IMLebanon

توقيع مراسيم ترقية الضباط خطوة باتجاه إسقاط آلية التعطيل

توقيع مراسيم ترقية الضباط خطوة باتجاه إسقاط آلية التعطيل

8 آذار تهوّل علی سلام.. وأزمة الرواتب تهدّد بانفجار إجتماعي

للسنة الثانية على التوالي يمر الأوّل من آب، وهو العيد السبعين للجيش اللبناني، من دون احتفال رسمي وتقليد السيوف، وذلك بسبب استمرار الشغور الرئاسي.

ولئن كانت خطوة توقيع مراسيم ترقية الضباط المتخرجين بإجماع الوزراء، الأمر الذي سيتيح لهؤلاء التلامذة الضباط بأن يتخرجوا اليوم من المدرسة الحربية برتبة ضابط، لاقت ارتياحاً في اوساط المؤسسة العسكرية والمجتمعين السياسي والاهلي، فهي من ناحية سياسية تصب في الاتجاه الصحيح، ويمكن ان تعتبر خطوة عملية لجهة إسقاط آلية التعطيل والتأسيس لآلية منتجة تفرض احترام الانتظام العام، وإنجاز الاستحقاقات الداهمة من دون ربطها بأي خلافات أو كيديات أو تهويلات على الرئيس تمام سلام أو على حكومته، أو على اتفاق الطائف الذي يضمن وحدة البلاد والعباد، ويبعد شبح اللااستقرار والعنف المدمر الذي يضرب بلدان الجوار وعموم المنطقة، على حدّ تعبير أوساط سياسية متابعة للاتصالات التي أنهت امتناع وزراء تكتل «الاصلاح والتغيير» وحزب الله عن توقيع مرسوم ترقية التلامذة الضباط.

وأشارت هذه الأوساط لـ«اللواء» إلى ان هذه الخطوة يمكن ان يُبنى عليها لتفادي أزمة رواتب موظفي القطاع العام التي تطل برأسها بدءاً من مطلع أيلول المقبل، بعدما تعذر صدور مرسوم فتح دورة استثنائية تسمح لمجلس النواب بالانعقاد لإقرار مجموعة من قوانين الضرورة، وفي مقدمها مشروع قانون اعده وزير المال علي حسن خليل وتبنته الحكومة ويقضي بفتح اعتماد إضافي بقيمة 850 مليار ليرة لبنانية لتأمين رواتب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين حتى نهاية السنة الجارية، مع الإشارة إلى ان مائة ألف عسكري و30 ألف أستاذ وعشرة آلاف موظف إداري، فضلاً عن مياومين ومتعاقدين بالساعة ينتظرون رواتبهم مطلع كل شهر كاستحقاق كفله الدستور والشرائع الدولية وقوانين الدولة اللبنانية، لا سيما وأن شهر أيلول سيكون شهر مدارس والاستحقاقات المترتبة على تجهيز الطلاب والتلاميذ والكتب والقرطاسية والالبسة، فضلاً عن دفع أقساط المدارس الرسمية والخاصة على حدّ سواء.

وحذرت الروابط النقابية لموظفي القطاع العام من ان التلاعب بالرواتب، ولو لأيام قليلة مطلع ايلول، من شأنه ان يُهدّد بالانفجار الاجتماعي، وعلى اعتبار ان الوزير خليل غير متحمس إلى توقيع سلفة خزينة لتأمين رواتب الموظفين حتى تاريخه.

عيد الجيش

على ان الاحتفال بعيد الجيش السبعين، سيقتصر هذا العام أيضاً على مراسم رمزية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، حيث سيسلم قائد الجيش العماد جان قهوجي  التلاميذ الضباط شهادات تخرجهم من دون تقليدهم السيوف.

وعشية العيد، وجه العماد قهوجي أمر اليوم إلى العسكريين داعياً اياهم إلى الاستعداد لمواجهة الارهابيين كما الأطماع الإسرائيلية، لافتاً إلى ان الجيش بلغ في مواجهته التنظيمات الإرهابية وبشهادات العالم مستوى من الاحتراف يرقى إلى مستوى الجيوش الكبرى.

