IMLebanon

علي بركات «منشد» حزب الله.. يُرشد نصرالله

لم خات الحزن والعتب الخفية لأمهات قتلى «حزب الله« في سوريا وحدها التي تقف في وجه ممارساته. وليس فقط خبر هروب عدد لا بأس به من عناصر الحزب تفاديا لاستجرارهم الى المشاركة في القتال الدائر في سوريا مما اضطر الحزب الى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الموضوع، هو الدليل الوحيد على التململ الجدي الحاصل داخل أروقته. فما كان يحصل في السر خرج اليوم الى العلن. علي بركات، «المنشد السياسي الاول في لبنان والعالم العربي« كما يعرف عن نفسه على صفحته الخاصة على موقع «فايسبوك«، هو نفسه الذي اشتهر بمناصرته للحزب وافعاله، متغنياً بتدخل الحزب في سوريا من خلال اطلاقه اناشيد لم تخلُ من النفحة «الحزبية« ومن اشهرها «احسم نصرك في يبرود«. بركات اليوم ينتقد تصرفات «حزب الله«، والاعمال الشاذة لبعض عناصره.

فما كان منه الا ان استغل هاشتاغ «#رسالتي_للسيد« الذي اطلقه جواد نصرالله نجل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم 28 تموز، ليشكو فيها الحال المزرية التي وصل اليها انصار الحزب ومقاتلوه، واصفا القياديين فيه بالاستغلاليين الذين يستخدمون سلطاتهم للهجوم على المختلفين عنهم فيخونونهم ويكفرونهم. وكتب حرفيا« اشرف الناس يا سيد عم يتوجعوا عالسكت عم يقدمو ولادن واحباؤن بس مذلولين بهالبلد كان بعد ناقص الزبالة تطمرن، ايمتا يا سيد بدنا نصير نستفيد من انتصاراتنا العسكرية بالسياسة يلي هي جزء من المعركة..الارهاب والصهيونية اعدائنا يا سيد بس كمان الجهل والفقر والمرض والرشوة والفساد والظلم والمحسوبية والمذهبية والطائفية والغلا والجوع… كمان اعدائنا واعداء الانسانية.. بال 2000 انتصرنا وما عملنا شي وبال 2006 انتصرنا وما عملنا شي وب 7 ايار انتصرنا وما عملنا شي وبسوريا عم ننتصر وما عم نعمل شي«. 

وتابع بركات قائلا «ايمتا يا سيد بدنا نحس انو النواب لبينتخبهم جمهور المقاومة حاملين همو وبيديرو بالن عا تفاصيلو المعيشية بدل منن تلاميذ صف وقاف بيوقف اعود بيقعد، ايمتا يا سيد بدنا نستفيد من سلاحنا وقوتنا تا نطهر البلد من مجرمي الحرب الاهلية لبعدن عم يمارسوا اجرامن السياسي والاقتصادي بقتل الناس عالبطيء بلباسهم السياسي والزعامي، ايمتا يا سيد بدنا نبطل نخاف من الفتنة الطائفية والمذهبية يلي من ورا هيدا الخوف لكبير والزغير راكب عا ضهرنا بهالبلد، زهقنا يا سيد وملينا، شعبنا تعود على عبادة الاشخاص وعنا افكار داعشيي صرنا اكتر من الدواعش، ابن حزب الله يا سيد اذا بتختلف معو برأي بسيط بيكفرك وبيعملك عميل وقابض وبيحط فيك الف عله، ما عنا القدرة نتقبل الرأي والنقد والتصحيح كرمال هيك اغلاطنا عم تزيد وعم نغرق بالغلط، في اشيا كتيرة يا سيد لو بتعرف فيها عم تصير لذهلت بس ما بتنحكا خليها بالقلب تجرح ولا تطلع وتفضح«. 

بركات صوب على التجاوزات المالية الفاضحة لبعض قياديي الحزب قائلا ان دينهم بات رانجات وشقق واراضي ومراكز ومكاتب، مناشدا نصرالله بالمبادرة لمعالجة الوضع. «صاروا كتار يا سيد لبيعبدوا السيد بدون ما يعرفوا خط ونهج السيد ويمشوا عليه، كتار يا سيد صارت الاشخاص بتعنيلن اكتر من المبادئ والمسؤوليات والمراكز والاموال والمظاهر من اولى اهتماماتن، الرنجات والشقق والاراضي والمراكز والمكاتب نست كتير ناس القضية وكتير علما يا سيد صار الدين بالنسبة الهن سيارة وعباية وشقة فخمين، صرنا قوايا عا بعض يا سيد اكتر من قويتنا عا اعدائنا، الله يصبرك يا سيد، بس انت القوي والقادر وبئيدك تغير 

انت صاحب السلطه الداخلية والخارجية ومسؤوليتك كبيرة، كل مشكلة مهما كبرت لا تحتاج لاكثر من قرار منك«. 

هذه المطالب التي اطلقها بركات احدثت صدمة ايجابية لدى الجمهور المتابع لصفحته، فحازت في وقت لا يتعدى الساعة على 316 اعجابا، كما نقلها حرفيا 15 شخصا من «جمهور المقاومة« معتبرا انها تعبر عن رأيه، وعلق عليها اكثر من 44 متابعا ايضا، فوصفها فارس صالح بـ«الجميل جدا«، وكذلك اثنت هلا هلا على كلامه الذي يشير الى الفساد المستشري في صفوف قياديي الحزب بالقول «انا معك 100% يا ريت السيد بيعرف شو عم بيصير«، اما مظلوم حسين فعلق بدوره «صح وفي حكي كتير ما انحكى«، اليس علقت باحباط «هيدا بس بالاحلام«، وسألت حولا الصمود «شو السيد مش شايف ومش عارف هيدا كلو بس آخر همو الشعب الفقير والمذلول وكل همو سلاحو وحزبو خط احمر والباقي يلحق جهنم«، وفي تعليق يعكس سوء الاحوال الذي يعيشه جمهور الحزب قال مهدي مسلم «صبرو شوي حتفرج ما حنضل هيك«. 

وعلى اثر تناول بعض المواقع لتعليقاته وكل ما حازت عليه من ردود عاد علي بركات ليؤكد ان انتقاده «جاء من باب «النصح وليس الهجوم والانتقاد البناء للتصحيح والارتقاء«، كاتبا « كلامي هذا من باب النصح وليس الهجوم، كلامي هذا يمثل رأي اغلبية جمهور المقاومة بالنسبة للتعامل مع الفئة الباغية والظالمة في هذا البلد

اما الانتقاد الداخلي لخط ومسيرة حزب الله فهو من باب الانتقاد البناء للتصحيح والارتقاء«. 

المشهد الشعبي المرتبط بـ«حزب الله« لا يبدو صحيا. وليست كل الاحتجاجات والاستنكارات من المجتمع الضيق الذي يحيط بالحزب سوى دليل حسي على الهاوية التي يمشي نحوها الحزب وبخطى ثابتة. فـ«حزب الله« بات اليوم امام مشهد مأساوي يكاد يكون الاخطر على كيانه منذ التأسيس. وبات ذلك اكيدا وواضحا بعد ان اتيح للمنتقدين والمعارضين من داخله التعبير عن هواجسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واضعين صرخاتهم في وجه المطبلين والمهرجين الذين يحتلون الشاشات ليلا ونهارا مستفحلين في الدفاع عن الحرب التي يخوضها الحزب، وغافلين عما يعانيه جمهورهم.