IMLebanon

نصر الله يحتوي أزمة الثقة مع عون: سننتخب بأوراق مكشوفة

نصر الله يحتوي أزمة الثقة مع عون: سننتخب بأوراق مكشوفة

برّي لن يُخلّ بالنصاب.. وإجتماع مصارحة بين حزب الله وأمل

في مثل هذا اليوم، بعد أسبوع، ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية أو يطرأ تطوّر ليس بالحسبان يرجئ هذا الانتخاب أو يؤخره.

ومع أن كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله كان جازماً لجهة تصويت كتلة الوفاء للمقاومة للنائب عون «وبالتفهم والتفاهم» مع حركة «امل»، وبصرف النظر لمن تقترع، فان الأوساط السياسية المتابعة لخطاب نصرالله ولطبيعة الاتصالات الجارية، وصفت موقف الأمين العام للحزب من مستجدات ما بعد إعلان الرئيس سعد الحريري دعم تبني ترشيح النائب عون، بأنه «حمّال أوجه»، وينطوي على رسائل لم تكن مألوفة في خطاباته السابقة، فهو بدا مثقلاً بأزمة ثقة تلوح في الأفق مع جمهور «التيار الوطني الحر»، الذي خاطبه كصديق قائلاً: «لا تسمحوا لأحد أن يستغل او يُسيء او يحاول ان يشوّه العلاقة بيننا وبينكم».

وأردف نصر الله: «نحن نريد بصدق أن يصل المرشح الذي دعمناه منذ اليوم الأوّل إلى قصر بعبدا»، مشيراً إلى أن الحزب «قدّم تضحية كبيرة جداً» عندما قال انه «لا يمانع من أن يتولى الرئيس الحريري، رئاسة الحكومة، مشدداً على أن ما نتطلع إليه هو أن يكون البلد «آمناً متماسكاً ولو على حسابنا».

وقال نصرالله في ما خص الاستحقاق الرئاسي، في ذكرى أسبوع أحد المسؤولين العسكريين للحزب حاتم حمادة، عبر الشاشة «عندما تعقد الجلسة المقبلة فان كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر الجلسة بكامل أعضائها وستنتخب العماد عون رئيساً للجمهورية»، معرباً عن أمله بالوصول من خلال التواصل مع الكتل النيابية إلى «استحقاق ايجابي لا قلق فيه عند احد». مضيفاً «نحن كحزب الله نريد ان نعمل في ما بقي من وقت متاح لمراكمة الايجابيات»، داعياً الى «معالجة نقاط القلق».

وفي ما خص تحالفاته مع «التيار الوطني الحر» وحركة «امل» والنائب سليمان فرنجية كشفت عن نقاط لحل مسألة الاستحقاق الرئاسي، ومؤكداً انه اذا كان التحالف بين فريقين على قاعدة الثقة، فان أي خلاف لا ينسف التحالف، غامزاً من قناة من يريد زرع الفتنة بين حزب الله و«التيار الحر» وحركة «المردة» وحركة «امل» في إشارة من دون تسمية الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

على أن اللافت كان ما أعلنه نصرالله في محاولة لتطمين حليفه العوني، هو اقتراح إما أن يكشف نواب الحزب عن اسم عون قبل وضع الورقة في صندوقة الاقتراع، إذا سمح الدستور، أو ان يجلس أحد النواب العونيين مع نواب الحزب ليرى بأم العين وضع اسم العماد عون في الورقة.

وهذه إشارة احدثت صدمة إضافية في مختلف الأوساط، إلى انها تعكس أزمة ثقة غير مخفية بين «حزب الله» وحليفه «التيار الوطني الحر».

ورجحت معلومات أن يكون لقاء عقد في عين التينة بين ممثلين عن «حزب الله» وحركة «امل» تضمن التفاهم على ما يمكن ان يعلنه نصر الله على صعيد الاستحقاق الرئاسي.

ولم تشأ مصادر المعلومات أن تكشف المزيد.

الجلسة تُعقد أم لا؟

ووصف نائب متشدد في كتلة «المستقبل» لم يشأ الكشف عن إسمه في معرض الرد على سؤال حول ما إذا كانت الجلسة النيابية ستعقد حتماً بعد موقف نصر الله، أن «الأمور فايتة ببعضها»، وأنه لا يعرف إذا كانت الجلسة ستعقد أم لا، في حين أن مصدراً نيابياً آخر، رأى أن المعطيات الراهنة ترجح عقد الجلسة في 31 الشهر الحالي وسيفوز النائب عون برئاسة الجمهورية من الدورة الثانية، باعتبار أن الدورة الأولى لن تؤمّن له أصوات ثلثي عدد النواب، لكنه استدرك قائلاً أن لا ضمانة مائة بالمائة تؤكد انعقاد الجلسة، طالما أن في السياسة لا شيء مستحيل، وربما كانت هناك مفاجآت وتطورات قد تحصل من الآن وحتى موعد الجلسة، لافتاً النظر إلى أن هناك مرشحين للرئاسة ناموا رؤساء واستيقظوا في اليوم الثاني نواباً مثل حميد فرنجية وكميل شمعون ومخايل ضاهر في العام 1988.

