IMLebanon

تسويق عون يواجه أزمة .. والعواصم الكبرى تسأل عن المرشح الوسطي

تسويق عون يواجه أزمة .. والعواصم الكبرى تسأل عن المرشح الوسطي

سلام الخميس إلى جنيف .. وتوافق نيابي على مقاربة غير عددية لجلسة الإثنين

تحمل أجندة الأيام الفاصلة عن الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري الأحد المقبل، بدءاً من الاثنين في 8 شباط موعد الجلسة 35 لانتخاب رئيس للجمهورية، إلى الخميس في 11 شباط موعد الجولة 24 للحوار الثنائي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، مؤشرات ذات دلالة على مسار الاوضاع الرئاسية والسياسية والمالية، وعلاقات الأطراف الداخلية، ليس في بحر الشهر الجاري وإنما أيضاً في الأشهر الفاصلة عن عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الغربي والشرقي أواخر نيسان المقبل.

ومع ان هذه الأجندة واضحة بجدول الأعمال، وبنظام الأولويات المطروحة على بساط البحث والقرارات، فإن إعلام «التيار الوطني الحر» دفع إلى ساحة التداول بمعلومات على مدى 48 ساعة الماضية تتصل بما وصفه «مساعي مكشوفة لتهريبة رئاسية»، يجري الاعداد لها، عبر القمم واللقاءات والموفدين سواء في باريس، في إشارة إلى قمّة الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والإيراني حسن روحاني أو في محادثات روحاني مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، أو عبر الخط الذي اعيد فتحه بين باريس وطهران قبل القمة وبعدها، إضافة إلى الزيارات الجارية على خط بيروت – الرياض – جدّة، وذلك في إشارة إلى زيارة وزير الصحة وائل أبو فاعور والنائب مروان حمادة اللذين توجها، على الاغلب، للمشاركة في مهرجان الجنادرية والتقيا الرئيس سعد الحريري في الرياض.

وإذ امتنعت مصادر نيابية مواكبة لهذا الاستحقاق رداً على سؤال لـ«اللواء» عن إعطاء تفسيرات لهذا «البالون العوني الفارغ»، أكدت ان مسألة الرئاسة الأولى تتجاوز عدد الأصوات ومسألة النصاب، فهي قضية، وأن سلكت مجرى انتخابياً في اللحظة الأخيرة، تحتاج إلى توافق وطني وحرص على العيش المشترك.

وفي هذا السياق، نفىمصدر في كتلة «المستقبل» المعلومات التي راجت دون ان تستند إلى أساس ان يكون رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة يسعى إلى توفير نصاب للجلسة في 8 شباط، وكشف هذا المصدر انه عندما خرجت هذه الخبرية إلى التداول لم يكن الرئيس السنيورة في بيروت بل خارج لبنان.

وعليه توقع المصدر أن تكون الجسلة 35 مثل سابقاتها، فيما قال وزير الاتصالات بطرس حرب لـ«اللــواء» ان الجلسة ستشهد تكراراً للجلسات التي سبقتها، مشيراً إلى ان الأمر يجب ان لا يجعلنا نذعن لفرض رئيس الجمهورية، وهو ما يستدعي إعادة تقييم ذاتي لكيفية مواجهة الوضع.

ومن جهته، أوضح عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب اميل رحمة لـ «اللواء» ان الكتلة لم تتخذ قرارها بعد في ما خص المشاركة في جلسة الانتخاب الاثنين، أو عدمها، علماً انه سبق للنائب سليمان فرنجية ان أعلن انه يلتزم بالقرار الذي سيتخذه حزب الله في هذا الشأن.

ودعا فرنجية في كلمة له خلال عشاء خميس السكارى في زغرتا إلى عدم الانجرار إلى السجالات الإعلامية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى ان الأمور إيجابية، وإلى ان الرئاسة محطة ولا خلاف مع الحلفاء.