وتقصد السفير الأميركي ديفيد هيل، مناسبة العيد لزيارة الرئيس سلام في السراي، واصفاً عمل الجيش اللبناني على الحدود الشرقية بأنه «مدهش»، مشيراً إلى ان ما لدى الجيش ليس موجوداً في أي جيش آخر.

وانتقد هيل، في موقف لافت، بعض القادة السياسيين الذين يتخذون إجراءات تضرب المؤسسات.

اما سلام فوجه التحية إلى قيادة الجيش وإلى العسكريين جنوداً ورتباء وضباطاً تقديراً لدورهم في خدمة الوطن وحمايته وتفانيهم في صون وحدته واستقراره، مجدداً الدعوة إلى انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت لإعادة التوازن إلى المؤسسات الدستورية، كما وجه التحية إلى العسكريين المحتجزين لدى الجماعات الإرهابية آملاً بإنهاء مأساتهم في أقرب وقت ممكن.

ولاحظ الرئيس سعد الحريري في بيان للمناسبة، ان الجيش اللبناني أظهر قدرة لافتة في تماسكه وترفعه عن الانقسامات والتجاذبات السياسية الحادّة، وانه بقي أميناً على رسالته في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب أينما وجد، ودفع اثماناً باهظة من أرواح العديد من ضباطه وجنوده لتحقيق هذا الهدف.

التبريد: عنوان المرحلة

وفي غياب المعطيات التي تُشير إلى تقدّم محلي أو إقليمي أو دولي بما خص انتخابات الرئاسة الأولى، في ضوء المعلومات الدبلوماسية التي وردت إلى بيروت بأن لا تقدّم حصل خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية رولان فابيوس إلى طهران وربط القيادة الإيرانية ملف الرئاسة اللبنانية بالحرب الدائرة في سوريا، كشفت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان التبريد السياسي هو عنوان المرحلة، وهذا يعني ان أي طرف من الأطراف لن يكون بإمكانه تجاوز الخطوط الحمر المرسومة حول بقاء حكومة الرئيس سلام، بانتظار تطورات تتعلق بالأزمة السورية، وتمرير قطوع مناقشة وتصويت الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة 5+1، إضافة إلى مسار رفع العقوبات عن إيران.

وعليه، استبعد مصدر وزاري ان يذهب الرئيس سلام إلى الاعتكاف، معتبراً انه في ما خص جلسة مجلس الوزراء كل الخيارات مفتوحة، سواء في ما يتعلق بالسياسة أو النفايات، وفقاً لمصدر مطلع في السراي الكبير، الذي لم يستبعد ان تكون هناك جلسة الخميس المقبل.

إلاَّ ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس اعرب عن اعتقاده لـ«اللواء» ان الرئيس سلام لن يدعو إلى مجلس وزراء الأسبوع المقبل، واصفاً الوضع الحكومي بالمشلول، ومؤكداً ان الرئيس سلام غير معتكف وهو يمارس مهامه في السراي كالمعتاد.

وتوقع الوزير درباس ان ينتهي استحقاق انتهاء خدمة رئيس الأركان اللواء وليد سلمان إلى التمديد له، وقال: «اذا افترضنا ان الحكومة اجتمعت ولم تستطع الاتفاق على تعيين رئيس جديد فما العمل، ليس امام وزير الدفاع سوى إصدار قرار بتأجيل تسريح اللواء سلمان، وليفعل العماد عون ما يريد».

في المقابل، لوحظ ان قوى 8 آذار أخذت تهول على الرئيس سلام من تلويحه بالخيارات المفتوحة امامه، واحداها الاستقالة أو الاعتكاف، مؤكدة انه (أي سلام) سيكون أوّل الخاسرين من لعبة عض الأصابع، داعية اياه إلى الاتعاظ من تجربة الرئيس السابق ميشال سليمان.

