IMLebanon

متاريس التأليف على حالها.. ورهان على موقف نصر الله

متاريس التأليف على حالها.. ورهان على موقف نصر الله

عيد الميلاد محطة لفك «العقدة المارونية» و«القوات» تلوّح بالعودة إلى السيادية

إذا كانت عقدة تأليف الحكومة، رئاسياً، ليست في بعبدا أو عين التينة أو في «بيت الوسط»، وسياسياً، ليست عند تيّار «المردة» أو «القوات اللبنانية» أو «التيار الوطني الحر»، أو عند أي طرف آخر، فمن البديهي أن تتحوّل عقدة أو عقد تأليف الحكومة إلى «لغز مخبأ بقشة»، كما يقال.

والجهات السياسية والرسمية نفسها تقترب أكثر فأكثر إلى وصف الأزمة الراهنة بأنها مفتعلة، وأن الحل يكون بالخروج إلى منتصف الطريق، لئلا يطيح التأخير بايجابيات انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة قبل أقل من 20 يوماً فاصلة من عيد الميلاد، ودخول البلاد عطلة الأعياد مع نهاية العام 2016.

ومع أن هذه النقطة تتلاقى حولها القوى السياسية المعنية بتأليف الحكومة، إلا أن مصدراً قريباً من التأليف أكّد لـ«اللواء» أن لا تقدّم تحقق حتى الآن: فالنائب سليمان فرنجية لا يزال ينتظر اتصالاً من بعبدا، ولو كان على شكل استدعاء لزيارة القصر وطي صفحة الخلاف مع الرئيس ميشال عون، وحزب «القوات اللبنانية» يُؤكّد أن المشكلة ليست في ملعبه، ولم يتبلغ جديداً في ما خص الحقائب التي أبلغ بها سابقاً.

وفي هذا الإطار، أكّد مصدر قواتي لـ«اللواء» انه إذا عاد الكلام إلى عدم إعطاء «القوات» حقيبة الاشغال فإنها ستعود للمطالبة بحقيبة سيادية، وهذا من شأنه أن يُعيد ملف التأليف إلى المربع الأوّل.

وعليه تتجه الأنظار إلى معلومات لم تؤكدها مصادر «حزب الله» أن الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، من المتوقع أن يطل إعلامياً خلال الأيام المقبلة (لبنان 24) ليتحدث عن مفاوضات تأليف الحكومة، وعلاقة التحالف الثابتة مع الرئيس عون وتياره، في محاولة لاحتواء التوتر بين انصار كل من «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وليبعد القلق عن جمهور الثنائي الشيعي من التحالف بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية».

وحسب معلومات «اللواء» فان يوم أمس، شهد لقاءات بعيداً عن الأنظار، تولى فيها «حزب الله» دور الوسيط بين مفوضين من «التيار الحر» وتيار «المردة»، في وقت كثّف فيه تيّار «المردة» اتصالاته لتوضيح حقيقة موقفه من عهد الرئيس عون والحقيبة التي يطالب بها.

ولفت مصدر وزاري لـ«اللواء» إلى أن السباق على اشده بين موجبات التأليف وحاجة السوق الى انعاش اقتصادي عشية الاعياد، حيث عاد الجمود يتحكم بالبائع والشاري.

وتخوف هذا المصدر من انه إذا لم تصدر مراسيم الحكومة قبل 18 الشهر الحالي، أي قبل الأعياد، حيث سيضطر أكثر من فريق للسفر، فان المخاوف تتزايد من ان تطول أزمة التأليف.

وكان نبض الشارع، وفقاً لاستطلاع «اللواء» عكس هذا القلق، إذ جاءت نسبة الإجابة على السؤال: «هل سيتمكن العهد من إصدار مراسيم الحكومة قبل الميلاد؟» على النحو التالي:

نعم: 34 في المائة. لا 66 في المائة.

ورفضت مصادر على خط التأليف تحديد مهل أو إعطاء مواعيد محددة لولادة الحكومة، كاشفة ان اتصالات الرئيس المكلف لفكفكة العقد مستمرة.

ومع ان الفشل لازم الاتصالات التي جرت في الـ72 ساعة الماضية، فإن المصادر المعنية بالتأليف لا تبدي تشاؤماً، مشيرة إلى ان ورشة قانون الانتخاب تنتظر الحكومة، وأن أي تأخير في هذا الشأن سيطيح بإمكانية اجراء الانتخابات في السنة الجديدة، ولو ان هناك إمكانية للتأجيل لوقت وجيز لأسباب تقنية.

