IMLebanon

هل تهتز الحكومة بعد الحملة على السعودية والامارات والبحرين؟

تساءلت مصادر سياسية امس، عما اذا كانت الحكومة ستهتز بعد خطاب الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله الذي تضمن حملة عنيفة على السعودية والامارات والبحرين، والردود عليه من الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والدكتور سمير جعجع. بدوره تساءل التيار الحر عبر مقدمة قناة otv: اين مصلحة لبنان كوطن واللبنانيين كشعب بين كلام نصرالله وبيان الرد عليه؟

رد الرئيس سعد الحريري جاء خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء مساء امس، ومن دون ان يسمي نصرالله او حزب الله قال: حصانة لبنان تصونها علاقاته الممتازة بالعالم العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية التي قال عنها فخامة الرئيس العماد ميشال عون وعن حق، أنها تقود المواجهة مع الإرهاب والتطرف.

ونحن نؤكد وجوب صون العلاقة المميزة مع الدول الشقيقة، خصوصا مع دول الخليج العربي ومن بينها الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن عشرات الآلاف من اللبنانيين وترعى مصالحهم.

وأضاف: على الجميع أن يتعاونوا مع الدولة ومع الرئيس والحكومة لكي تبقى هذه السياسة ناجحة في حماية لبنان من كل المخاطر المحتملة وللنهوض باقتصاده وتلبية حاجات الناس.

موقف جعجع

وكان الدكتور سمير جعجع اسف لمواقف نصرالله وتحديدا ما يتصل بالهجوم على المملكة العربية السعودية، معتبرا انه اعاد الامور الى نقطة الصفر بعدما دخلت البلاد مرحلة من الاسترخاء السياسي. وسأل أين تكمن يا سيد حسن مصلحة اللبنانيين في ما اعلنت، غداة الزيارة الرئاسية اللبنانية الى المملكة وانتم جزء من هذه السلطة؟ وكيف تبرر، وانت جزء من سلطة متفقة على اقامة افضل العلاقات مع الدول العربية، شن هجوم عليها، واعتماد سياسة مخالفة تماما؟

واكد في حديث الى وكالة الأنباء المركزية ان كلام السيد ينسف ويعرقل كل مناخات الانفراج التي وُعد بها اللبنانيون، مشددا على ان السكوت لم يعد جائزا والامور تحتاج الى معالجة فورية وجذرية على اعلى المستويات.

وقال ان البلاد دخلت مرحلة جديدة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون عنوانها المهادنة وقوامها وضع كل ما يؤدي الى التصعيد جانبا لينصرف الجميع الى معالجة شؤون وشجون المواطنين، الا ان كلام السيد نصرالله بالأمس نسف كل ما انجز واعاد الامور الى نقطة الصفر، ما يوجب على الحكومة وضع هذه المسألة على طاولة البحث لمعالجتها بهدوء وايصال رسالة حاسمة بضرورة وقف هذا المسار، اذ غير مقبول الاستمرار في رهن لبنان لضرورات المواجهة الاقليمية.

بيان تيار المستقبل

كما اصدر تيار المستقبل بيانا قال فيه: لا يمكن لأي عاقل إلا أن يقرأ في إصرار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على تخريب علاقات لبنان العربية، بأنه حلقة في المسلسل الايراني الطويل، لاثارة الفتن في مجتمعات المنطقة. وخطابه الاخير يزخر بمعاني التخريب على هذه العلاقات، ويشير الى نيات متعمدة في الاساءة للنهج الذي اعتمده العهد، في تصحيح الخلل الذي اصاب مصالح لبنان، جراء سياسات التطاول على الدول الشقيقة.

وقال: إن الأمين العام ل حزب الله، يوجه من خلال التحامل على المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، صفعة قوية للتحرك الذي يقوم به الرئيس ميشال عون، والزيارات التي ستشمل بعد الرياض والدوحة والقاهرة وعمان، دولة الكويت والإمارات العربية، التي خصها السيد نصرالله، هذه المرة، بفيض من كلامه التخريبي، الذي لا وظيفة له سوى الطعن بمصالح لبنان وأبنائه.

وتابع البيان يقول: لن يرضى تيار المستقبل أبدا، بأن يستمر مسلسل التطاول على المملكة العربية السعودية وقيادتها، أو أن يمر ذلك مرور الكرام، خصوصا وأن هذه الاساءات المتكررة والمتعمدة تصيب أول ما تصيب العهد، الذي دشن رئاسته عربيا، بزيارة المملكة العربية السعودية، ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدا الحرص اللبناني على تنقية العلاقات اللبنانية – السعودية من الشوائب التي يعلم الجميع أن حزب الله تسبب بها.

وختم: إن مواقف نصر الله هي برسم العهد، الحريص على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، بقدر ما هي أيضا، إساءة لخطاب القسم، قبل أن تكون إساءة للسعودية أو للامارات.

التيار الحر

وقد تناولت قناة otv الموضوع في مقدمة نشرتها الاخبارية وقالت بين كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبيان الرد عليه من قبل تيار المستقبل، ثمة غالبية لبنانية تطرح السؤال: اين مصلحة لبنان كوطن واللبنانيين كشعب؟ وثمة انطباع عام بأن هذه الغالبية تؤمن بأن المصلحة الوطنية العليا، تكمن في معادلة ان قوة لبنان هي في وحدته، وان حصانة لبنان القوي تكمن في سياسة اللا استقواء، واللااستعداء. اللااستقواء، يعني الا يعمد اي شخص او طرف او جهة او مسؤول الى الرهان او التحليل او حتى مجرد التفكير، بأنه يمكن له ان يستقوي على شريك له في الوطن، بجهة خارجية صديقة او عدوة، قريبة او بعيدة. فما من حرب سياسية او دبلوماسية او اقتصادية او امنية او عسكرية تشنها على لبنان، اي جهة غربية او شرقية، يمكن ان تعود بأي نفع او مصلحة لأي لبنان، فكيف بالمقامرة على حرب اسرائيلية؟

اما الشق الآخر من معادلة قوة لبنان، فهو في اللااستعداء، بحيث ندرك جميعنا ان لوطننا اليوم عدوين على ارضه او عند حدوده: الا وهما اسرائيل والارهاب، وهما العدوان المفترض ان نستجمع عناصر القوة اللبنانية كلها لمواجهتهما ومحاربتهما. يبقى ما يطمئن، ان الجميع واثق بقدرة رئيس الجمهورية على تشكيل السقف الحامي لتلك المعادلة الوطنية… بحيث يكون اي خروج عنها مجرد انذار خاطئ، تماما كما كان انذار العبوة على متن طائرة لبنانية مسافرة من بيروت الى اثينا… ماذا حصل هناك؟