IMLebanon

رئاسة لبنان على الرّف في نيويورك.. وقنوط في الرابية

رئاسة لبنان على الرّف في نيويورك.. وقنوط في الرابية

موسكو تجدِّد دعمها للمؤسسات اللبنانية.. ومشاركة حكومية في اجتماعات باريس لتجنيب لبنان اللائحة السوداء

 تنفّس الوضع اللبناني على وقع لقاءات نيويورك التي أجراها الرئيس تمام سلام مع عدد من زعماء العالم ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى ايضاحات ايحاءات وتأويلات الأسبوع الماضي، في ما خص الاستحقاق الرئاسي، حيث اكّد مصدر نيابي في كتلة المستقبل ان بيان الكتلة الأخير وضع حداً لسائر التلميحات والتوهمات في ما خصَّ تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، ولجهة تأكيدها على خيارها بترشيح النائب سليمان فرنجية الذي رأى فيه المصدر انه الخيار الأسلم للخروج من الأزمة الراهنة.

وأشار هذا المصدر إلى ان ترشيح النائب فرنجية لم يكن الخيار المفضل، لكنه الواقعي لإنهاء الشغور الرئاسي، وكلّف التيار محاولات للاستقطاب، وحملات فضحت الذين وقفوا وراءها، ولا حاجة بالتالي لخطوات غير مضمونة النتائج.

ومع هذا التقييم في بيروت، فإن مرارة وإحباط يحيطان بنشطاء التيار العوني، ونواب تكتل الإصلاح والتغيير الذين يشعرون ان «تكتلهم محاصر» من أكثر من جهة، سواء من الحلفاء أو الخصوم.

ولا يُخفي القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق ماريو عون، ان التيار اليوم امام انتظار لما تحمله الساعات الـ48 المقبلة، في ضوء ما يتردد عن عودة الرئيس سعد الحريري.

وقال عون لـ«اللواء»: «بعد ذلك يمكن ان تتبلور حلول ولو بنسبة ضئيلة، أو يتم السير بالتصعيد الذي قرره التيار، ومن المرتقب ان يكون كبيراً».

وفيما قالت المصادر العونية ان الرئيس الحريري كان متوقعاً ان يعود إلى بيروت أمس، نافية «ان يكون التيار العوني سيقوم بحملة على «تيار المستقبل» أو على الرئيس الحريري شخصياً، اشارت إلى ان صقور «المستقبل» يشنون حملة على «التيار الوطني الحر».

وإذ نفت المصادر العونية أي رغبة بقيام تصادم مع الرئيس برّي، وأن ما يجري ترداده في الدوائر الإعلامية لا يسهل الحلول، ألمحت إلى ان التيار ما يزال في مرحلة الترقب، وأن لا جديد لجهة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، أو الاعتراض على التمديد أو المطالبة بقانون جديد للانتخابات على أساس النسبية.

بالمقابل، قالت مصادر نيابية مسيحية لـ«اللواء» ان الاتصالات التي تجريها لجان التنسيق المشكلة للتحضير للتحركات في الشارع، مع القوى المسيحية، لا تلاقي تشجيعاً، نظراً للأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، بدءاً من النفايات المتراكمة في الشوارع إلى الحفريات.

واستدلت هذه المصادر، على حالة الاحتقان في الشارع، في ضوء تحرك أصحاب الشاحنات ونقابات قطاع النقل البري، التي جمّدت حركة السير وبدت الشوارع مقفلة، ولم يتمكن الموظفون واصحاب المصالح من القيام بأي عمل، وهذا من شأنه ان يرتد سلباً على تحركات التيار العوني إذا ما تكررت التجربة وعلى المجتمع المسيحي ككل، وفقاً لهذه المصادر.

ولاحظت مصادر أمنية، رفضت الكشف عن هويتها ان تزامن التحرّك العوني مع عودة قطاع النقل البري إلى الشارع في 28 الجاري حيث موعد الجلسة 45 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من شأنه أن يفرض إجراءات أمنية غير مسبوقة، قد تؤدي إلى إعلان حالة طوارئ بصورة غير مباشرة.

