IMLebanon

الملك سلمان وأوباما: شراكة استراتيجية عميقة

ناقشا قضايا بينها اليمن وسوريا والعراق ولبنان.. وأنشطة إيران الاستفزازية

الملك سلمان وأوباما: شراكة استراتيجية عميقة

أعلن البيت الأبيض في بيان له أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز جددا التأكيد في اجتماع بينهما في العاصمة السعودية الرياض أمس دام ساعتين، «على الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والسعودية»، وأشار البيت الأبيض كذلك إلى أن الزعيمين تطرقا إلى الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط وناقشا قضايا بينها اليمن وسوريا والعراق ولبنان، بالإضافة الى مناقشة «التحديات التي تشكلها أنشطة إيران الاستفزازية في المنطقة»، لافتاً الى أن الزعيمين اتفقا على أهمية وجود نهج شامل لنزع فتيل التوترات الإقليمية.

وشدد الملك سلمان خلال لقائه مع الرئيس الأميركي على الصداقة بين الأميركيين والسعوديين، فيما بدأ قادة الخليج يتوافدون للمشاركة في القمة الخليجية اليوم والتي يشارك فيها أوباما، وسبقها اجتماع أمس لوزراء دفاع دول مجلس التعاون شارك فيه نظيرهم الأميركي آشتون كارتر، حيث تصدرت المحادثات قضيتا مكافحة تنظيم «داعش» وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

فقد عقد العاهل السعودي لقاء قمة أمس في قصره في الرياض، مع الرئيس الأميركي الذي وصل إلى العاصمة السعودية في وقت سابق في زيارة تستغرق يومين. وشدد الملك سلمان خلال اللقاء على علاقات الصداقة التي تربط الشعبين السعودي والأميركي، فيما أعرب أوباما عن تقديره للعاهل السعودي ولدعوته الى المشاركة في لقاء مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض.

وعقب ذلك جرى خلال جلسة المحادثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية تجاهها ومن بينها مكافحة الإرهاب.

وكان في استقبال أوباما، لدى وصوله إلى المملكة، في الصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ووزير الخارجية عادل الجبير، ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء سعود بن عبدالعزيز الهلال، وسفير الولايات المتحدة لدى المملكة جوزيف ويستفول، ومدير عام مطار الملك خالد الدولي عبدالعزيز سعد أبو حربة، ومندوب عن المراسم الملكية، وأعضاء السفارة الأميركية لدى المملكة.

وقال البيت الأبيض كذلك إن أوباما وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحثا عدداً من الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط خلال لقاء خاص يسبق قمة مع زعماء دول الخليج الخميس. وأضاف البيت الأبيض أن أوباما وولي عهد أبوظبي اتفقا على الحاجة لتسوية سياسية في الصراع اليمني والحاجة للدعم الدولي حكومة الوفاق الجديدة في ليبيا ولتجنب «الأعمال التي تؤدي الى أضرار محتملة«.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على التوالي: نائب رئيس وزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

كما استقبل الملك السعودي ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي أكد في تصريح صحافي لدى وصوله إلى الرياض أن القمّة «تأتي استمراراً للجهود الدؤوبة التي تقوم بها دول مجلس التعاون لأجل خير جميع دول المنطقة ورفاهية أبنائها وذلك بالتواصل والتنسيق مع جميع الأصدقاء ومع القوى الفاعلة والمؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة، وذلك إيماناً بأن المزيد من التعاون البناء بين دول العالم هو السبيل الأقوى للتغلب على ما يواجهنا جميعاً من تحديات وما يحيط بنا من مخاطر والوصول إلى ما نصبو إليه من استقرار وأمن دائمين«.

وتلقى الملك السعودي اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء العراق حيدر العبادي. وتم خلال الاتصال بحث العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقد أكد خادم الحرمين حرص المملكة على وحدة العراق وتحقيق أمنه.

قمة الخليج ـ المغرب

وافتتح الملك سلمان مساء القمة الخليجية – المغربية في الرياض. وفي كلمته، أكد الملك السعودي أن القمة الخليجية – المغربية تعكس العلاقات الوثيقة في كافة الجوانب بين الطرفين، مضيفاً أن دول الخليج تتضامن مع المغرب، لا سيما في قضية الصحراء. وأكد الملك سلمان حرص المملكة على حل للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية.

وثمّن العاهل المغربي «الدعم المادي والمعنوي من دول الخليج للمغرب«، متحدثاً عن «روابط وثيقة تجمع المغرب بدول الخليج العربي«. وأكد أن الطرفين يواجهان «التحديات نفسها لا سيما في المجال الأمني»، مضيفاً: نحاول الاستفادة من التجربة الرائدة لدول مجلس التعاون الخليجي«.

وشدد على أن عقد القمة المغربية الخليجية ليس موجهاً ضد أي جهة، إلا أنه استدرك قائلاً: «نحن أمام مؤامرات تستهدف أمننا الجماعي. الدفاع عن أمننا واجب، والأمن الخليجي هو أمن المغرب«.

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المملكة المغربية، بحثت العديد من الموضوعات من أهمها، الفتنة الطائفية، والتطرف، والإرهاب، إضافة إلى التحالف العسكري الإسلامي، كما بحثت التدخلات في شؤون دول المنطقة.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار: لقد كان هناك كالمعتاد تطابق كامل في رؤى دول المجلس ومملكة المغرب، حيث أكدت القمة التزام الدفاع المشترك عن أمن بلادهم، واحترام سيادة الدول، ووحدة أراضيها، ووقف أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.

وتابع يقول: ونحن والمغرب معاً قلباً وقالباً.. هذا يدل على متانة العلاقات، ومكانة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.

وعقد وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون اجتماعاً مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في قصر الدرعية بالرياض. وأكد ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أن «الاجتماع يُعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه العالم والمنطقة وأهمها الإرهاب والدول غير المستقرة والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة»، مشدداً على ضرورة «العمل لمجابهة هذه التحديات من خلال الشراكة التي تجمع دول الخليج العربي والولايات المتحدة وهي شراكة طويلة وعريقة».

وتابع الأمير محمد بن سلمان: «اليوم يجب أن نعمل بشكل جدي لمجابهة هذه التحديات»، مؤكداً أنه «فقط بالعمل سوياً سوف نجتاز كل العقبات التي تواجهنا».

وعبر كارتر عن سعادته في المشاركة في الاجتماع والرغبة المشتركة لمزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب والسعي لاستقرار وأمن المنطقة. وأعرب عن شكره وتقديره للقيادة السعودية على استضافة هذا الاجتماع. وأشاد بعلاقات التعاون المتميزة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي على مدى سنوات والتي أسهمت في تطوير المجالات الأمنية في المنطقة وتعزيز الأمن على كافة المستويات وقال «اهتماماتنا تنصب الآن على ما تمر به العراق وسوريا واليمن«.

وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي إن الاجتماع مع كارتر «بحث الأوضاع في المنطقة وجهود محاربة داعش«، مضيفاً أن وزراء الدفاع الخليجيين أعربوا عن قلقهم جراء التدخلات الإيرانية. وأوضح أنه «تم الاتفاق على تدعيم التعاون الخليجي ـ الأميركي في مجال الدفاع الصاروخي«. ولفت إلى أنه سيتم تسيير دوريات مشتركة لاعتراض سفن تهريب الأسلحة الإيرانية لليمن.