IMLebanon

التبادل بين الحقائب ينتظر الضمانات والمصالحات

التبادل بين الحقائب ينتظر الضمانات والمصالحات

حوار المستقبل – حزب الله يقترح الصحّة لفرنجية.. والأشغال مباطحة بين عين التينة و«ثنائي معراب»

السؤال: من يُبادر أولاً بخطوة تؤدي إلى إخراج الحكومة من الوضع المحرج الموجود فيه، بعد ان كانت الاتصالات قطعت شوطاً في وضع هيكلية توزيع الحقائب من سيادية وخدماتية واساسية وعادية؟

المعلومات المؤكدة تُشير إلى ان الاتصالات تجددت، ومن الممكن ان تشهد تفعيلاً في الـ48 ساعة المقبلة لإنهاء عقدة التأليف، ضمن سيناريو يتضمن نقطتين متلازمتين:

الأولى تتعلق بضمانات تعطى للمعنيين بالتأليف في بعبدا و«بيت الوسط» من ان إنهاء أزمة تمثيل النائب سليمان فرنجية سيكون ثابتاً بحيث يستثمر، باعتباره آخر العقد التي تحتاج إلى علاج.

والنقطة الثانية تتعلق بطبيعة «ترانسفير» بين الحقائب غير السيادية، وهذا الأمر يقتضي إبلاغ المفوضية بالملف الحكومي بأن «القوات اللبنانية» قبلت عن طيب خاطر التخلي عن وزارة الاشغال، بحيث تنهي هذه العقدة، وأن يبلغ المفاوض من 8 آذار الرئيس نبيه برّي أو من ينتدبه ان فريقه لم يعد لديه ما يطالب به، وأن تيّار «المردة» رضي بأن يتولي حقيبة التربية.

وإذا ما سارت الأمور على هذا النحو، فإن زيارة مرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى عين التينة ستكون المؤشر على حلحلة العقد، يعقبها زيارة إلى قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة.

ورغم انشغاله بمتابعة اتصالات تأليف الحكومة، فقد حرص الرئيس الحريري على تكريم مسؤول فاتيكاني للشؤون الثقافية المونسنيور كارلوس ازيفيدو الذي يُشارك في مهرجان «بيروت ترنم» والذي بدأ ليل أمس، كحدث يتم تنظيمه منذ تسع سنوات.

وشكر الرئيس الحريري في كلمته الترحيبية بالضيف الفاتيكاني خلال مأدبة الغداء التي أقامها تكريماً له، البابا فرنسيس على إرساله المونسنيور أزيفيدو» ليكون إلى جانب اللبنانيين وليظهروا أمامه وجه لبنان الحقيقي حيث يعيش المسلمون والمسيحيون معاً، ولتروا أيضاً هذا البلد يُعيد بناء نفسه وينهض من الخراب الذي شهده في الماضي» (راجع ص2)

وكشفت مصادر مطلعة على ما يجري وراء ستار التعديل الممكن على توزيع الحقائب، أن «كاسحة الالغام» السياسية تعمل على خطين:

1- إنهاء الجفاء بين الرئيس ميشال عون والنائب فرنجية، وحصر ذيول الخلاف ومنع تفاقمه، باعتبار ان تبريد الأجواء بين الرئيس عون ونائب زغرتا، من شأنه أن يحجب الممانعة، سواء من «تحالف معراب» أو من «التيار الوطني الحر»، بعد «العتب الكبير» الذي يسجله رئيس الجمهورية على حليفه السابق فرنجية والذي، وفقاً لدوائر قريبة من «التيار الوطني الحر»، أظهر مواجهة غير متوقعة مع الرئيس عون قبل انتخابه وبعده، وهو لم يُشارك في الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، وإصراره على واحدة من ثلاث حقائب: الطاقة، أو الاشغال، أو الاتصالات، وهي من الحقائب التي آلت إلى «التيار» و«القوات» و«المستقبل»، تبدو وكأنها «محاولة لعرقلة تأليف الحكومة.

2- احياء جسور الثقة بين الرئيس عون والرئيس برّي والتي اهتزت منذ الأيام الأولى لحكومة تصريف الأعمال، وفي تحركات الشارع، وقبل انتخاب الرئيس عون، والتي تنظر إليها أوساط بعبدا بأنها تهدف لاضعاف العهد أو عرقلة انطلاقته.

ولم يكشف عن الوسطاء الذين يعملون على إعادة ترميم جسور الثقة، لكن الثابت ان محاولات تجري لإيجاد نقاط مشتركة من خلال القانون الانتخابي الجديد، والذي يطالب «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» والرئيس برّي بأن يتضمن انتخاب غالبية المجلس على أساس النسبية.

ولا ترى أوساط الرابية مشكلة في ان تكون الحكومة وقانون الانتخاب واجراء الانتخابات «سلة واحدة».

تمثيل فرنجية

وبين مساعي التأليف ومساعي التقريب بين أطراف صف 8 آذار، علمت «اللواء» ان موضوع تمثيل فرنجية في الحكومة حضر بقوة في جلسة الحوار الثنائي رقم 37 بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» في عين التينة.