وفي معلومات لمصادر «القوات» ان لا تغيير في حصة «القوات» الوزارية لا كمّاً ولا نوعاً، وأن الرئيس المكلف طرح عرضاً على جعجع في عشاء «بيت الوسط» بأن تؤول حقيبة «الصحة» إلى القوات، لكن جعجع رفض العرض، لأنه إذا قبل بالصحة، التي عاد النائب وليد جنبلاط إلى التمسك بها، فإن عليه الاختيار بين العدل أو التربية، بدلاً من «الاشغال»، وهو ما ترفضه «القوات» جملة وتفصيلاً.

لكن مصادر أخرى أكدت ان الرئيس الحريري لم يطرح أي تغيير في الحصة القواتية، وأن النقاش تركز على خلفيات وأسباب عودة التأليف إلى نقطة البداية بعدما كانت الأمور وصلت إلى تشكيلة منطقية ومستوفية الشروط:

وذكرت المصادر ان فكرة تخلي المستقبل عن حقيبة الاتصالات للمردة والتي طرحت في الأيام الماضية استبعدت نهائياً، فيما آخر العروض بالنسبة «للمردة» كانت الاقتصاد أو الصناعة.

بدورها، لم تتحدث مصادر عونية عن أي مفاجآت جديدة، مؤكدة ان نواب تكتل التغيير والإصلاح سيكونون اليوم على بيّنة من موضوع حصول تواصل أو عدمه بين بعبدا وبنشعي، وذلك في اجتماع التكتل المقرّر إنعقاده بشكل دوري كل نهار ثلاثاء.

من جهتها، أكدت مصادر قواتية لـ«اللواء» ان أي تعديل حول حصة «القوات» في الحكومة لم يطرأ، وأن العقدة غير موجودة لديها، كاشفة ان ما عُرض عليها لا يزال ساري المفعول لجهة نيابة رئاسة الحكومة ووزارات الاشغال والاعلام والشؤون الاجتماعية.

الوزير الكندي

في هذا الوقت بقي الاهتمام الدولي بالوضع اللبناني سيّد الموقف، وكان الأبرز على هذا الصعيد الجولة التي قام بها وزير الخارجية الكندي ستيفان ديدن، قبل ان ينهي زيارته لبيروت اليوم، والتي استغرقت خمسة أيام، على كل من الرؤساء عون ونبيه برّي وتمام سلام، ويعقد محادثات مع نظيره وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.

ونقل الوزير ديون الى الرئيس عون في مستهل اجتماعه به تهاني رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، وتمنياته له  بالتوفيق، مؤكداً على الاهمية التي توليها بلاده لحضور الجالية اللبنانية فيها، وعلى حرص حكومته على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعميم صيغة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في لبنان كنموذج يحتذى.

وقال ديون أن رئيس حكومة بلاده يعتبر لبنان مفتاح المنطقة والعالم لا سيما لجهة تنوعه، مؤكداً إستعداد كندا لمساعدة لبنان في تحمل أعباء النزوح السوري اليه، وأعلن عن مساعدة كندية للقوى المسلحة اللبنانية إضافة الى مساعدات في المجالين التربوي والاقتصادي وعن إعادة بلاده العمل ببرنامج دعم اللاجئين الفلسطينيين الذي كانت الحكومة الكندية السابقة قد اوقفته. وشدد الوزير الكندي على دعم لبنان المستقر والديموقراطي والهانئ.

ومن جهته، ابلغ عون الوزير الكندي حرص لبنان على تعزيز العلاقات اللبنانية-الكندية وتطويرها في المجالات كافة، مؤكداً على ان للجالية اللبنانية في كندا مساهمات ايجابية في المجتمع الكندي. وشدد الرئيس عون على ان عوامل الاستقرار والامن باتت متوافرة في لبنان، داعياً الى إعادة تسيير خط الرحلات الجوية المباشرة بين مونتريال وبيروت، لافتاً نظره الى ان الاوضاع العامة في البلد بدأت تتحسن تدريجياً منذ الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى أن وجود اعداد كبيرة من النازحين السوريين إضافة الى اللاجئين الفلسطينيين أدى الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية لا سيما وأن إمكانات لبنان محدودة والكثافة السكانية فيه مرتفعة.

ودعا الرئيس عون كندا والمجتمع الدولي الى العمل لحل سياسي للوضع القائم في سوريا ومساعدة السوريين للبقاء في أرضهم، معتبراً أن إعادة إعمار سوريا أمر في غاية الاهمية من اجل إعادة تثبيت الاستقرار في المنطقة.

وزار الوزير ديون في خلال جولته أمس، البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، بعدما كان تناول الفطور مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، خلال مأدبة اقامتها السفيرة الكندية في لبنان ميشيل كاميرون.