IMLebanon

مانشيت اليوم : حصيلة قمتي الرياض والدوحة: رهان على قدرة لبنان ردع التدخلات

 

مانشيت اليوم : حصيلة قمتي الرياض والدوحة: رهان على قدرة لبنان ردع التدخلات

عون يرفض أي دور للسلاح في الداخل.. وأزمة نفايات تتجدّد بعد إغلاق الكوستا برافا

 

فيما شكلت زيارتا الرئيس ميشال عون برفقة الوفد الوزاري الثماني، إلى كل من الرياض والدوحة، محاولة جدية لبنانية، لترميم العلاقات أو إعادة إحيائها مع المحيط العربي من البوابتين السعودية والخليجية، كانت المخاوف تتجدد من عجز الطبقة السياسية عن إنتاج قانون جديد للانتخابات، مما يعني أن ابغض الحلال اجراؤها على اساس قانون الستين، كما انها تتجدد من بروز أزمة نفايات جديدة، تسببت بها نفايات مطمر «الكوستابرافا» الذي يصب به نهر الغدير، ما نجم عن ذلك من تكاثر طيور «النورس» في المكان، وبالتالي إعاقة حركة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الامر الذي حضر بقوة في مجلس الوزراء، وكان موضع متابعة بين الرئيس سعد الحريري ووزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس، حيث تم في الاجتماع الذي عقد بينهما بعد انتهاء مجلس الوزراء اتخاذ إجراءات سريعة وكفيلة بمعالجة خطر هذه الطيور على سلامة الملاحة الجوية، ووضع مصب نهر الغدير، لينتهي اليوم الطويل بقرار لقاضي الأمور المستعجلة حسن حمدان بايقاف إلقاء النفايات في مكب «الكوستابرافا» ريثما ترفع الوزارات المعنية تقاريرها على هذا الصعيد.

زيارة قطر

رئاسياً، وفيما استمرت المفاعيل الإيجابية لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس عون والوفد المرافق له، انتقل رئيس الجمهورية من الرياض إلى الدوحة، المحطة الثانية في أولى جولاته العربية بعد انتخابه رئيساً للجمهورية.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل في الديوان الاميري الرئيس عون وعقد معه جلسة مباحثات رسمية قبل ظهر أمس، حضرها نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الداخلية وعدد من الوزراء، وعن الجانب اللبناني الوفد الوزاري المرافق للرئيس عون.

وأوضحت الوكالة أن المباحثات تطرقت إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها تطورات الأحداث في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات. واتفق على تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، على أن تقصد برئاسة رئيسي الحكومة في كل منهما. كما اتفق أيضاً على تشجيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بما يعود بالنفع على الجانبين.

وسبق جلسة المحادثات استقبال رسمي للرئيس عون، حيث لاقاه الأمير تميم واستعرضا معاً حرس الشرف. وبعد الجلسة الموسعة، عقدت خلوة دامت نصف ساعة بين الرئيس عون والشيخ تميم استكملت خلالها النقاط التي اثيرت في الجلسة الرسمية.

وقالت مصادر الوفد اللبناني أن الأمير تميم رحب بالرئيس عون، معرباً عن ارتياح دولة قطر لانتخابه واصفاً انه كان «الخيار الافضل»، وكاشفاً أن بلاده تتطلع إلى تنمية العلاقات بين البلدين.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الرئيس عون طلب من الأمير تميم أن تمضي بلاده في استخدام صداقاتها وتأثيراتها للمساهمة في تحرير الجنود اللبنانيين التسعة الذين يحتجزهم تنظيم «داعش»، إضافة إلى المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والصحافي سمير كساب.

وعلى الرغم من حراجة الوضع ودقته، وعد الأمير تميم ببذل ما تستطيعه بلاده في سبيل ذلك، كما وجه الرئيس عون دعوة لأمير قطر لزيارة لبنان ووعد بتلبيتها.

