IMLebanon

عودة الحريري تسلط الضوء على الرئاسة.. وحبس أنفاس في الرابية

عودة الحريري تسلط الضوء على الرئاسة.. وحبس أنفاس في الرابية

صيام حتى الأربعاء في عين التينة.. ورئيس المستقبل يؤكّد تمسُّك اللبنانيّين بالعلاقة مع السعودية

رفعت عودة الرئيس سعد الحريري من حالة الترقب العوني لمسار الاتصالات التي تجريها، والموقف الذي يمكن ان ترسو عليه كتلة «المستقبل» النيابية، عشية الجلسة 45 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفرضت حبس الأنفاس نفسه أداء سياسياً لفريق الرابية، فيما يمضي رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في «وعظ» المغتربين اللبنانيين الذين يلتقيهم في الولايات المتحدة الأميركية، حول أهمية العيش المشترك والحقوق والواجبات المشتركة بين المسلمين والمسيحيين من دون ان ينسى «العزف» على التحريض من ان تياره «لن يقبل بأن يكون المسيحيون خارج الحكم».

وفي الوقائع الجديدة، ان تعاميم إعلامية أبلغ بها نشطاء التيار العوني بالابتعاد عن أي توجه لا يصدر عن الهيئات الرسمية للتيار.

وفي الوقائع أيضاً، ان الرابية تنتظر بصورة جدية امراً ما ينهي الأزمة، على حدّ تعبير عضو «تكتل الإصلاح والتغيير» زياد أسود في مقابلة مع محطة «الجديد» ليل أمس، فيما أوضحت مصادر التيار ان سلسلة اجتماعات من شأنها ان تعقد وتسبق التحرّك المنوي اتخاذه بشكل متدرج في 28 الجاري وتخصص لدراسة ماهية الخطوات التي تتخذ على الصعيد الشعبي وضمن الأصول المتاحة، من دون ان تستبعد احتمال تعليق التحرّك في حال مالت الأمور نحو الإيجابية، بفعل ظهور معطى إيجابي من قبل الرئيس الحريري من شأنه ان يبدل الكثير من الأمور، لأن تحرك التيار هو لكسر الجمود الحاصل ومنع الاستمرار في حالة «الستاتيكو».

اما الدوائر الإعلامية العونية فتحدثت بدورها عن «مفاجأة ما» تُكرّس اتفاقاً ميثاقياً بين اللبنانيين.

لذا بدا واضحاً تراجع الكلام العوني، أقله علناً، عن تحركات تهز الشارع، أو عن اعتراضات عن تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي، أو إيجاد صيغة ما لم يتم تعيين رئيس جديد للاركان، بتأجيل تسريح ايضاً اللواء وليد سلمان أو استدعائه من الاحتياط. ولا يصبح قرار التمديد أو التأجيل ذا أهمية بالنسبة للتيار العوني، وفي الوقت نفسه يتراجع الكلام عن جلسة تشرين للمجلس النيابي يقاطعها الفريق المسيحي باعتبار ان الوقت الآن ليس للمنازلات السياسية لا مع الرئيس نبيه برّي وكتلته ولا مع كتلة «المستقبل»، حتى لو لم يصدر أي موقف ينتج رئيساً للجمهورية هو النائب ميشال عون في جلسة 28 أيلول.

عين التينة: لا كلام

وفي وقائع الترقب أيضاً، لم يشأ الرئيس برّي الخوض لا في ما يمكن ان يقوم عليه الرئيس الحريري، ولا في ما يمكن ان يقدم عليه التيار العوني.

ولاحظ أحد زوّار عين التينة ان رئيس المجلس دخل في «صيام عن الكلام» حتى ما بعد جلسة الأربعاء.

لكن زوّار عين التينة ينقلون عن الرئيس برّي انه معني بعودة الحكومة إلى عقد اجتماعاتها، لا سيما بدءاً من الخميس المقبل في 29 أيلول، حيث تتوقع عين التينة ان يدعو الرئيس تمام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء، حتى لو لم يُشارك فيها التيار العوني، ليتمكن وزير الدفاع سمير مقبل من عرض أسماء الضباط المرشحين لقيادة الجيش ورئاسة الأركان واتخاذ القرار اللازم، قبل اللجوء إلى «اخراج قرار التمديد من جيبه»، على حدّ تعبير احد الوزراء لـ«اللواء».

عودة الحريري

وكان الرئيس الحريري عاد مساء السبت الماضي إلى بيروت، قبل أكثر من 72 ساعة من موعد الجلسة 45 المخصصة لانتخاب الرئيس.

واستبعد مصدر في تيّار «المستقبل» ان تظهر أي نتائج لما سيكون عليه موقف الرئيس الحريري وكتلته يوم الأربعاء، باعتبارها الكتلة النيابية الأكبر عددياً والاوسع تأثيراً من الناحية السياسية.

