IMLebanon

علي الخامنئي واحتلال «الجامعة اللبنانيّة»!

هي المرّة الثانية التي نُحذّر فيها من السعي الإيراني الحثيث للسيطرة على الجامعات اللبنانية وخصوصاً الجامعة اللبنانيّة الأم، وتحذيرنا الأول أطلقناه من هذا الهامش في 23 كانون الأول عام 2014 عندما تسلّل إلى مجمّع الحدث الجامعي علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى حرم المجمّع في الحدث وألقى محاضرة هناك، يومها حذّرنا من أنّ الجامعة اللبنانيّة ليست جامعة طهران، ولكن وبكلّ أسف، تأكّد ظنّنا ومخاوفنا بالأمس، مع إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في «وصلة دعائيّة» لمرشد الجمهوريّة الإيرانيّة علي الخامنئي من قاعة المؤتمرات في الجامعة اللبنانية في الحدث وعبر الشاشة للترويج لشخص «الوليّ الفقيه» تحت عنوان «استراتيجيات الثقافة الاسلامية في عالم اليوم» المؤتمر الدولي الثاني للتجديد والاجتهاد الفكري عند الامام الخامنئي، وهنا؛ أودّ أن ألفت المتابعين بدقّة للسلوك الإيراني في لبنان عبر حزب الله، إلى المحاولات الحثيثة لـ»تجميل» صورة علي الخامنئي وتقديمه بصورة مضخّمة جداً، بل «غير حقيقيّة»، في الشهر الذي احتفلت فيه إيران قبل أيام بذكرى وفاة «الخميني» مرشدها السابق!!

ونحن هنا لا نريد أن نناقش «مبالغات» حسن نصرالله في تضخيم صورة «وليّ أمره»، إلا بمقدار ما يمسّ لبنان والأمّة الإسلاميّة عموماً، وسنتجاوز عن حديث نصرالله عن «إنجازات تحقّقت في الجبال العالية والشامخة» في القلمون، لأنّ «تكبير القمم وزيادة ارتفاعها وتحويل التلال إلى جبال شامخة» هو واحدة من مهازل الإعلام الحربي الذي يعتمده حزب الله هذه الأيام خصوصاً وأنّ هذه التلال علوّها متساوي مع جرود منطقة بعلبك الهرمل، ومحاولة حزب الله تكبير هذه التلال مضحكة وكأنه يُحارب للوصول إلى قمم جبال الهمالايا!!

ما نودّ أن نقاربه في هذا الهامش ـ وهذه ليست مقاربة دراسة ـ هو قول نصرالله بالأمس أنّ «علي الخامنئي هو «ولي أمر الأمة»، «يعني بدّك ما تواخذنا يا سيّد حسن» علي الخامنئي وليّ أمر إيران والشيعة التابعين لها في العالم العربي، وإلا بماذا تفسّر وجود المرجعيّات الشيعيّة الأخرى، لذا نتمنّى عليك أن لا تنسب للخامنئي ما ليس له، فوليّ أمر هذه الأمة وسيّدها وزعيمها هو رسولها سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، إلا إن كنت تغالط النصّ القرآني في وصف رسول الله صلوات الله عليه: «النَّبِيُّ أَوْلَى? بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» [الأحزاب: 6] لا ولاية لأحد على أمّة الإسلام إلا نبيّها، والخامنئي لا يعدو كونه واحداً من «أولي الأمر» بمعنى «الحكام» الذين يسوسون الشعوب، ولا ولاية أمر له على أمّة الإسلام التي يتجاوز تعدادها مليار ومئتي مليون مسلم، منهم مليار مسلم سُنّي لا ولاية أمر للخامنئي عليهم، لذا تكبير حجر الوصف لن يفرض الخامنئي وليّاً لأمرنا!!

أما هذا التضخيم المخيف للخامنئي الذي وصفه نصرالله بالأمس بأنّه «مفكّر إسلامي حيّ»، وكأنّ المفكرين الإسلاميين موتى وانعدم وجودهم في هذه الأمّة، فردّنا عليه شديدة البساطة بحيث نضع بين يدي القارئ ما ألفه الخامنئي وهو لا يعدو البحوث والمحاضرات ونداءات فعن أي فكر حدّثنا بالأمس حسن نصرالله؟!!

ثبت بما وضعه الخامنئي من مؤلفات: «الهيكلية العامة للفكر الإسلامي في القرآن»، من أعماق الصلاة، الكتب الأربعة الرئيسية في علم الرجال، الولاية، استعراض للماضي التاريخي والواقع الراهن في الحوزة العلمية بمشهد المقدسة، حياة أئمة التشيع (غير مطبوع)، الإمام الصادق، الوحدة والتحزب، الفن من منظور آية الله الخامنئي، الفهم الصحيح للدين، عنصر الكفاح في حياة الأئمة، روح التوحيد رفض عبودية ما سوى الله، ضرورة العودة إلى القرآن، سيرة الإمام السجاد، الإمام رضا وولاية العهد، الغزو الثقافي (مختارات من كلماته ونداءاته)، شروط وأركان الثورة، الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقية، خط الإمام، الفهم الصحيح للاسلام، في مكتب الجمعة، رسالة الحوزة، شروط وأركان الثورة، الحكومة في الإسلام، الهجوم الثقافي، طريق الإمام طريقنا، روح التوحيد، المجموعات المعارضة في نهضة الأنبياء والثورة الإسلامية، حديث الولاية (مجموعة نداءاته وكلماته – صدر منه لحد الآن 9 مجلدات)، وغيرها.