IMLebanon

نصر الله يفتتح معركة جرود عرسال .. والحريري يرفض مصادرة القرار الوطني

نصر الله يفتتح معركة جرود عرسال .. والحريري يرفض مصادرة القرار الوطني

سلام لاستعادة الوحدة أيام التحرير .. ووزراء عون يعترضون على مشروع المشنوق

مناسبة 25 أيار، كانت مختلفة هذا العام: فلا التحرير الذي مضى عليه 15 عاماً، بقي مناسبة جامعة، علي الرغم من تحوّله إلى عيد وطني، تظلله مظاهر التكاتف والوحدة، التي كادت تغيب في خضم الخلافات السياسية بين المقاومة التي كانت موضع إجماع وطني لغاية العام 2000، وقوى 14 آذار التي تخوض معركة النأي بلبنان عن الصراعات المتفجرة في دول المنطقة.

ولا انتخابات رئيس الجمهورية التي من المفترض أن تتجدّد كل ست سنوات في 25 أيار، كانت تلتقي عندها الإرادات الوطنية لانتخاب رئيس جديد، لا يبدو أنه أولوية في هذه المرحلة، على الرغم من حراك النواب المسيحيين في 14 آذار في اتجاه بكركي اليوم، في خطوة تسجل بداية اعتراض نيابي ومدني ضد الشغور الرئاسي، وكخطوة اعتراضية ترعاها المرجعية الروحية المارونية الأولى، وبما يشبه الرد على ما صدر عن النائب ميشال عون السبت الماضي من أنه هو الذي يعيّن رئيس الجمهورية وقائد الجيش والموظفين المسيحين.

في هذا المناخ المتصلّب، جاءت كلمة الرئيس تمام سلام لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قبل جلسة مجلس الوزراء لتبعث برسالة «جمع وطني»، لا سيما إلى «حزب الله» لجهة الرهان على الوحدة الوطنية التي حمت المقاومة إبّان مقاومة الإحتلال، والتي يمكن أن تكون قوة الدعم للحكومة في مواجهة «أزماتنا السياسية» على حدّ تعبير الرئيس سلام، والتي ستفرض نفسها على جلسات مجلس الوزراء، ولا سيما جلسة الخميس المقبلة، حيث سيقدّم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مشروع تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي ومجلس القيادة، فإذا لم يؤخذ باقتراحه، فإنه سيتخذ قراراً بوصفه وزيراً للداخلية بتأخير تسريح المدير العام الحالي اللواء إبراهيم بصبوص الذي تنتهي ولايته في الخامس من حزيران المقبل، بدءاً من 6 حزيران ولغاية نهاية السنة.

ولا يُخفي مصدر وزاري مطلع قلقه من دفع وزراء تكتل الإصلاح والتغيير الجلسة إلى أزمة إذا ما أصرّ الوزيران جبران باسيل والياس بوصعب على ربط موافقتهما على اقتراح المشنوق، شكلاً على الأقل، بإصدار التعيينات عن مجلس الوزراء سلّة واحدة، تشمل قائد الجيش إلى جانب مديرية قوى الأمن، علماً أن ولاية قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي تنتهي في أيلول، ولا يزال الوقت مبكراً.

ويشير المصدر نفسه إلى أن نقطة ثانية قد تضغط على الجلسة، في ظل التفاهم المعلن بين حزب الله و«التيار العوني» على إثارة قضية جرود عرسال وحمل الحكومة على اتخاذ قرار في ما خصّ الجرود وبلدة عرسال، وإلا فإن حزب الله سيواصل معركته لإخراج مسلّحي المعارضة السورية من تلك المنطقة، على حدّ ما أعلن الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في خطاب عيد التحرير.

وذكّر المصدر بموقف الرئيس سلام لجهة الصلاحيات الحصرية التي أولاه إياها الدستور، حيث أنه لن يقبل بنقاش أي موضوع لا يحظى بتوافق وطني ولم تتوضح تماماً معطيات مقاربته ومعالجته.

ولمناسبة الشغور الرئاسي، يوجه الرئيس سلام كلمة تنقلها شاشات التلفزة غداً الثلاثاء يدعو فيها إلى إنهاء الشغور بعد مرور عام، ودخول هذا الشغور عامه الثاني.

