IMLebanon

66 ألــف نــازح في ريـف حـلــب

إيران تُعيد فتح قاعدة همدان للروس وأكثر من 60 غارة للأسد على ريف دمشق

66 ألــف نــازح في ريـف حـلــب

نزح نحو 66 ألف شخص من جراء المعارك الأخيرة الدائرة في محافظة حلب شمال سوريا حسبما كشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مع استمرار مقاتلات الأسد في القيام بعشرات الغارات ضد المناطق الخارجة عن سيطرته، ولا سيما ريف دمشق الذي كان نصيبه أكثر من 60 غارة. وأعادت إيران فتح قاعدة همدان الجوية أمام المقاتلات الروسية للانطلاق منها لقصف أهداف للمعارضة في سوريا.

فمن جراء المعارك العنيفة الدائرة في الشمال السوري، نزح حسب تقرير للأمم المتحدة 66 ألف شخص من مناطقهم، ويتضمن هذا العدد «نحو 40 ألفا من مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة، إضافة إلى 26 ألفا من شرق الباب» في محافظة حلب.

ومني تنظيم «داعش» بخسارة ميدانية بارزة قبل أكثر من أسبوع مع طرد مقاتليه من مدينة الباب، أبرز معاقله في محافظة حلب، والتي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في حملة «درع الفرات» التي بدأت في آب الماضي.

وأفاد التقرير الدولي أن 39766 شخصا نزحوا من مدينة الباب وفروا شمالا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى معارضة، وهم لا يزالون غير قادرين على العودة بسبب انتشار القنابل والألغام التي زرعها الإرهابيون قبل انسحابهم.

وأضاف التقرير أن 26 ألفا آخرين هربوا من شرق الباب حيث تقود قوات النظام السوري معارك ضد تنظيم «داعش» كذلك، وسط تقارير تؤكد أن مقاتلي «داعش» أخلوا عدداً كبيراً من القرى لقوات الأسد بلا قتال.

وفر عدد كبير من النازحين إلى مناطق محيطة بمدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» عشرات العائلات على الطريق المؤدية إلى منبج على دراجات نارية وفي سيارات وحافلات صغيرة محملة بالأطفال الى جانب الحقائب والاكياس.

وكان المرصد السوري أفاد السبت أن «أكثر من ثلاثين ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا من ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي هربا من القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام للسيطرة على مناطق بأيدي داعش».

وقتل ثمانية عناصر من قوات النظام السوري مساء السبت في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في قرية السامية قرب بلدة دير حافر الواقعة على الطريق الرئيسي بين مدينتي حلب والرقة والتي تقع الخفسة الى الشمال منها.

وفي هجوم ثان تبناه تنظيم «داعش» كذلك فجر انتحاري حزامه الناسف في مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي. واسفر التفجير حسب المرصد، عن مقتل «سبعة مقاتلين واصابة آخرين بجروح بينهم حالات خطرة».

وصعدت قوات النظام والميليشيات المساندة لها من قصفها لأحياء القابون وتشرين وحرستا الغربية.

وأفادت تنسيقيات الثورة في الغوطة الشرقية أن أعمدة الدخان شوهدت من أماكن بعيدة في الأحياء المذكورة من جراء قصف طيران النظام الحربي لها، مشيرة إلى أن أكثر من 30 غارة تم تسجيلها حتى ساعات بعد الظهر، فيما وثق المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية 61 غارة جوية شملت الأحياء الشرقية للعاصمة والغوطة الشرقية، كانت حصة أحياء برزة وتشرين والقابون وحرستا 40 غارة ترافقت مع قصف بصواريخ أرض – أرض من نوع فيل.

وفي الغوطة الشرقية شن الطيران الحربي 21 غارة استهدفت كلا من حرستا وعربين ودوما، قضى على إثرها شخص وأصيب العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال، كما استهدفت مدفعية النظام سقبا وحمورية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

والتصعيد على أحياء دمشق الشرقية تزامن كذلك مع اشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات النظام التي تحاول التقدم على جبهات بساتين برزة وحرستا الغربية.

وقال ناشطون إن المقاومة تصدت لهجوم قوات النظام، لافتين إلى أنها تمكنت السبت من تدمير دبابتين من طراز T72 وعربة شيلكا.

وشنت طائرات روسية غارات على بلدة أم الكراميل في ريف حلب الجنوبي وبلدات عندان وحيان وقبتان الجبل في ريفها الغربي، مما أسفر عن دمار في الممتلكات.

وفي إدلب، قتل ستة مدنيين وأصيب 17 آخرون بينهم أطفال ونساء، في ثماني غارات على أحياء مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي فجراً.

كما استهدفت الطائرات الروسية الأحياء السكنية في مدينة سراقب، وقرى في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجاء القصف بعد ساعات من سقوط طائرة حربية تابعة للنظام قبض على الطيار الذي كان يقودها في الجانب التركي من الحدود وقالت تركيا إن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن تسليمه إلى بلاده.

اعتبر نور الدين جانيكلي نائب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنه من المبكر الآن الحديث عن تسليم قائد المقاتلة السورية التي سقطت السبت في الأراضي التركية.

وقال جانكلي، في تصريحات صحافية بولاية هاتاي التي سقطت فيها الطائرة، إن «حالة قائد الطائرة الصحية مستقرة ولا خطر على حياته ولا يزال يخضع للعلاج، والحكومة التركية ستتخذ القرار المناسب بعد الكشف عن ملابسات الحادث»، وفقا لما نقلته وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية.

وذكرت «الأناضول» أن قائد الطائرة «يحمل رتبة عقيد ويدعى محمد صوفان (56 عاما)، ويعاني من كسر في العمود الفقري وجروح في الساقين والوجه». وأضافت أن قسم الجراحة الدماغية في مستشفى هاتاي الحكومي، يواصل تقديم العلاج اللازم له.

وفي إيران أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان دعم طهران لروسيا في تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا ضد ما أسماهم «الجماعات الإرهابية».

وأشار دهقان في حوار مع وكالة «فارس» الإيرانية، إلى فتح قاعدة نوجه في محافظة همدان أمام الطائرات الحربية الروسية لتنفيذ غارات في سوريا، موضحاً أن «الدستور الإيراني لا يسمح بمنح أي قاعدة عسكرية لأي دولة على أراضي البلاد»، إلا أن التعاون قائم مع روسيا حول الشأن السوري.

ولفت إلى أن إيران قدمت تسهيلات لروسيا في قاعدة نوجه بهمدان لاجتياز طائراتها الحربية الأجواء الإيرانية والتزود بالوقود على أراضيها، معتبراً أن هذا الأمر طبيعي في مجال دعم العمليات الحربية الجارية في سوريا.

وذكر أن التسهيلات بهذا الشأن منحت ضمن فترة محدودة، إلا أن التعاون مع الروس سيستمر بالنظر للمتطلبات والظروف الميدانية.

ولفت إلى أن التنسيق قائم بين الجانبين حول المهمات ومواعيد العمليات وكذلك نوع الطائرات، مؤكداً مرة أخرى موقف إيران الداعم لروسيا بتنفيذ عملياتها في سوريا. ونفى وجود أي نية لإيران في منح روسيا قاعدة عسكرية على أراضيها، مؤكداً «أن هذا الأمر غير مطروح مطلقاً».

(ا ف ب، السورية نت، الجزيرة، سي ان ان، زمان الوصل، قناة العالم)