وفي معلومات «اللواء» ان اتصالات جرت عبر «حزب الله» بين الرابية وعين التينة انتهت إلى نقل تطمينات إلى النائب ميشال عون ان لا نية لدى الرئيس نبيه برّي لترؤس جلسة لا يتوافر فيها نصاب التوافق السياسي أولاً قبل العددي، لأن لبنان الذي يواجه تحديات بالغة الصعوبة لا يرغب أحد في الداخل فيه في إدخاله في نفق خلافات حادّة تهز استقراره الهش.

وأشارت مصادر سياسية أخرى إلى ان أبرز التحديات تتعلق بـ:

1- تعثر مفاوضات جنيف السورية وانعكاساتها المباشرة على الوضع اللبناني، بعدما تبين للمشاركين في مؤتمر الدول المانحة في لندن الذي أنهى أعماله أمس الأوّل، ان ورقة الوفد اللبناني التي قدمها الرئيس تمام سلام تنقل صورة واقعية عن معاناة هذا البلد وعجزه عن الاستمرار منفرداً أو بمساعدات قليلة مواصلة تحمل أعباء النازحين السوريين في الايواء والتعليم والكهرباء والماء وتوفير الخدمات الأخرى.

2- المعلومات التي تحدثت عن ان التطورات الميدانية في شمال وجنوب سوريا (حلب ودرعا) قد تدفع المجموعات المناهضة للنظام إلى وضع خطة لاستهداف آمنين في عدد من بلدان الجوار، من بينها لبنان، بمدافع بعيدة المدى قيل ان هذه الفصائل بدأت تمتلكها، لا سيما في ضوء الاشتباكات التي تحصل في جرود عرسال وعند الحدود الشرقية بين الجيش اللبناني ومسلحين بين الفنية والأخرى.

3- انشغال كبار المسؤولين، وفي مقدمهم الرئيسين برّي وسلام بترتيبات المفاوضات مع الكونغرس الأميركي ووزارة الخزانة الأميركية لمنع تعريض القطاع المصرفي اللبناني لأي اذى قد يسببه قانون العقوبات الذي دخل حيز التنفيذ والمفروض اصلاً على حزب الله.

وفي هذا الإطار، أشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى ان وزارة الخزانة الأميركية ستصدر المراسيم التطبيقية خلال 120 يوماً، ولبنان ينتظر الاطلاع عليها ليحدد ما يتعين عليه القيام به.

ويأتي هذا الترقب وسط تأكيد سلامة لمحطة «المستقبل» ان الوضع الاقتصادي يواجه صعوبات النمو، لكنه قال «لدينا ما يكفي حتى لا يكون لدينا أزمة».

وعلى هذا الصعيد، كشف نائب في الوفد الذي شكل للتوجه إلى واشنطن ان هناك حرصاً على اجراء المفاوضات قبل صدور المراسيم التطبيقية، لأن المشرعين الأميركيين ليس لديهم معلومات كافية عن حقيقة الوضع وحجم التزام المصارف اللبنانية بالمعايير المالية الدولية.

4- اما على جبهة السجال الاتهامي الدائر بين وزراء «أمل» والأحزاب المسيحية المدعومة من بكركي حول التوازن الوظيفي في إدارات ووزارات الدولة، فقد نصحت مصادر نيابية «التيار الوطني الحر» بعدم التلاعب في هذا الموضوع، نظراً لانعكاساته على المساعي الجارية لتنقية المواقف في ما خص الرئاسة الأولى، والتوجه لاحياء عمل مجلس النواب، وسط إصرار سياسي ونيابي على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها في أيّار المقبل.

وفي هذا الخصوص، ذكرت معلومات ان البطريرك الماروني بشارة الراعي سيدعو الوزراء المسيحيين إلى الاجتماع في بكركي للبحث في موضوع وزارة المالية واتخاذ القرار المناسب.

ولفت وزير التربية الياس بوصعب إلى انه اتصل بوزير المالية علي حسن خليل وشرح له حساسية منصب رئيس هيئة المكلفين، فأجابه خليل انه لن يقوم بأي خطوة قبل التنسيق مع العماد عون، لكنه لم يفعل.