خطاب.. وتفنيد

وكما درجت العادة، فإن خطاب السيّد حسن نصر الله بعناوينه العريضة والتفصيلية لم يخلُ من تعليق فوري من الرئيس سعد الحريري، لا سيما في ما خص عدد من النقاط في مقدمها تعميم المعادلة الذهبية على عموم المنطقة، فضلاً عن قضية عرسال ومواجهة الإرهاب وإنهاء الشغور الرئاسي الذي خلا الخطاب من مجرّد الإشارة إليه، وربط مصير المدن والقرى الشيعية بما يجري في الرمادي والموصل وتدمر وصعدة، وتحويل لبنان إلى خط الدفاع الأول عن نظام بشّار الأسد، والمشروع الإيراني إلى شواطئ المتوسط.

ردّ الرئيس الحريري:

1 – «إن معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان، ولن نغطي أي دعوة لذلك تحت أي ظرف من الظروف.

2 – إن الدفاع عن الأرض والسيادة ليست مسؤولية «حزب الله» لا في عرسال، ولا في جرودها، وموقفنا من «داعش» وقوى الظلام والإرهاب لا يحتاج إلى شهادة حسن سلوك.

3 – إن خيارنا أن نعيش في الجمهورية اللبنانية، وأي خيار آخر، هو قفزة في المجهول ورهان على أحلام إبليس في الجنة.

4 – إن النموذج الذي نقدمه للمنطقة هو قواعد العيش المشترك والتزام دستور الدولة وقوانينها لحماية لبنان من الحرائق المحيطة وتعبئة الطائفة الشيعية وكل الطوائف اللبنانية عن المشاركة فيه، والطرق لدرء الفتنة عن لبنان بفك ارتباط لبنان عن حرائق المنطقة والعودة إلى الدولة، وتصحيح الخلل الكبير في العلاقات بين المسلمين، لا أن تشكّل حدود لبنان طوق نجاة لنظام بشار الاسد أو الدفاع عن المشروع الايراني في المتوسط، فان ذلك سيؤدي إلى أزمة لا نهاية لها».

وكان السيّد نصرالله، أعلن في خطاب احتفال الحزب بالذكرى الخامسة عشرة للتحرير، الذي أقامه في النبطية، أن معركة الجرود في القلمون مستمرة حتى تأمين كامل الحدود اللبنانية – السورية، وأن الحزب جاهز لإنجازها، رغم انه أعطى ما يمكن اعتباره الفرصة الأخيرة، عبر التشديد على ان تحرير عرسال وجرودها المحتلة من المسلحين مسؤولية الدولة، ملوحاً بعدم التراجع في حال عدم تحمل الدولة لمسؤولياتها من خلال التشديد على أن اهالي بعلبك – الهرمل لن يقبلوا بأي مسلح إرهابي في جرودهم، راسماً الصورة القاتمة بقوله أن الحل عبر المواجهة التي يريدها حزبه، مصادراً قرار الدولة، معلناً ان حزب الله سيكون موجوداً في كل مكان من سوريا، معيداً الاعتبار لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ليس للبنان كقاعدة ذهبية للانتصار، بل لعموم المنطقة، أي في العراق وسوريا واليمن، داعياً الي توحيد الجبهات الإقليمية ضد تنظيم «داعش»، رافضاً تجزئة المعركة بين لبنان وسوريا والعراق، مؤكداً أن المعركة مستمرة وحجمها بحجم الأخطار.

وإذا كان نصرالله استحضر التاريخ مسقطاً إياه على الواقع الحالي، ناكئاً جروح مرحلة العام 1982، محاولاً شد عصب مناصريه، معتبراً اننا امام مرحلة من مراحل الصراع الوجودي، وأن لبنان وسوريا والعراق والمنطقة أمام متوحش تكفيري، فانه نفى ما تردّد من انه سيدعو إلى التعبئة العامة، من دون أن يقطع بإمكانية ذلك، مشيراً الى انه اذا اتخذت قيادة الحزب ذلك القرار، فإن عشرات الألوف من الرجال سيكونون جاهزين في كل الميادين.