وأشار المصدر النيابي، إلى أن الأمين العام لحزب الله، برّأ ذمته من موضوع الاستحقاق الرئاسي، حين أكد أن نواب «الوفاء للمقاومة» سيصوّتون للعماد عون، كما وأبرز استعداده لأن يظهر الأوراق التي سيصوّتون بها، لكنه من ناحية ثانية تحدث عن ضرورة التفاهم مع الرئيس برّي ومع النائب سليمان فرنجية، من دون أن يزيل الشكوك حول إمكانية أن لا تنعقد الجلسة قبل أن يتم التفاهم مع هاتين المرجعيتين.

ونفى المصدر النيابي وجود كتلة نيابية تسمى الكتلة البيضاء، لكنه كشف بأن نواب كتلة «المستقبل» الذين اعترضوا على قرار الرئيس الحريري بتبنّي ترشيح عون سيصوّتون بورقة بيضاء.

موقف برّي

وكان الرئيس برّي، الذي استأثرت تصريحاته من جنيف بمتابعة دقيقة في بيروت، قد أكد من جانبه، انه لن يقاطع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، كاشفاً، في دردشة مع الإعلاميين، انه قال للعماد عون، عندما التقاه في آخر لقاء معه، بإن تعطيل النصاب في جيبه الكبيرة، «لكنني لست أنا من يلجأ إلى تعطيل النصاب». مردفاً: «لم أفعلها مرّة ولن أفعلها».

ولفت برّي أنه عندما ترك بيروت قاصداً جنيف لم يطرأ أي جديد على الوضع، مذكّراً الجميع، بل مقارناً بين ما طرحه في ما سمّي السلة وبين ما نسمعه ونعرفه عن اتفاق قد حصل (في إشارة إلى تفاهم جبران باسيل ونادر الحريري).

وقال: «دعوت إلى الاتفاق على أن تشكّل الحكومة وعلى قانون جديد للانتخاب وان يبدأ التنفيذ بانتخاب رئيس الجمهورية، وها نحن اليوم وفق الاتفاق الذي عقدوه نجد ان هناك اتفاقا على اسم رئيس الحكومة، هل احد ينكر ذلك؟ لا بل ان هناك اتفاقا كما نسمع على تشكيل الحكومة من 24 وزيرا وعلى توزيع بعض الحقائب، بل يقال ايضا الآن ان هناك اتفاقا غير معلن على الابقاء على قانون الستين، وبلا قانون جديد، بينما كنت أشدّد في طرحي على الاتفاق على القانون الجديد وعلى تشكيل الحكومة وألا نقدم على شيء قبل انتخاب رئيس الجمهورية».

موقف جنبلاط

وفي ما خصّ موقف «اللقاء الديمقراطي» الذي أرجأ قراره إلى ما بعد موقف نصر الله وعودة الرئيس الحريري من الخارج، حيث زار الرياض السبت في زيارة عمل، ثم انتقل إلى باريس، وربما بعد عودة الرئيس برّي من جنيف المتوقعة مساء الجمعة، فقد شغلت تغريدة جديدة للنائب وليد جنبلاط يقول فيها: «يبدو أن الزهر يقول درجي، فمن هو الرابح؟» الأوساط الديبلوماسية والنيابية، بصرف النظر عن إمكان فهم مضمونها، وفك الترميز الذي تُشير إليه.

وترددت معلومات عن إمكان تصويت عدد من نواب «اللقاء الديموقراطي» بورقة بيضاء في الدورة الثانية، بعد أن يصوّتوا لمصلحة مرشّح الحزب الاشتراكي هنري حلو في الدورة الأولى.

ولفت نائب من كتلة «المستقبل» إلى أنه إذا لم يعط الاشتراكي أو اللقاء الديموقراطي أصواته للعماد عون، فإنه من الصعب أن يفوز بـ64 صوتاً، أي النصف زائد واحداً في الدورة الثانية، فضلاً عن الضغوط التي سيمارسها الرئيس الحريري على النواب المعترضين على قراره، من أجل تأمين الأكثرية لعون.

من ناحية ثانية، توقع مصدر وزاري لـ«اللواء» أن تكون جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الخميس المقبل، آخر جلسة لحكومة الرئيس تمام سلام، في حال انعقدت جلسة الانتخاب الاثنين المقبل، وانتخب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أن الوزراء بدأوا بجمع أوراقهم وأغراضهم ومستنداتهم، تمهيداً لأن تكون جلسة الخميس جلسة وداع للوزراء قبل أن ينصرفوا لإنجاز جدول الأعمال الذي وزّع على الوزراء السبت، وكان البند الأوّل فيه مناقصة الخليوي.

تراجع واشنطن واستطلاع روسي

في هذا الوقت، وفيما ترددت معلومات عن أن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيصل بيروت غداً الثلاثاء للقاء المسؤولين بقصد متابعة تطورات الملف الرئاسي، في ضوء المستجدات الأخيرة، وبعد ارتفاع أسهم عون للوصول إلى قصر بعبدا، لفت الانتباه تراجع واشنطن عن تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي كان شكك بإمكان إجراء الانتخابات الرئاسية، إذ أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيري بأن ما قصده كيري هو الأمل في أن يجري مجلس النواب انتخابات وينتخب رئيساً بعد أن ظل منصبه شاغراً منذ سنتين، مؤكداً ان واشنطن تدعم حصول الشعب اللبناني على الفرصة كي ينتخب ويكون له صوت في من سيكون رئيسه، لكنه استدرك بأن واشنطن لا يمكن أن تتنبأ بحصول العملية الانتخابية في غضون الأيام المقبلة، لكن المهم ان تسير الانتخابات قدماً وفي أسرع وقت. (راجع ص 3)