IMLebanon

عون يربط المشاركة بالحوار بوقف الحملة على باسيل

عون يربط المشاركة بالحوار بوقف الحملة على باسيل

إجتماع أخير حول النفايات الإثنين .. والحراك يضرب موعداً للعودة إلى الشارع الخميس

يمضي شبح الحرب الباردة المخيّم فوق سوريا بانضمام الصين إلى روسيا في المواجهة الجوية والبرّية ضد ما تصفه الدولتان ومعهما إيران بالتنظيمات المتطرّفة، قُدماً إلى الأمام، مع إعلان دول التحالف الغربي ومعها إسرائيل أنها «تراقب بقلق بالغ مجريات الموقف على الأرض»، وسط رفض مباشر لتغيير المعادلات لمصلحة بقاء نظام بشار الأسد.

وهذا الشبح العسكري المخيّم فوق المنطقة زاد من إنعدام الوزن الداخلي، وفرض أجواء من القلق ليس على ملف النفايات فحسب، بل أيضاً على سائر الملفات الأخرى، بما فيها ملف الحوار، ومصير جلسات مجلس الوزراء.

وإذا كان الرئيس تمام سلام سيعود إلى الاجتماع مرّة ثانية بعد غد الإثنين مع الوزيرين نهاد المشنوق وأكرم شهيّب، باعتبارهما يتوليان المتابعة اليومية لإزالة العراقيل والإعتراضات وفتح الباب لوضع الخطة الحكومية لمعالجة النفايات على سكة التنفيذ، فإن مطلع الأسبوع سيشكّل مع إجتماع لجنة الطاقة والأشغال النيابية، محطة قيد المراقبة لرؤية ما إذا كانت جلسات الحوار ستنعقد على مدى أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، أم تقتصر على جلسة واحدة الثلاثاء، إذا ما ارتأى رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون أن استمرار وزير المال علي حسن خليل في مواجهة المسؤولين العونيين في وزارة الطاقة، سواء في عهدي الوزير الحالي آرتور نظريان أو الوزير السابق جبران باسيل، وهو ما أبلغه موفد عوني تكتّمت المصادر على إسمه للحلفاء وأطراف أخرى في الشارع المسيحي، من شأنه أن يؤدي إلى اعتبار الموقف والتصويب عليه في إطار تناغم مع الرافضين لتسوية الترقيات، على حساب الدستور والقوانين المرعية الإجراء.

هذا مع العلم أن الحراك المدني سينفذ اليوم اعتصاماً جديداً أمام مبنى مؤسسة الكهرباء، بعدما ضرب موعداً مساء الخميس المقبل في ساحة النجمة للعودة إلى الشارع ما لم تأخذ خطة شهيّب بسلسلة جديدة من الإقتراحات الحركية تتعلق بالفرز من المصدر واستبعاد «سوكلين» عن عقود الكنس والتنظيف وزيادة مطامر في غير المناطق التي اقترحتها الخطة، على قاعدة أن المعالجة المستدامة تتقدّم على الحلول المرحلية والجزئية.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن تعثّر خطة النفايات من شأنه أن «يفرمل» سائر الملفات الأخرى، إنطلاقاً من أن حكومة تعجز عن تنفيذ قرار أتخذته، غير جديرة بأن تجتمع وأن تتخذ أي قرارات أخرى، في إشارة إلى أن الإجتماع الذي عقده مساءً الرئيس سلام مع الوزيرين المعنيين لم يحسم ساعة الصفر لبدء تنفيذ الخطة.

وكشف وزير الزراعة أكرم شهيّب لـ«اللواء» أن خطة النفايات ستنفّذ بالتفاهم مع الأهالي في عكار والبقاع والناعمة، وأن لا داعي لاستعمال القوة في وجه المعترضين لإعادة فتح مطمر الناعمة، أو نقل النفايات إلى مطمر سرار، أو حتى استحداث مطمر أو أكثر في منطقة البقاع، كاشفاً بأن لا مشكلة في مطمر الناعمة الذي سيفتح لسبعة أيام فقط، بالإضافة إلى الإستعانة بمعمل صيدا للنفايات.

وأوضح شهيّب أنه تمّ التوقيع على المراسيم الخاصة بصرف أموال الصندوق البلدي المستقل وتحويل أكثر من 700 مليار ليرة للصندوق من واردات الهاتف الخليوي.

اما الوزير المشنوق فأشار إلى أن العمل مستمر لإيجاد حلول لمشكلة النفايات، وأن الدولة لن تقوم بشيء رغم إرادة المواطنين، لافتاً إلى أن كل الأمور تحل بالحوار.