وفي معلومات «اللواء» من مصادر دبلوماسية عربية، أن كلا الزيارتين ساهمتا في طي صفحة الالتباسات الماضية، وأن دول الخليج، وفي مقدمها السعودية وقطر حريصة على دعم لبنان المعافى، وعلى إعادة تحريك المساعدات والتبادل التجاري وحركة سفر المواطنين بين البلدين، في إطار تأكيد الالتزام اللبناني بالانتماء إلى محيطه العربي، والعربي لاحتضان لبنان والتجاوب مع متطلباته.

وتوقعت هذه المصادر أن يتفعل عمل «البنك الإسلامي للتنمية» سواء في تقديم قروض أو مساعدات طويلة الأجل، لإنهاض مشاريع تقترحها الحكومة اللبنانية.

وفي ما خص الهبات لدعم الاقتصاد والمؤسسات الأمنية والعسكرية، فإنها ستوضع على السكة المناسبة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن استقبال الملك سلمان واختيار الرئيس عون أن تكون الرياض أول زيارة له بعد انتخابه، يعبّر عن سعي جدي لتطبيع العلاقات الثنائية التي شابها الكثير من اللغط والتوتر والفتور في الأعوام الثلاثة الماضية.

ولا تخفي هذه المصادر أن «فترة الاختبار هذه بقدر ما تشكّل نظرة إلى الأمام، تشكّل امتحاناً للبنان وقيادته الجديدة في الدفاع عن مصالحه، مما يعني تجاوزاً سياسياً لتحافات مع محور إيران في المنطقة».

وإذ نصحت مصادر سياسية لبنانية بعدم رفع سقف التوقعات، دعت إلى رصد النتائج في ضوء فتور ملحوظ في تعامل اعلام «حزب الله» مع الزيارة الرسمية للرئيس عون، لا سيما إلى الرياض، على الرغم من الاجتماعات البعيدة عن الأضواء التي عقدها الوزير جبران باسيل مع قياديين في الحزب للتعاطي مع الزيارة بعيداً عن التشويش.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس عون أن لبنان «لم يقم بأي عمل يضر بالمصلحة العربية، خاصة مصالح المملكة العربية السعودية، وان الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يستخدم في الداخل، مشيراً إلى أن وجود السلاح في الأصل كان مرتبطاً بظروف دقيقة.

كما أوضح، وفقاً لما نقلت عنه محطة «العربية»، انه لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، وهذا الدور أصبح جزءاً من ازمة الشرق الاوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والايرانيون.

مجلس الوزراء

في بيروت، وبانتظار عودة الرئيس عون والوفد المرافق اليوم، عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الثانية بعد نيل الثقة في السراي الكبير برئاسة الرئيس الحريري، والتي غلب عليها الطابع السياسي، على خلفية الكلام الذي أعلنه رئيس الحكومة حول «الزيارة التاريخية والناجحة» للرئيس عون الى السعودية وقطر، واصفاً المحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه الرئيس عون وتجاه اللبنانيين عموماً بأنها «ليست غريبة عن المملكة وقيادتها والتي كانت النصير الأوّل لأمن لبنان واستقراره وسلامة العيش المشترك بين أبنائه، بعيداً عن التدخل الخارجي».

وطفت على المداولات الروح الإيجابية، على الرغم من «فورة الغضب» التي انتابت وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان الذي لم يتمكن من انتزاع سلفة مالية لتسيير أمور وزارته الطموحة والمستحدثة لإعلاء شأن المرأة، وعلى الرغم ايضاً من ارجاء البت ببند تعديل كامل القسم الثاني من النظام المالي لهيئة إدارة البترول، بناء على طلب الوزير المعني سيزار ابي خليل، نظراً لوجود وزير المال ضمن الوفد المرافق للرئيس عون.

