IMLebanon

ترامب يخض العالم

ردا على الاحتجاجات الواسعة ضد قراره منع دخول اللاجئين التي عمت مختلف مدن الولايات المتحدة، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على عزمه مواصلة النهج الذي بدأ باتباعه في مجال الهجرة.

وقال ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع «تويتر»، امس: «إن بلادنا تحتاج اليوم إلى حدود محكمة وإجراءات مشددة للتدقيق (لمن يريد عبورها)».

وتابع ترامب: «أنظروا إلى ما يحدث في سائر أوروبا، وبالحقيقة في العالم برمته، هذا فوضى هائلة!».

وكان ترامب أكد، في وقت سابق، أن قراره الأخير حول الهجرة، الذي هو الأكثر إثارة للجدل من بين أوامره حتى الآن، لا يستهدف المسلمين ولا يحمل طابعا دينيا أو جنسيا، مشيرا إلى أن هذا المرسوم الغرض الوحيد منه حماية الولايات المتحدة من الإرهاب.

وشهدت مدن مختلفة في الولايات المتحدة،  حملة احتجاجات واسعة ضد قرار الرئيس الأميركي بمنع دخول اللاجئين إلى البلاد، الذي أثار موجة انتقادات شديدة داخل أميركا وخارجها.

وتجمع مئات الأميركيين المحتجين أمام مطار جون كينيدي وكذلك أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين بنيويورك للتظاهر ضد قرارات الرئيس الأميركي بشأن الهجرة.

وعبر المحتجون، في بروكلين، عن فرحتهم بقرار المحكمة الاتحادية التي قررت منع ترحيل الأشخاص الذين سيشملهم قرار ترامب بشأن الهجرة.

ورفعوا شعارات، مثل: «كلنا مهاجرون»، «مرحبا باللاجئين».

كذلك تجمع المئات أمام مطار «جون كينيدي» احتجاجا على سياسة الهجرة التي أعلنها ترامب.

كما تجمع حوالي 300 متظاهر في مطار لوس أنجلوس الدولي، رافعين لافتات كتب عليها «مرحبا باللاجئين» و»ليس رئيسي» (في إشارة إلى دونالد ترامب).

وفي مدينة تشيكاغو، انضم مئات المحتجين إلى المشاركين في تظاهرة نظمت في مطار أو هارا الدولي، داعين إلى الإفراج عن 13 شخصا تم احتجازهم هناك في وقت سابق بموجب قرار ترامب حول اللاجئين.

كما احتج حوالي 150 متظاهرا في مطار بورتلاند الدولي ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، منددين بهتافات «لا حظر ولا جدار»، و»لا أحد غير شرعي» و»السلطة تعود للشعب».

كما شارك عشرات المتظاهرين في مسيرة احتجاجية بمطار دينفر الدولي، حاملين لافتات قالوا فيها: «أتيت بسلام» و»نرحب باللاجئين هنا».

أما الفعالية الاحتجاجية الكبرى، فشهدتها مدينة سييتل، حيث تجمع أكثر من 3000 متظاهر في مطار سييتل-تاكوما الدولي احتجاجا على هذا المرسوم.

ونقل» عن أحد المحتجين يدعى «خلف» قوله، تعليقا على قرار ترامب: «هو لا يستهدف المسلمين فحسب، لكنه أيضا ضد الحقوق الأساسية الخاصة بالظروف المعيشية للناس وحقوق الإنسان بشكل عام، وأعتقد أن على كل شخص أن يقف لمقاومة ذلك».

من جانبها، أفادت إدارة المطار بأن «ضباط الشرطة أجبروا على تنفيذ عدد من الاعتقالات من أجل ضمان أمن الركاب والموظفين، وذلك رغم الجهود المتكررة لتشجيع المحتجين على أن يتفرقوا بدورهم، قال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين في المطار.

أوامر ترامب بشأن الهجرة

وكان ترامب، وقع، يوم الجمعة الماضي، على مرسوم يعلق استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، ويفرض حظرا على دخول المهاجرين من سوريا لفترة زمنية غير محددة، ويمنع منح تأشيرات الدخول لجميع المواطنين من 7 دول مسلمة، وهي إيران وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.

