IMLebanon

الانفصال البريطاني يهز الاتحاد الاوروبي ويهدد الاقتصاد العالمي

خلافا لتوقعات الاستطلاعات، صوّت البريطانيون لخروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي في خطوة احدثت هزة في اوروبا والعالم واحدثت انهيارات في الاسواق المالية. وجاءت نتائج الاستفتاء ٥١.٩ بالمئة للخروج من الاتحاد مقابل ٤٨.١ بالمئة.

واعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه بحلول تشرين الأول. وقال للصحافيين امام مقره في داونينغ ستريت لا اعتقد انه سيكون من الملائم لي ان امسك بدفة قيادة البلاد الى وجهتها المقبلة.

ولم يدل كاميرون الذي كان يحبس دموعه بتفاصيل عن جدول زمني للاستقالة، لكنه قال انه يجب ان يكون هناك زعيم جديد بحلول موعد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في تشرين الاول. واضاف لم اتخذ هذا القرار بسهولة لكني اعتقد ان من صالح البلاد ان تحظى بفترة استقرار وان تحصل بعدها على القيادة الجديدة المطلوبة.

قالت هيئة مراقبة السلوك المالي البريطانية إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون له تداعيات كبيرة على البلاد، وإنها تراقب الأسواق التي اهتزت بسبب القرار.

والجزء الأكبر من قوانين القطاع المالي في بريطانيا كتبه الاتحاد الأوروبي وسيكون على المملكة المتحدة الآن التفاوض على شروط تجارية جديدة مع بقية الدول الأعضاء في الاتحاد.

وقد حذر عدد كبير من دول العالم من تداعيات المفاجأة البريطانية.

وعاد رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي على وجه السرعة إلى طوكيو امس لحضور اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لمناقشة نتائج الاستفتاء البريطاني. وقال إن إرادة الناخبين البريطانيين انعكست في الاستفتاء لمغادرة الاتحاد الأوروبي. وفي قمة مجموعة السبع اتفق القادة على أن رحيل بريطانيا من شأنه أن يشكل خطرا على نمو الاقتصاد العالمي.

وأضاف نحن قلقون إزاء مخاطر الآثار التي تترتب على هذا الاستفتاء على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية والعملات، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتحقيق الاستقرار في الأسواق.

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا اليوم السبت في برلين، للتباحث في تبعات الاستفتاء. والدول الست هي المانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.

وقد عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن أسفها العميق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي معتبرة أن هذه الخطوة تمثل لحظة تحول في مسار الاندماج الأوروبي.

وأبلغت ميركل الصحافيين أنها دعت رئيسي فرنسا وإيطاليا ورئيس المجلس الأوروبي للحضور إلى برلين يوم الاثنين لبحث كيفية ضمان الوحدة الأوروبية. وقالت علينا الاعتراف بقرار أغلبية الشعب البريطاني بأسف عميق اليوم. لا جدوى من الإنكار فاليوم هو لحظة تحول لأوروبا. أنها لحظة فاصلة بالنسبة إلى عملية التوحيد الأوروبية.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن زعماء الدول الأعضاء السبع والعشرين المتبقين سيعقدون يوم الأربعاء أول قمة تبحث سبل التعامل مع قرار خروج بريطانيا من التكتل بعد قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ترك منصبه.

ومن المقرر أن يحضر كاميرون اليوم الأول من القمة التي تستمر يومين وتبدأ الثلاثاء لإبلاغ باقي الأعضاء بنتيجة استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد.

وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي امس إن المجلس سيجتمع يوم الثلاثاء المقبل لتقييم نتائج تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

هذا وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة كانت تفضل بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكنها تحترم نتيجة الاستفتاء الذي انتهى بخروجها من التكتل.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف قوله امس الجمعة إن تصويت بريطانيا زاد من تقلبات أسواق السلع الأولية وهو ما يثير قلق موسكو.