IMLebanon

الماراثون الحكومي: عودة إلى صيغة الـ24

الماراثون الحكومي: عودة إلى صيغة الـ24

عرض حزب الله يسبق عرض الاستقلال والرابية تطالب خليل بتصحيح أدائه في المالية

غداً الثلاثاء، يبدأ فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية بتوزيع الصورة الرسمية للرئيس العماد ميشال عون على الإدارات والمؤسسات الرسمية والوزارات وسفارات لبنان في الخارج، في حين لم تستبعد مصادر مطلعة أن يتوجه الرئيس المكلّف سعد الحريري في بحر الأسبوع، وربما قبل يوم الجمعة المقبل، إلى قصر بعبدا، ومعه مشروع تشكيلة حكومية من 24 وزيراً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين (12-12)، في ظل معلومات روّجت لها مصادر عين التينة تحدد يوم الجمعة المقبل موعداً محتملاً لإصدار مراسيم الحكومة، أو يوم السبت، حتى يتاح لحكومة الوحدة التي سيشكلها الرئيس الحريري أن تشارك إلى جانب الرئيس عون في العرض الضخم الذي ستقيمه قيادة الجيش في 22 تشرين الثاني لمناسبة عيد الاستقلال الـ73 في جادة شفيق الوزان في منطقة المرفأ.

وعلى سيرة العرض، توقفت أوساط سياسية عند العرض العسكري المؤلل الذي أقامه «حزب الله» في بلدة القصير السورية، والمحاذية للحدود اللبنانية، من جهة الهرمل، وذلك في مناسبة «يوم الشهيد»، حيث مثّل الأمن العام للحزب السيّد حسن نصر الله رئيس المجلس التنفذي للحزب السيّد هاشم صفي الدين.

وبصرف النظر عن الاعتبارات التي أملت للحزب إقامة إحتفال عسكري على الأرض السورية وفي منطقة ذات رمزية تتعلق بعبور الحزب إلى الداخل السوري وصولاً إلى حلب، حيث تتركز وحداته المقاتلة، إلى جانب الجيش السوري هناك، فإن الأهم هو مرور مئات المقاتلين بثيابهم العسكرية أمام منصة الاحتفال، وعرض آليات عسكرية ثقيلة تحمل مدافع ميدانية ذات فعالية، وأخرى رشاشة مع سيّارات تحمل قذائف ثقيلة.

ويأتي هذا العرض ليضع حداً لتكنهات حول أن الحزب يجري استعدادات للانسحاب من سوريا في فترة زمنية تتزامن مع تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه الرئاسية في «البيت الأبيض».

أسبوع حاسم

وبالعودة إلى مساعي التأليف الحكومي، فالأسبوع الطالع ينطلق من حصيلة ما آلت إليه المساعي والاتصالات، لا سيما لقاء العشاء الذي تمّ في عين التينة مساء السبت، بين الرئيس برّي والرئيس المكلّف، والذي، خلافاً لما حاولت بعض الدوائر أن تصوّر نتائجه، انتهى إلى خلاصات مفيدة لعملية التأليف، لم تخف عين التينة ملامحها، بوصف أجواء اللقاء بـ«الجيدة»، والإشارات التي بعث بها الرئيس المكلّف من وسط بيروت، وهو يُشارك في «الماراتون» السنوي الرياضي الذي تنظمه جمعية «بيروت ماراتون» كل عام، عندما أشار إلى «ماراتون التشكيلة الحكومية والتسابق على الحقائب» (الخبر في مكان آخر).

1- العودة إلى صيغة الـ24 وزيراً للحد من التسابق على الاستيزار، واعتبار حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها الرئيس تمام سلام النموذج الذي يتعيّن على الحكومة العتيدة أن تقتدي به، إذا ما أرادت الحفاظ على زخم العهد وانطلاقته.