كما شدد هذا الأمر التنفيذي بعض قواعد الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني الدول الأخرى.

وأثار مرسوم الرئيس الأميركي إدانة واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، لا سيما من قبل الدول التي استهدفها الأمر التنفيذي هذا.

ويعد هذا الأمر التنفيذي، بالتالي، ثالث مرسوم خاص بقواعد الهجرة إلى الولايات المتحدة يصدق عليه ترامب خلال الأسبوع الجاري.

ووقع الرئيس الأميركي، على مرسومين الغرض منهما تشديد سياسة الهجرة والرقابة الحدودية.

وينص المرسوم الأول على بناء جدار كبير على الحدود الجنوبية للبلاد، فيما يخص الثاني «تعزيز الأمن العام داخل البلاد» وقضية تطبيق القوانين الأميركية المتعلقة بالهجرة.

وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، في بيان الأحد، إن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار، فيما منع 109 ركاب، كانوا في الترانزيت في انتظار السفر، من دخول الولايات المتحدة.

كما لم تسمح شركات الطيران لـ173 راكبا بالصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.

وأضافت الوزارة في بيانها أن الأمر «يؤثر على قطاع صغير من المسافرين الدوليين»، مشيرة إلى أن الإجراءات «أزعجت» أقل من واحد في المئة من المسافرين.

منظمة العفو الدولية أكدت أن هذا القرار يحوي توجهاً ضد المسلمين ومشاعرهم، واصفة القرار بأنه لا إنساني وظالم.

وأكدت مارغريت هوانغ، مديرة منظمة العفو الدولية، أن القرار يعد انتهاكاً للقوانين الدولية، وخرقاً واضحاً لقوانين حقوق الإنسان الدولية التي تحظر التفرقة على أساس الدين أو الجنسية، وأعلنت أن المنظمة ماضية في مواجهة هذا القرار قضائياً.

ووصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القاضي بمنع دخول مواطني 7 دول مسلمة للولايات المتحدة، وصفه بـ»الهدية الكبيرة للمتطرفين».

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية صرحت، في وقت سابق، بأنها سترد على قرار ترامب بفرض قيود على دخول مواطني إيران إلى الولايات المتحدة.

وقالت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، إن قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق ليست «من الإنصاف» وطالبت الحكومة في بغداد بالرد بالمثل على القرار الأميركي. وجاءت دعوة اللجنة بعد اجتماع في بغداد.

وقال حسام حسين، المسؤول بشركة مصر للطيران، إن الشركة تلقت طلباً رسمياً،  بمنع حاملي تأشيرات الهجرة إلى الولايات المتحدة من سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة،  ترامب، أمراً تنفيذياً  من ركوب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وذكر أن حاملي البطاقات الخضراء من السودان واليمن والعراق وإيران وسوريا والصومال وليبيا سيمسح لهم بركوب الطائرات كما سيسمح لحاملي جوازات السفر الديبلوماسية أو المسؤولين الحكوميين.

باريس رداً على ترامب: قبول اللاجئين «واجب».

وردا على ترامب قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت،  إن وضع مأساة اللاجئين في الاعتبار أمر واجب، وإن الخوف من الإرهاب ليس سبباً مشروعاً لعدم توفير ملاذ آمن لهم.

و دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره ترامب عبر الهاتف إلى احترام اللاجئين، كما حذره من سياساته التجارية مشيراً إلى أن نهج الحماية التجارية له عواقبه الاقتصادية والسياسية.

وأكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن القيود التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هجرة مواطنين من سبع دول إسلامية «غير مبررة»، كما قال الناطق باسمها شتيفن سايبرت.

وقال سايبرت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، إن ميركل «مقتنعة بأنه حتى في إطار مكافحة الإرهاب التي لا بد منها، من غير المبرر تعميم الشكوك على أشخاص حسب أصولهم أو معتقداتهم».