IMLebanon

الحكومة صامدة.. وسلام ملتزم حراسة «الهيكل»

بري يؤازر و«حزب الله» يناور.. ووزراء «التشاوري» يرفضون الميثاقية «الانتقائية»

الحكومة صامدة.. وسلام ملتزم حراسة «الهيكل»

بشكل واضح وفاضح يلعب «حزب الله» على الحبال الحكومية متلبّساً لبوس المُصلح «الميثاقي» لينقضّ من ورائه على آخر حصون الشرعية والبقية الباقية من معالم الدولة بعد أن بتر رأس الجمهورية وشل العمل المؤسساتي فيها.. لا يتوانى في العلن عن التمظهر في مظهر «الحكم» بين السرايا والرابية على حلبة الإشكالية الميثاقية التي اندلعت على خلفية المقاطعة العونية للحكومة رداً على التمديد للقادة العسكريين، بينما الحزب عملياً هو أحد دعائم هذا التمديد ولا يتوانى حتى عن التأكيد للمعنيين أنه غير متضامن مع المقاطعة العونية. رياح التعطيل بدأت تلفح الحكومة بقوة لكنها لا تزال صامدة حتى الساعة ورئيسها تمام سلام لا يزال مصراً «رغم كل العواصف» على الحفاظ على الأمانة كما أكد في كلمة ألقاها أمس في السرايا الحكومية، مجدداً التزامه بالبقاء حارساً أميناً «لهذا الهيكل» حتى لا يسقط فوق رؤوس الجميع.

وعشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، نفّذ «حزب الله» مناورة سياسية – إعلامية مكشوفة استهلها ببيان صادر عن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد دعا فيه إلى تأجيل الجلسة ربطاً بقرار المقاطعة العوني، قبل أن توفد قيادة الحزب الوزير محمد فنيش إلى السرايا الحكومية للغاية نفسها، غير أنّ مصادر وزارية أكدت لـ«المستقبل» أنّ رئيس الحكومة أكد لفنيش عزمه على انعقاد جلسة اليوم منعاً لتعطيل مجلس الوزراء مع تأكيد حرصه في الوقت عينه على عدم طرح قضايا أساسية خلالها مراعاةً لتغيّب بعض المكونات الأساسية في الحكومة.

وإذا كان «حزب الله» آثر لعب دور المناور إزاء الإشكالية الحكومية بين تأكيد موفديه إلى عين التينة والسرايا الحكومية حضور وزيريه جلسة مجلس الوزراء اليوم وبين دعوته الإعلامية أمس إلى عدم انعقادها، غير أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلى عادته في لعب الدور الوطني المسؤول حيال المنعطفات المفصلية، كان في السرّ كما في العلن مؤازراً لاستمرار العمل الحكومي وهو ما أبلغه هاتفياً لرئيس الحكومة أمس مع توافق الجانبين على أن يُصار إلى إرجاء «أي قرار يتسم بالأهمية» في جلسة اليوم.. «على أن يهدينا الله جميعاً للجلسة المقبلة» بحسب تعبير بري.

تزامناً، انعقد «اللقاء التشاوري» أمس في دارة الرئيس ميشال سليمان بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وزير الاتصالات بطرس حرب، وزير الإعلام رمزي جريج، وزيرة المهجرين أليس شبطيني، وزير العمل سجعان قزي، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي والوزير السابق خليل الهراوي، وجدد «اللقاء» إثر الاجتماع رفض تعطيل عمل المؤسسات الدستورية مع التأكيد على حضور وزرائه جلسة الحكومة اليوم. 

وأوضح حرب باسم «اللقاء» أنه «لا يمكن التمترس خلف أي حجة للقول إنه يجب تعطيل قرارات مجلس الوزراء«، لافتاً الانتباه إلى أنّ «عدم وجود رئيس جمهورية على رأس البلاد هو الخلل في الميثاقية والسبب الأساسي للتعطيل وبلوغ البلاد هذه الحالة«، رافضاً من هذا المنطلق «ربط الميثاقية بأشخاص أو بمصالح سياسية خاصة بشكل انتقائي، لأن الميثاقية الحقة غير متوفرة في غياب رأس الهرم بمعزل عن أي مزايدة». 

كذلك شدد قزي في تصريح على أنّ «كل وزير مسيحي هو وزير مسيحي، والذي يريد التكلم عن الميثاقية عليه البدء بانتخاب رئيس للجمهورية لأنه لا ميثاقية في أي مكان في غياب رئيس للجمهورية»، وقال: «نحن في مجلس الوزراء لسنا هواة تحدٍ ومعارك ونتفهم تماماً موقف أصدقائنا وزراء «التيار الوطني الحر» بالنسبة لتعيين قائد للجيش، وأنا مع تعيين القيادات في كل المؤسسات»، غير أنه أردف متسائلاً: «هل يجوز تعيين قائد للجيش في غياب رئيس للجمهورية الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؟».