2- قضي الأمر في ما خص الحقائب الوزارية، وبات بحكم المؤكد أن الوزراء: نهاد المشنوق، جبران باسيل وعلي حسن خليل باقون حيث هم في الداخلية والخارجية والمالية، ويجري التطلع إلى وزير تقبل به «القوات اللبنانية» وربما يكون من حصة الرئيس عون ومن الطائفة الأرثوذكسية وزيراً للدفاع.

ولم تشأ مصادر مطلعة تأكيد أو نفي ما تردّد عن تفكير بأن يكون نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع في الحكومة العتيدة.

وفي ما خص وزارة المال، كشف مصدر عوني أن تحفظات «التيار الوطني الحر» على وزير المال علي حسن خليل ما تزال قائمة، وهي ليست مرتبطة بتحفظات «حزب الله» على إسناد وزارة الدفاع للقوات اللبنانية، بل هي مرتبطة بأداء الوزير خليل في وزارة المال على خلفية تعيينات لم تراع وضع المسيحيين في الوزارة، والمذكرة التي أصدرها وتتعلق بالمشاعات والأراضي الأميرية سواء في بلدة العاقورة أو غيرها.

وأشار المصدر إلى أن «التيار الوطني الحر» أبلغ الرئيس المكلف، كما أبلغ «حزب الله» أن تحفظه لهذه الدورة يسقط عن الوزير خليل في حال أعاد تصحيح وضع المسيحيين في وزارته وألغى مذكرة المشاعات، سواء في ما خص بلدة العاقورة أو بلدة لاسا الجبيلية.

3- من النقاط العالقة المعادلة التي يطرحها «تفاهم معراب» من أن توزع الحصص المسيحية والإسلامية يقضي بعدم تدخل لا تيّار «المستقبل» ولا كتلتي الرئيس برّي أو «اللقاء الديمقراطي» في كيفية توزيع الحقائب المسيحية، ومن أراد توزير مسيحيين لا مانع لتكن الحقائب من الحصة المسلمة.

وهذا يفتح الجدل أو يجعله مستمراً في ما خص الحقائب الخدماتية، مثل توزير النائب السابق غطاس خوري واسناد وزارة الصحة له، أو مطالبة «الثنائي الشيعي» بتسمية الوزير السني أو الوزير الشيعي من حصة رئيس الجمهورية.

4- ولم يخف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع بقاء حزب الله على تمنعه من «تدليل» حزب «القوات» أو الوقوف على خاطره، في ما خص الحقائب الأساسية المقترحة له، مثل وزارة الطاقة أو العدل، فضلاً عن رفض الحزب أن يكون قواتياً أو مدعوماً من «القوات» وزيراً للدفاع.

5- تحفظ تحالف معراب» على إسناد حقيبة خدماتية أساسية لوزير « المردة»، ومحاولة إيجاد «توازن رعب» في زغرتا – الزاوية، حيث نفوذ النائب سليمان فرنجية مع آل معوض لاضعافه في الانتخابات النيابية المقبلة.

ومع ذلك، فإن مصادر على اطلاع على أجواء الاتصالات تحدثت بأن تشكيلة الحكومة أصبحت في مراحلها الأخيرة، معربة عن تفاؤلها بتجاوز كل اشكاليات، وإن بدت حذرة من تحديد موعد أو مواعيد لإصدار مراسيم التشكيلة.

وفي هذا السياق، نفت المصادر المطلعة على أجواء عملية تأليف الحكومة، المعلوات التي توقعت إمكان صدور مراسيم تأليف الحكومة، الجمعة المقبل، أو حتى غداً الثلاثاء، بحسب ما تردد في بعض مصادر المعلومات، لكنها أشارت إلى انه حصل بعض التقدم وتجمعت بعض النقاط المتقاطعة، لكنها لا تزال تحتاج إلى بعض الوقت، وإلى بعض الإيضاحات لكي تستطيع التأكيد بأن عملية التأليف انتهت أو انها أوشكت على الانتهاء، لأن بلورة هذه النقاط أو هذه المسائل لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت عند جميع الفرقاء ، وليس فقط عند الفريق المسيحي أو الفريق المسلم.

