفد الدولي ستافان دي ميستورا سيلتقي في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في اطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا. وجاء في البيان ان دي ميستورا سيلتقي في الساعة العاشرة صباحاً ممثلي نظام الاسد الذين سبق ان استقبلهم الجمعة الماضي، ثم يلتقي للمرة الاولى بشكل رسمي في الساعة الرابعة وفد الهيئة العليا للمفاوضات من المعارضة.

ومساء نقلت «فرانس برس» اعلان محمد علوش ممثل تنظيم «جيش الاسلام» السوري المعارض انه في طريقه الى جنيف، حيث سيتولى مهمته ككبير مفاوضي وفد المعارضة السورية. وقال علوش في اتصال مع «فرانس برس»، «انا في طريقي الى جنيف وسأصل غدا» الاثنين.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة التفاوض في جنيف باسم المعارضة عينت علوش كبير مفاوضي الوفد برغم ان النظام السوري وروسيا اتهما تنظيمه بـ»الارهاب».

وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على اداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام، متهما قوات الاسد بتجويع المدنيين.

وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن «هذا الصباح، ونظرا الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من اهمية، اناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل»، مطالبا النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا. 

وبرغم ان كيري وجه تصريحاته للطرفين، الا انه من الواضح ان رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات.

وأعلنت المملكة العربية السعودية وتركيا أمس، دعمهما للمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع ممثلين للنظام، سعيا للتوصل الى حل للنزاع في هذا البلد.

وجدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد المملكة لموقف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، مشيرا إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو الذي يقوم بزيارة للرياض، أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من بشار الأسد، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة. وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن السعودية تدعم المعارضة، سواء اختارت التفاوض أم لا.

وقال الجبير إن السعودية تؤيد حق تركيا بالدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسبا لها. وأشار إلى أن البلدين يعملان على دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وموقف البلدين هو داعم للأشقاء السوريين. 

وقال تشاووش اوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف إذا لم تتحقق مطالبها. وأضاف: «طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم تنفذ مطالبهم«.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان هذه المحادثات هي «الفرصة الافضل وربما الوحيدة لوضع حد للنزاع السوري».

ومن اديس ابابا، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «جميع الاطراف على وضع الشعب السوري(…) فوق المصالح الفئوية».

وكشفت الأمم المتحدة أن القوات السورية أقدمت في الآونة الأخيرة على حصار بلدة المعضمية السورية مضيفة 45 ألفا إلى عدد الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية والطبية في سوريا.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها إنه «بسبب تزايد التضييق المفروض على المدينة في كانون الأول 2015، فإن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المعضمية بأنها محاصرة بدءا من 27 كانون الثاني 2016»، مضيفة أنها ما زالت تتعرض لقصف متقطع. 

وذكر البيان أن ظروف العيش في المدينة شديدة بالفعل، لكنها تدهورت أكثر منذ إقفال المداخل في ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والدواء وغيرها من المواد الأساسية. وأورد البيان أن ثماني حالات وفاة سجلت في المدينة منذ أول كانون الثاني من جراء الافتقار إلى الرعاية الطبية المناسبة، كما وردت تقارير عن حالات سوء تغذية من دون أن تسجل حالة وفاة جراء ذلك.

وفي موازاة الجهود الديبلوماسية في جنيف، هزت تفجيرات جنوب دمشق اسفرت عن أكثر من 60 قتيلا على الاقل وتبناها تنظيم «داعش».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن وزارة الداخلية السورية «أن ارهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند احد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين».

واسفرت التفجيرات بحسب المرصد السوري عن 71 قتيلا بينهم خمسة اطفال، في حين افاد الاعلام الرسمي السوري عن سقوط «اكثر من 50 شهيدا واصابة اكثر من مئة اخرين» بجروح.

واعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير في بلدة السيدة زينب، التي تقيم فيها غالبية شيعية.

وعلى صعيد آخر، التقى وفد ضم ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك في شمال سوريا، عدداً من قيادات «قوات سوريا الديموقراطية» العربية الكردية التي تقاتل تنظيم «داعش»، بحسب ما افادت مصادر كردية. وهذه هي اول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول اميركي على هذا المستوى للاراضي السورية. 

ورافق ماكغورك في الزيارة مسؤولون فرنسيون وبريطانيون، بحسب ما افادت السلطات وكالة «فرانس برس«. 

وقال مصدر كردي مواكب للقاءات، «قام وفد عسكري رفيع المستوى من قوات التحالف الدولي السبت بزيارة مدينة كوباني (عين العرب) حيث التقى قيادات من قوات سوريا الديموقراطية بعد ان وصل الى الاراضي السورية على متن ثلاث مروحيات».

وذكر المصدر ان المحادثات التي جرت في كوباني تناولت بشكل رئيسي «الخطط العسكرية» ضد تنظيم «داعش». واضاف «سيكون لهذه اللقاءات تأثير على تطورات كثيرة ستشهدها المنطقة» في الفترة المقبلة.

وقال المصدر ان الوفد غادر سوريا «بعد عقد اجتماعات احيطت بالسرية وبإجراءات امنية مشددة في الاماكن التي عقدت فيها».

واشار الى انه تم خلال الاجتماعات «مناقشة التطورات الأخيرة في سوريا واجتماع جنيف 3 ومستقبل سوريا». واضاف ان «الاجتماع تطرق إلى مشاركة الاكراد في اجتماع جنيف والاجتماعات الاخرى في الساحة الدولية».