IMLebanon

نصرالله يحسم ترشيحه عون ولا يمانع بالحريري رئيس حكومة

رد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على المشككين بأن الحزب لا يريد إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية لأنه لا يريد انتخاب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وأكد، غامزاً من قناة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون أن يسميه، أن «حزب الله» على وعده بدعم ترشح حليفه للرئاسة، وأن كتلة «الوفاء للمقاومة» ستحضر بكامل أعضائها إلى البرلمان الاثنين المقبل لانتخابه، لافتاً إلى أن نوابه على استعداد لرفع اسمه على ورقة الاقتراع علناً لو أن القانون يسمح لهم بذلك.

وأكد نصرالله في خطاب ألقاه مساء أمس في ذكرى أسبوع قائد «سلاح الدفاع الجوي» في «حزب الله» حاتم حمادة الذي سقط في معارك حلب في سورية، أن لا مانع لديه من أن يرأس زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الحكومة، وقال إنهم أخذوا الجواب من عون ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ونحن قلنا لهما لا مانع عندنا من ذلك.

وقال نصرالله الذي رفض أي اتفاقات ثنائية إن العالم «يضحي ونحن نقدم تضحية كبيرة عندما نقول إننا لا نمانع في أن يأتي رئيساً للحكومة، ويمكن أن أستغل ما ورد في خطاب الحريري لدى إعلان دعمه ترشيح عون وأرد عليه بخطاب قاسٍ جداً، ولا تنقصنا المعطيات والمعلومات والأدبيات، لكننا بموقفنا هذا نعطل إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأشهر وبعدها تعالوا نلملم البلد، ونحن نريد بصدق أن يصل الحريري إلى رئاسة الحكومة ولسنا من الذين ينسفون الاستحقاق الرئاسي».

وأضاف نصرالله: «كنا نقول، هناك طرف أساسي في البلد اسمه تيار «المستقبل» عندما يعلن موقفه ويحسم أمره، يشكل قاعدة انطلاق لنناقش ونتحاور مع أصدقائنا وحلفائنا».

وفي معرض رده غير المباشر على جعجع من ناحية وعلى مخاطبة جمهور ومحازبي «التيار الوطني» الذين «تأثروا بأقواله (جعجع) وحملات تشكيكه هذه التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، لفت نصرالله إلى أنه أبلغ حليفه عون أن يطلب من نوابه الجلوس بين نواب الحزب أثناء انعقاد جلسة الانتخاب ليروا بأم عينهم أنهم كتبوا اسمه على ورقة الاقتراع».

وزاد: «في الأيام الماضية كثر التوظيف السيء، حزب الله يقدر أن يبقى ملتزماً بعون ولا سمح الله بأن لا تحصل انتخابات رئاسية. أنا في إمكاني القول والعياذ بالله الآن نحن نؤيد انتخاب عون لكننا نرفض تولي، مثلاً، الرئيس الحريري رئاسة الحكومة… إذا قلت هذه الجملة يطير الاستحقاق الرئاسي، لأنه ما في شي كان ببلاش (مجانياً) بقي جدل لأكثر من شهر بأننا إذا انتخبنا عون رئيساً، يعني رئاسة الحكومة ماذا؟ وأخذوا جواباً من عون وباسيل، لكنهم أصروا على أن يسألونا وسمعوا منا، فقلنا لهم نحن لا نمانع».

وتحدث نصرالله مطولاً عن علاقته برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال إن «حزب الله» على «تحالف استراتيجي مع حركة «أمل» على رغم أننا على خلاف حول الاستحقاق الرئاسي، وهذا الخلاف لن يفسد في الود قضية ولدينا القدرة على تنظيمه وإدارته».

وانتقد من يتحدث عن توزيع الأدوار بين «حزب الله» و «أمل» وقال: «نتفهم موقفهم وهم يتفهمون موقفنا، والأيام المقبلة ستثبت أن العلاقة بيننا أقوى وعصية على أي محاولات لإثارة نزاع أو خلاف. هذا هو موقفنا في المسار العام ولا أحد يراهن على خلافنا».

وتحدث نصرالله بود عن علاقته بحليفه النائب سليمان فرنجية وقال إن هذه العلاقة «تبقى أقوى من الذين يراهنون على ضربها».

ولم يعرف ما إذا كان عون يتوقع من نصرالله أن يزف إليه بُشرى إقناعه لحلفائه بإعادة النظر في موقفهم لمصلحة انتخابه رئيساً للجمهورية أو أنه سيكتفي بتجديد التزامه بانتخابه، مع وعده بالقيام بمحاولات جديدة لديه.

لذلك فإن جلسة انتخاب الرئيس الاثنين المقبل في 31 الجاري حاصلة، والقوى الأمنية وأولها الجيش رفعت جاهزيتها وباشرت تدابير وإجراءات مشددة لتوفير الحماية للعملية الانتخابية في ضوء استبعاد تعطيلها في دورة الاقتراع الثانية، في حال لم ينتخب عون بتأييد ثلثي أعضاء البرلمان، والتي تعقد فوراً شرط تأمين النصاب القانوني بحضور ثلثي أعضاء البرلمان، على أن يفوز بنصف عدد النواب زائداً واحداً أي 65 نائباً.

وعلمت «الحياة» أن حزب «الكتائب» بدأ يتشاور «همساً» في إمكانية تعطيل الدورة الثانية بفقدان تأمين نصابها القانوني، ولكن يبدو أن مسعاه لم يلق أي تجاوب، خصوصاً بعدما جزم بري على هامش ترؤسه أمس للاجتماع التشاوري لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي في جنيف قائلاً: «ليكن معلوماً، أكدت وأؤكد أنني لن أقاطع جلسة انتخاب الرئيس. ولم أقاطعها سابقاً، قلت للعماد عون إن تعطيل النصاب في جيبي الكبيرة، لكنني لست أنا من يلجأ إلى تعطيل النصاب، لم أفعلها مرة ولن أفعلها».