وبدورها أشارت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني إلى انه طلبت من خليل تجميد قرار التشكيلات، كما فعل وزير الصحة لكن أجابها: «أبداً».

سلام

وسط هذه  التحديات، علمت «اللــواء» ان الرئيس سلام الذي عاد من لندن مساء أمس، سيتوجه الخميس المقبل، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، إلى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر الأمن الدولي، حيث ستكون له كلمة على أن  يعود السبت  إلى بيروت.

واعتبر الرئيس سلام أمام الصحافيين العرب واللبنانيين المرافقين له  إلى العاصمة البريطانية، انه من المبكر توقع الحصة التي سينالها لبنان من مساهمات الدول المانحة. مشيراً إلى انه رغم الطلب اللبناني بـ11 مليار دولار للسنوات الخمس المقبلة فهو قد لا يحصل عليها كاملة، لافتاً إلى مساهمات مؤتمر الكويت الذي عقد مطلع  نيسان الماضي والتي بلغت 3 مليارات و800 مليون دولار لم يصرف منها سوى مليارين، ولم يحصل لبنان على المساعدة المقررة له بشكل كامل.

وكشف سلام ان هناك 250 ألف طالب لبناني في المدارس الرسمية يوازيهم نفس العدد من الطلاب السوريين، فيما هنا 200 ألف طالب سوري لا يزالون بحاجة للدخول إلى مدارس.

وحرص سلام على التأكيد بأن موضوع توطين السوريين غير وارد على الإطلاق، نافياً أن يكون أحد قد فاتحه في هذا الموضوع، مشيراً إلى ان موقف لبنان واضح، حيث اننا لا نترك مناسبة الا وندعو فيها إلى إيجاد حل للأزمة السورية بطريقة سياسية لكي يعود النازحون إلى ديارهم، خصوصاً وأن لدى لبنان تجربة مع الفلسطينيين.

وعلى هامش مؤتمر لندن، وبعيداً عن الأضواء الإعلامية، علمت «اللواء» ان الوزير بوصعب الذي رافق الرئيس سلام عقد اجتماعاً مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الهجرة ان ريتشارد، وتطرق البحث إلى الطلب من الإدارة الأميركية دعم ترشيح النائب عون لرئاسة الجمهورية، وهو نفس الطلب الذي تقدّم به وزير الخارجية جبران باسيل من السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون الذي زار قصر بسترس أمس وغادر دون الإدلاء بأي تصريح.

وفي هذا السياق، علم ان باسيل يستعد لجولة أوروبية تقوده إلى الفاتيكان وروما وفرنسا لتسويق ترشيح عون، مع ان هذا الترشيح يواجه أزمة فعلية لدى العواصم الكبرى في العالم التي باتت تميل إلى رئيس توافقي خارج نادي الأقوياء.

الحراك المدني

من ناحية ثانية، نصب ناشطون من مجموعة «من أجل الجمهورية» وحملة «بدنا نحاسب» خيما، في ساحة  رياض الصلح، للمبيت فيها ليلة واحدة، تحضيراً للتحرك الاحتجاجي الذي سيقام عند العاشرة من صباح اليوم السبت، بمشاركة مجموعات من الحراك الشعبي، رفضاً لـ«المحاصصة في صفقة ترحيل النفايات وزيادة الضرائب».

وأعلن بيان للمعتصمين ان «تحرك الأمس رمزي، تحضيراً للمشاركة في الاعتصام اليوم»، مجددا التأكيد على «واجب الحكومة إزالة النفايات اليوم قبل الغد، وأن تجد حلا مستداما لهذه الأزمة بشفافية كاملة وبأقل كلفة ممكنة وبلا زيادة أي ضريبة على المواطن».

ويتزامن هذا التحرّك، مع توقيع عقد ترحيل النفايات يوم الأربعاء المقبل بين مجلس الإنماء والاعمار وشركة «شينوك» البريطانية، من دون ان يتبين أي حل لمشكلة معالجة النفايات المتراكمة في الشوارع.