IMLebanon

برّي وفرنجية وجنبلاط بمواجهة عون وجعجع وحزب الله في 31 ت1

برّي وفرنجية وجنبلاط بمواجهة عون وجعجع وحزب الله في 31 ت1

الخيار الثالث بين الحريري والكتائب والإشتراكي.. وزعيم المردة يحذّر من 88 جديدة

في 30 نيسان 2014 كانت الجلسة رقم 1 المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

كان ذلك قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وحينها اكتمل النصاب، لكنه ما لبث ان انفرط عقد الجلسة، وبدأت تتالى الجلسات، فلم يكتمل نصاب جلسة 7/5/2014 والتي أتت بعد أسبوع، ولا في الأسبوع الذي تلا، ووقعت البلاد في الشغور الرئاسي.

وبعد انقضاء 29 شهراً بالكمال والتمام، سجل يوم أمس، 28 أيلول، ان الجلسة رقم 45 لم تنتج رئيساً للجمهورية.

وهذا بحدث ذاته لم يكن الخبر، بل ما اقدم عليه الرئيس نبيه برّي عندما حدّد موعد جلسة الانتخاب التالية في 31 تشرين أوّل المقبل، أي بفارق 33 يوماً عن موعد الجلسة المنصرمة ذات الرقم 45.

لم يكن هذا الموعد الجديد مريحاً بالنسبة للرابية التي اعتبرت ان رئيس المجلس أراد من وراء هذا الموعد البعيد تجنّب تجرع كأس انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

ومع ان لا اشتباك سياسياً ظاهراً انتصب بين الرابية وعين التينة، بعد أن لاذ الرئيس برّي بالصمت حيال ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل، الا ان ارهاصات اشتباك تلوح في الأفق على خلفية تشكّل احلاف تعنى بأبعاد هذا المرشح ودفع ذاك المرشح إلى الواجهة.

وفي اليوم الرابع لعودة الرئيس سعد الحريري، دفع رئيس تيّار «المردة» بثقله إلى الساحة السياسية، مطلقاً هو شخصياً حملة سياسية إعلامية تثبت ترشيحه، بدءاً من الغمز من قناة احتمال اتفاق الرئيس الحريري مع النائب عون، وصولاً إلى إرسال النائب اسطفان الدويهي إلى ساحة النجمة، حيث انه كان سيشارك في الجلسة لو انعقدت، وأن باقي كتلة «لبنان الحر الموحد» التي تضم أربعة نواب كانت ستنضم إلى الجلسة لتوفير النصاب، في رسالة فك ارتباط، مع كتلة «حزب الله» والتمهيد لقطيعة مع «التيار الوطني الحر».

وفي توقيت ملفت، وفيما كان الرئيس الحريري يتناول طعام الغداء إلى مأدبة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حضور الرئيس أمين الجميل في بكفيا، أطلق النائب فرنجية موقفاً قال فيه: «اذا اتفق الرئيس الحريري مع عون وسماه لرئاسة الجمهورية سيحصد نفس النتيجة، حينما سمى الرئيس أمين الجميل عون رئيساً للحكومة في العام 1988»، وارفق فرنجية تغريدته بهاشتاغ: «للتاريخ».

شكلت هذه التغريدة بداية لتحريك اتصالات بين عين التينة والرابية، وترددت أصداء موقف «المردة» في ما أعلنه النائب الدويهي من ساحة النجمة من ان تياره يتمسك بترشيح فرنجية، وذلك على هامش الجلسة التي بلغ عدد النواب المشاركين فيها 52 نائباً بعد أن شارك في الجلسة السابقة 41 نائباً.

وتولى الوزير السابق يوسف سعادة، مساء، شرح موقف «المردة» المستجد، والمتمثل بثلاثة ابعاد:

1- التمسك بترشيح فرنجية، وعدم الانسحاب لأي مرشّح آخر، ما دام ان رئيس تيّار «المردة» تدعمه كتل وازنة.

2- إطلاق حملة لقاءات سياسية للدفاع عن هذا الترشيح، وتوفير ما يلزم له من دعم.

3- بناء نواة تحالف علني مع الرئيس برّي، في موازاة تحالف النائب عون مع «حزب الله» والتوجه مسيحياً باتجاه الكتائب والنواب المسيحيين المستقلين في 14 آذار.

مشاورات الحريري

وعلى وقع ترددات الجلسة النيابية التي حافظت على الخلوة المعتادة بين رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي أبدى ارتياحاً للمنهج الجديد للاتصالات حول الرئاسة الأولى، واصل الرئيس الحريري مشاوراته السياسية باتجاه رؤساء الأحزاب والقيادات السياسية ذات التأثير، فتغدى في بكفيا، واستضاف النائب وليد جنبلاط ومعه الوزير وائل أبو فاعور على مائدة العشاء في «بيت الوسط»، بعد نقاشات بين الطرفين، طغت عليها أجواء الخلاف، سرعان ما بردتها صورة «سلفي» التقطها الرئيس الحريري مع جنبلاط ونشرها على حسابه على «تويتر» بعبارة جاء فيها: «مين قال زعلانين». ولوحظ أن جنبلاط عدل عن الإدلاء بأي تصريح بعد زيارة «بيت الوسط».

