IMLebanon

المشهد الرئاسي: لا إجماع على عون وفرنجية يتوقع مفاجآت

المشهد الرئاسي: لا إجماع على عون وفرنجية يتوقع مفاجآت

ليونة في موقف برّي.. و«عشاء الحارة» يتجاوز المجاملات إلى ما بعد الإنتخاب

الصورة التي وزعها باسيل للقاء نصر الله وعون مساء الأحد مع هاشتاغ: «الصدق في السياسة»

انطلقت ورشة إنهاء الشغور الرئاسي في كل اتجاه، سواء ورشة التحضيرات في قصر بعبدا لاستقبال النائب ميشال عون أو في مجلس النواب استعداداً لجلسة الانتخاب الاثنين، أو ورشة حركة الموفدين الدبلوماسيين إلى بيروت للوقوف على حقيقة ما جرى، لا سيما من العواصم المعنية دولياً واقليمياً، حيث ترددت معلومات عن موفدين: فرنسي وسعودي وإيراني إلى بيروت قبل استحقاق الاثنين، مع العلم ان الدبلوماسيتين الأميركية والروسية عبر السفارتين في بيروت وعوكر مستنفرتان لتزويد بلديهما بمستجدات تتعلق بالوضع الرئاسي.

وسياسياً، أخذت الصورة في التبلور، في ظل بروز عقبة دستورية تتناولها الاتصالات بعيداً عن الأنظار، ويتوقع ان تحسم مع عودة الرئيس نبيه برّي مساء الجمعة آتياً إلى بيروت من جنييف.

وهذه العقبة تتعلق بالنصاب الانتخابي في جلسة الاثنين وعما إذا كان رقم 86 فقط لحضور الجلسة أم يجب توفره لاعلان فوز عون في الدورة الانتخابية الأولى، أو اعتبار الدورة الأولى حدثت في نيسان 2014، ويكفي 65 نائباً باعتبارها ثانية، علماً ان مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» اعتبرت ان النقاش في هذا الأمر اقفل مع اقفال محاضر الجلسة.

وحافظ المسار السياسي على طابعه الإيجابي بانتظار اكتمال حلقة إعلان المواقف أو نتائج الاتصالات:

1- فالنائب وليد جنبلاط دعا مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي للاجتماع اليوم، بعد اجتماع اللقاء الديمقراطي ضمن توجه يوفّر الدعم الدرزي للنائب عون الذي يستعد بعد إعلان موقف الحزب الاشتراكي لزيارة كليمنصو، لشكر النائب جنبلاط، على غرار ما حصل عندما زار «بيت الوسط» شاكراً الرئيس سعد الحريري، وحارة حريك شاكراً الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.

يذكر ان جنبلاط غرد عبر تويتر أمس، عن الطريق الخضراء إلى بعبدا، مرفقاً عبارته بصورة لطريق غير معبدة، تحيط بها الأشجار، في إشارة إلى ان الطريق ما تزال غير معبدة.

2- اللقاء الذي عقد بين رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب مروان حمادة، في حضور النواب: ايلي ماروني ونديم الجميل وفادي الهبر في الصيفي، في إطار البحث عن الموقف الذي يتعين اتخاذه في جلسة الانتخاب الاثنين، بين عدد من مكونات 14 آذار، سواء لجهة وضع ورقة بيضاء أو التصويت لصالح النائب سليمان فرنجية، علماً ان الاتجاه هو للورقة البيضاء.

3- رصد حركة الاتصالات التي أطلقها حزب الله لإنهاء التوتر داخل فريق 8 آذار، إلا ان المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، استبعد أي لقاء مع النائب عون برعاية «حزب الله» أو بأي طريقة أخرى، قبل جلسة الانتخاب.

4- ومع التطمينات التي تلقاها الرئيس نبيه برّي الذي ما يزال في جنيف، ويبعث من هناك بين الفينة والفينة بإشارات تتعلق بالانتخابات الرئاسية، فإن مصادر نيابية في كتلة «التحرير والتنمية» رجحت حصول انفراجات لجهة مرحلة ما بعد انتخاب عون، بعد ان يكون خلط الأوراق قد نجح في إنهاء صيغتي 8 و14 آذار.

5- تأكيد مصدر مطلع في 8 آذار ان «حزب الله» سيمرر التزاماته الرئاسية والحكومية، حتى لو انها ستأتي على حساب الرئيس برّي في مكان ما، لكن ذلك لا يلزم الحزب بتسهيل أمور الرئيس الحريري في تأليف الحكومة، مشيراً إلى ان تشكيل الحكومة العتيدة لا يمكن ان يمر بدون طمأنة برّي.

وتحدث المصدر عن عقبات أساسية لتشكيل الحكومة تتناول مسألة انخراط الحزب في الحرب السورية، والاتفاق على قانون انتخابي نسبي، معتبراً انه بأهمية تمرير التسوية الرئاسية والحكومية، وأن أي مماطلة في الالتزام أو التنفيذسيجعل من المستحيل تشكيل الحكومةالعتيدة. (راجع ص 3)

فرنجية

في هذا الوقت، اتجهت الأنظار مساء أمس إلى سلسلة المواقف التي أطلقها النائب فرنجية عبر اطلالته ليلاً عبر شاشة L.B.C وفيها تحديد موقعه في العملية الانتخابية والسياسية، سواء يوم الجلسة أو مع حلفائه، أو حتى مع الرئيس الحريري، وصولاً إلى منافسه عون.

