IMLebanon

تخبُّط عوني في الرئاسة: النفط الطريق إلى بعبدا؟

تخبُّط عوني في الرئاسة: النفط الطريق إلى بعبدا؟

توظيفات عشوائية في الوزارات.. واستبعاد مرشّح حزب الله لرئاسة الجامعة

هل طرأت تغييرات على آلية إنتاج رئيس الجمهورية؟ وهل يعتبر «التيار الوطني الحر» نفسه معنياً أكثر من سواه بالترتيبات نيابة عن الفريق المسيحي؟

المعلومات تتحدث ان التيار العوني، ممثلاً برئيسه الوزير جبران باسيل وبتغطية كاملة من رئيسه المؤسس النائب ميشال عون، اسقط من خططه السابقة الدعوة إلى انتخابات نيابية أولاً ثم رئاسية ثانياً.

هذا أولاً، وثانياً، اختار التهدئة بدل التصعيد، والانتظار بدل الإلحاح، وثالثاً قرّر الانخراط في عملية تقاسم الحصص، ورابعاً نأى بنفسه عن التجاذبات الإقليمية، وبعث برسائل ودية إلى محور الاعتدال العربي.

وتضيف هذه المعلومات ان باسيل، بعد قسمة النفط مع الرئيس نبيه برّي، وضغط الطرفين من دون جدوى على الرئيس تمام سلام لدعوة لجنة النفط الوزارية للاجتماع، ثم وضع ملف مراسيم النفط على جلسة لمجلس الوزراء لاقرارها، أيقن انه لا يمكن الاستمرار في إعطاء الأولوية لملف الرئاسة، معتبراً ان التقاسم النفطي على الصعيد الوطني هو الذي يوفّر الفرصة للإتيان بالنائب عون رئيساً للجمهورية، وليس العكس.

وعلى هذا الأساس، تتابع المعلومات، يعقد الوزير باسيل مع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري لقاءات شبه دورية، وعلى جدولها الأولوية للتفاهمات النفطية، ثم تأتي الهموم السياسية الأخرى.

وكشف نائب لـ«اللواء» طلب عدم ذكر اسمه ان تقاسم الحصص لبلوكات النفط يشمل إضافة إلى «أمل» و«التيار العوني» تيّار «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط.

وبصرف النظر عن دقة معلومات النائب المذكور، فإن الملف النفطي تحول إلى ملف تجاذبي من شأنه ان يؤثر على الملف الرئاسي ويتحول إلى عقبة، وهذا ما يسعى باسيل إلى معالجته، فيما تتهم أوساط عين التينة الرئيس فؤاد السنيورة بالدخول على خط فرملة التفاهم بين برّي وباسيل، وبالتالي احداث أزمة بين عين التينة والسراي الكبير.

وأوضحت مصادر في تكتل «التغيير والاصلاح» لـ«اللواء» أن التواصل بين الوزير باسيل ونادر الحريري لم ينقطع، وهو يستكمل، مؤكدة انه إذا كانت هناك من معطيات جديدة لا سيما في ما خص تفاهم ما أو للبحث في ملفات معينة، فهي تبقى طي الكتمان، إذ ان المطلوب ابقائها سرية.

ورأت المصادر ان ما من تبدل في المعطيات الإقليمية والدولية بما يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية، كما ان المعطيات الداخلية غير مهيأة، مشيرة إلى ان لا ضوء أخضر للرئاسة، وأن الصورة قد تتوضح بعد جلسات الحوار المتتالية في مطلع الشهر المقبل.

وسط هذه الأجواء غير المريحة، مضافاً إليها تراكم الملفات التي تكثر حولها الخلافات وتمنع إيجاد المعالجات اللازمة لها، يغادر الرئيس سلام غداً الأحد إلى «الدار البيضاء»، حيث يمضي ليلته هناك يرافقه الوزراء: باسيل، رشيد درباس ووائل أبو فاعور، واعتذر عن المشاركة في الوفد وزير المال علي حسن خليل على خلفيات تناولتها «اللواء» في عددها أمس، على ان ينتقل الرئيس سلام الاثنين إلى نواكشوط لتمثيل لبنان في القمة العربية الدولية التي تستضيفها العاصمة الموريتانية وتستمر ليوم واحد.

وسبب عدم مبيت الوفد اللبناني في موريتانيا هو ما توصلت إليه فرقة تفتيش لبنانية قالت أن الفنادق الموريتانية لا تستوفي الشروط الصحية.

