IMLebanon

البابا فرنسيس في مؤتمر الازهر

بدأ البابا فرنسيس زيارة تاريخية الى مصر امس، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب، وبابا الاقباط تواضروس الثاني، والقى كلمة في مؤتمر الازهر العالمي للسلام.

وقال البابا خلال لقاءاته ان مصر ام الدنيا وارض التآلف والتآخي، وفيها لم تشرق شمس المعرفة فقط، بل اشرقت شمس الدين ايضا.

بداية التقى البابا فرنسيس الرئيس المصري الذي رحب به قائلا: اسمحوا لي في البداية أن أجدّدَ الترحيب بقداسة البابا فرنسيس في أرضِ مصر، ضيفاً عزيزاً، وشخصيةً فريدة، وقيادة دينية وروحية ذات مكانةِ رفيعة، يُجلُّها الملايينُ من البشر في كافةِ أنحاءِ العالم، من كافة الأديان على حدٍّ سواء، ويطيب لي أن أوكد كل الاعتزازِ والتقديرِ لشخصِ قداسةِ البابا، ومواقفِه الإنسانيةِ النبيلة، التي تفتحُ طاقةَ الأملِ في نفوسِ البشر، تَجمع ولا تُفرِّق، تُوحد ولا تُشتت، تزرعُ الخيرَ والأملَ في قلوبِ الناس، وتنزعُ الشرَّ واليأسَ من حياتِهم. إنني أؤكد لكم قداسة البابا، أن مواقفَكم التي تقوم على تشجيعِ التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم، هي موضع إعجابٍ واحترام.

لقاء شيخ الازهر

وزار البابا مقر الأزهر الشريف بالقاهرة، وعقد اجتماعًا مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، كما شارك في مؤتمر السلام العالمي. وألقى كلمة بدأها بتحية المشاركين باللغة العربية قائلاً: السلام عليكم، ورد الحاضرون عليه التحية بصوت مرتفع، وتعالى التصفيق في جنبات القاعة التي يعقد فيها المؤتمر.

وقال: لنكرر معا في هذه الارض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر – لا – قويّة وواضحة لأي شكلٍ من أشكال العنف، والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله. وأضاف لنؤكد سويّا استحالة الخلط بين العنفِ والإيمان.. بين الإيمان والكراهية.

ولفت إلى أن مستقبل البشرية قائم على الحوار بين الثقافات، وقال: بدون دين سنكون كالسماء بلا شمس، ولا بد من السعي للوصول إلى الله، والدين ليس مشكلة، لكن الدين جزء من حل المشكلة، ولا بد أن نتعلم كيف نبني حضارة الإنسان، والله يؤكد أنه لا مجال للعنف وهذا هو الهدف الرئيسي لمؤتمر السلام.

وصافح شيخ الأزهر البابا بعد انتهاء كلمته، وتعانقا معًا، ثم ألقى كلمة في المؤتمر رحب فيها بالبابا، وقال: تحية من الأزهر ممزوجة بالشكر لزيارتكم التاريخية لمصر والأزهر الشريف التي تأتي تلبية لنداء الأزهر.

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لتصريحات البابا فرنسيس التي دافع فيها عن الإسلام والمسلمين ضد تهمة العنف والإرهاب. وقال: لمسنا فيكم حرصًا لاحترام الأديان، ولا يزال الأزهر يسعى من أجل التعاون لترسيخ العيش المشترك واحترام عقائد الآخرين.

وقال: يجب الا نحارب الاديان بسبب جرائم قلة عابثة. فليس الإسلام دين الإرهاب بسبب قلة خطفوا بعض نصوصه واستخدموها في سفك الدماء ويجدون من يمدهم بالمال والسلاح والتدريب.

ثم توجه البابا فرنسيس إلى فندق الماسة في القاهرة، حيث كان له لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والمؤسسات وأعضاء السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني المصري. وتم اللقاء بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وألقى البابا خطابا عبر فيه عن سروره لوجوده في مصر التي وصفها بأرض الحضارة النبيلة والعريقة للغاية. وقال إن لمصر، بسبب تاريخها وموقعها الجغرافي الفريد، دورا لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة التي تحتاج إلى معالجة فورية.

وفي المساء زار البابا فرنسيس بابا الاقباط تواضروس الثاني ووقع معه اتفاقا تاريخيا حول سر المعمودية يقضي باعتراف الكنيسة القبطية بمعمودية الكنائس الاخرى.

وكان البابا تواضروس رحب بحرارة بالبابا فرنسيس، وقال خلال كلمته التي ألقاها بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إنه يقدر مواقف الفاتيكان إزاء العديد من القضايا على الصعيد العالمي. وأكد أن الحوار هو الطريق والجسر الممدود بين الشعوب، وأن الشعب المصري عاش جنبا إلى جنب أكثر من 14 قرنًا.