IMLebanon

موفد سعودي مساء في بيروت.. والتكتل و«القوات» يسلمان بتفسير برّي

مواكبة عربية ودولية لانتخاب عون.. وأسئلة حول «الضمانات الحكومية»

موفد سعودي مساء في بيروت.. والتكتل و«القوات» يسلمان بتفسير برّي

بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين، وهو اليوم الأخير من شهر تشرين أوّل 2016، وفي الدورة الثانية، وبالاقتراع السري، الذي بات مكشوفاً، ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، عملاً بمنطوق الفقرة الثانية من المادة 49، بعد ان حسم النصاب بـ86 نائباً والنجاح بالغالبية المطلقة أي 65 صوتاً في الدورات التي تلي الدورة الأولى، وبعد ان حسم الرئيس نبيه برّي الجدل حول ما إذا كانت جلسة الاثنين دورة ثانية، أو دورة جديدة، كما يطالب تكتل الإصلاح والتغيير.

ولئن كان تحالف «القوات اللبنانية» والتيار العوني تفاهم على عدم اعتبار توجه الرئيس برّي مشكلة والاكتفاء بتسجيل موقف وصفه وزير العمل السابق سليم جريصاتي بأنه على سبيل تسجيل الموقف الدستوري ليس الا، فإن الرئيس العتيد عون يتصرف وكأنه بات رئيساً ينتظر بفارغ الصبر الانتقال إلى بعبدا، ضمن بروتوكول يجري التفاهم حوله مع رئيس المجلس، ليمضي رئيساً للجمهورية لمدة ست سنوات، ويقسم اليمين على ان يحترم دستور الطائف «الذي هو دستور الأمة اللبنانية وينص القسم على ان يحترم قوانينها ويحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه»، الا ان هذا البروتوكول لم يحسم ما إذا كانت الجلسة الانتخابية ستكون منفصلة عن جلسة قسم اليمين ومن ثم إلقاء خطاب القسم، غير ان الثابت ان الجلستين ستكونان في يوم واحد أي الأثنين.

على ان الحدث الانتخابي الذي ينهي سنتين ونحواً من 5 أشهر من الشغور الرئاسي، لن يكون حدثاً لبنانياً محضاً، أو على طريقة «صنع في لبنان»، بل هو حدث عربي ودولي أيضاً، حيث سيحضره مبعوثون وسفراء عرب واجانب، لا سيما سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وبعض الدول الإقليمية ذات التأثير، فضلاً عن المنسقة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التي عادت من موسكو إلى بيروت لهذا الغرض، وكان لها لقاء مساء أمس مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في المختارة.

وأرجأت سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد التي التقت جنبلاط أيضاً، سفرها إلى ما بعد الاثنين لمواكبة انتخاب عون، إلى جانب نظرائها من السفراء الأوروبيين والغربيين والآسيويين.

موفد سعودي في بيروت

والأبرز على صعيد المشاركة العربية وصول وزير الدولة لشؤون الخليج في المملكة العربية السعودية تامر السبهان  مساء اليوم إلى بيروت، حيث من المتوقع ان يُشارك في جلسة الانتخاب ويلتقي الرئيس العتيد عون قبل انتخابه.

وفي برنامج الموفد السعودي لقاء الرئيس تمام سلام ورئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان.

وسيخصص يوم غد الجمعة للقاءاته التي ستشمل أيضاً رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وسعد الحريري.

ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإن زيارات الوزير السبهان ستشمل أيضاً رؤساء الطوائف الروحية: المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان انتقل إلى الديمان أمس والتقى المرشح الرئاسي المنافس لعون النائب سليمان فرنجية.

ويوم السبت يزور الموفد السعودي رئيس المجلس نبيه برّي، كما انه سيلتقي النائب جنبلاط وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ويقيم الرئيس الحريري مأدبة عشاء على شرفه في «بيت الوسط» مساء السبت.

وادرج مصدر لبناني مهمة الزائر السعودي بأنها تصب في دعم التفاهمات اللبنانية.

تظهير المواقف

وفي تظهير المواقف داخلياً، يزور النائب عون النائب جنبلاط في قصر المختارة، على أن يلي ذلك اجتماع لكتلة «اللقاء الديموقراطي» لإعلان بيان يتعلق بدعم غالبية اللقاء لترشيح عون، فيما يزور وزير التربية الياس بو صعب مع وفد عوني المرشح الثالث للرئاسة النائب هنري حلو اليوم للتداول معه في ما يتعيّن فعله مع تقدم أسهم وصول النائب عون إلى قصر بعبدا.

وفي السياق، يعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل اليوم، موقف الحزب من التطورات وانحصار المعركة الانتخابية بين النائبين عون وفرنجية، وأن المقاربة الكتائبية للوضع لا تسمح بانتخاب أي منهما، حيث أن الكتائب سبق وأعلنت أنها لا تقترع لمن لا يلتقي مع برنامجها السياسي في ما خص السيادة والاستقلال.

في هذه الأثناء، نجحت الجهود في تنفيس معارضة الرئيس برّي، وأعادته إلى سكة تمرير الاستحقاق والمفاوضة حول الملف الحكومي مع الرئيس الحريري، وهو ما عبّر عنه من جنيف «بالجهاد الأكبر» بعد انتخاب الرئيس، والعنصر الأساسي فيه قانون جديد للانتخابات.