الترقيات

وإذا كانت خطة إنهاء أزمة النفايات بقيت متعثرة، أقله إلى الاثنين، وربما إلى أسبوع آخر، فان مسألة الترقيات، وفق الصيغة التي اصطلح على تسميتها بـ «تسوية العميد شامل» روكز، دونها عقبات وعقد، سياسية وعسكرية، في ضوء تعثر انعقاد أي جلسة جديدة لمجلس الوزراء، وفق مصدر وزاري اطلع من الرئيس سلام أمس على موقفه، بعد عودته من نيويورك حاملاً دعماً دولياً لحكومته ولشخصه.

وأوضح هذا المصدر لـ «اللواء» ان رئيس الحكومة لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء قبل تبلور نتائج اتصالاته.

ووصف المصدر الوزاري رئيس الحكومة بأنه رجل عقلاني ومسؤول وكثير الصبر، وليس من السهل إحراجه لإخراجه وبالتالي التخلي عن مسؤولياته في هذه الظروف الدقيقة.

وفي المقابل، استبعد وزير بارز اجتمع مع الرئيس سلام أمس لـ«اللواء» دعوة سلام لمجلس الوزراء قبل انتهاء جلسات الحوار، متوقعاً أن يتخذ رئيس الحكومة موقفاً حازماً من مجمل التطورات بعد انتهاء الجلسات الحوارية، لأنه لا يمكن له البقاء متفرجاً على اهتراء الدولة بهذا الشكل.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان سلام متشائماً ردّ المصدر بالقول: «الرئيس سلام غير متفائل، مبدياً (أي المصدر) تشاؤماً حيال وصول الحوار إلى نتيجة، متخوفاً من دخول لبنان في المزيد من المجهول، معتبراً أن المواقف المعلنة غير مريحة، مشيراً إلى اننا مقبلون على أوضاع سيئة».

وقال وزير بارز اخر: «لا جلسة لمجلس الوزراء في المدى المنظور، نحن في بداية تطوّر جديد في المنطقة، الله وحده يعرف إلى أين نحن ذاهبون».

اما أوساط الرئيس سلام، فاعتبرت انه ورغم الدعم الدولي لاستقرار لبنان ولرئيس الحكومة، فان لا شيء ملموساً وجدياً لمساعدته على تخطي أزماته الداخلية، وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية، مشيرة إلى انها (أي الاوساط) لمست من خلال لقاءات نيويورك أن لبنان، وكما بات معلوماً، ليس من الاولويات الدولية في الفترة الراهنة، مما ينعكس علينا مزيداً من التعقيدات على المستويات كافة.

وفي السياق، علمت «اللواء» انه في الاجتماع الأخير لقوى 14 آذار، أمس الأوّل، اتخذ قرار بين مكونات هذا الفريق، بأن لا أحد يدخل إلى التسوية منفرداً في الحوار ولا تجاوز لموضوع الرئاسة إلى ملفات أخرى.

وفي تقدير مصدر نيابي في «المستقبل» بأن «تسوية روكز» لا تزال قائمة، لكن الطرف الآخر لم يعد متحمساً لها، في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا، ولا سيما حيال آلية عمل الحكومة، حيث بقي مصراً على التمسك بآلية الإجماع في مجلس الوزراء، خلافاً للدستور، في حين ان فريق 14 آذار يتمسك بتطبيق الدستور بالنسبة لآلية عمل الحكومة، ملاحظاً أن حزب الكتائب الذي كان مستاء من استبعاده هو ووزير الدفاع سمير مقبل عن «تسوية روكز»، يمكن أن يمشي بها وفقاً للدستور.

وبحسب معلومات فريق 8 آذار، فإن التسوية ما زالت قائمة بصيغتها الأساسية أي بدون البند المتعلق بتعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، وأن لا بديل عنها في الوقت الحالي، طالما ان المكونات الرئيسية موافقة عليها، بمن فيهم النائب عون الذي اشترط أن تشمل الترقيات العميد روكز لوحده من العمداء الموارنة، حتى لا يكون له مزاحم لتعيينه قائداً للجيش إذا انتخب رئيس جديد للجمهورية.

وأشارت المعلومات إلى أن النائب وليد جنبلاط سيواصل جهوده لإنجاح التسوية وتذليل عقبة عدم موافقة الرئيس ميشال سليمان والمتضامنين معه عليها، على الرغم من أن الجانب الأميركي أوقف جهوده في هذا السبيل، بحسب ما أشارت «اللــواء» أمس، بعد ما تبين له أن الأضرار التي تنجم عن التسوية ستكون خطيرة.

وكانت مصادر عسكرية أبلغت قناة LBC أمس ان عدداً من الضباط في الجيش مستعد لتقديم طعون في الترقيات التي قد تنجم عن التسوية في حال جرت.