IMLebanon

سلام يؤيّد جهود التسوية وجنبلاط يتحرك لتوفير شبكة الحماية

سلام يؤيّد جهود التسوية وجنبلاط يتحرك لتوفير شبكة الحماية

إنجاز صفقة إستعادة العسكريين من النصرة.. وتواصل أميركي مع بنشعي

فجأة، وفي غمرة ترقب رئاسي، تقدّم ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» السورية إلى واجهة الاهتمام الرسمي والسياسي، لكن مصدراً معنياً بالملف رفض الاستعجال، وقال لـ«اللواء» ليل امس: «لا شيء يمنع ان يكون موعد الإطلاق بالتبادل اليوم أو غداً»، لكنه اردف قائلاً: «دعونا ننتظر»، كاشفاً عن تضخيم في المعلومات، لأنه ومن وجهة نظره، واستناداً من التجربة فإنه ليس من السهل الثقة بالطرف الآخر، «ولا تقولوا فول حتى يصير بالمكيول».

الا ان الزيارتين اللتين قام بهما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لكل من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي وقائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، اوحتا ان «طبخة التبادل» باتت في مراحها الأخيرة، وأن التحفظ على الموعد أو على دقة ما تردّد، وفقاً للواء براهيم، مرده التحسب من مفاجآت قد تعيق العملية، مع العلم ان المفاوض اللبناني لم يبدل التزاماته بما يتعلق بصفقة التبادل التي تشمل إطلاق 16 عسكرياً لبنانياً لدى جبهة «النصرة»، مقابل إطلاق خمسة نساء وعشرة سجناء بينهم لبنانيان، واحدهما حسين الحجيري من عرسال ونزار المولوي، وجمانة حميد من النساء، فضلاً عن إطلاق عناصر من «النصرة» محتجزين لدى النظام السوري.

وكشفت مصادر أهالي العسكريين المخطوفين لـ«اللواء» ان موعد التبادل سيتم اليوم، بعد ان جرى احضار كل المفترض ان تشلمه عملية التبادل من طرف «النصرة» إلى المقر العام للأمن العام في بيروت.

ومن مؤشرات حصول التبادل اليوم أو غداً، تأجيل سفر الرئيس سلام الذي كان مقرراً اليوم إلى باريس لحضور افتتاح أعمال مؤتمر المناخ الذي يبدأ أعماله الاثنين المقبل إلى يوم غد الأحد، وإن كانت مصادر السراي عزت سبب التأجيل إلى ان سلام كان على موعد اليوم للقاء رئيس وزراء كندا الذي طلب ارجاء اللقاء إلى الاثنين.

وكشف مصدر قريب من المفاوضات لـ«اللواء» ان التركيز الآن على إنجاز صفقة التبادل مع «النصرة» وأن الجنود الباقين لدى «داعش» لا يزالون في اولوية المفاوضات اللبنانية، لكن في مرحلة لاحقة قريبة جداً.

معرض بيروت للكتاب

وفي ظل الترقب السياسي، وإنجاز القسم الأكبر من عملية استعادة العسكريين المخطوفين، عبر صفقة التبادل مع «النصرة»، شهدت بيروت أمس حدثاً ثقافياً بالغ الأهمية في هذه المرحلة لجهة المحافظة على تقليد اقامة معرض الكتاب العربي، في ضوء التهديدات الأمنية والهجمات الإرهابية التي تطال أكثر من بلد عربي واوروبي، والتي كان للبنان حصة منها في برج البراجنة.

المهم ان الرئيس سلام الذي افتتح المعرض أكّد ان الاعتدال اقوى من الإرهاب، وانه يدعم دعماً كاملاً الحوار الوطني في عين التينة والحوارات الثنائية باعتبارها الطريق الأسلم للتوصل الي تفاهمات تخرج الحياة السياسية من الطريق المسدود، وتُنهي حال الجمود والتعطيل، سواء في السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية.

وفي ما خصّ التسوية المطروحة، أعلن الرئيس سلام «تأييده لأي تقارب أو إنفتاح بين القوى السياسية»، مؤكداً أن «الأولوية القصوى في أي نقاش أو صيغة تسوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس الجمهورية».

التسوية الرئاسية

والكلام الحكومي عن تأييد مساعي التسوية السياسية، واكبته حركة اتصالات ومواقف، في إطار استطلاع ما جرى وما يمكن عمله للحؤول دون التفريط بها.

ففي بنشعي استقبل رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز الذي جاء للاستفسار عن حقيقة ما جرى في اجتماعات باريس، وعمّا إذا كان هناك خيارات سياسية أو توجهاً جديداً للنائب فرنجية للتعامل مع الملفات المحلية والإقليمية.

