IMLebanon

الراعي في فمه ماء

هل يملأ الشغور في القصر الجمهوري ولاية بالتمام والكمال وهل يشطب الموقع الاول في الدولة لصالح مواقع اخرى طالما البلد يسير بلا رأس وسط العواصف المندلعة في المحيط؟ انه السؤال الذي يخشى الصرح البطريركي ان تكون الاجابة الدولية عليه بنعم وفق الاوساط المقربة من بكركي، لا سيما وان المجريات في المنطقة تربط الساحة المحلية الهشة بالجوار الملتهب حتى اشعار آخر، وربما ما يحصل يشير الى ان المرحلة هي صفحة ملخصة عن حرب المئة العام التي اعدت لها المطابخ الدولية بتواطؤ عربي من حيث تدري اصحاب الشأن او عكس ذلك، وفق القاعدة التي تقول: «ان كنت تدوي فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم».

تضيف الاوساط ان مسارعة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان للطلب من المعنيين الى ان يصار الى تعديل دستوري يسمح بموجبه بقاء سليمان في القصر الجمهوري لتصريف الاعمال على غرار حكومة تصريف الاعمال لم يأت من فراغ بل ان الفاتيكان اوحى اليه بذلك وفق ما لدى الحاضرة البابوية التي تعتبر احدى اكبر خزانات الاسرار الدولية من معطيات حول ما اعد للمنطقة في مراكز القرار وبدفع اسرائيلي ثم الحشد له اخراجاً وسيناريوات بحيث «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة» وفق ما ورد في الكتاب المقدس، كون البلد الصغير خاصرة رخوة تحتضن ما يقارب 18 طائفة، ولانها لم تشف بعد من سلسلة حروبها العبثية التي سلبت المسيحيين اغلب المواقع في السلطة وابقت على الموقع الاول في الدولة التي جرمت صلاحياته وبات مهدداً بحد ذاته لعدة اسباب منها ما يتعلق بالاحلاف الخارجية والذي تعود الى صراع ديوك الموارنة كلما قرع جرس الاستحقاق الرئاسي.

وتشير الاوساط الى ان بكركي كانت الاكثر فرحا لتوافق الرابية ومعراب الذي اعاد للمسيحيين هيبتهم انطلاقاً من ورقة «اعلان النوايا» وصولا الى تبني رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون في مشهدية تشبه الاعراس بعدما طوى الرجلان الصفحات السود من ماض لن يعود ولكن في فم الصرح ماء حيال هذا الموضوع فلا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يستطيع دعم هذا الترشيح خشية ا ثارة المرشح الاخر النائب سليمان فرنجية كما انه ليس بمقدوره التدخل لاقناع احدهما بالانسحاب للاخر، ولكن الراعي يرى في سره ان التفاهم العوني – القواتي اعاد للمسيحيين رونقهم السياسي وحصن الساحة المسيحية التي عجز الجميع عن استباحتها في كافة المراحل ولولا الخلاف بين الجنرال و«الحكيم» لما استطاعت الوصاية السورية اجتياح قصر بعبدا عام 1990، وان هذا التفاهم اهم بكثير من ملء الشغور في الكرسي الاولى كونه الغى الشغور المتمثل بغرق المسيحيين بين الافرقاء ونقلهم الى خانة المكون الاستقلالي الذي لا يستطيع ان تتجاوزه المكونات الاخرى مهما بلغت قوتها.

وتقول الاوساط ان «البوانتاج» الذي بدأ بعض الاطراف القيام به على خلفية تأمين النصاب في جلسة 8 من الجاري والذي اعلن الرئيس نبيه بري جهوزيته لافتتاح الجلسة الرئاسية في حال تأمينه لا يتعدى المناورة اثر التقاصف بين عين التينة ومعراب وبينها وبين الرابية لا سيما وانه سبق لبري ان اعلن انه لن يفتتح اية جلسة لا يحضرها «حزب الله»، اضافة الى ان الاجندات الخارجية وفي طليعتها الاميركية لحظت للمرة الاولى بقاء الرئيس السوري بشار الاسد حتى نهاية ولايته في العام 2017 وما يعني الامر على صعيد الاستحقاق الرئاسي في لبنان المرتبط بطريقة او باخرى بمؤتمر جنيف الذي رحل حتى 25 من الجاري اثر فشل الجلسات التمهيدية بعدما عجزت المعارضة السورية عن تأمين لائحة باسماء المفاوضين مع الوفد السوري برئاسة السفير بشار الجعفري ما يشير الى ان الاستحقاق الرئاسي مؤجل حتى اشعار آخر وان ترشيح فرنجية من قبل الحريري يصب في خانة النكد السياسي لضرب فريق 8 آذار بصفة ببعض وقد نجح في ذلك، وما حصل بين الجاهلية وزغرتا من تقاصف كلامي وصل الى حدود التجريح يدل على ذلك، وحتى يكون اليوم والساعة يخلق الله ما لا يعلمون.