IMLebanon

ماتيس: السعودية تعمل للاستقرار وإيران للمشاكل

ترامب يأمر بمراجعة الاتفاق النووي وتيلرسون يعتبر طهران خطراً على العالم

ماتيس: السعودية تعمل للاستقرار وإيران للمشاكل

صعّدت الولايات المتحدة بشدة من لهجتها ضد إيران على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي اعتبرها خطراً على الولايات المتحدة والعالم وانتقد دعمها للحوثيين ولنظام الأسد «الدموي» ولتمويلها الارهاب في لبنان والعراق، وكذلك من خلال تصريحات لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي يزور الرياض، من حيث أشاد بالدور الذي تؤديه المملكة في الشرق الأوسط، مؤكداً عزم الولايات المتحدة على التصدي لجهود إيران في «زعزعة استقرار» المنطقة. وفي واشنطن، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمراجعة الاتفاق النووي مع طهران ومدى ملاءمة رفع العقوبات عنها للأمن القومي الأميركي.

ففي الرياض التي هي أولى محطات الوزير الأميركي في جولته الشرق أوسطية، قال ماتيس بعد لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، «أينما تنظرون» في الشرق الأوسط «وحيث هناك مشاكل هناك إيران».

وفي المقابل أشاد الوزير الأميركي بما تبذله المملكة من جهود «لإعادة الاستقرار الى هذه المنطقة الحيوية من العالم». وقال للصحافيين «من مصلحتنا وجود قوات مسلحة واستخبارات سعودية قوية»، لكنه لم يشأ توضيح ما إذا كانت الإدارة الأميركية تعتزم زيادة الدعم العسكري لعمليات التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، وهو اكتفى بالقول إن «هدفنا هو دفع هذا النزاع الى مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة للتأكد من انتهائه في أسرع وقت».

والمسؤولون في البنتاغون مقتنعون بوجوب زيادة الضغط العسكري على الحوثيين لإعادتهم الى طاولة التفاوض، كما لم توضح الإدارة الأميركية مثلاً إذا كانت ستعود عن قرارها تعليق تزويد السعودية قنابل دقيقة التوجيه، الأمر الذي بادرت اليه إدارة باراك أوباما في كانون الأول الماضي.

ورداً على سؤال من أحد الصحافيين حول دور إيران في اليمن والمنطقة، قال ماتيس إنه «في كل مكان تنظر إليه، إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة فتجد إيران». وأضاف: «نحن نراقب دور إيران في المنطقة»، وتابع أن الوجود الإيراني في سوريا «يساعد على بقاء الأسد في السلطة».

واعتبر ماتيس أن «ما نشاهده الآن هو أن دول المنطقة ودولاً أخرى تحاول وقف إيران وكمية الاضطراب وعدم الاستقرار التي تسببها». وقال: «يجب أن نتغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيا أخرى في صورة حزب الله اللبناني، لكن النتيجة النهائية هي أننا على الطريق الصحيح لذلك».

والى جانب اليمن وإيران، يُفترض أن يكون تناول ماتيس في لقاءاته مع القادة السعوديين الموقف الأميركي المستجد من نظام الأسد بعد الضربة الأميركية الأخيرة ضد قاعدة الشعيرات الجوية غداة هجوم كيميائي قتل فيه نحو مئة شخص، واتهمت واشنطن قوات الأسد بالوقوف خلفه.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يضيف زيارة إلى السعودية لجولة أوروبية في أيار المقبل، في ما قد تكون أول رحلة خارجية له منذ تولى الرئاسة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن مثل هذه الرحلة «نوقشت».

ويعتزم ترامب بالفعل حضور قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل في 25 أيار المقبل، والسفر إلى صقلية لحضور قمة قادة مجموعة السبع المقررة في الفترة من 26 إلى 28 من الشهر عينه.

أميركياً كذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترامب أمر الوكالات بمراجعة الاتفاق النووي مع إيران لمعرفة ما إذا كان تعليق العقوبات في مصلحة الولايات المتحدة.

وذكر المتحدث باسم الرئيس الأميركي أن ترامب اتخذ خطوة «حصيفة» عندما وجه الوكالات لمراجعة تستمر 90 يوماً بشأن إن كان رفع العقوبات من خلال الاتفاق النووي مع إيران سيصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي.

وعندما سئل إن كان ترامب يشعر بالقلق من أن إيران ربما لا تفي بالتزاماتها طبقاً للاتفاق، قال شون سبايسر للصحافيين خلال إفادة صحافية يومية، «إنه يقوم بالتصرف الحصيف عندما يطلب مراجعة الاتفاق الراهن».

وكان ترامب قال في وقت سابق رداً على إطلاق إيران صاروخاً باليستياً «كان عليهم أن يكونوا ممتنين للاتفاق المريع الذي أبرمته الولايات المتحدة معهم!». وفي تغريدة ثانية على تويتر قال «كانت إيران على شفا الانهيار حتى جاءت الولايات المتحدة وألقت لها بطوق النجاة في شكل اتفاق: 150 مليار دولار».

وانتقد ترامب الاتفاق النووي الإيراني مراراً، ووصفه بأنه ضعيف وغير فعال.

ووجه وزير الخارجية ريكس تيلرسون رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، قال فيها إن إيران ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015، لكنه أبدى قلقه من دورها كدولة راعية للإرهاب.

وقال تيلرسون في بيان إن الوزارة أكدت لراين «أن إيران كانت تنفذ حتى 18 نيسان التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة»، مضيفاً أن ترامب وجه «الوكالات بإشراف مجلس الأمن القومي لإجراء مراجعة لخطة العمل الشاملة المشتركة، لتقويم ما إذا كان تعليق العقوبات ضد إيران سيكون أمراً حيوياً لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة».

وفي مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الأميركية هاجم تيلرسون، إيران بقوة لأنها تستمر بدعم الحوثيين في اليمن وتهدد الملاحة في الخليج العربي.

وأعرب تيلرسون عن قلقه إزاء دعم إيران لنظام الأسد في سوريا والذي وصفه بالدموي، وإرسالها لمقاتلين إلى سوريا للمشاركة بالعمليات القتالية، وأيضاً إلى العراق لدعم الميليشيات العراقية، وكذلك لتمويلها الإرهاب في لبنان.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أن طهران تستمر في تقويض السلام ولديها الملف الأسوأ في مجال حقوق الإنسان، كما أن طموحاتها النووية خطر على السلام العالمي. وقال تيلرسون إنه يجب النظر إلى تهديد إيران للمنطقة والعالم، مشيراً إلى أن العقوبات على إيران لا تتكافأ مع خرقها للقوانين الدولية.