IMLebanon

انتهاكات إيران تحت مجهر «الأمن العالمي»

الرياض تصفها بـ«أكبر دولة راعية للإرهاب» وأنقرة تضيء على «سياستها الطائفية»

انتهاكات إيران تحت مجهر «الأمن العالمي»

بعدما مدّت شبكاتها التخريبية في المنطقة وحاكت خيوطها التآمرية حول معالم السلم الأهلي في أكثر من عاصمة عربية، لم تعد انتهاكات طهران خافية على أهل الإقليم المترنح تحت نير الطموحات الإيرانية التوسعية من سوريا إلى العراق واليمن والبحرين وغيرها من البلدان العربية الرازحة تحت خطر اعتداءات الحرس الثوري ووكلائه المرتزقة الميليشيويين. وأمس برزت هذه الانتهاكات تحت مجهر «الأمن العالمي» من خلال ما حفل به مؤتمر ميونيخ من تصريحات منددة بسياسات طهران العدوانية والطائفية ومحذرة من تداعياتها التدميرية على السلم العربي والإقليمي. فبينما وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بأنها «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، لفتت إضاءة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على سياسة طهران «الطائفية» التي تتهدد دول المنطقة وتتربص بشكل أساس بأمن المملكة العربية السعودية.

وقال الجبير أمس، أمام مؤتمر الأمن في ميونخ في ألمانيا، إن «التحدي في منطقة الشرق الأوسط مصدره إيران، وهي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وجزء من تشريعها هو تصدير الثورة، وهي لا تؤمن بمفهوم المواطنة، وتريد من الشيعة في جميع أنحاء العالم أن يكونوا تابعين لها وليس لدولهم»، موضحاً أنّ «الإيرانيين يتدخلون في شؤون بلدان كثيرة، ولا يحترمون القانون الدولي، ويقومون بمهاجمة السفارات، ويزرعون الخلايا الإرهابية النائمة في دول عدة».

وإذ لفت الانتباه إلى أنّ إيران عازمة على «تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط،» أشار الجبير إلى أنها «الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يهاجمها تنظيم داعش أو القاعدة»، وهي تنظيمات إرهابية «سنية»، ما يثير علامات استفهام، بحسب كلمة الجبير، مع إشارته في هذا المجال إلى أنّ كثيراً من قيادات تنظيم «القاعدة» التي ارتكبت جرائم إرهابية في السعودية، فرّت لتجد ملاذا في إيران. وأوضح أن طهران «تتحدث دائماً عن بدء صفحة جديدة، ولكننا لا نستطيع تجاهل الحاضر. كيف يمكن أن نتعامل مع دولة تهدف إلى تدميرنا. ما لم يتغير كل هذا، يصعب التعامل معها».

وتابع: «ما نسعى إليه هو أفعال وليس أقوالاً، هم يرسلون السلاح والصواريخ الباليستية للحوثيين، ولا بد من وجود ضغط عالمي على إيران من أجل تغيير سلوكها، وعليهم أن يدركوا أن ما قاموا به خلال 25 عاماً ليس مقبولا»، وأكد الجبير أن السعودية ترغب في تسوية سياسية للأزمة في اليمن، غير أنه شدد على أنه لا يمكن للحوثيين أن يبلغوا سدة الحكم ويمتلكوا الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى أنّ الميليشيات الانقلابية عمدت إلى نهب المصرف المركزي اليمني وصندوق التقاعد، ولفت إلى أنّ إيران قامت بإرسال السلاح إلى الحوثيين في انتهاك لقوانين مجلس الأمن، وحشدت ميليشيات من «حزب الله» وعبّأت مسلحين شيعة لدعم بشار الأسد في سوريا.

وحول الإدارة الأميركية الجديدة، قال وزير الخارجية السعودي: «أنا متفائل بإدارة دونالد ترمب الجديدة، وأتفهم التساؤلات حول تلك الإدارة، مثلما حدث مع إدارة الرئيس السابق رونالد ريغان الذي عزز مكانة أميركا في العالم، وأنهى الحرب الباردة».

وأضاف: «ترامب رجل براغماتي، ويريد تسوية الأزمات وقيادة العالم، ويسعى إلى سد أي فجوات يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية». وتابع: «هو يؤمن بالتخلص من داعش مثلنا، والشخصيات التي عيّنها في إدارته عالية الخبرة والقدرة، ولذا نتوقع أن نرى مشاركة أميركية وسياسات خارجية واقعية، نحن نتواصل مع الإدارة بشكل إيجابي».

وطالب الجبير الرئيس الأميركي بتصعيد الضغوط على إيران للتأكيد على أن سلوكها سيترتب عليه تبعات، مشيراً إلى خرق إيران لاتفاق الصواريخ الباليستية. كما أكد في معرض تأكيده أنّ إيران جزء من المشكلة (في المنطقة)، على وجوب أن تتوقف عن إرسال الأسلحة ومستشارين (عسكريين) للحوثيين في اليمن، وعن الدور المدمر الذي تقوم به في سوريا.

كذلك، انضمت تركيا إلى الجبهة المنددة بالانتهاكات الإيرانية المتمادية في المنطقة، فانتقد وزير خارجيتها ما أسماها «سياسة إيرانية طائفية» تهدف إلى تقويض البحرين والسعودية. وقال: «تركيا تعارض تماما أي انقسام سواء ديني أو طائفي».

وفي المقابل، أعاد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف العزف على الوتر الإيراني المتلطي خلف انتقاد ما تسميه بلاده بـ«الفكر التكفيري»، وأشار إلى توقعاته المتواضعة في ما يتصل بجهود تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية التي حضها على التعاون مع إيران لمعالجة «أسباب القلق» والعنف في المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني زار الاسبوع الماضي، سلطنة عمان والكويت في محاولة لتحسين العلاقات في أول جولة خليجية له منذ تولى السلطة عام 2013.

وتتهم الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إيران باستخدام الطائفية للتدخل في الدول العربية ومدّ نفوذها في الشرق الأوسط.

وقال ظريف للمندوبين في مؤتمر ميونيخ الأمني: «بالنسبة للحوار الإقليمي.. توقعاتي متواضعة. لدينا ما يكفي من المشاكل في هذه المنطقة، لذا نريد بدء حوار مع دول نعتبرها أخوة في الإسلام»، وجاءت تصريحاته ردا على سؤال عما إذا كانت طهران ستنظر أيضا في إجراء حوار على مستوى المنطقة يشمل إسرائيل.

وأضاف ظريف: «نحتاج لمعالجة المشاكل المشتركة والتصورات التي أثارت القلق ومستوى العنف في المنطقة».

من جهة ثانية، تجاهل ظريف التقارير الأممية التي توثّق الهجمات الكيميائية للنظام السوري ضد المدنيين، ليقفز إلى منصة الأسلحة التي تمتلكها الجماعات الارهابية، بقوله:«للأسف (جبهة) النصرة وداعش ما زالتا تملكان أسلحة كيميائية»، نافياً في ما يتعلق بملف إيران النووي، أن تكون طهران تسعى لتطوير أسلحة نووية. َ(«العربية»، رويترز)