وفي الرابية، كان الملفت زيارة وفد كتائبي برئاسة نائب رئيس الحزب سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي ألبير كوستانيان للنائب ميشال عون حيث أعلن رسمياً أن البحث تناول قانون الانتخاب وتوحيد الموقف المسيحي منه، بدليل أن الوفد سيزور معراب اليوم للقاء الدكتور سمير جعجع الذي أكد على وحدة 14 آذار، متجنباً إطلاق أي موقف بما خصّ ترشيح فرنجية، لا بل عمدت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» إلى نفي كلام نُسب إلى جعجع في مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدا واضحاً من الحركة الكتائبية إلى الرابية ومعراب، وربّما أيضاً إلى بكركي، أن الحزب الذي التقى رئيسه نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، لا يبحث فقط في مسألة الرئاسة ولا الضمانات التي يطلبها في شخص الرئيس المقبل وسياسته تجاه الملفات المطروحة، بل بحث في الصفقة المتكاملة، والتي تشمل تحديداً قانون الانتخاب الذي يعتبره من الملفات البنيوية الأساسية، على حدّ تعبير كوستانيان الذي وصف المرحلة لـ«اللــواء» بالدقيقة، مفضلاً عدم تسريب ما دار من نقاش بين صايغ والعماد عون، مذكراً بأن الحزب لا يقدم على أي خطوة إلا من ضمن ثوابت وضمانات معينة تصب في إطار الثوابت.

وأوضح كوستانيان ان ما يهمنا هو برنامج عمل المرشح الرئاسي وانه في ما خص التسوية، كما هي مطروحة، فإن هناك مائة سؤال ننتظر أجوبة عليها وعندها نبني موقفنا النهائي منها، معلناً أن قانون الانتخاب هو من ضمن ثوابت الكتائب، رافضاً العودة إلى القانون الحالي أي قانون الستين.

إلا أن مصادر نيابية واسعة الاطلاع، نقلت عن مسؤول كبير ان لا قيمة لأي غوص في خلفية الترشيح، وما يمكن ان يترتب عليه، معتبرة ان الأيام القليلة المقبلة وربما في وقت لا يتعدى يوم الجمعة المقبل، إذا لم يحصل تطوّر رسمي كبير، فإنه بالإمكان القول «فيها إن»، لأن الوقت ليس لمصلحة أية تسوية تصبح مرمى للسهام، من هنا أهمية الدعوة إلى حماية التسوية العتيدة وليس اجهاضها.

وفيما أكدت مصادر سياسية مطلة لـ«اللــواء» جدية التسوية السياسية التي يعمل عليها لإنهاء الفراغ السياسي كسلة واحدة متكاملة لإعادة إحياء العمل بشكل طبيعي في المؤسسات الدستورية، رأت ضرورة حماية هذه التسوية من أي خضات قد تطالها لافشالها، معتبرة إلى انه ليس امامنا الا العمل على تسويتها، رغم ان هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين ترفضها، مشيرة إلى ان الجو الإقليمي والدولي هو الذي ساهم بخلقها مع بروز مستجدات سياسية وأمنية إقليمية وحتى دولية، قد تترك تداعيات سلبية تجاهها.

وإذ ادرجت المصادر اجتماع اللقاء الديمقراطي الذي يلتئم اليوم في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو في إطار حماية التسوية، لفتت إلى أن الحراك السياسي الذي برز خلال الأسبوع الماضي كان من أجل استطلاع الآراء والمواقف، خصوصاً من قبل القيادات المسيحية، وتحديداً فريق 14 آذار الذي يرى صعوبة بقبولها ويطلب توضيحات حول ظروف ولادتها، وهو يذهب أكثر من ذلك، إذ يطالب بضمانات معينة قد تتوضح خلال الأيام المقبلة.

ودعت المصادر إلى التروي بالحكم على هذه التسوية لأنها لم تصل بعد إلى خواتيمها، وإن كانت تحتاج إلى ما يمكن وصفه «بالشدشدة»، انطلاقاً من مبدأ عدم جواز استمرار الفراغ الرئاسي.

وفي هذا السياق، ظهر موقف من قبل تيّار «المستقبل» يُشير إلى جدية التيار في السير في التسوية، عبر عنه أمينه العام أحمد الحريري الذي أعلن ان «المستقبل» عندما يخوض أي معركة سياسية يخوضها بشرف وعندما يحاور يحاور بشرف، وعندما يتكلم عن توافق أو تسوية يتكلم بكل شجاعة بعيداً عن أي شعبوية، مشدداً على ان التيار لم يتعب ولن يتعب من تقديم المبادرات لإنقاذ لبنان، لافتاً إلى ان الرئيس سعد الحريري باعتداله وبحديثه الشجاع عن التسوية الوطنية الميثاقية يعان ولا يدان مثله مثل أي سياسي يبحث عن حلول، مؤكداً انه لم يعد هناك من خيار امام اللبنانيين، الا الذهاب إلى تسوية شجاعة تعطل مفاعيل التعطيل.