ولفتت هذه المصادر إلى ان العودة إلى صيغة الـ24 وزيراً، هي من ضمن هذه الأشياء التي جرى طرحها، الا ان الصورة لم تحسم بعد، باعتبار ان الأمور بحجة إلى المزيد من التشاور.

غير ان هذه المصادر أقرت بوجود مؤشرات أوحت للبعض بعض الإيجابيات نتيجة أن كل فريق لديه أمور بحاجة إلى ايضاحات، الا انها جزمت بأن «الدخان الأبيض» لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت، وربما هذا الأسبوع يحمل مؤشرات إيجابية.

اشتباك خفي

وقالت هذه المصادر ان التشكيلة الحكومية التي تخضع لإشتباك خفيّ بين مكوناتها، تشكّل عملية تأليفها اختباراً «للشراكة بين الأقوياء» في تجاوز العقد وإدارة الدولة.

في المقابل لا يُخفي مصدر قواتي اعتقاده ان رئيس الجمهورية وتياره السياسي، فضلاً عن الرئيس الحريري لا يريان ما يحول دون رفع «الفيتوات» عن حصة وازنة «للقوات»، في حين عبر مصدر عوني عن ان «حزب الله» يعمل على تسهيل عملية التأليف، في إشارة إلى اللقاء الذي جمع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل مع السيّد نصر الله، في بحر الأسبوع الماضي.

غير أن مصادر مطلعة نفت أن يكون هذا اللقاء حصل قبل يومين، مثلما تردد في بعض المعلومات، لكنها أكدت أن اللقاء حصل بالفعل، ولكن منذ فترة لم تشأ تحديدها، وكان الموضوع الحكومي من بين المواضيع المطروحة للتشاور بين الطرفين.

وكان الوزير باسيل قال في عشاء لمحامي التيار: «نحن و«القوات» سنفكر كيف نعطي، لكن لن يأخذ أحد منّا ما هو لنا».

أما جعجع، فرأى في مداخلة له عبر «سكايب» مع مؤتمر قطاع الانتشار في الحزب الذي يقام في بروكسل، أن ثلاث عقبات تعوق تشكيل الحكومة: الأولى أن بعض الأحزاب والقيادات السياسية لم تكن معتادة منذ 25 سنة على ممارسة رئاسية صحيحة، حيث كانت الحكومات تشكّل في عنجر وسوريا، بينما في الوقت الحاضر لدينا رئيس جمهورية يريد المشاركة في تأليف الحكومة بحكم الصلاحيات التي يمنحه إياها إتفاق الطائف. والثانية أن البعض يرفض الاعتراف بواقع التحالف بين «القوات» و«التيار الحر» الذي بات يُشكّل قوة سياسية لا يستهان بها.

أما العقبة الثالثة، في نظر جعجع، فهي أن مشاركة «القوات» في الحكومة تزعج بعض الفرقاء الذين يحاولون عزلها بوضع «فيتوات» عليها، لكنه أكد أن «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» متضامنان مع «القوات» وأن رئيس الجمهورية ملتزم معنا بهذا الأمر، ونحن لسنا في وارد فك الارتباط بيننا أبداً».

زيارة عون للسعودية

في مجال آخر، نفت مصادر رئاسة ما تردّد عن تحضيرات تجري في بعبدا لزيارة قد يقوم بها الرئيس عون للمملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة كان قد حملها وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان لدى زيارته الأخيرة للبنان قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

إلا أن المصادر نفسها لم تستبعد حصول مثل هذه الزيارة بعد تشكيل الحكومة ونيلها ثقة المجلس النيابي، لا سيما بعد اتصال التهنئة الذي تلقاه الرئيس عون من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وبعد زيارة القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري للوزير باسيل في قصر بسترس، وتأكيد الطرفين على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين.