IMLebanon

لقاء ترامب ـــ الحريري غداً: عودة الاهتمام الأميركي بلبنان

مراد مراد

تسلط الأضواء غداً على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتكمن أهمية الزيارة في توقيتها حيث يعيش لبنان لحظةً حساسة أمنياً وعسكرياً بسبب المعارك التي يخوضها «حزب الله» دعماً لنظام بشار الأسد في الجرود السورية المتداخلة جغرافياً مع المنطقة الجردية اللبنانية لا سيما تلك المتاخمة لبلدة عرسال، وسط تأهب الكونغرس الأميركي واتجاهه نحو تعزيز جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تجفيف المنابع المالية للحزب الذي يصنّفه صناع القرار الأميركيون «إرهابياً» ربطاً بتدخلاته العسكرية في المنطقة والارتكابات التي تقوم بها شبكاته في عدد من دول العالم.

وبينما يحتلّ همّ تحييد لبنان عن الحرائق المحيطة به والنأي به عن النيران المستعرة في سوريا أحد ركائز وأولويات الحريري، لا شكّ في أنّ زيارته الحالية للولايات المتحدة تتطلب قدرات خارقة وجهود حثيثة لإعادة ضبط إيقاع العلاقات الأميركية – اللبنانية التي عصفت بها البرودة على مدى أكثر من 3 سنوات، سيما

وأنّ لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى لائحة الاهتمامات الأميركية، خصوصاً في ظل العبء الاقتصادي – الأمني الذي فرضته إقامة أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه، بحيث من شأن عودة الحرارة إلى خط واشنطن – بيروت أن ترفع منسوب الاهتمام الدولي بلبنان وباحتياجاته لكي يستطيع التخفيف من حدة عبء النزوح والتحديات الناتجة عنه، على أمل بأن يصار تالياً إلى تسريع المجتمع الدولي وتيرة الوفاء بالتزاماته وتعهداته في هذا الصدد.

لقاء الحريري بالرئيس الأميركي غداً يحمل أهمية كبرى، بخاصة وأنّ الخطوط العريضة للمواضيع التي ستطرح هي وفق بيان صادر عن البيت الابيض «الاقتصاد ومكافحة الارهاب وعبء اللاجئين السوريين». وقالت الناطقة بإسم البيت الابيض ساره ساندرز: «من المتوقع أن يبحث الزعيمان قضايا تتراوح من مكافحة الإرهاب الى أزمة اللاجئين السوريين مروراً بالاقتصاد». وأضافت: «سيشكل هذا الاجتماع فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية وسيشجع الشركاء الدوليين والإقليميين الآخرين على دعم لبنان في مواجهة مجموعة واسعة من التحديات».

وإذ لا يخفي صنّاع القرار تحت قبة الكونغرس أملهم في أن تتمكن الحكومتان الأميركية واللبنانية من التنسيق والتعاون بشكل يرد الأضرار الاقتصادية والمخاطر الأمنية عن لبنان، كما أكدت السيناتورة الديموقراطية جين شاهين قبيل زيارة رئيس الوزراء اللبناني واشنطن في معرض تشديدها على أنّ «لبنان حليف مهم للولايات المتحدة، وآمل ان تتمكن الحكومتان الاميركية واللبنانية من العمل سوياً على مكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار للبنان»، يبدي الإعلام الأميركي إدراكاً ملحوظاً لأهمية زيارة الحريري وللمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه خلالها انطلاقاً من رغبته في حماية لبنان وأبنائه من المخاطر المحدقة والمحيطة بهم، سواءً عبر سعيه إلى تحصين الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها الحيوية في مواجهة أي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة لتجفيف مصادر تمويل «حزب الله»، أو من خلال مساعيه إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية في سبيل ضمان بسط سلطة الدولة على كافة أراضيها ونزع أي فتيل توتر أو حرب مع إسرائيل على الجبهة الجنوبية. وبهذا المعنى برز المقال الذي نشرته مجلة «نيوزويك» الأسبوعية وحثت فيه إدارة ترامب على الاستماع جيداً إلى النداء الذي كان قد وجههه الرئيس الحريري (إبان زيارته الحدود اللبنانية الجنوبية في نيسان الفائت) بضرورة توقيع اتفاق «وقف دائم لإطلاق النار» على الحدود، وأن تعمل واشنطن على دعم هذه الخطوة وإنجازها.