IMLebanon

فخامة الرئيس» بدا منشرحاً بانتظار الترشيح الرسمي

فخامة الرئيس» بدا منشرحاً بانتظار الترشيح الرسمي

برّي يدعم وعون «يحرد» وسلام ينتظر أجوبة الشركات

على طاولة الحوار أصبح النائب سليمان فرنجية «فخامة الرئيس» بالقوة، اما هو فأعلن بكلام مستفيض بعد انتهاء جلسة الحوار في عين التينة، ان انتقاله رئيساً من القوة إلى الفعل، يتطلب امراً واحداً: انتقال «الاقتراح الجدي» للرئيس سعد الحريري إلى «اقتراح رسمي ليبنى على الشيء مقتضاه».

وفي الخلفية، ان النائب ميشال عون غاب عن طاولة الحوار، لكن ظله حضر ليس من خلال النائب إبراهيم كنعان، بل من خلال «الاشتباك الضمني» بين النائبين الحليفين: عون وفرنجية، وحقيقة المسار الذي يمكن ان تسلكه دينامية الآلية التي انطلقت من لقاءات باريس، سواء عبر مرشّح من 8 آذار تقابله عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، أو عبر رئيس توافقي يطيح بالمرشحين الاقوياء الأربعة (الرئيس أمين الجميل، عون، فرنجية، والدكتور سمير جعجع)، بعد ان يكون الرأي العام قد اقتنع بأن مصير فرنجية لن يكون أفضل من مصير عون.

وفي المعلومات، ان النائب عون في مجالسه الخاصة لا يعير اهتماماً لما يجري من حركة «وراء الكواليس»، وهو ما صرّح به لسفير زاره قبل أقل من 48 ساعة، الا ان مرد قلقه يعود إلى ان رئيس تيّار «المردة» تقدّم إلى الواجهة كمرشح رئيسي لانتخابات الرئاسة، وأن أكثر من طرف في 14 آذار لا يرى مانعاً من وصوله إلى الرئاسة الأولى إذا ما اقترب من شخصية الرئيس التوافقي.

وتحدثت مصادر مطلعة ان سبباً آخر للقلق العوني هو عدم وضعه في أجواء زيارة باريس، لا من زغرتا ولا من حارة حريك، وأن ما يعلنه فرنجية والذي حرص على وضع الرئيس نبيه برّي قبل بدء طاولة الحوار في أجواء لقائه الرئيس الحريري، من ان مرشّح فريقه (أي 8 آذار) ما يزال عون، لا يسمن ولا يغني من جوع، خصوصاً وانه أكّد ان ترشحه جدي وانه يثق بالفريق الآخر، أي الرئيس الحريري.

في المقابل، ترى أوساط شمالية رفيعة على علاقة مع فرنجية، ان ثمة عراقيل تحفظت عن الكشف عنها ما تزال تحول دون إمكانية إعلان رسمي بترشيح فرنجية، فيما أكّد مصدر وزاري شارك في جلسة الحوار لـ«اللواء» ان هناك صعوبات تتعلق بموقف حلفاء كل طرف من ترشيح فرنجية، فضلاً عن مسار التطورات السورية، وإن بدا فرنجية كثير الانشراح على الطاولة، التي غاب عنها النائب عون كتعبير عن الاستياء من تطوّر الوضع الرئاسي لرئيس «المردة» على نحو «ايجابي ثابت».

لكن مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» لم تجزم سلباً أو ايجاباً بأن مقاطعة عون تعبر عن استياء، عازية الأمر إلى دواعٍ شخصية.

ولمس زوّار الرابية ان «تعليمة» صدرت عن عون تقضي بعدم فتح جبهة إعلامية ضد فرنجية، والترويج بالمقابل لنظرية «المناورة» على غرار ما حصل في اجتماعات روما بين الحريري وعون.

ولم يشأ هؤلاء الزوار الجزم بصحة المعلومات عن لقاء قريب بين عون وفرنجية، لكن مصدراً في التكتل اشار إلى ان فرنجية سيزور الرابية لوضع عون في أجواء لقائه مع الرئيس الحريري، ولتأكيد وحدة الموقف بين مكونات فريق 8 آذار.

وكشف مصدر نيابي في 8 آذار ان الكلام الذي صدر عن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بعد لقاءات باريس يمكن التوقف عنده، إذ يدل على جدية في ترشيح فرنجية، وأن المسألة خرجت من الكواليس وشكلت نقطة تجاذب تُهدّد تحالفات 8 و14 آذار.

وكان النائب جنبلاط قال في موقف لصحيفة «المدن» الالكترونية، انه لا يمانع من وصول فرنجية إلى الرئاسة الأولى إذا كان يخرج لبنان من المأزق ويساهم بفصل استقراره عن التطورات الدموية في المنطقة.

