IMLebanon

جنبلاط مع معالجة الوضع بالاتصالات: أي هيجان يعرض الدروز الى الخطر

< نبه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» اللبناني النائب وليد جنبلاط، إلى أن «أي تفكير أو هيجان من أي أحد هنا أو في سورية، يعرض دروز سورية للخطر من دون فائدة»، مشيراً إلى أن «عدد الدروز في شمال سورية لا يتجاوز 25 ألفاً، ودروز سورية لا يتجاوز عددهم 500 ألف، أعطيتُ الأرقام حتى لا ندخل في مزايدات».

ودعا إلى «معالجة الأمور بهدوء، المعالجة السياسية تستوجب الاتصال بالقوى الإقليمية المحيطة، هذا ما سأفعله في ما يتعلق بشمال سورية، أما جنوب سورية، ما همه النظام؟ لا يهمه شيء حتى هذه اللحظة. بعد 4 سنوات لم تهمه سورية ولا غير سورية، ولا حتى الطائفة التي ينتمي إليها. هو أخذ العلويين الى الهلاك، أكثر من مئة ألف قتيل مدني وعسكري من الطائفة العلوية الكريمة أخذهم الى الهلاك. اليوم كل الوقائع تشير إلى أن العد العكسي لتراجع النظام بدأ في مناطق عديدة، نتيجة أنه أنهك نفسه وجيشه. ماذا نريد؟ أنا من الأوائل الذين قالوا ويقولون بالحل السياسي في سورية، ولا يكون إلا على أساس توافق دولي وإقليمي، أي أميركي- روسي- تركي- إيراني- سعودي… إلخ، لإخراج بشار الأسد نهائياً من الحكم والإبقاء على المؤسسات، لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في سورية بوجود بشار، يكون الحل خارج بشار، بحكومة انتقالية، بصيغة معينة سياسية تحفظ المؤسسات، لأن ما يهمنا أن تبقى المؤسسات وفي مقدمها الجيش السوري، هو يأخذ سورية الى الدمار الكامل والتفتيت».

وعن جنوب سورية، جدد جنبلاط القول إن «مستقبل العرب الدروز السوريين هو مع المصالحة وعقد الراية والتآلف مع أهل حوران، هذه هي العلاقات التاريخية، من هناك انطلقت ثورة جبل العرب آنذاك بقيادة سلطان الأطرش مع أهل حوران. لا مفر من المصالحة مع أهل حوران، مع غالبية الشعب السوري، لا مفر. وأي تفكير في مشروع ضيق هو انتحار، ونحن بغنى عن الأصوات المشبوهة التي تخرج من الإدارة الإسرائيلية أو عملاء الإدارة الإسرائيلية التي تريد ما يسمى شق دروز سورية. نعلم أن النظام السوري والنظام الصهيوني يتلاقيان في مشاريع التفتيت ويستخدمان كل شيء ولا يباليان أبداً ما إذا دبت الفوضى في سورية وغير سورية. لذلك نحن نستنكر، نحن عرب، وكنا دائماً الى جانب القضية العربية الفلسطينية. هكذا فعل كمال جنبلاط ومجيد أرسلان وسلطان الأطرش وغيرهم من قادتنا».

وشدد جنبلاط رداً على الأسئلة على أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان والتمسك بدعم الشرعية اللبنانية والدولة والجيش والقوى الأمنية «لأننا أيضاً هنا، لا تنسوا أننا نخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن الاستقرار فيه، نحترم الآراء لكن الهيجان لا يودي الى شيء، فقط إلى توتير الأجواء، ونحن مع الاستقرار، الاستقرار لا أكثر».

وتحدث عن الاتصالات التي تلقاها من المسؤولين اللبنانيين، وقال: «لغتنا واحدة، الاستقرار والدولة، ونجحنا على رغم كل شيء، دولتنا قوية والهيجان لن يقدم ولن يؤخر».

ورفض الكشف عن الاتصالات التي يريد القيام بها، واكتفى بالقول: «دعوني أعملها على طريقتي».

ودعا إلى رؤية الصورة الكبرى، وقال: «صحيح أننا نستنكر آسفين أمام 25 شهيداً، لكن في كل يوم هناك أكثر من 150 أو 200 قتيل في سورية، من حلب إلى دمشق إلى كل أصقاع سورية إلى إدلب وغيرها من المناطق. في كل حال، علينا أن نرى الصورة الكبرى كي لا نقع في الصورة الصغرى، وهي حادث فردي سنعالجه إن شاء الله».

