IMLebanon

اعتراضات داخل البرلمان ومواجهات خارجه خلال اقرار قانون الانتخاب

في جلسة استمرت ثلاث ساعات بعد ظهر امس، اقر مجلس النواب باكثرية ١١٥ صوتا قانون الانتخاب الجديد ومدد لنفسه ١١ شهرا، بعد حملة قادها رئيس الكتائب سامي الجميل والنائب بطرس حرب واعتراضات من عدد من النواب. وتزامنت الجلسة مع اعتصام للحراك المدني ضد التمديد للبرلمان تخلله مواجهات عنيفة وعراك مع شرطة المجلس.

ومع ان مواقف بعض المعترضين الذين شكل رأس حربتهم النائب سامي الجميل، بلغت حداً دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى الانسحاب من قاعة الجلسات على خلفية اتهام الجميل الحكومة بالقيام بخدمات ستكون اشبه برشاوى انتخابية وسؤاله ان كان التمديد هو لهذه الغاية، الا ان طلب الرئيس بري شطب كلام الجميل من محضر الجلسة رطّب الاجواء فعاد الحريري اثر انتهاء المداخلة الكتائبيةالى القاعة. وسبق الحريري الى المغادرة النائب عاصم قانصوه الذي انسحب من الجلسة بعد نقاش مع الرئيس بري حول عدم اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، مشيرا الى ان القانون طائفي.

بري يدعو للواقعية

وكان رئيس المجلس دعا الجميع الى الواقعية، فقال في مداخلته كنا سنصل الى أزمة مصير وهذا القانون هو أفضل الممكن، والتسوية التي أوصلت الى اقراره قد تكون أنقذت ما يمكن إنقاذه، لافتا الى ان التسوية التي حصلت لا تضر وانه حريص على حقوق الطوائف وليس الطائفية. واذ أشار الى ان هذا التمديد غير مرغوب به، أمل من الحكومة فتح دورة استثنائية في أسرع وقت للبت بأمور تشريعية وقضايا ملحة كسلسلة الرتب والرواتب واستعادة ثقة الناس.

اما الجميل فشنّ حربا مفتوحة على القانون واربابه ووصفه بأنه قانون البترون لصالح جبران باسيل وسأل كيف يمكن اقرار قانون انتخابي خلال 24 ساعة من دون مناقشة، وكيف تستطيع المعارضة مناقشة المشروع، هل المطلوب ان نكون شهود زور على القانون لانه صُنع في الغرف المغلقة، ولم يتمكّن المجلس النيابي من الاطلاع عليه؟

وقال النائب بطرس حرب أن بعض القوى السياسية قصدت وخططت بإتقان للوصول إلى هذه المعادلة، إما ان تبصموا بمادة وحيدة، بسبب ضيق الوقت، وإما تحملوا المسؤولية. فالأمر مدروس لإسقاط دور المؤسسات الدستورية، والمشروع أقر خارج مجلس الوزراء في الكواليس ووفق ما قرره كارتيل القوى النافذة.

وقال: بحجة الاستعجال وإنقاذ البلاد أسقطتم الكوتا النسائية، وبحجة الخوف من انقضاء ولاية المجلس شوهتم النسبية، وبحجة تحصيل الحقوق وحماية القرار في اختيار النواب، بالإضافة إلى المزايدات، ضيعتم حقوق اللبنانيين والمسيحيين والمسلمين.

اعتصام المجتمع المدني

وخارج جدران المجلس، نفذت جمعيات من المجتمع المدني ابرزها خيار المواطنة وطلعت ريحتكم وبدنا نحاسب اعتصاما في رياض الصلح، رفضا للتمديد لمجلس النواب. واشار المعتصون في سلسلة بيانات الى ان القانون الذي اقرّ لم يكن على قدر التوقعات ولا التطلعات، مستنكرة التمديد مرة ثالثة ولأشهر عدة بحجة التمكن من تنفيذ الاصلاحات التي وردت في مشروع أعد خارج مؤسسات الدولة وبآلية مقفلة لم تأخذ برأي المواطنين والمواطنات و يبشر بنسبية مشوهة للإيحاء بان النظام المقترح سيحقق عدالة التمثيل.

وتخلل الاعتصام مواجهات عنيفة مع شرطة المجلس وتضارب.

ومن بعبدا، رأى الرئيس ميشال عون ان اعتماد قانون جديد للانتخابات على اساس النسبية للمرة الاولى منذ قيام الدولة اللبنانية، سيحدث تغييرا مهما في الحياة السياسية اللبنانية وينتج طبقة سياسية ذات قدرات على تحقيق التغيير المنشود والاصلاح في مختلف المؤسسات لاسيما لجهة الحد تدريجيا من الفساد. واعرب امام زواره، عن اسفه لعدم تضمن القانون الانتخابي كوتا نسائية، لكنه لفت الى ان تعويض ذلك ممكن من خلال اقبال النساء على الترشح الى الانتخابات النيابية، خصوصا ان الدستور لا يميز في تقديم الترشيح بين الرجل والمرأة. واكد ان اعتماد البطاقة الممغنطة في التصويت يخفف من مشقة الانتقال للناخبين من مناطق سكنهم الى بلداتهم وقراهم الاساسية، كما يضع حدا لاي تزوير او استغلال او ممارسة ضغوط على الناخبين.