IMLebanon

الحريري يجول على البيارتة: التحدي إنمائي سياسي

اللجان «تقونن» النقاش الانتخابي.. والعونيون يريدون «تسوية تشمل القانون وأموراً أخرى»

الحريري يجول على البيارتة: التحدي إنمائي سياسي

بزخم تصاعدي ملحوظ تتدحرج كرة تفاعل البيارتة مع الاستحقاق البلدي استعداداً لبلوغ محطة الاقتراع الأحد المقبل وإسماع كلمة بيروت بأعلى صوت توكيداً على أنها ستبقى لأهلها «خزان الكرامة والوفاء». ولأنهم كذلك لا يفوّتون فرصة أو مناسبة أو استحقاق ليظهروا وفاءهم وانتماءهم لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومسيرته الوطنية صوناً للعاصمة وتحصيناً للوطن، وهو ما تبدّى بوضوح خلال المواكبة البيروتية الشعبية الحاشدة للجولات الميدانية التي قام بها الرئيس سعد الحريري على أحياء العاصمة خلال الساعات الأخيرة، منوهاً بالتزامهم الوطني ومنبهاً في معرض دعوته إلى النزول بكثافة في 8 أيار لانتخاب «لائحة البيارتة» إلى أنّ التحدي هو تحدٍ «إنمائي وسياسي» في آن.

الحريري، وخلال جولة بيروتية تميزت باحتضان جماهيري شعبي غامر في كل من الطريق الجديدة ورأس النبع، شدد في حديثه عن الاستحقاق الانتخابي، سواءً في الكلمة التي ألقاها في مقر نادي خريجي جامعة بيروت العربية أو في منزل الحاج باسم القيسي، على مفصلية الاستحقاق الديموقراطي الأحد باعتباره يُشكّل «موعداً مع الوفاء لرفيق الحريري ولبيروت». وإذ وعد بأنه سيتابع شخصياً أداء وأعمال المجلس البلدي المزمع انتخابه ليضمن أن تنال بيروت ومناطقها كامل حقوقها الإنمائية، لفت الحريري الانتباه إلى أنّ الانتخابات البلدية في العاصمة «لها طابع سياسي» ذو شقين، الأول رداً على المتسائلين عما إذا كان خط الرئيس الشهيد لا يزال يمثل قرار أهل بيروت، والثاني رداً على المشككين ببقاء البيارتة عند وصية الرئيس الشهيد في المناصفة والعيش المشترك والوحدة الوطنية، داعياً في هذا المجال إلى إقفال الباب في وجه أي خرق أو تشطيب والاقتراع لصالح «لائحة البيارتة» الأحد المقبل «زي ما هيّ» لتبقى بيروت والمناصفة والوحدة «زيّ ما هيّ»، مع إشارته إلى أنّ شعوره بالاعتزاز والفخر بكونه مسلماً سنياً لا يضعه في موقع الخوف من الآخر إنما في موقع القبول بالآخر وتفهمه والعيش معه على أساس الشراكة. 

وكان الحريري قد استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيت الوسط مساء الأحد وأكد الجانبان على التحالف الانتخابي في بيروت والتنسيق في باقي المناطق، ثم زار أمس مطرانيتي بيروت للموارنة وللروم الأرثوذكس حيث أعرب بعد لقائه كلاً من المطران بولس مطر والمطران الياس عودة عن حرصه على المناصفة بوصفها خطاً أحمر أرساه الرئيس الشهيد. 

دعم اقتصادي لـ«البياراتة»

وأمس، تلقت «لائحة البيارتة» دعماً اقتصادياً وازناً عبرت عنه الهيئات خلال لقاء عقد في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان وجمع أعضاء اللائحة برئاسة المهندس جمال عيتاني مع حشد من الفاعليات الاقتصادية في العاصمة. وبعد استعراض برنامجها الإنمائي والاقتصادي والاستماع إلى المطالب الهادفة إلى النهوض بالعاصمة وتحريك العجلة الاقتصادية والتجارية فيها، كانت كلمات لرئيس الغرفة محمد شقير ورئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، شددت على أهمية خلق شراكة فعلية وعملية بين المجلس البلدي وقيادات القطاع الخاص، مشيدةً بكفاءة رئيس وأعضاء «لائحة البيارتة» من أجل إحداث نقلة نوعية في العمل البلدي، وداعيةً أهالي بيروت من هذا المنطلق إلى انتخاب اللائحة في سبيل تنمية بيروت وتنشيط قطاعاتها الاقتصادية وأسواقها التجارية. 

اللجان

نيابياً، أطلقت اللجان المشتركة أمس رحلة البحث عن أرضية وطنية مشتركة لسن قانون جديد للانتخابات النيابية وسط بروز اشتراط عوني واضح وصريح بوجوب إبرام «تسوية سياسية تشمل قانون الانتخاب وأموراً أخرى وإلا من المستحيل تحقيق أي فرق على صعيد قانون الانتخابات« كما صرّح النائب آلان عون إثر انتهاء اجتماع اللجان.

وفي المحصلة تمكّن اجتماع الأمس من إحراز تقدم شكلي نجحت بموجبه اللجان في «قوننة» النقاش حول مشاريع القوانين الانتخابية المطروحة وغربلة المشاريع لتنتقل من 17 مشروعاً واقتراحاً إلى 4 مشاريع كما أوضح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري إثر ترؤس الاجتماع وتلاوة البيان الصادر عنه، موضحاً أنّ اللجان خلصت إلى حصر النقاش في جلستها التالية الاثنين المقبل بنقاط أهمها: عدد النواب وحجم الدوائر الانتخابية ونوعية النظام، أكثري أم نسبي أم مختلط، وهي النقاط التي تضمنتها المشاريع الأساسية الأربعة، على أن تستمر اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة الإدارة والعدل في متابعة درس سائر النقاط المطروحة باستثناء نقطتي آلية الانتخاب وحجم الدائرة الانتخابية.

وأوضحت مصادر اللجان المشتركة لـ«المستقبل» أنّ اجتماع الأمس وضع تصوراً لكيفية اعتماد آلية النقاش اعتباراً من جلسة الاثنين، بحيث تُعرض مشاريع القوانين بحسب ماهيتها، أكثري أو نسبي أو مختلط بالإضافة إلى الدوائر لطرحها ومناقشتها تباعاً. أما عن مشروع اللقاء الأرثوذكسي، فلفتت المصادر إلى أنه مُحال أساساً على الهيئة العامة مع الاقتراح المقدم من النائب نبيل دي فريج بشأن إضافة 6 نواب إلى البرلمان (سني وشيعي ودرزي وكاثوليكي و2 سريان) وبالتالي لم يعد للجان أي عمل بهذا الموضوع.

بدورها، علقت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» على مسار النقاش الحاصل بشأن قانون الانتخاب فلفتت إلى كون الكتلة تبدي كل مرونة وتجاوب في سبيل التوصل إلى قانون انتخابي توافقي، وقالت لـ«المستقبل»: «نحن ككتلة تقدمنا خطوة كبيرة في هذا الاتجاه بالانتقال من النظام الأكثري الكلّي إلى تأييد النظام المختلط بين الأكثري والنسبي، وهذه خطوة بحد ذاتها تؤكد تجاوبنا وحرصنا على وضع قانون جديد للانتخابات النيابية، في حين أنّ «حزب الله» لا يزال في المقابل متمسكاً بالدائرة الواحدة من دون أن يتقدم حتى الساعة خطوة واحدة باتجاه التوافق الانتخابي».