وفي ما خص البند الرابع المتعلق بطلب الوزير معين المرعبي تقديم ما يلزم لتحسين وضعية وزارته المتعلقة بملف النازحين السوريين، وبناء على طلب نائب رئيس الحكومة غسّان حاصباني، تحوّلت خلية الأزمة الى لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة تُعنى بهذا الملف، بعد تقرير البنك الدولي عن النفقات والاحتياجات، وانطلاقاً من ان البنية التحتية اللبنانية معدة لخدمة ثلاثة ملايين لبناني، فإذا بها اليوم مطلوب منها خدمة ستة ملايين شخص يقيمون على الأرض اللبنانية.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن الجلسة المقبلة ستعقد في القصر الجمهوري، لبت المواضيع المرجأة، من دون استبعاد حصول تعيينات إدارية في بعض المراكز الشاغرة، ومن بينها محافظ جبل لبنان.

مطمر «الكوستابرافا»

ونفى وزير البيئة طارق الخطيب في تصريح لـ«اللواء» أن يكون مجلس الوزراء قد اتخذ في جلسته أمس اي قرار يتصل بوقف الطمر في «الكوستابرافا»، وقال ان قرار قاضي الأمور المستعجلة قضائي ولم يصر الى تبلغ مضمونه.

وكانت مصادر وزارية قد أكدت أن المجلس لم يبحث أمس في موضوع مطمر الكوستابرافا إطلاقاً، وأن الاجتماع الثنائي بين الرئيس الحريري والوزير يوسف فنيانوس والذي تركز على موضوع تأثير الطيور على حركة الملاحة الجوية جرى في خلاله التوافق على زيادة المعدات بشأن «الذبذبات» التي يمكن ان تحول دون هذا التأثير.

ولفتت المصادر إلى أن الموضوع اثير عرضياً، ولم يتناول المجلس بالتفصيل حول الاضرار الناجمة عن الطيور وخطرها على حركة الطيران.

وأكّد الوزير غازي زعيتر لـ«اللواء» انه كان قد حذر الحكومة السابقة من فتح مطمر بالقرب من المطار، وأن هذه المعدات التي اتفق سابقاً على استخدامها لن تكون لها فعالية في مسافة معينة بعد سور المطار، مشيراً إلى انها تعمل فقط ضمن محيط المطار وعند عملية اقلاع الطائرة، لافتاً إلى ان الخطورة تكمن في مصادفة الطائرة لطيور تحلق في السماء، مثلما حصل أمس الاول مع طائرة «الميدل ايست» أو مرورها في الأجواء القبرصية.

ووصف الوزير زعيتر أجواء الجلسة بالهادئة وبأنها تتسم بالجدية.

إلى ذلك، علم أن الرئيس الحريري طلب من الوزراء اعداد المشاريع الخاصة بالوزارات تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

قانون الانتخاب

نيابياً، نقل نواب لقاء الأربعاء عن الرئيس نبيه بري توجسه من ان تكون نيات بعض القوى السياسة استقرت على اعتماد قانون الستين في الانتخابات المقبلة، خلافاً لما يعلن.

وكشف انه خلال اجتماع مكتب المجلس اليوم سيطرح عقد جلسات مراقبة ومحاسبة للحكومة في اطار تفعيل دور المجلس.

ولم يستبعد مصدر نيابي تحديد موعد الجلسة التشريعية قبل نهاية هذا الشهر.

وحضر الملف الانتخابي في اجتماع تنسيقي بين حزبي الكتائب والأحرار، حيث أكّد رئيس الكتائب النائب سامي الجميل أن التسوية السياسية السارية المفعول في البلاد تتضمن بقاء قانون الستين، خلافاً لما يعلن.

وفي إطار متصل، علمت «اللواء» أن الاتصالات مستمرة مع النائب وليد جنبلاط، في ما خص قانون الانتخاب الجديد الذي يحرص الرئيس الحريري على التوصّل إليه بتفاهم جميع المكونات لاجراء الانتخابات على اساسه، انسجاماً مع البيان الوزاري للحكومة.