IMLebanon

8 آذار تدفع البلاد إلى الأزمة .. وأول الغيث من الرابية اليوم

8 آذار تدفع البلاد إلى الأزمة .. وأول الغيث من الرابية اليوم

إدانة إسلامية لتفجير القطيف .. و«المستقبل» يحمّل حزب الله المسؤولية عن تهديدات رعد

الرئيس سلام والمفتي دريان والرئيسان السنيورة وميقاتي خلال صورة تذكارية لأعضاء المجلس الشرعي الجدد في دار الفتوى

قبل يومين من الذكرى الـ15 لعيد «المقاومة والتحرير»، وقبل أقل من 24 ساعة على مواقف جديدة يطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في احتفال النبطية غداً، بدت الأجواء «مكهربة» بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» على خلفية تهديدات النائب محمّد رعد لوزير العدل اللواء أشرف ريفي وأمين عام التيار أحمد الحريري وسط «مخاوف جدّية» من أن تنعكس هذه الأجواء سلباً على تحديد موعد جديد لجلسة الحوار، والتي اتفق على أن تكون في الأسبوع الأول من حزيران المقبل، وفقاً لمصدر نيابي في كتلة «المستقبل».

وإذا كانت جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل حافلة بملف التعيينات، حيث سيعرض وزير الداخلية نهاد المشنوق أمام الوزراء تصّوراً لإجراء التعيينات في قوى الأمن الداخلي مفصولة عن ملف قيادة الجيش، فإن الملف الذي سيطرحه الوزير ريفي في ما خصّ تهديدات النائب رعد سيشكّل بنداً تجاذبياً، إضافة إلى إصرار وزراء «تكتل الاصلاح والتغيير» و«حزب الله» على وضع جرود عرسال على الطاولة أيضاً.

وكشف مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أنه ما لم تنجح المساعي الجارية لإصدار توضيح واعتذار من «حزب الله» في ما خصّ تصريحات رعد، فإن العلاقة بين الطرفين ستشهد تداعيات سلبية تؤثر على الجهود المبذولة لتخفيف الاحتقان، وتضاعف من مخاطر الاستقطاب السياسي الذي سينعكس على طاولة مجلس الوزراء في ظل ثلاثة ملفات خلافية: أولها ملف التعيينات حيث لم يصل جواب النائب ميشال عون في ما خصّ سلّة الاقتراحات التي حملها المشنوق إلى الرابية أمس الأول. وثانيها، التجاذب بين الوزير ريفي ووزيري «حزب الله» حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي زادها الطين بلّة تهديدات النائب رعد.

أما ثالثها، فهو الوضع في جرود عرسال في ظل ترويج مصادر «حزب الله» بأن مصير قائد الجيش العماد جان قهوجي معلّق على كيفية مقاربة المؤسسة العسكرية لهذا الاستحقاق.

على أن الأخطر من ربط مصير التمديد للعماد قهوجي، ما تجاهر به هذه المصادر من أن مصير الحوار مع «تيار المستقبل» معلّق هو الآخر على مجريات معركة عرسال، فضلاً عن أن عدم تجاوب الحكومة مع تأمين الغطاء السياسي اللازم للجيش لخوض المعركة هناك سيحوّل حكومة الرئيس تمام سلام إلى حكومة تصريف أعمال إذا ما اعتكف وزراء 8 آذار أو على الأقل معظمهم، في إشارة إلى اتفاق تمّ بين «التيار العوني» و«حزب الله».

وتوقفت الأوساط السياسية عند البيان الذي أصدرته «كتلة المستقبل النيابية»، واعتبرت فيه أن تهديد رعد الذي يُشكّل اعتداء على السلم الأهلي هو الوجه الآخر لحركات التشدّد والتطرّف والإرهاب التي تتفشى في المنطقة، محمّلة إياه وحزبه مسؤولية ما قد يتعرّض له أمين عام التيار ووزير العدل، معربة عن قناعتها من أن حساب «حزب الله» سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني عموماً والطائفة الشيعية بوجه خاص التي يورطها الحزب في عداوات مع اللبنانيين وشعوب المنطقة العربية.

لقاء الرابية اليوم

وفي إطار ما وصفته مصادر «تكتل الإصلاح والتغيير» أنه خطة متدرجة لاستنهاض القواعد الشعبية، يعقد بعد ظهر اليوم لقاء شعبي في الرابية، يلقي خلاله النائب عون كلمة يعرض فيها حصيلة متابعة التكتل للملفات المطروحة وموقفه من الحكومة ومقاربته لما يجري في جرود عرسال، حسب ما أبلغه مصدر عوني لـ «اللواء».

وأضاف هذا المصدر أن اللقاء الشعبي لن يخرج في سقفه عن سياق المؤتمر الصحافي الأخير لعون، إلا أنه لم يشأ التأكيد ما إذا كان سيعلن موقفاً ما حيال استمرار المشاركة في الحكومة أم لا.

تفجير القطيف

وفي سياق ارتباط الوضع اللبناني بتداعيات المنطقة، شكّل التفجير الانتحاري في مسجد القديح في القطيف صدمة في الأوساط الروحية والسياسية وسط مخاوف من انتشار رقعة الإرهاب الذي لا يراعي حرمة ولا يوفّر مكان عبادة أو تجمعاً مدنياً.

ووصف الرئيس تمام سلام  التفجير بأنه يدل على «عقل إجرامي ولا صلة له بالإسلام»، معرباً عن ثقته بأن «القيادة السعودية ستتعامل بحزم وحكمة مع هذه الجريمة»، فيما اعتبر الرئيس سعد الحريري «أن التفجير يتقاطع مع الميليشيات الحوثية وسائر الميليشيات التي تعمل في خدمة إيران في تقديم الخدمات المجانية لمشاريع الهيمنة الخارجية وإثارة الفتن في البلدان العربية».

