IMLebanon

ما هي قصة جهاز التجسس الإسرائيلي المكتشف؟

ما هي قصة جهاز التجسس الإسرائيلي المكتشف؟

«العاصفة الروسية»: قراءات لبنانية متناقضة

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والتسعين بعد الأربعمئة على التوالي.

أغلب الظن، أن عصف الغارات الروسية على أهداف للمجموعات المسلحة في سوريا سيتجاوز المدى الجغرافي للعمليات العسكرية، ليتمدد في أنحاء المنطقة التي بات القيصر فلاديمير بوتين شريكاً في رسم توازناتها ومعادلاتها، بعد عقود من الوكالة الحصرية الأميركية.

ولما كان لبنان يقع على فالق الزلازل الإقليمي، فإنه من الطبيعي أن يكون معنياً بما يجري في جواره، لا سيما أن أطرافه تنقسم أصلا بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في الحرب.

أما الحرب الأمنية بين لبنان وإسرائيل، فقد كانت أمس على موعد مع فصل جديد، بعدما تمكن الجيش والمقاومة من كشف جهاز تجسس إسرائيلي زُرع في إحدى البلدات الجنوبية، في إنجاز بارز، يثبت أن هناك من لا تزال عينه على العدو يقظة ومفتوحة، برغم الغبار الكثيف الذي ينبعث من الأزمات الداخلية والإقليمية.

التدخل الروسي: انقسام لبناني

ومع بدء الانخراط الروسي في الحرب السورية، قال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير»: إذا كانت الغارات الروسية ستستهدف «داعش» فهذا شيء، وإذا كانت ستستهدف المعارضة السورية أو ما تبقى منها فهذا شيء آخر أنبّه الى محاذيره.

وفيما أشار الى أن موقفه معروف من الدعم الروسي للنظام السوري، اعتبر أنه من غير المقبول أن تصبح المعادلة، إما النظام وإما «داعش»، لافتاً الانتباه الى أن هناك شعباً سورياً موجوداً، خارج هذه الثنائية، يجب أن يكون هو الأساس.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تترك التطورات المستجدة في الساحة السورية انعكاسات على الداخل اللبناني، أجاب: نحن هنا نغرق في جدال بيزنطي عبثي، ونتخبط في النفايات السياسية والعضوية والتفسيرات الملتوية للدستور من قبل بعض كبار الجهابذة والهادفة الى تعطيل التسوية مع العماد ميشال عون.

أما رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، فرأى أن التخلص من «داعش» لا يتم بانخراط طائرات جديدة في الحرب، مشدداً على أن المجتمع السوري الذي ينبذ بطبيعته التطرف وحده القادر على مواجهة الإرهاب في سوريا واقتلاعه من جذوره، في سياق بناء دولة مدنية لا يكون فيها مكان لرأس النظام الذي تسبب بكل هذه الويلات.

ولفت الانتباه الى أن 99 بالمئة من المسلمين السنّة في سوريا هم ضد «داعش» ويريدون التخلص منه، لكن يجب التنبه في الوقت ذاته الى أن هؤلاء يعتبرون أن محاربة «داعش» يجب ألا تندرج في إطار فلش السجادة الحمراء أمام بشار الأسد.

ورأى أنه لا تزال هناك فرصة أمام الروس كي يؤدوا دوراً مفيداً وإيجابياً، يلقى الترحيب والتجاوب من الشعب السوري، وهو دور المنقذ الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذا الشعب، بحيث تصبح موسكو جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.

ورداً على سؤال حول موقع لبنان في جدول أعمال الخارج، وسط التطورات المتسارعة في الميدان السوري، أجاب: من الواضح أننا لسنا موجودين أو مُلتقطين على أي رادار خارجي حالياً، إنما المشكلة هي في من يربط الوضع اللبناني بالعربة السورية.

في المقابل، أكدت أوساط قيادية في قوى «8 آذار» لـ «السفير» أن الدخول الروسي القوي على خط الحرب السورية سيترك أثراً كبيراً على مسار الأحداث وسيشكل نقطة تحول استراتيجية في موازين القوى الميدانية والسياسية.

وأشارت الأوساط الى أن الغارات الروسية لن تشبه من حيث مفاعيلها العملانية غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي أدت الى تمدد «داعش» في سوريا والعراق بدل تحجيمه، لافتة الانتباه الى أن التدخل الجوي الروسي سينطوي على فعالية كبرى، كما تبين من مؤشرات الدفعة الأولى على الحساب.