ووفقاً لبعض مواقع التواصل، فإن بعض النشطاء الموريتانيين طالبوا بمنع الوفد اللبناني بالوصول إلى نواكشوط، على خلفية تصريحات قيل أن وزير الصحة وائل أبو فاعور أدلى بها.

رئاسياً، وفيما تمضي أوساط التيار العوني في الترويج لتقدّم ملف رئاسة عون، وسط نقاشات داخل التيار تدور حول ما يمكن فعله فيما لو جرى التمديد مرّة ثالثة لقائد الجيش وكيفية التعامل مع حالة التمرّد المتصاعدة داخل التيار، قلّلت أوساط سياسية متابعة من تكبير التفاؤل العوني، ودعت إلى انتظار ما سيحدث في الجلسة الأولى من جلسات الحوار في الثاني من آب، سواء في ما خصّ السلة المتكاملة أو المشروع الرئاسي أو قانون الانتخاب، أو حتى موضوع النفط وسائر الملفات العالقة، في ظل تصاعد الشكوى من التوظيف العشوائي في الوزارات وفقاً لطائفة الوزير الذي يرأس الوزارة من الصحة إلى الأشغال فالخارجية.

وذكرت مصادر نيابية قريبة من 8 آذار أن ثمة عقبة جديدة تواجه النائب عون، بعدما أعلن الرئيس برّي في أكثر من مناسبة أنه لن يصوّت له ولا أي عضو في كتلته لمصلحة عون كرئيس للجمهورية ما لم يتراجع عن تصريحاته وعن كامل أدبيات «التيار الوطني الحر» التي تعتبر المجلس النيابي غير شرعي، متحدثة عن تقديم عون اعتذاراً علنياً وصريحاً ومباشراً إلى الرئيس برّي.

وفي السياق، ربطت مصادر ديبلوماسية بين ترنح الدور التركي في سوريا، وإمكان نجاح المفاوضات اليمنية – اليمنية في الكويت الأمر الذي قد ينعكس إيجاباً على لبنان، ويفتح الباب لتقارب سعودي – إيراني يساهم في حلحلة أزمة الرئاسة.

وأعطت عودة الرئيس الحريري إلى بيروت أمس، دفعاً للقاءات السياسية التي يفترض أن يشهدها «بيت الوسط» ابتداء من الأسبوع المقبل، خاصة وأن الرئيس الحريري افتتح نشاطه بلقاءين منفصلين الأول مع السفير التركي في بيروت والثاني مع السفيرة الأميركية الجديدة إليزابيت ريتشارد التي التقت أيضاً كلاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير الداخلية نهاد المشنوق.

وتتضمن أجندة الأسبوع الطالع، وبعد عودة الرئيس سلام إلى بيروت مساء الثلاثاء، جلسة خاصة لمجلس الوزراء الأربعاء مخصصة لملف الاتصالات وتتزامن مع جلسة للجان النيابية المشتركة لمعاودة البحث في قانون الانتخاب، على أن يلي ذلك يوم الخميس الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بجدول أعمال عادي.

وكشف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا لـ«اللواء» أنه سيتقدم إلى جلسة اللجان المشتركة الأربعاء باقتراح يقضي بالتصويت على صيغة القانون المختلط الذي يجمع بين النسبي والأكثري وإسقاط باقي الاقتراحات، معتبراً أن عدم اللجوء إلى هذه الخطوة بمثابة مؤشر إلى أن النواب لا يريدون إنجاز القانون، وإنما تقطيع الوقت.

ومع ذلك، رفض زهرا نعي اللجان، داعياً الكتل النيابية إلى حسم موقفها من صيغة القانون وإعلان تأييدها للمختلط.

رئاسة الجامعة

على صعيد أكاديمي، استبعدت ترشيحات المرشحين الخمسة لرئاسة الجامعة اللبنانية التي توصّل إليها مجلس الجامعة في جلسة أمس، مرشّح «حزب الله» جمال شرارة الذي نال 19 صوتاً، ولم يصل إلى العدد المطلوب للفوز الذي تجاوز الـ20 صوتاً لكل من المرشحين الخمسة الذين فازوا وهم: عن حركة «أمل» الدكتور فؤاد أيوب وقريبة الرئيس برّي الدكتورة وفاء برّي، والمرشحة الشيعية الثالثة القريبة من تيّار «المستقبل» والمحسوبة على14 آذار الدكتورة رجاء مكي، إضافة إلى مرشّح تيّار المستقبل الدكتور محمّد الصميلي ومرشحة الائتلاف المسيحي – العوني الدكتورة تريز الهاشم (راجع ص 7).