وكان الرئيس برّي حسم أمس الجدل القانوني – الدستوري حول ما إذا كانت جلسة الاثنين بدورتين أولى وثانية، أم بدورة ثانية، فقال من جنيف أن «نصاب جلسة الانتخاب محسوم، فنحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشّح بالدورة الأولى»، لافتاً إلى أن «نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم، فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدّق، نحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الأولى، ولا حاجة للإثارة واللغط»، ومجدداً تأكيده أنه «سيحضر جلسة الاثنين هو وكتلته».

وفي تقدير مصدر وزاري أنه في حال لم تؤلف الحكومة في غضون 15 يوماً، أو على أبعد تقدير شهر من التكليف، فإن ذلك يعني أننا دخلنا في أزمة طويلة، قد يكون قانون الانتخاب أحد ضحاياها.

وقال هذا المصدر لـ«اللواء» أنه لا يجوز انتقال البلد من الشغور الرئاسي إلى الشغور الحكومي، معرباً عن خشيته من أن تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال إلى وقت تجري فيه الانتخابات على أساس القانون الحالي، أي قانون الستين، وفي حال تمّ ذلك سنعود إلى دائرة التكليف مجدداً، ومن ثم التأليف في ضوء التوازنات الجديدة التي ستتبلور مع الانتخابات النيابية الجديدة.

وفي هذا السياق، أشار وزير الداخلية السابق زياد بارود إلى أن «ولاية المجلس الحالي تنتهي في 20 حزيران والانتخابات يجب أن تتم في آخر يوم أحد من شهر أيار»، لافتاً إلى أن «الترشيح للإنتخابات يصبح ممكناً منذ اللحظة الأولى التي تتشكل فيها الهيئة الناظمة للإنتخابات».

وأوضح أنه «إذا وصلنا إلى منتصف شباط ولم تتشكل الهيئة الناظمة سيتم الطعن بالانتخابات لذا فاستمرار وجود حكومة تصريف أعمال سيطرح علامة استفهام».

الرابية خلية نحل

وفي الرابية، تحوّل مقر رئيس تكتل الإصلاح والتغيير إلى ما يمكن وصفه بخلية نحل لمواكبة وصول عون إلى قصر بعبدا، محققاً حلماً لازمه منذ أن كان رئيساً للحكومة العسكرية، وقائداً للجيش، وقبل أن يخسر مواجهة 13 تشرين 1990 ويغادر إلى منفاه الباريسي.

وإلى جانب بدء توافد الوفود المهنئة إلى الرابية، لوحظ أن عون أخضع «لبروفة» تصوير للصورة غير الرسمية لرئيس الجمهورية من قبل عشرة مصوّرين، تمهيداً لالتقاط الصورة الرسمية في قصر بعبدا.

وكشفت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» ان التيار يتحضر من خلال هيئاته للتحرك بالطريقة المناسبة في جميع الأقضية لمواكبة جلسة انتخاب الرئيس الاثنين، من دون ان تكون هناك تجمعات شعبية امام قصر بعبدا، لكن المصادر تحدثت عن مسيرة شعبية ستنظم يوم الأحد الذي يلي انتخاب الرئيس إلى القصر للتهنئة، إذ ان عون سيكون منهمكاً بعد الانتخاب بقسم اليمين ومن ثم إلقاء خطاب القسم، ومن ثم يتوجه إلى قصر بعبدا، وفي اليوم التالي سيكون مشغولاً باصدار مرسوم قبول استقالة حكومة «المصلحة الوطنية» وتحديد مواعيد الاستشارات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وبالتالي تكليف الرئيس الحريري بتأليف الحكومة، مؤكدة ان هناك رغبة عونية لتشكيل الحكومة بسرعة ومن دون أي مماطلة.

غير ان تنظيم الحشود الشعبية امام قصر بعبدا بعد انتخاب عون غير محسوم، إذ ان وزير التربية الياس بو صعب، كشف مساء أمس انه يدرس فكرة تعطيل المدارس الرسمية يوم الاثنين، من أجل تأمين هذه المواكبة الشعبية لعملية الانتخاب، الا انه قال بأن خياره لم يحسم بعد في ضوء التطورات خصوصاً وأن المدارس الكاثوليكية ستكون معطلة يوم الثلاثاء.

الا أن ما هو محسوم في تحضيرات التيار العوني للاحتفال بانتخاب عون، هو إقامة حفل غنائي مساء الاثنين بمشاركة كبار الفنانين، وسيكون بمثابة احتفال مركزي، لم يُحدّد بعد مكانه ما إذا كان سيقام هذا الحفل في ضبية أو في ساحة الشهداء.

ولفتت المصادر إلى ان بيت الرابية سيبقى المنزل الخاص للجنرال، حيث ستعقد فيه اجتماعات تكتل «التغيير والاصلاح».

إضراب النقل

تزامناً، تنفذ اتحادات نقابات قطاع النقل البري، اليوم، إضراباً في جميع الأراضي اللبنانية، اعتباراً من السادسة صباحاً لكافة قطاعات النقل البري من سيّارات سياحية وفانات وأتوبيسات وشاحنات داخلي وخارجي وصهاريج وباصات نقل طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، مترافقاً مع تجمعات ومسيرات سيّارة، وذلك احتجاجاً على عدم درس مطالبها من مسألة المعاينة الميكانيكية.

وفيما راجت شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، عن قطع طرقات وشلّ الحركة اليوم في العاصمة والمناطق، لفت الانتباه أن بيان اتحادات نقابات النقل الذي دعا إلى الإضراب والتظاهر اليوم، حدّد نقاط انطلاق مسيراته وخط سيرها وبالتالي تجمعاته في ساحة رياض الصلح بالنسبة للعاصمة، بحيث سيكون أمام المواطنين تجنّب السير في محاذاة المسيرات السيّارة.