وحول لقاء الصيفي ومن ثمّ بكفيا، تحدثت مصادر كتائبية عن أن الرئيس الحريري شدّد على أن هدفه من وراء الحركة الجارية هو الخروج من مأزق الرئاسة الأولى، وهو لا يسوّق لا لهذا المرشح ولا لذاك.

ونسبت هذه المصادر إلى النائب الجميّل إعادة تكراره أمام رئيس تيّار «المستقبل» أن كتلة الكتائب لن تصوّت لأي مرشّح ينتمي إلى 8 آذار.

وفي تقدير مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» أن المشاورات التي بدأها الرئيس الحريري، لا بدّ أن تؤدي إلى مخرج لمأزق الفراغ الرئاسي، من دون أن يكون هذا المخرج بالمطلق هو القبول بخيار عون، على اعتبار أن هذا الخيار غير قابل لا للنضوج ولا للإنضاج لا سيّما لدى الرأي العام السنّي الذي يرى أن خيار عون مستحيل، لا بل هو فرن ملتهب لا يمكن القبول به ولا بصهره رمز الفساد، مشيراً إلى أنه لا يرى مخرجاً لهذا المأزق سوى اللجوء إلى الخيار الثالث، أي الرئيس الحيادي من خارج الأسماء الأربعة التي طُرحت منذ بداية الشغور الرئاسي، كاشفاً أن جنبلاط أبلغ الرئيس الحريري صراحة أنه لم يعد يرى بدوره أي إمكانية للقبول بترشيح عون، خصوصاً بعد محادثات أبو فاعور في الرياض.

ولاحظ أن الرئيس برّي تعمّد تأجيل انتخاب الرئيس شهراً من أجل تجاوز محطة 13 تشرين، حيث يُهدّد التيار العوني بالنزول إلى الشارع، مشيراً إلى أن هذه المحطة ستكون بمثابة إمتحان لعون، فهل سيخرب البلد من أجل أن يأتي رئيساً، مشيراً إلى أن تغريدة النائب فرنجية أمس جاءت في هذا الإطار، رغم أنها تضمّنت بما يشبه «التنبيه» للرئيس الحريري بعدم السير بخيار عون، مذكّراً إياه بما حصل بعد العام 1988 من حروب التحرير والإلغاء، كما أن التغريدة بحدّ ذاتها تجاوزت الرابية إلى حارة حريك، والتي أعطت مؤشراً إلى أن تيّار «المردة» بدأ بتحرك باتجاه تكريس فرنجية مرشحاً رسمياً، وهي أولى ثمار تحرك الرئيس الحريري باتجاه بنشعي، بمشاركة النائب أسطفان الدويهي في جلسة الانتخاب 45، والتي تعني كسر مقاطعة نواب «المردة» لجلسات الانتخاب.

الموقف في الرابية

وفي الرابية، حيث يكتفى بإرسال إشارات، في ظل ابتعاد «حزب الله» العلني عن المشهد، واتخاذ الرئيس برّي وضعية اشتباك مع ترشيح عون، عاد الكلام عن التحضيرات للحشد الشعبي في الشارع في تاريخ يبلغ مداه في 15 تشرين أول، مع خطاب للرئيس الأعلى «للتيار الوطني الحر» العماد عون، والذي سيشكّل، حسب المصادر العونية، نقطة اختراق عمّا كان معتاداً من مواقف، إذا ما ظل الشغور الرئاسي قائماً لحين هذا التاريخ.

ولم تُخفِ المصادر العونية أن ثمّة تركيزاً في المشاورات الجارية على إنتاج قانون جديد للانتخاب تقبل به مختلف الكتل، ويكون هو المخرج من الأزمة، إن لم تكن الانتخابات الرئاسية.

وقالت مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء» أن التيار حريص على استنفاد مختلف الأوراق السياسية، وهو ليس على عجلة من أمره للذهاب إلى الشارع، فقيادة التيار، تضيف المصادر، ضنينة بأجواء الانفتاح والتشاور مع تيّار «المستقبل»، وهي ما تزال على رهانها بإمكان الوصول إلى شاطئ الأمان، عبر اللقاءات التي أسست لهذه المرحلة والتي قادها عن التيار العوني الوزير جبران باسيل وعن «المستقبل» مدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري.

ليالي عاشوراء

وفي مجال آخر، بدأت الاستعدادات في الضاحية الجنوبية لإحياء ليالي عاشوراء، وعقدت سلسلة اجتماعات بين قيادتي حركة «أمل» و«حزب الله» في الجنوب والبقاع والضاحية، لإحياء مراسم الليالي العشر، والتي تبدأ مساء الأحد المقبل في الأول من محرّم.

ومن المتوقع أن تشكّل بعض إطلالات الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله مناسبة للتطرق إلى الأوضاع الداخلية من زاوية ما يجري في المنطقة.

وحسب ما درجت عليه العادة في السنوات الماضية فإن إجراءات أمنية استثنائية ستتخذ لحماية أمن الليالي العاشورائية، سواء في المدن أو القرى وصولاً إلى العاشر من محرّم.