وقال هذا المصدر لـ«اللواء» والذي لم يتسنَ له لقاء الرئيس الحريري بعد، أن لا معطيات جديدة لديه، وأن ما صدر عن كتلة «المستقبل» النيابية في جلستها يوم الثلاثاء الماضي، ما زال هو الموقف المعتمد، مستدركاً هذا إذا لم تطرأ أية معطيات غير متداولة، أو لم تكن متوافرة للكتلة عندما أصدرت موقفها الأخير.

وأضاف هذا المصدر أن الشيء الجديد هو المعلومات التي تداولتها في عددها الأخير صحيفة «عكاظ» السعودية، والتي استندت في تبنيها إلى مصادر في بيروت.

وقلل المصدر من وثوقية المعلومات المنشورة في «عكاظ»، جازماً بأنها لا تعبّر عن موقف سعودي يمكن أن يعتدّ به.

وكانت «عكاظ» نسبت إلى مصادر مطلعة في بيروت أن «الرئيس الحريري بات جاهزاً لانتخاب النائب عون رئيساً للجمهورية وانه لم تبق إلا بعض التفاصيل الصغيرة التي ستذلل خلال ايام».

ونسبت الصحيفة إلى وزير التنمية الإدارية نبيل دوفريج قوله انه «لم يتلق أي تعليمات على هذا الصعيد»، وتساءل: إذا كان هناك اتفاق على انتخاب عون، فعلينا معرفة موقف كل من الرئيس برّي والنائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية.

مع العلم، بحسب معلومات «اللواء»، أن جنبلاط أوفد مساء أمس وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى الرياض للتشاور في هذا الأمر.

كما نسبت الصحيفة أيضاً إلى عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت بأن موقف الكتلة واضح، وهناك أسباب عديدة تجعل من أن انتخاب عون ليس وارداً لدى الكتلة، منها أن وصوله يعني «استيلاء كامل من إيران و«حزب الله» على الدولة اللبنانية».

في هذا الوقت، أكّد الرئيس الحريري، في مقابلة مع وكالة الأنباء السعودية (واس) لمناسبة العيد الوطني السعودي على العلاقات المميزة التي تربط المملكة ولبنان، وهي علاقات صداقة واحترام، فالمملكة كانت حريصة ولا تزال على دعم لبنان ومساعدة كل اللبنانيين من دون استثناء ليتمكن من تجاوز أزماته ومشاكله الداخلية، ويحافظ على أمنه واستقراره، وأن هذه السياسة السعودية لن تتأثر بمحاولات بعض الأطراف الإساءة إلى دورها وتشويه صورتها لحسابات اقليمية معروفة»، مؤكداً «حرص أكثرية اللبنانيين على استمرارية هذه العلاقة التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين»، مذكراً بجهود المملكة لإنجاز اتفاق الطائف، ووقوفها الى جانب لبنان وتجاوز تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ومساعدته في عملية إعادة الاعمار وتجاوز مشاكله الاقتصادية.

مجلس الوزراء

حكومياً، يستأنف الرئيس سلام، بعد عودته إلى بيروت، نشاطه في السراي الكبير اليوم، وأول القضايا التي سيتصدى لها إطلاق جولة من المشاورات حول تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء، وما يمكن ان يدرج على جدول الأعمال من بنود مستجدة، فضلاً عن البنود المتراكمة، بعد تأخير قرابة ثلاثة أسابيع، حيث عقدت الجلسة الأخيرة في 8 أيلول الجاري.

ومن المتوقع، وفقاً لأوساط السراي، أن يضع الرئيس سلام زواره في أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش تمثيله لبنان في الدورة 71 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لا سيما الصرخة التي أطلقها بالتحذير من احتمال تعرض لبنان لخطر الانهيار، اذا لم تبذل الأسرة الدولية جهوداً في ملف النازحين السوريين.

ونقلت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن لبنان يترقب تطورات دولية وإقليمية بما فيها نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية التي أصبحت كأسهم البورصة بين المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

ولم تخف هذه المصادر النظرة التشاؤمية حيال الأوضاع في لبنان.

وكشفت هذه المصادر عن استياء من مواقف الوزير باسيل، لا سيما في ما خص الأزمة السورية، وأن لا حل إلا مع الرئيس بشار الأسد، وهذا موقف اشكالي كان الأحرى بوزير الخارجية ألا يتطرق إليه، لا سيما وأن الرئيس سلام هو الذي يعبّر عن موقف لبنان ويتحدث باسم الحكومة، ولبنان نأى بنفسه عن التدخل في الوضع السوري، وإن كان يؤيد الحل السياسي.