وفيما كرّر الرئيس نبيه برّي دعوته إلى تعبيد الطريق إلى بعبدا على تفاهمات واضحة، بدل المتاهات وبعيداً من الصخب والضوضاء (في إشارة إلى حركة الشارع)، ومن دون طرح أية أسماء، مشدداً على السير في خيار جلسات التشريع التي لا تحتاج إلى نصاب الثلثين، وألا فمن أراد أن يُشارك فليشارك ومن أراد أن يتخلّف فليتحمّل هو خيار تخلّفه.

نيويورك: رئاسة لبنان على الرف

وبصرف النظر عن لعبة الوقت، المرتبطة بمسارات الحرب السورية، بين الهدنة ووقف لنار، وإعادة تنظيم قواعد الاشتباك، بعدما أصبحت الدول الكبرى، كروسيا والولايات المتحدة الأميركية والدول الإقليمية من بينها تركيا وإيران وإسرائيل تتبادل الرسائل على أرض المعارك من الشمال إلى الجنوب السوري، مروراً بحلب وحمص وأرياف دمشق، تحدثت مصادر دبلوماسية عن جهود دولية تُبذل لفصل أزمة الرئاسة في لبنان عن التداعيات السورية.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الجهود التي تُبذل، نجحت إلى حدّ بعيد في الحدّ من أي محاولة للعب بالاستقرار الأمني، أو الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يشجّع على استكمال هذه الجهود في انتخاب رئيس قد يكون من خارج نادي الأربعة الأقوياء الذين رشحتهم إجتماعات بكركي قبل سنتين ونيّف.

وفي نيويورك، أكد مصدر دبلوماسي لبناني لـ«اللواء» أن ملف الرئاسة الأولى ما يزال على الرف، وأن عواصم القرار العالمي منهمكة في إعداد الترتيبات الخاصة للوضع السوري ضمن حزمة تفاهمات، تشمل دول الشرق الأوسط ككل، ومن بينها لبنان في مرحلة لاحقة.

ومع أن الرئيس سلام يحرص على عدم إقحام الوضع الداخلي اللبناني، باستثناء حثّ الدول على المساعدة في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية ليتمكّن من مواجهة باقي الأزمات، وفي مقدمها أزمة النزوح السوري، لكنه رداً على سؤال لـ«اللواء» قال: «هناك جهود كبيرة تُبذل وتصب في هذا الموضوع، ولكن ليس هناك اي خرق او اي شيء ملموس يؤشر ان الامر اصبح في متناول اليد مع املنا بحصول ذلك.

وعن الموضوع الداخلي وامكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء قال الوضع الداخلي اللبناني نتحدث فيه في لبنان.

وعن لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الرئيس سلام: اللقاء مع لافروف يأتي في اطار التواصل مع كل القيادات الموجودة في نيويورك، وهو يتحمل مسؤوليات كبيرة ويقوم بدور كبير في كافة القضايا واهمها الوضع في سوريا، وكانت فرصة اكد الوزير لافروف على اهمية ضرورة تمتين المسار اللبناني ودور المؤسسات والاتجاه لانتخاب رئيس للجمهورية واعرب ان روسيا تهتم جدا بلبنان وهي لم توفر جهداً لمساعدة لبنان.واطلعنا لافروف على بعض المواقف والتحركات التي تقوم بها روسيا وتمنى ان يتفهم الجميع دقة المرحلة وصعوبتها.

وأشار سلام الى أن كل اللقاءات تصب في اطار السعي لتمتين الوضع الداخلي اللبناني، وهناك اهتمام بالموضوع الرئاسي الذي اصبح موضوعاً ملحاً وضاغطاً وهو محل اهتمام كل الدول والقادة وليس هناك اي معطيات ملموسة يبنى عليها ولكن الجهود مستمرة.

