IMLebanon

نصرالله يُشهر «الشارع»: الرابية ممر الرئاسة.. والحكومة

مخرج جديد للضباط.. و«الجنرال» يقبل بتسوية «الرؤساء التوافقيين»

نصرالله يُشهر «الشارع»: الرابية ممر الرئاسة.. والحكومة

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.

في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، فتحت صفحة جديدة في تاريخ لبنان والمنطقة، عنوانها الكبير أن زمن قدرة إسرائيل على الانتصار في حروبها مع العرب قد انطوى بلا رجعة.

ولأن النصر كان كبيرا، كان الخوف أكبر على المقاومة. فقد بدا منذ ذلك النهار أن هناك من يريد تدفيع المقاومين فاتورة إحباطهم أهداف تلك الحرب لبنانيا وشرق أوسطيا. وسرعان ما تدحرجت كرة الانقسام الوطني لتتعمق وتنفتح جروح كثيرة، وجاءت وثائق «ويكيليكس» لاحقا لتكشف حجم أموال رصدت وأدوار أسندت.. بوجهة واحدة الا وهي تشويه دور المقاومة وبطولاتها.

أمس، أعاد احتفال المقاومة بنصرها المخضب في تموز وآب 2006 في وادي الحجير، الاعتبار لتلك الصورة التاريخية التي دعا الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى تثبيتها وجعلها عيدا وطنيا كباقي أعياد لبنان الوطنية، وخصوصا «عيد التحرير».

الخطاب الثلاثي الأبعاد أعاد تأكيد التزام المقاومة بإسقاط أية استراتيجية للجيش الاسرائيلي وأطل على الملفات الاقليمية من اليمن الى العراق مرورا بسوريا من زاوية المجاهرة برفض أي مشروع تقسيمي في العالم العربي. ووجه السيد نصرالله «رسائل قوية» للداخل اللبناني قال عنها مرجع مقرب من المقاومة إنها عبارة عن «14 آب سياسي بكل معنى الكلمة».

وقد تمحورت هذه الرسائل حول الآتي: العماد ميشال عون هو الممر الإلزامي لرئاسة الجمهورية وإعادة تفعيل الحكومة الحالية، وكل رهان على عدم قدرة «حزب الله» على النزول الى الشارع لانشغاله بالمعركة السورية، هو رهان في غير محله لأن القرار الاستراتيجي الكبير للحزب هو ممنوع كسر «الجنرال» أو عزله.

هذه المعادلات ـ الرسائل، ولكل منها مندرجاته العملية، مع كل استحقاق سياسي، لم تمنع «السيد» من توجيه نصائح للعماد عون وباقي المكونات المسيحية بوجوب فتح أبواب المجلس النيابي عبر توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، لعل التجاوب مع هذه الدعوة ينزع فتيل أزمة فقدان الثقة المتصاعدة بين عين التينة والرابية، الى حد أن قيادات بارزة في «قوى 14 آذار» صارت تجاهر في مجالسها الضيقة بقوة الدفع التي سيوفرها الرئيس نبيه بري لخيار انعقاد مجلس الوزراء بمن حضر في المرحلة المقبلة.

وعلمت «السفير»، استنادا الى مراجع واسعة الاطلاع، أن خطاب السيد نصرالله، ومن ثم إطلالة العماد ميشال عون عبر شاشة «المنار»، يمكن أن يشكلا قوة دفع للحل وليس لأخذ البلد الى مشكلة جديدة، بدليل أن ثمة مخرجا كان يتم تداوله في الساعات الأخيرة، على نطاق ضيق جدا، ويقضي بترقية 12 ضابطا من رتبة عميد الى رتبة لواء (بينهم العميد شامل روكز)، فضلا عن قوننة التمديد للعماد جان قهوجي لمدة سنة في قيادة الجيش، وهما يحتاجان الى إقرارهما في مجلس الوزراء أولا ومجلس النواب ثانيا.

وفهم أن معظم «قوى 8 آذار» بالاضافة الى العماد عون مستعدة للسير بهذا الاقتراح، فضلا عن النائب وليد جنبلاط، على أن يعطي «تيار المستقبل» موافقته النهائية عليه قبل نهاية الأسبوع الحالي. وقال مرجع سياسي في «14 آذار» لـ «السفير» ان الثغرة الوحيدة التي تواجه هذا الاقتراح تتمثل في وجود أكثر من 20 ضابطا يستحقون الترقية قبل شامل روكز، غير أن حسنته الأساس أنه يعيد تفعيل الحكومة ويفتح أبواب مجلس النواب».

وأكد المرجع المقرب جدا من «تيار المستقبل» أن اقتراح رفع سن التقاعد للعسكريين لمدة ثلاث سنوات «قد سقط نهائيا لسببين، لأنه يهدد هرمية الجيش أولا وبسبب أكلافه المالية الكبيرة جدا ثانيا».

وكان لافتا للانتباه أن الرئيس سعد الحريري لم يغادر بالأمس التقليد المتبع منذ فترة بالرد المباشر على نصرالله فور انتهاء خطاباته، فغرد عبر «تويتر» متمنيا لو أن الاحتفال انتهى بكلام «السيد» الذي شدد فيه على أن كل اللبنانيين شركاء في الخوف والغبن وأن الدولة هي الضمانة والحل للجميع.

واعتبر الحريري أن «هناك إصرارا على رمي الأمور في الاتجاه الخاطئ وتحميل تيار «المستقبل» مسؤولية أزمة يشارك حزب الله في إنتاجها». وقال: «إنهم يخترعون مقولة إن هناك جهة تريد عزل العماد عون وكسره»، أضاف: «فبركوا الكذبة وصدقوها وجعلوا منها باباً مشرّعاً للتحريض على «المستقبل» المؤتمن على الاستقرار والوحدة الوطنية».

في المقابل، وبينما كان العماد عون يصف السيد نصرالله بأنه «رجل استثنائي» ويعلن وقوفه المفتوح الى جانب المقاومة، شن هجوما على «تيار المستقبل»، واتهم قيادته بالانقلاب على الحوار الذي كان مفتوحا معه، وقال انهم «فقدوا المصداقية والأخلاقيات». وقال ان «تيار المستقبل» لا يقر بالآخر ويرفضه «وهو الذي يدفعني الى التطرف». وقدم أمثلة على محاولات استهدافه من جانب «المستقبل» منذ أول حكومة تم تأليفها بعد اتفاق الدوحة حتى الآن.

وفي موقف هو الأول من نوعه، قال عون ردا على سؤال للزميل عماد مرمل ضمن برنامج «حديث الساعة» انه مستعد للقبول بتسوية تأتي برئيس توافقي «اذا شملت الرؤساء الثلاثة، فيكونون كلهم توافقيين ولا يمثلون الأكثرية في طوائفهم»!