وفي معلومات «اللواء» أيضاً ان اقتراحاً قدم باسناد حقيبة الصحة إلى تيّار «المردة» أي حقيبة أساسية وخدماتية من خارج الحقائب الثلاث التي يطالب بها، على ان يبلغ الثنائي الشيعي حليفه فرنجية بهذا الاقتراح الذي نقل إليه، لكنه ما يزال يتريث في تقديم اجابة عليه سلباً أو إيجاباً، مع العلم ان الرئيس برّي لا يمانع في إسناد حقيبة التربية إلى شخص شيعي يختاره من حركة «أمل» أو من خارجها، مقابل ان تؤول الاشغال إلى «القوات اللبنانية».

ولاحظت مصادر وزارية ان هذا العرض (أي الصحة)يصطدم بأزمة الثقة وبتفاهمات تتعلق بتحجيم هذا الطرف أو ذاك، أو إظهاره ضعيفاً معنوياً، فإذا ذهبت الاشغال من الرئيس برّي إلى غير فرنجية، يعتبر في ذلك انتصاراً لفريق معراب عليه، والأمر نفسه مقلوباً إذا ما تشكّلت الحكومة، ولم تكن الاشغال من حصة «القوات اللبنانية»، فإنها تشعر بأنها ما تزال مهمشة على الرغم من حصولها على ثلاث حقائب ورابعة لحليفها الوزير ميشال فرعون.

واستبعدت المصادر الوزارية عينها ما تروج له دوائر بعبدا من استعدادات تجري لولادة الحكومة خلال الـ72 ساعة المقبلة، مشيرة إلى ان لا موعد لزيارة الرئيس الحريري عين التينة أو حتى قصر بعبدا على حدّ علمها.

وكانت مصادر مطلعة أوضحت لـ«اللواء» انه على الرغم من الكلام عن عراقيل موضوعة امام تأليف الحكومة، فإن أجواء إيجابية ترافق هذا الملف إلى درجة التوقع بولادة هذه الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، مشيرة إلى ان هناك إمكانية كبيرة للوصول إلى الدخان الأبيض، وذلك من خلال الجهد الذي يبذل في هذا الشأن، استناداً إلى انه ما من طرف قادر على ان يتحمل مسؤولية عودة القلق والاحباط إلى جمهوره.

وأكدت المصادر عينها ان الأمور الأساسية تمّ اجتيازها. ولم يبق سوى الأمور المكملة التي يجري تذليلها في هذا الوقت، نافية ان يكون هناك أي تُصوّر نهائي للتشكيلة الحكومية، بمعنى توزيع الحقائب وإسقاط الأسماء عليها، داعية إلى عدم حرق المراحل، وأن موضوع تأليف الحكومة لا يزال ضمن الفترة المقبولة (أقل من شهر واحد) على الرغم من وجود أطراف إقليمية لا تحبذ تشكيل الحكومة قبل استلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه في كانون الثاني المقبل.

عودة باسيل

في هذا الوقت، كشفت مصادر وثيقة الصلة بمسألة التأليف، ان المساعي استؤنفت بعد عودة رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى بيروت ليل أمس الأوّل.

وتوقعت ان تجري على هذا الصعيد اتصالات بين ليل أمس واليوم، محورها باسيل، لتحريك مسألة فكفكة عقد التأليف، من دون ان توضح مع من ستكون هذه الاتصالات أو اللقاءات، وإن كانت ألمحت إلى الفريق الذي يتولى التفاوض على الحقائب، معربة عن اعتقادها بأن عملية التأليف لم تعد متأخرة كثيراً، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.

ولفتت المصادر إلى ان موضوع إعطاء حقيبة التربية للمردة يحتاج إلى بعض الضمانات، أو ما اسمتها الالتزامات، بحيث لا يؤدي هذا الطرح إلى مشكلة جديدة، خصوصاً إذا بقي النائب فرنجية على رفضه لهذه الحقيبة، التي أعطيت اساساً من حصة «القوات» فتخسرها، رغم تكفل الرئيس برّي بهذا الأمر، مشيرة إلى ان ما يسري على حقيبة التربية، يسري ايضاً على حقيبة «الاشغال» التي يتمسك بها كل من الرئيس برّي و«القوات» وفرنجية.

حركة دبلوماسية

ومها كان من أمر، فقد توقعت المصادر ان تظهر بوادر هذه الحلحلة اليوم، قبل أن ينهمك الوزير باسيل في ترتيب الحراك الدبلوماسي الذي بدأت طلائعه تظهر بوصول وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو وألمانيا فرانك فالتر شتانماير إلى بيروت مساء أمس، في زيارتين منفصلتين لتقديم التهنئة إلى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، واجراء لقاءات مع الرؤساء برّي وسلام والحريري، ومع الوزير باسيل أيضاً.

وتعقب زيارة أوغلو وشتانماير زيارة ثالثة يبدأها اليوم وزير الخارجية الكندية استيفان ديون للغاية عينها، لكن هذه الزيارة يفترض ان تستغرق خمسة أيام مع وفد برلماني كندي لتقديم التهنئة.

وأوضح بيان للخارجية الكندية ان الوزير ديون وخلال اقامته التي تمتد حتى يوم الثلاثاء المقبل في بيروت سيلقى الرئيس الحريري والوزير باسيل وعدداً من رؤساء الأحزاب وشخصيات نيابية، فضلاً عن شخصيات روحية وفاعليات من المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومة العاملة في مجال مساعدة النازحين السوريين، واحترام حقوق المرأة والطفل..

وسيقوم الوزير ديون والوفد الكندي بزيارة اثنين من تجمعات النازحين الذين تؤمن لهم بلاده المعونة لتفقد مدى توفّر متطلبات العيش.