IMLebanon

هل يزور فرنجية عون.. وما هي خيارات جعجع؟

الكتائب» يتمسك بترشيح أمين الجميل!

هل يزور فرنجية عون.. وما هي خيارات جعجع؟

تنعقد طاولة الحوار الوطني اليوم في أجواء سياسية مغايرة لتلك التي سادت الجلسة السابقة، وذلك على قاعدة ان ما بعد لقاء باريس بين سعد الحريري وسليمان فرنجية ليس كما قبله.

هذه المرة، سيدخل فرنجية الى جلسة الحوار باعتباره مرشحا فوق العادة، وسيكون طيف الاجتماع الباريسي مخيما على الطاولة التي استهلكت معظم وقتها، منذ انطلاقتها، في ترف مناقشة مواصفات رئيس الجمهورية، تاركة صياغة الاسم للكواليس العابرة للحدود.

أكثر من ذلك، هناك من يدعو الى رصد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة التي قد تحمل مؤشرات مستجدة، وربما تعكس نمطا جديدا من التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي، تبعا للمفاعيل التي ستترتب على اجتماع باريس في الايام المقبلة.

وفيما استمر اللقاء بين الحريري وفرنجية مادة الاستقطاب السياسي، وسط زحمة السيناريوهات والفرضيات، تميل أوساط مطلعة الى الجزم بان موافقة الحريري على عقد اللقاء ما كانت لتتم، لولا حصول الحريري على الغطاء السعودي الضروري، لان طرح اسم من وزن فرنجية ـ وما يمثله على صعيد التحالفات الداخلية والاقليمية ـ في دائرة التداول الرئاسي، هو خرق كبير لا يستطيع الحريري ان يتحمل مسؤوليته لوحده، بمبادرة فردية، خصوصا ان وضعه في السعودية دقيق اصلا ولا يحتمل «دعسات ناقصة»، علما انه كان لافتا للانتباه في ختام بيان رئيس «المستقبل» حول لقائه مع النائب سامي الجميل، إشارته الى انه غادر باريس عائدا الى الرياض.

وما يمكن التوقف عنده في هذا السياق هو ان إشارات سعودية إيجابية حيال فرنجية كانت قد وصلت بالتواتر الى بنشعي مؤخرا، مع العلم انه لم يحصل ان وضعت الرياض «فيتو» رئاسيا مباشرا على فرنجية كما فعلت مع العماد ميشال عون.

وبمعزل عما انتهت اليه المشاورات الجانبية التي أجراها رئيس «المستقبل» خلال الايام الماضية، يبدو واضحا ان إمكانية البناء على لقاء الحريري – فرنجية تتوقف على كيفية تعامل المكونين المسيحيين المؤثرين، أي «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، مع مفاعيل اجتماع الرجلين، وبالتالي فان المسار المستقبلي للأحداث مرتبط بموقف كل من حليف الثنائي الشيعي العماد عون وحلفاء تيار «المستقبل» المسيحيين وفي طليعتهم سمير جعجع، مما يمكن ان يكون قد أسس له لقاء فرنجية – الحريري.

وهناك من يلفت الانتباه الى ان أي «فيتو» مشترك من طرفي «إعلان النيات» يمكن ان يعطل او يؤخر المسار الباريسي، خصوصا إذا جرى تصوير الامر في الشارع المسيحي على اساس ان هناك تحالفا اسلاميا، قوامه الحريري وبري وجنبلاط، يحاول ان يفرض اسم رئيس الجمهورية، وهذا ما يفسر تمسك بري و «حزب الله» بالصمت حتى الآن، منعا لاي التباس او تأويل، وذلك في انتظار تبيان رد فعل الاطراف المسيحية المعنية على مضمون اجتماع الحريري – فرنجية.

ومن الاحتمالات التي يضعها البعض في الحسبان ان يبادر جعجع، إذا شعر بان فرصة رئيس تيار «المردة» جدية، الى دعم ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية، انطلاقا من انه يظل اقل وطأة بالنسبة اليه من ترشيح سليمان فرنجية، الامر الذي قد يعيد في هذه الحال خلط الاوراق.

لكن السؤال المطروح هو هل يستطيع جعجع ان يذهب بعيدا في الاعتراض على إرادة الرياض في حال قررت مباركة انتخاب فرنجية رئيسا، لاسيما ان رئيس «القوات» لا يملك حاضنة إقليمية بديلة يمكن أن يلوذ بها إذا أراد ان يواجه قرارا سعوديا بدعم فرنجية؟

وعُلم ان عون أبلغ أعضاء «تكتل التغيير والاصلاح»، خلال اجتماعه أمس، «ان أحدا من الحلفاء والاصدقاء لم يتكلم معنا في شأن لقاء باريس، وبالتالي لم أتبلغ بعد بأي أمر محدد حتى يُبنى على الشيء مقتضاه».

كما عُلم ان الوزير جبران باسيل أوضح ان كلامه حول رفض حلول الوكيل مكان الأصيل جرى تفسيره على نحو خاطئ، مؤكدا انه لم يكن يعني به النائب فرنجية.

وأفادت معلومات «السفير» ان هناك بحثا في إمكانية ان يزور فرنجية الرابية قريبا للقاء عون ووضعه في أجواء اجتماعه مع الحريري، بعدما يتم التحضير جيدا للزيارة، او ان يتولى «حزب الله» نقل المعطيات المتوافرة الى عون والتشاور معه في الاحتمالات المستقبلية.

وأبلغت مصادر مقربة من تيار «المردة» «السفير» ان هناك اتصالات على أكثر من خط لتفعيل الايجابيات الطارئة والبناء عليها، لافتة الانتباه الى ان حركة الحريري المكثفة ومشاوراته العاجلة مع عدد من حلفائه تعكسان حتى الآن جدية لديه في التعامل مع الفرصة المستجدة لكسر المراوحة في الازمة الداخلية.

واعتبرت المصادر ان المناخ السائد يوحي بان الحريري يقوم بما يتوجب عليه فعله، ما يقلص، إن لم ينه كليا، فرضية المناورة التي يتخوف منها البعض، وعن حق، في فريق «8 آذار».

في هذا الوقت، أكد الرئيس نبيه بري امام زواره أمس انه لم يكن على علم مسبق باللقاء بين الحريري وفرنجية، مشيرا الى انه عرف بانعقاده من الاعلام.

وتعليقا على افتراض البعض انه كان يعرف مسبقا بحصول اللقاء من خلال صديقه جيلبير شاغوري الذي استضاف الحريري وفرنجية في منزله في باريس، قال بري: صحيح ان جيلبير شاغوري هو صديقي، لكن الصحيح ايضا انه صديق سليمان فرنجية وميشال عون وسعد الحريري، وهو مهتم بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وأشار الى ان «البند الرئاسي سيكون الاول على جلسة الحوار اليوم، لكنني سأشدد في الوقت ذاته على ضرورة تفعيل عمل الحكومة»، موضحا ان طاولة الحوار ستواصل عملها كالمعتاد، ووفق جدول الاعمال المقرر.

وعُلم ان الوزير وائل أبو فاعور اتصل بالرئيس بري وأبلغه ان النائب جنبلاط سيطلعه على أجواء الاجتماع الذي عقد بينه وبين الحريري في باريس.

وفيما كان الحريري يلتقي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في باريس، أكد الوزير الكتائبي سجعان قزي لـ «السفير» ان لدى «الكتائب» مرشحا رئاسيا هو الرئيس أمين الجميل، وهذا الترشيح قائم اكثر من أي وقت مضى، لان الرئيس الجميل الأقدر على ان يكون وفاقيا.

ولفت الانتباه الى ان «علاقتنا بالنائب فرنجية ليست مرتبطة او مشروطة برئاسة الجمهورية او بتحالف انتخابي محلي، بل هي علاقة فوق الاستحقاقات، ونحن حريصون على تفعيلها وتطويرها لتنقيتها من رواسب الماضي والحرب، تمتينا للصلة بين مسيحيي الجبل الجنوبي والجبل الشمالي».