طاولة الحوار

الا ان وقائع ما جرى على طاولة الحوار كشف ان المتحاورين التزموا بجدول الأعمال، بدءاً بكلام الرئيس نبيه برّي الذي دعا إلى تفعيل عمل الحكومة ورسم خارطة طريق للجنة قانون الانتخاب، مروراً بمطالبة الرئيس تمام سلام بتوفير ما يلزم من دعم لإنجاز ملف النفايات، عبر عقد جلسة لمجلس الوزراء، وصولاً الى مداخلات عدد من المشاركين التي ركزت على هاتين النقطتين من دون التطرّق إلى رئاسة الجمهورية.

وفي تقدير مصدر وزاري مشارك في الحوار أن مشهد الجلسة أمس، والتي لم يكن مضمونها مفهوماً، يرسم ثلاث نتائج:

الأولى أن لا اتفاق على تفعيل عمل الحكومة،وهي النقطة التي طرحها الرئيس تمام سلام، تعقيباً على استهلالية الرئيس برّي، مؤكداً أن انعقاد مجلس الوزراء لبحث موضوع النفايات بات قريباً، بعدما أنجزت الصيغة النهائية مع الشركات لترحيل النفايات، بانتظار جواب الشركات المتوقع أن يأتي في خلال أسبوعين، لكنه لفت النظر إلى أنه يجب الاتفاق منذ الآن على مسألة تفعيل عمل الحكومة، ونبدأ من الاتفاق على تأجيل البنود أو المواضيع المختلف عليها.

لكن النائب كنعان الذي يمثل النائب عون اعترض على مبدأ التفعيل، وإن أكد استعداد وزراء التيار حضور الجلسة المخصصة للنفايات، مشترطاً الاتفاق على آلية العمل انطلاقاً من الصلاحية المعطاة لمجلس الوزراء وكالة عن رئيس الجمهورية، وتصحيح التعيينات العسكرية.

الثانية: أن قانون الانتخاب، والذي كان مسألة أساسية على طاولة الحوار مرشّح للإختلاف عليه، انطلاقاً من كثرة مشاريع القوانين المطروحة على لجنة التواصل النيابية، وآخرها اقتراح القانون الذي وعد الوزير بطرس حرب تقديمه حول الصوت الواحد للمرشح الواحد، فيما كان اللافت توضيحات الرئيس برّي لعمل مجلس الشيوخ الذي طرحه أحد الحاضرين، فأجابه رئيس المجلس أن عمل مجلس الشيوخ يجب أن يكون متمماً لعمل مجلس النواب، ولا يكون على شاكلة المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي ما زال مشلولاً، وكذلك المجلس الدستوري.

وكان الرئيس برّي اقترح بأن ترسم هيئة الحوار معالم القانون الانتخابي، بدءاً بتحديد الدوائر الانتخابية ونسبة النسبية في القانون، لكن هذا الاقتراح لقي معارضة من الحاضرين، فارتؤي أن يكون عمل الحوار مواكبة اللجنة النيابية.

أما النتيجة الثالثة، فهي أن أحداً من المتحاورين لم يتحدث في موضوع رئيس الجمهورية، وكأن الحاضرين سلّموا بأن هذا الموضوع أصبح في الكواليس السياسية، علماً أن حضور النائب فرنجية الجلسة، كان علامة فارقة إلى حدّ أن أحد المشاركين لاحظ أن فرنجية كان منشرحاً فيما خاطبه مشارك آخر بعبارة «فخامة الرئيس».

السراي

وأوضحت مصادر السراي الحكومي لـ «اللواء» أن الرئيس سلام جدّد على طاولة الحوار تأكيده بأن ملف النفايات لا يزال من أولوية عمله وهو يسعى ووزير الزراعة أكرم شهيّب  لإنجاز هذا الملف بأسرع وقت ممكن للدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء.

ولفتت المصادر الى أن المفاوضات مع الشركات المقدمة عروض لتصدير النفايات جدّية ولكن لا يمكن اتخاذ قرارات متسرّعة في هذا الملف الذي لم يعد يحتمل الانتظار كثيراً خصوصاً مع بدء موسم الامطار.

وأشارت المصادر الى تفاصيل تقنية وفنية دقيقة تحتاج لمزيد من البحث المفصل والمستفيض، وبالتالي لا موعد محدداً من قبل رئيس الحكومة  لدعوة المجلس للانعقاد.

وأملت مصادر السراي ان تصل القوى السياسية إلى قواسم مشتركة من خلال الحوارات الثنائية اوالجماعية للخروج من الأزمة السياسية والوصول إلى الاتفاق حول انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من الجميع، وشددت على أن لا حل إلا بالتوافق.

وسيكون للرئيس سلام اليوم إجتماعان مهمّان، الأول لمتابعة موضوع النفايات مع الوزير شهيّب، والثاني لموضوع النازحين السوريين مع الوزير رشيد درباس.