IMLebanon

اقرار خطة في قصر بعبدا وتحفظ جعجع على احد بنودها

لقاء قصر بعبدا امس بين رئيس الجمهورية ورؤساء الاحزاب المشاركة في الحكومة، أقر ما اعتبرته مصادر سياسية خريطة طريق للعمل الحكومي المفترض أن يتم في المرحلة المقبلة، وأن تسير المؤسسات الدستورية على هديها.

وأبرز ما تضمنته الورقة التي أعدّها الرئيس عون وناقشها المشاركون على مدى ساعتين تقريبا قبل ان يقرّوها بالاجماع حيث لم يُسجل سوى تحفظ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على البند الاول منها، كان المواءمة بين الحفاظ على نظامنا الديموقراطي التعددي، والانتقال الكامل نحو الدولة المدنية الشاملة، بما في ذلك كيفية التدرج من تثبيت التساوي والمناصفة بحسب الدستور بين عائلاتنا الروحية في حياتنا العامة، وصولا الى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، اضافة الى تشديدها على ضرورة عدم السماح بأي تلاعب بالهوية الديمغرافية للبنان، حيث جددت رفض التوطين المعلن أو المقنع، ومواجهة أي محاولة لتثبيت أي جماعة غير لبنانية، على أرض لبنان. كما نصّ البيان الختامي للّقاء على اقرار اللامركزية الادارية في أقرب وقت ممكن.

خطة اقتصادية

أما في الشق الاقتصادي، فقد التقى المجتمعون على ان لبنان المعافى اقتصاديا يحتاج إلى تنفيذ خطة إقتصادية شاملة تنبثق منها موازنة الدولة بما يؤمن النمو الاقتصادي ويخلق فرص العمل والإنماء المتوازن، داعين الى العمل لتأمين الكهرباء 24/24.

كما طالب البيان الحكومة بتنفيذ الخطة الاقتصادية لاستثمار الثروة البترولية البحرية واستكمال أطرها القانونية، كما حث على الإسراع بتأمين الإتصالات السريعة وبأقل الأسعار، وطالب باعتماد الشفافية كمعيار عمل أول في المؤسسات، وبتفعيل عمل الهيئات الرقابية لمكافحة الفساد.

ومن حيث الشكل في اللقاء، برز حضور رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى قصر بعبدا للمرة الاولى منذ الانتخابات الرئاسية. وفي حين لم يُعقد أي لقاء ثنائي بين رئيس الجمهورية وفرنجية أو بين أي من المشاركين والعماد عون، حصلت مصافحة بين الرجلين خلال مصافحة رئيس الجمهورية كل الحاضرين، وأخرى وصفت ب البروتوكولية او العادية بين فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل. وقد تحدث رئيس المردة بعد انتهاء الجلسة وأكد أن لا شيء شخصياً مع رئيس الجمهورية وقد دُعينا الى القصر ولبّينا الدعوة، وقلت منذ اليوم الاول ان فخامة الرئيس يأمر ونحن نلبي، واذا دعينا للقاء اخر سنلبيه.

تحفظ جعجع

اما اسباب تحفّظ جعجع عن البند الاول حول تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، فشرحتها مصادر قواتية بالقول ان جعجع اشار في مداخلته الى ان التوقيت الان غير مناسب لطرح تشكيل هذه اللجنة، بل تجب المحافظة على تركيبة لبنان الفريدة المتنوعة، وتجنيب البلاد ويلات الحروب المُحيطة بنا وتثبيت الاستقرار.

وشدد جعجع على ضرورة الالتفات الى هموم الناس الذين ينتظرون منّا الكثير، خصوصاً على الصعد التنموية والاقتصادية واصلاح البنى التحتية. الاولوية الان الاهتمام بشؤون اللبنانيين المعيشية والحياتية وترك مسألة الغاء الطائفية السياسية جانباً.

ولفتت المصادر الى حصول تباين في وجهات النظر بين جعجع والوزير علي قانصوه اثناء طرح الاخير مسألة ضرورة التعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية في مسألة عودة النازحين، اذ شدد رئيس القوات على ان لا تعاون بين الحكومتين، لان في نظرنا لا دولة في سوريا الان، وحلّ هذه المسألة يكون عبر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من خلال إقامة مناطق آمنة توفّر العودة الآمنة لهم.

واوضحت المصادر ان جعجع شدد على اهمية التمسّك بالصيغة اللبنانية وبالنظام القائم، وذلك عقب مطالبة رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان بالذهاب الى مؤتمر تأسيسي.