IMLebanon

جنبلاط وفرنجية: التسوية أو المجهول

جنبلاط وفرنجية: التسوية أو المجهول

الحريري في الأليزيه اليوم وإعلان مواقف تجعل 16 ك1 موعداً لإنهاء الشغور

عشرة أيام فاصلة أو تحديداً اسبوعان بين موعد الجلسة 32 لانتخاب رئيس الجمهورية والجلسة 33 التي حدّد يوم الأربعاء في 16 كانون الأوّل الحالي موعداً لها، هل تهز «الستاتيكو» اللبناني، وتحمل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا بصفته «رئيس تسوية» لها ما قبلها ولها ما بعدها، سواء في ما خص وضعية لبنان العربية والإقليمية، ورئاسة الحكومة وانتاج تفاهم وطني حول قانون الانتخاب يسمح بانتخاب مجلس نواب متوازن نسبياً في إعادة لدورة الحياة السياسية الطبيعية، أو الانتقال إلى «وضع أسوأ من الحالي ما لم نستغل الفرصة»، وفقاً لما أعلنه النائب فرنجية بعد لقاء النائب وليد جنبلاط في كليمنصو الذي استبقاه إلى مائدة العشاء، على خلفية انه يمثل «فرصة التسوية» وانه «سيساعده على طريقته في تذليل العقبات ضمن الإمكانات للخروج بلبنان من هذا الفراغ».. والكلام لجنبلاط؟

المعلومات والمؤشرات ترجح احتمالات التسوية، بما في ذلك إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل عيد الميلاد المجيد، الا ان تجارب الانتخابات الرئاسية في لبنان لا تسقط من حسابات المتابعين دبلوماسياً وسياسياً احتمالات تفويت فرصة التسوية المتاحة، مع العلم ان البدائل مستبعدة تماماً، بعد تراجع فرص المرشحين الاقوياء الآخرين، وفرص المرشحين التوافقيين، سواء من شخصيات نيابية ووزارية سابقة، أو موظفي الفئة الأولى.

ولعل النقطة الأكثر اهتماماً، على أجندة تحركات الأسبوعين الفاصلين، هي اللقاء الذي حدد موعده عند العاشرة والنصف بتوقيت باريس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي انتقل أمس الأوّل إلى العاصمة الفرنسية، حيث وافاه إلى هناك وزير الاتصالات بطرس حرب، باعتباره ممثلاً لمسيحيي 14 آذار والنائب مروان حمادة.

وعلمت «اللواء» من مصدر دبلوماسي ان التسوية الرئاسية المطروحة ستكون الموضوع الرئيسي في المحادثات التي من المرجح ان تستغرق ما يقرب من 45 دقيقة، وفقاً لروزنامة استقبالات ولقاءات الرئيس هولاند في الاليزيه.

وذكّر المصدر بحركة الاتصالات التي أجرتها فرنسا، لكنه لم يشأ ان يُؤكّد ما إذا كان الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني سيزور فرنسا في فترة قريبة، بعد ان كانت الهجمات الإرهابية في سان دوني ومسرح باتاكلان قد ارجأت الزيارة.

وأكّد المصدر ان باريس تدعم سلّة التسوية المقترحة، وهي تتابع عن كثب مع شركائها الأوروبيين الاتصالات لتذليل ما يمكن ان ينشأ من عقبات، نظراً لحيوية إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وإعادة تنشيط عمل المؤسسات، نظراً لدور هذا البلد في مواجهة الإرهاب، والمساهمة في إيجاد حل لازمة النازحين في سوريا، فضلاً عن دوره في الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك وضع سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية موضع التنفيذ، على أساس عودة عناصر حزب الله من المشاركة في الحرب السورية، التي من شأن التسوية اللبنانية ان تساعد في كبح تداعياتها الإقليمية، بانتظار استئناف مفاوضات فيينا أو جنيف لتحريك التسوية السورية.

وعلمت «اللواء» انه سيكون للرئيس الحريري بعد لقاء هولاند تصريح يتناول فيه موضوع التسوية الرئاسية والوضع في لبنان ومسألة النازحين السوريين، ثم يعود مباشرة إلى الرياض في المملكة العربية السعودية.

حركة جنبلاط

وعلى خلفية تجنّب «الدخول في المجهول»، أوفد النائب جنبلاط وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى عين التينة، قبل لقاء النائب فرنجية، حيث حضرت مسألة التسوية في اللقاء مع رئيس المجلس الذي كان التقى عدداً من النواب في إطار اللقاء النيابي، وبعد أن انتهت الجلسة 32 لانتخاب الرئيس إلى موعد جديد.

ولم يُخفِ الوزير أبو فاعور تمسّك النائب جنبلاط بالتسوية، لأن منطق «أنا ومن بعدي الطوفان» من شأنه أن يقود البلاد إلى منزلقات خطيرة جداً، ولن يقتصر المجهول السياسي على الدستور بل ربما يصبح مجهولاً أمنياً، معتبراً أن انتخاب فرنجية من ضمن تسوية متكاملة هو أفضل الممكن وأفضل المتاح.

وقال: «بعيداً عن الاعتبارات الشخصية والأمزجة السياسية فإن التسوية تكرّس ميزاناً جديداً في البلاد وتوازناً مطلوباً لإعادة تسيير عجلة الدولة».

أما فرنجية، فقد وعد أن يكون هو وجنبلاط في طريق واحدة، مجدداً قوله أن ترشيحه ما زال غير رسمي، وأنه ينتظر مبادرة رسمية من الرئيس الحريري الذي اعتبره صادقاً مائة في المائة في تأييده له.

وحرص فرنجية قبل العشاء إلى مائدة جنبلاط، على طمأنة فريقي 8 و14 آذار، مشيراً إلى أن قوى 8 آذار لن تذهب إلى الانتخابات إلا موحدة، واصفاً النائب ميشال عون «بالأخ والصديق»، متعهداً استكمال المشوار معه سوية، واعداً بأنه سيزوره في الأيام المقبلة، بعد أن زاره أمس معزياً، لكنه أوضح بأنه ليس مستعجلاً ولا يريد حرق المراحل، منتظراً أن تأتي الأمور بهدوء وفي جو وفاقي، مؤكداً بأنه لا يريد إلغاء أو إقصاء أحد، فالوفاق الوطني هو الأهم في هذا البلد.

وقال أن واجبه إقناع فريقه (8 آذار) وطمأنة الفريق الآخر (14 آذار) ونقدم له التطمينات، وأنه جاهز في كل لحظة لهذا الأمر.

الرابية

وبطبيعة الحال، فإن هذه الحركة الجنبلاطية أغضبت الرابية، التي اعتبرت الحراك الجاري بشأن التسوية هو من نوع «تقطيع الوقت»، بانتظار اللقاءات والحوارات الجارية في الخارج، سواء في العواصم المعنية أو اللقاءات الباريسية المتجددة.

في هذا الوقت، بقي حزب الله خارج السجال الدائر، لا إعلامياً ولا سياسياً حول موضوع التسوية، مكتفياً بالوقوف وراء موقف النائب ميشال عون الذي ينتهي من تقبّل التعازي بوفاة شقيقه اليوم، لينتقل بعد ذلك إلى متابعة ترشيح النائب فرنجية الموضوع على نار قوية.

وفيما لوحظ أن نواب «حزب الله» آثروا الصمت بعد لقاء الرئيس برّي، ضمن لقاءات الأربعاء، وكذلك فعل رئيس المجلس، أوضحت مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» لـ«اللواء» أن حزب الله أبلغ العماد عون، في خلال زيارة التعزية التي قام بها وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمّد رعد، أنه لن يعطي رأيه في ما خصّ ترشيح فرنجية قبل أن يقول عون كلمته أو رأيه، مشيرة إلى أن هناك سلّة مطالب للجنرال هي سلّة متكاملة تتصل بقانون الانتخاب والحكومة، إلا أنها استدركت بأن الأمور تحرّكت من خلال الترشيح غير الرسمي لفرنجية، رغم أن المشاورات لم تفضِ حتى الساعة إلى ما هو محسوم.

وقالت: مخطئ من يظن انه في غضون أسبوع ستحل العقد، وتتم الموافقة على قانون انتخاب موحد، مذكرة بتأييد «التيار الوطني الحر» للنسبية الشاملة ورفض «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي لها.

ولفتت إلى ان اللقاء الخاطف الذي جمع عون وفرنجية لم يتناول أية تفاصيل، لأن الظرف حكم والمناسبة كانت للتعزية، وهذه المسألة متروكة للقاء ثان اما سيكون بينهما أو بين فرنجية والوزير جبران باسيل.

عسيري

على صعيد دبلوماسي، وبعد عودته إلى بيروت، والموقف الذي أعلنه باسم المملكة العربية السعودية، زار السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري كلاً من عين التينة والسراي الكبير، حيث التقى الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام شارحاً وجهة نظر المملكة من التسوية المقترحة، انطلاقاً من الثوابت السعودية التي عبر عنها في بيانه غداة وصوله والتوضيح الذي نشرته «اللواء» في عددها أمس، مكرراً تشجيعه لأي توافق لبناني – لبناني، ومتمنياً ان يكون هناك إنجاز لمسألة الاستحقاق الرئاسي، لأن التطورات في المنطقة تتطلب ان يكون لبنان محصناً.

ومساءً، وعلى هامش المشاركة في العيد الوطني الـ44 لدولة الإمارات العربية المتحدة، التقى السفير عسيري النائب ستريدا جعجع، حيث دار حديث بين الطرفين، يرجح ان يكون تناول الحراك اللبناني على خلفية التسوية المطروحة، فضلاً عن الزيارة المرتقبة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلى المملكة، والتي عادت محطة O.T.V وأشارت إليها أمس أيضاً.

إلى ذلك، أوضحت مصادر مقربة من «القوات» ان الحزب ما يزال يراقب ما يجري، وأن هناك ثوابت وقناعات عبر عنها سابقاً وما تزال سارية المفعول، وبالتالي لم يتبدل أي شيء بالنسبة له.

«مخطوفي داعش»

في هذا الوقت، وبعدما انجزت صفقة تحرير العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» بنجاح يسجل للمدير العام للأمن العام، حرك أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قضية ابنائهم المحتجزين وعددهم 9 جنود، أو ربما ثمانية، بعد ان انضم جنديين إلى التنظيم، وذلك من خلال زيارة وفد منهم إلى عرسال حيث التقوا رئيس بلدياتها علي الحجيري وتم البحث في إمكانية التفاوض، الا ان مصدراً مطلعاً لفت إلى ان أي إشارة في هذا الملف سلبية أو إيجابية، لم تصدر من جانب داعش منذ خطف العسكريين خلافاً للواقع مع «النصرة»، بما يجعل حظوظ التفاوض صعبة جداً في غياب رأس الخيط لأي قناة تفاوضية، لكنه اعتبر ان مجرّد تركيز الجهود على وجهة واحدة بعد طي ملف «النصرة» يمكن ان يؤدي إلى رأس الخيط.