– تأكيد استمراره في المعركة الانتخابية بصرف النظر عن النتائج، باعتبار ان المنافسة ليست سياسية أو رقمية، بل مسألة كرامة وشرف وإعادة اعتبار.

– حيّد فرنجية الرئيس الحريري الذي ستكون له إطلالة تلفزيونية مساء الجمعة على الشاشة نفسها عن الحملات، كاشفاً عن نقاط التفاهم التي حصلت معه في اجتماعات باريس، سواء في ما يتعلق بسوريا أو حزب الله أو قانون الانتخاب، أو التعيينات في قيادتي الجيش وحاكمية مصرف لبنان، معلناً أنه لمس صدق الرئيس الحريري، ومؤكداً على استمرار العلاقة بينهما، كاشفاً عن اتصال أجراه به الرئيس الحريري يوم الجمعة الماضي.

– أكد فرنجية أنه مستعد نفسياً وسياسياً لجلسة الإثنين، معرباً عن اعتقاده بأن مفاجآت قد تحدث وتغيّر، ما لم يكن محسوباً، فالمفاجآت سيّدة الموقف.

– لم يشأ رئيس تيّار «المردة» إضعاف علاقته مع حزب الله، أو وضعها في دائرة التشكيك، بل أكد على ثبات موقفه من الحزب وأمينه العام، لكنه أعلن صراحة أن الرئيس برّي سلّفه موقفاً لن ينساه، وأنه سينسق معه في ما خصّ مرحلة ما بعد انتخاب عون، لا سيما لجهة تسمية الرئيس الحريري للرئاسة الثالثة.

– وبالنسبة لعون، قال أن وصوله إنتصار لمشروعه السياسي، مؤكداً «أننا إذا كنا في المعارضة فستكون معارضتنا بنّاءة»، مرحباً بزيارته في الشمال، وقال أنه متأكد أن مصلحة عون مع المقاومة، لكنه انتقد أداءه وقال أنه يتعامل معنا كأتباع وأنه هو الأوحد، مشيراً إلى أن حظوظ عون هي أقوى للوصول إلى الرئاسة بعد تأييد الرئيس الحريري، وبوجود الورقة البيضاء، ولكن إذا تحوّلت هذه الأوراق إلى رصيدي سترتفع حظوظي، واصفاً برّي «بالصديق التاريخي»، وأن عون ضمانة في السياسة، وسيهنئه في مجلس النواب، أما تهنئته في قصر بعبدا فلها اعتبارات أخرى.

– أما بالنسبة للرئيس الحريري فقال فرنجية: «أن لا مشكلة من الناحية السياسية إذا وصل للرئاسة الثالثة»، مشيراً إلى أنه إذا سمّاه للرئاسة سأكون مسروراً وإذا امتنعت سأكون حزيناً، معتبراً أن تصريح نصر الله الأخير لا يعني دعم وصول الحريري، وبالتالي فإذا لم يصوّت «حزب الله» وحركة «أمل» فإن وصول الحريري للحكومة لا يعود ميثاقياً «إلا إذا نسي عون الميثاقية لأنه وصل إلى رئاسة الجمهورية».

– وعلى الجملة، بدا فرنجية غير متفائل برئاسة عون، لأن عون لا يقبل الشراكة مع أحد، والذي يبتعد عنه يربح نفسه.

جولة عون

وسط هذه الأجواء، سجلت حركة المرشح عون محطتين بارزتين، الأولى إلى حارة حريك ليل الأحد يرافقه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، حيث التقى لساعات (ما لا يقل عن أربع ساعات) السيّد نصر الله في حضور معاونه الحاج حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط وفيق صفا، وتخللته مأدبة عشاء، وجرى حديث في أجواء وصفتها أوساط حزب الله «بالودّية»، وتناولت سلسلة الخطوات التي حدثت بدءاً من التبنّي الرسمي للرئيس الحريري ترشيح عون، وصولاً إلى موقف نصر الله الذي قطع الشك باليقين، محاولاً أن يضع حداً للمشككين لحقيقة نوايا حزب الله، الأمر الذي وصفه أمين سر تكتل «التغير والاصلاح» النائب إبراهيم كنعان بأنه «أزال الإلتباس»، معتبراً أن تسهيلات السيّد نصر الله، والتي أشار إليها عون، حسمت مسألة الانتخابات الرئاسية.

أما المحطة الثانية والتي كانت في بكركي، فقد تناولت إعلان الكتل النيابية الأساسية دعمها لعون، وهو ما كان طالب به البطريرك بشارة الراعي الذي أعرب عن ارتياحه لحصوله، وجعل الانتخاب مضموناً، معتبراً بأنه الأمر الذي انتظره النّاس بفارغ الصبر.