وفي حسابات هذه القوى، بحسب مصادرها، فإن حكومة سلام تشكّل صمّام الأمان الأخير لضمان الوضع الأمني ولاستمرار الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، وقالت ان محاولة الفريق الآخر تفجير الحكومة سيعد بمثابة إعلان وفاة اتفاق الطائف نهائياً، وقلب الطاولة على الجميع، وإذا كان البعض ما زال يعيش في هاجس 7 أيّار، فما بالهم إذا اسقطوا هذه الحكومة.

النفايات

على صعيد أزمة النفايات، يبرز السؤال: هل انتهت الأزمة في بيروت؟

على الأرض، أعادت شركة «سوكلين» في ضوء الخطة الطارئة التي نفذت قبل نهاية الأسبوع، وفقاً لما اشارت إليه «اللواء»، النظافة إلى العاصمة، واختفت من الشوارع اطنان النفايات وغابت الروائح التي زكمت انوف البيروتيين لقرابة أسبوعين، لكن مصدراً نيابياً اعرب لـ«اللواء» عن تخوفه من تجدد الأزمة، إذا لم يكن هناك حل مؤقت يؤسّس لحل دائم ويمتد لاشهر وليس لأسبوع أو أسبوعين فقط.

وقال ان بيروت يمكنها ان تتحمل اسبوعاً آخر، لكن ماذا ستفعل إذا تجددت الأزمة من دون ان تجد حلاً؟

ولفت المصدر المطلع إلى ان كل الخيارات موضع درس بما في ذلك تصدير النفايات إلى الخارج، في حين يُؤكّد محافظ بيروت زياد شبيب بأن هناك أربعة امكنة يمكن ان تنقل إليها نفايات العاصمة رافضاً الكشف عنها.

لكن معلومات تحدثت عن عقبات تحول دون التصدير منها التزام لبنان بالمعاهدة الدولية لنقل النفايات وعدم رميها في البحر، لأن أي خطأ يحصل على هذا الصعيد من شأنه ان يمنع الدول التي يمكن ان تقبل بشراء النفايات اللبنانية وسيلغي العملية من الأساس، وهذا يعني من جهة أخرى اشتراط حصول فرز للنفايات قبل عرضها على الدول التي يمكن ان تشتريها مثل المانيا وتركيا والسويد.

واستبعدت المعلومات الاخذة بفكرة حرق النفايات في البحر، وهذا الأمر لم يطرح على جدول أعمال اللجنة التي تدرس معالجة النفايات الصلبة.

وعلمت «اللواء» ان وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم تبلغ أمس من السفير الالماني كريستيان كلاج استعداد بلاده الإيجابي للمساعدة في موضوع تصدير النفايات، لكنه ربط ذلك بجودة ونوعية النفايات في لبنان.

وأفادت المعلومات المتوافرة ان السفير كلاج أكّد للوزير حكيم ان هناك مجمعاً في المانيا يضم منشآت لمعالجة النفايات ويحمل اسم «Atat» وانه في حال سلكت الأمور المنحى الإيجابي فإن بلاده على استعداد لاستقبال ما بين 20 و40 ألف طن من النفايات شهرياً باسعار مقبولة مع العلم ان حجم النفايات في لبنان يصل إلى 80 و90 ألف طن في الشهر الواحد.

وذكر السفير الالماني ان العملية ستكون مؤقتة لفترة شهرين ريثما يتمكن لبنان من حل هذه المشكلة.

ولفت الوزير حكيم لـ«اللواء» إلى انه أبلغ كلاً من الرئيس سلام ووزير البيئة محمّد المشنوق بحصيلة مشاوراته مع السفير الالماني، كاشفاً ان الرئيس سلام أكّد له ضرورة انتظار جدوى واضحة من هذه الخطوة بعد دراسة الموضوع.

وأشار إلى ان «حزب الكتائب» يريد المساعدة في هذا المجال وانه تسهيلاً لهذه العملية سيطرح ان تكون عملية التصدير من خلال موانئ بيروت وصيدا وصور بهدف الإسراع في ترحيلها، مذكراً بأنه يفضل إيجاد مطامر في السلسلة الشرقية على اعتبار انها منطقة عازلة ومن الصعوبة بمكان المس بالمياه الجوفية.