كما وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان التفجير بأنه «إرهاب بحق الإسلام ومشروع فتنة بين المسلمين»، فيما اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «أن التفجير يستهدف ضرب استقرار المملكة والتعرّض لأمنها الوطني الذي يبقى ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي».

أما «حزب الله» فقال «إن أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي الآثم لا يميّزون بتفجيراتهم بين شيعة وسنّة أو بين مسلمين وغير مسلمين».

25 أيار!

ولعلّ مناسبة 25 أيار ببُعديّها الوطني والدستوري تأتي مختلفة هذا العام في ظل تحديات جدّية تواجه لبنان وخلافات جذرية تعكس ارتباط استقراره وأمنه ومصير مؤسساته بالحروب الدائرة في الإقليم.

وإذا كانت بكركي تنشغل بالبحث عن وسائل لإنهاء الشغور الرئاسي بأسرع وقت ممكن، فإن «حزب الله» يعطي في احتفال الذكرى الـ15 للتحرير الأولوية للأجندة المرتبط بها عسكرياً خارج الحدود، في ظل استمرار دعمه للعماد عون في معركة الرئاسة والتعيينات في قيادة الجيش، نائياً بنفسه عن الخلافات بين الرئيس برّي وعون، والتي برزت بشكل واضح في المهرجان الاغترابي الذي نظمه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والذي قاطعه موظفو الخارجية والمغتربين المحسوبين على الرئيس برّي، وسط استمرار الانقسام الوطني حول دور الحزب في الصراعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن.

واعتراضاً على استمرار الشغور الرئاسي بعد دخوله العام الثاني بدءاً من الثلاثاء المقبل، تواصل منظمات المجتمع المدني تحركاً للضغط على الكتل النيابية للقيام بواجبها والنزول إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس.

وفي هذا الإطار، ورداً على سؤال لـ «اللواء» نفى النائب ايلي ماروني أن يكون تبلّغ أي دعوة للمشاركة في تجمع لنواب 14 آذار في بكركي للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى انه سمع عن مثل هذه الدعوة في وسائل الإعلام.

قهوجي في القاهرة اليوم

وعشية ذكرى التحرير، وقبيل توجهه إلى القاهرة اليوم، أكد العماد قهوجي في أمر اليوم أن المهمة الأساسية الآن للعسكريين هي الولاء الكامل للبنان والحفاظ على صيغة العيش المشترك، والالتزام بالميثاق الوطني، رافضاً التشكيك بقدرات الجيش في التصدّي للتنظيمات الإرهابية، ومؤكداً للعسكريين «أنكم نجحتم في كسر شوكة التنظيمات الإرهابية وإحباط أهدافها التخريبية، مما رسّخ ثقة اللبنانيين بكم، وشكّل محطّ إعجاب الدول الصديقة التي بادرت ولا تزال إلى تقديم الدعم العسكري النوعي للجيش اللبناني».

ووفقاً لمصدر مطلع، فإن العماد قهوجي سيمثّل لبنان في اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية في القاهرة، وهو الاجتماع الثاني من نوعه لتشكيل قوة عسكرية عربية لحسم النزاعات في الدول العربية.

وكانت الأفكار التي يحملها الوفد العسكري اللبناني موضع تشاور مع رئاسة الحكومة من خلال وزير الدفاع سمير مقبل الذي أكد من عين التينة أمس أن الجيش في كامل الجهوزية لصد أي هجوم أو اعتداء على الأراضي اللبنانية، وهو موجود على التلال الاستراتيجية من عرسال إلى رأس بعلبك، مشيراً في مجال آخر إلى وجوب فصل تعيين مدير عام قوى الأمن الداخلي عن التعيينات في الجيش، سواء في ما يتعلق بالمدة الفاصلة أو بالصلاحيات.

المجلس الشرعي

وتحوّلت الجلسة الأولى التي عقدها المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الجديد إلى مناسبة للتأكيد على إدخال الإصلاحات المطلوبة في دار الفتوى ومؤسساته وتجديد الخطاب الديني وإصلاح التعليم الديني وتوحيد كلمة المسلمين والنهوض بمؤسسات الدار الخيرية والصحية والاجتماعية. وأعيد انتخاب الوزير السابق عمر مسقاوي نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (راجع ص3).

برّي إلى الكويت

على صعيد آخر، من المتوقع أن يتوجه الرئيس نبيه برّي إلى الكويت اليوم، ترافقه عقيلته السيدة رندى برّي لتقديم واجب العزاء برئيس مجلس الأمة الكويتي السابق جاسم الخرافي الذي شيّع أمس.

السنيورة إلى

لاهاي مجدداً

وإلى لاهاي يتوجه الأربعاء المقبل الرئيس فؤاد السنيورة لاستكمال الاستجواب المضاد من قبل فريق الدفاع في قضية عياش وآخرين حول الشهادة التي قدمها في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في وقت سابق.

وعلى صعيد قضائي آخر، وفي سياق التفاهم لاطلاق الجنود الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى «جبهة النصرة»، عُلم أن المحكمة العسكرية الدائمة اتخذت الإجراءات لاطلاق عشرة موقوفين، على ان يحصل ذلك خلال الايام القليلة المقبلة.

وفي إطار التحركات المطالبة بتعديل صلاحيات المحكمة العسكرية، يعقد حقوقيو 14 آذار ندوة اليوم للمطالبة بحل هذه المحكمة أو تعديل صلاحياتها.