وذكّر بأن «ثورة العام 1925 انطلقت من حوران والجبل، وآنذاك للتاريخ لم يكن كل أهل الجبل معه، لكن قادهم إلى الثورة والتقى مع كبار الوطنيين السوريين في مواجهة الانتداب الفرنسي، وتاريخنا عربي. لن يذهب أحد إلى إسرائيل، هذه أصوات شاذة وناشزة لا نريدها». وأكد أن «85 في المئة من الشعب السوري مسلم سني، وهناك دروز وشيعة ومسيحيون وأرمن، هذا النظام جعلهم يلتحقون بالنصرة، هذا هو إرهاب النظام، دخلنا في السنة الرابعة وعشرات الآلاف من القتلى والمخطوفين والمعتقلين والمعذبين ولا حل سياسياً في الافق، أين يذهب هذا المواطن السوري؟».

وسئل: «هل هذا يعني أن الدروز مع «النصرة؟»، فرد: «لم أقل ذلك، الدروز مع غالبية الشعب السوري».

ارسلان:لا مشكلة للدروز مع المحيط

وعقد رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان مؤتمراً صحافياً في عاليه ربط خلاله جريمة قلب لوزة بـ «المخطط الإسرائيلي التكفيري المشترك».

وأكد أن «الدروز ليست لديهم أي مشكلة مع المحيط، وأرفض رفضاً قاطعاً تحميلهم أي صبغة مذهبية من منطلق مقاومتهم في سورية أو موقفهم في لبنان أو الجولان، إذ إن الموقف الدرزي وطني قومي بامتياز وما حصل في إدلب لا يدخل في دائرة الصراع المذهبي».

ونبه إلى «أن أي تحريض ذي خلفية مذهبية أو طائفية هو تحريض لسفك دماء الدروز والمسلمين عامة»، معتبراً أن كل ما قيل عن جبل العرب «تضليل إعلامي، فلا يحق لأحد تشويه صورة جبل العرب وكأنه جبل وحيد لا أحد يدافع عن أرضه وعرضه ومعرض للسقوط في أي لحظة». وخاطب دروز الجولان قائلاً: «كنتم وستبقون المقاومين الأشراف ضد الاحتلال الصهيوني، وكرامتنا واحدة لا تتجزأ في سورية ولا في لبنان. سنبقى متحدين متضامنين». وقال للدروز في الجليل: «إياكم أن تقعوا في الفخ الإسرائيلي». وقال لدروز لبنان: «المطلوب ليس مواقف عاطفية أو تشنجاً أو هلعاً، بل أن نعي خطورة المؤامرة ونوحد صفوفنا لكي نستطيع مواجهة ما يخطط لنا، والوقت لا يسمح لنا بتسجيل نقاط ضمن سجالات سياسية».

ادانة واتصالات

وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة طالب «فصائل الثورة السورية بتحمل مسؤولياتها وإدانة هذا العمل المشبوه ومحاسبة المرتكبين وإعلان الموقف الوطني والقومي المناسب في مواجهة محاولات إشعال الفتنة». واعتبر «أن الجريمة تخدم أهداف النظام».

وأكد «أننا لا نؤمن بسيادة المنطق المدمر لفكرة الأقليات والأكثريات، ومن الضروري المسارعة إلى استنباط النموذج الوطني الذي يرسي العدالة بين جميع المواطنين». وحيّا «الموقف الوطني الذي يرفع لواءه الزعيم جنبلاط بما يؤدي إلى وأد الفتنة».

وزار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا جعجع مساء أول من أمس، جنبلاط وأكدا استنكارهما لمجزرة قلب لوزة والحرص على الاستقرار والعيش المشترك سواء في سورية أو في لبنان».

واتصل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بجنبلاط معرباً عن تقديره «لمواقفه الوطنية في كل منعطف خطير يمر فيه لبنان والمنطقة»، معولاً على «دوره الحازم في امتصاص آثار الجريمة النكراء التي استهدفت نسيج الأمة».

واستنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الجريمة، منبهة إلى أن هذا الاعتداء «يصب في مصلحة الإرهاب والعنف والفوضى ومصلحة النظام السوري وداعميه». وناشدت «كل الأصدقاء والمسؤولين في الثورة السورية التدخل الفوري وأخذ التدابير الكفيلة بوضع حد لهذه الأحداث».

واكدت «حركة اليسار الديموقراطي» وقوفها الى جانب جنبلاط، واصفة ما حدث بأنه «عمل جبان ومشبوه».

ودان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة ما ارتكبته «العصابات الإرهابية بحق أبناء بلدة قلب لوزة، ما يحتم أن يتجند كل أصحاب الضمائر الحية والقوى الخيرة لاجتثاث هذا الإرهاب التكفيري لأن مهادنته خطأ استراتيجي».