واستغربت الأوساط مخاوف البعض في لبنان على مصير ما تسمى «المعارضة المعتدلة» في سوريا، معتبرة أن هذه المعارضة لم يعد لها أي وجود نوعي على الأرض، ولا أحد يحسب لها حساباً في المعادلات الميدانية.

ورأت الأوساط أن بدء الغارات الروسية على أهداف محددة للمجموعات المسلحة ينطوي على رسالة واضحة بأن ما بعد التدخل العسكري ليس كما قبله، وأن قواعد اللعبة تغيرت في سوريا، بل في المنطقة.

«صرخة» سلام

في هذا الوقت، أطلق رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نداءً من على منبر الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة دعا فيه الأسرة الدولية «إلى الخروج من حالة الانتظار أو التردّد، وإلى وقف التقاتل بالدم السوري وعلى الأرض السورية، والمسارعة إلى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر إرساء حلّ سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها ويلبّي تطلعات الشعب السوريّ إلى حياة حرة كريمة». وأكد ان للبنان مصلحةً أكيدةً في الحل السوري لأنه يرزح تحت العبء الهائل للنزوح، الذي وصفتْهُ الأمم المتحدة نفسها بأنه «كارثة وطنيّة».

ودعا الدول المانحة الى «الوفاء بتعهداتها، لا بَل إلى مضاعفة مساهماتِها المالية، وتقديمِ المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي». وشدّد على مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين الدول، وعلى أهمية إقامة أماكن آمنة أو مناطق عازلة للاجئين في سوريا، أو مراكز تجمع لهم على الحدود.

التجسس الإسرائيلي

وفيما كان لبنان ينشغل بالسجالات السياسية العبثية، وبأزمات النفايات والترقيات العسكرية، والمؤسسات المعطلة، كان الجيش والمقاومة يحققان إنجازاً أمنياً نوعياً، تمثل في كشف جهاز تجسس إسرائيلي متطور، سواء في وظيفته أو في طريقة تمويهه.

وقد أظهرت هذه الحادثة أن أجندة اسرائيل الاستخباراتية والأمنية في لبنان لا تزال على حالها، ولم يطرأ عليها أي تعديل، وبالتالي فإن العدو يواصل العبث بأمن لبنان، بمعزل عما يدور في المنطقة، مستفيداً من حالة انعدام الوزن التي يمر فيها الواقع اللبناني، حتى يتمادى في انتهاكاته واعتداءاته.

وفي المعلومات أنه جرى ضبط كاميرات مزروعة على صخرة مموهة تمويهاً احترافياً، وتتماهى مع طبيعة الأرض، في بلدة بني حيان القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي تكتسب انطلاقاً من موقعها حساسية أمنية وجغرافية.

وتستطيع هذه الكاميرات تغطية مساحات واسعة من زوايا عدة، وهي ترتبط على الأرجح بغرفة عمليات في الأراضي المحتلة، عبر صحون لاقطة مزروعة على الجانب الآخر من الحدود، تتولى نقل الصورة الى العدو الاسرائيلي.

وقد تم كشف جهاز التجسس الاسرائيلي خلال عملية مسح ميداني في المنطقة، علما أن أي شخص عادي يمر بالقرب من الصخرة المموهة لا يمكنه أن يلحظ أنها تحوي جهاز تجسس، ما يجعل اكتشافه إنجازاً حقيقياً، يسجل للجيش والمقاومة، ويؤكد جهوزيتهما العالية في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان أوضحت فيه أن قوة من الجيش تمكنت بعد ظهر امس، في محلة بني حيان – مرجعيون، من ضبط جهاز تنصت إسرائيلي مموّه داخل إحدى الصخور وموصول الى ركيمة كهربائية، وقد حضر الخبير العسكري الى المكان وعمل على تفكيكه، فيما بوشر التحقيق بالموضوع.

من ناحية اخرى، وعلى صعيد ملاحقة المجموعات المشتبه بكونها إرهابية، أعلن الجيش أنه أوقف مساء امس في محلة باب الرمل ـ طرابلس، اثني عشر مواطناً، للاشتباه بانتمائهم الى مجموعات إرهابية. وتم تسليم الموقوفين إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق معهم.