وفي تطوّر عسكري آخر، بدأ آمس، قائد العمليات الخاصة في القيادة الاميركية الوسطى اللواء دارسي روجرز زيارة إلى لبنان تستمر 3 أيام، للوقوف على التنسيق القائم مع الجيش اللبناني، لا سيما التعاون في مجال التدريب، وقال روجرز في كلمة لدى حضوره دورة تدريبية لوحدات من المكافحة والمغاوير «أن زيارته إلى لبنان تنمّ عن دعم الولايات المتحدة المستمرة للجيش اللبناني، وهو التزام بأمن هذا البلد».

تجنب اللائحة السوداء

وفي مجال مالي – دولي، واستباقاً لجلسات التشريع التي يزمع الرئيس بري عقدها، تتجه الحكومة اللبنانية للمشاركة في المنتدى الدولي حول الشفافية وتبادل المعلومات، لغايات ضريبية، والتابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنموي (OCDE) في باريس، بين 26 و30 أيلول الجاري.

وستشارك لجنة مؤلفة من وزارات المال والعدل، ومصرف لبنان في اجتماعات المنتدى لتجنب وضع لبنان على اللائحة السوداء للدول التي تعتبر من الملاذات الضريبية في العالم، ومن هذه الدول باناما وفاناداتو وهي جزيرة في ارخبيل يقع جنوب المحيط الهادئ.

ويشرح الوفد اللبناني سلسلة التشريعات التي اقرت العام الماضي والمتعلقة بالتصاريح عن الاموال المنقولة بين الحدود والقوانين المتعلقة بمكافحة التهرب الضريبي، وذلك على الرغم من الشغور الرئاسي.

وقال مصدر مالي ان الحكومة ومصرف لبنان وجمعية المصارف تبذل جهوداً حثيثة لتجنب لبنان تجرع الكأس المرة لوضعه على اللائحة السوداء.

وأشار هذا المصدر الى ان مجلس النواب بصدد دراسة اي مشاريع جديدة في اطار الالتزام بقواعد الشفافية الدولية.

تحرك السائقين

وفي اطار التحركات النقابية اعتصم السائقون العموميون امام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح في بيروت، تنفيذاً لقرار اتحادات ونقابات قطاع النقل البري للمطالبة بالغاء تلزيم المعاينة الميكانيكية ورفض رفع الرسوم وضرورة اقرار خطة لتنظيم النقل.

وتوجه السائقون بسياراتهم من ساحة الكولا الى ساحة رياض الصلح، سالكين شارع مار الياس ومنطقة زقاق البلاط، وانضم اليهم في مكان الاعتصام سائقو الصهاريج في لبنان الذين ركنوا آلياتهم في شارع المصارف ما تسبب باقفال الطريق.

وأكد نقباء قطاعات النقل البري التحضير لاضراب شامل، والغاء تلزيم الميكانيك.

(راجع ص7)

مخاوف.. واشتباكات

ووسط مخاوف امنية من تجدد الاشتباكات بين المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين، في غير منطقة، عادت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة الى الواجهة، حيث تجددت ليلاً بين مجموعة الاسلامي المتشدد بلال بدر وأقارب الضحية سيمون طه الذي اغتيل قبل يومين في الشارع الفوقاني في المخيم، على يد مقنعين، ووجهت الاتهامات لمجموعة بدر.

وسمعت أصوات الاشتباكات خارج المخيم، والتي اندلعت اثر تلاسن بين مسلحين مقنعين ومقربين من طه، والذين حاولوا قطع الطرق احتجاجاً، فتعرضوا لإطلاق نار.

وتوقفت الاشتباكات بعد منتصف الليل بعد اتصالات شارك فيها السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، ورئيس فرع المخابرات في صيدا العميد خضر حمود، وشخصيات صيداوية وفلسطينية.

وسيّرت القوى الامنية المشتركة دوريات في المخيم لمنع انتشار المسلحين وتثبيت وقف النار.